‫ وسائل إعلام أمريكية تشيد بوساطة قطر الناجحة في غزة

واشنطن- زينب إبراهيم

أشادت وسائل إعلام أمريكية وخبراء ومراقبون بما أعلنته وزارة الخارجية القطرية عن نجاح وساطة دولة قطر بالتعاون مع الجمهورية الفرنسية الصديقة، في التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و(حماس)، يشمل إدخال أدوية وشحنة مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، لا سيما في المناطق الأكثر تأثراً وتضرراً، مقابل إيصال الأدوية التي يحتاج إليها المحتجزون في القطاع، معتبرين أنها خطوة مهمة في سياق مباحثات الرهائن التي تعد أولوية العملية التفاوضية التي تم استئنافها بين حماس وإسرائيل من أجل الإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس.

جهود دبلوماسية

وأكد آندي تريفور الباحث الأكاديمي بالمعهد التقدمي الأمريكي الجديد: إن الجهود الدبلوماسية ووجود إستراتيجية إقليمية ودولية داعمة للغايات الإنسانية والإفراج عن الرهائن تشكل أولوية مهمة، وحالة الرهائن بكل تأكيد كانت جزءاً رئيسياً للتفاوض، ذلك عبر الأدوية والمساعدات التي سترسل إلى مدينة العريش المصرية على متن طائرتين تابعتين للقوات المسلحة القطرية، تمهيداً لنقلها إلى قطاع غزة، وهي لوجستيات مهمة للأبعاد الإنسانية المرتبطة بالحرب في ظل جهود إنهاء النزاع.

وساطة قطرية

ولفت تقرير بثه راديو NBR الأمريكي إلى أن قطر- التي توسطت بنجاح في هدنة سابقة لوقف إطلاق النار- ما زالت تواصل جهودها المهمة في الوساطة الإنسانية ودفع استئناف مقترحات الإفراج عن الرهائن وجهود إنهاء النزاع المتصاعد والذي كانت له أصداء إقليمية خطيرة، فالتطورات في البحر الأحمر واليمن شكلت تهديدات لتصاعد النزاع، ومن جانب آخر أكدت فرنسا أنها تعمل منذ أكتوبر على الصفقة التي ستوفر أدوية تكفي لمدة ثلاثة أشهر لـ 45 رهينة يعانون من أمراض مزمنة، بالإضافة إلى أدوية وفيتامينات أخرى، وهذا هو أول اتفاق معروف بين الأطراف المتنازعة منذ هدنة استمرت أسبوعا في نوفمبر.

تداعيات إنسانية

ولفت تقرير نشرته سي إن إن إلى أنه من ناحية أخرى، تتفاقم الأزمة الإنسانية في غزة سوءاً، مع نزوح 85 % من سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة من منازلهم، وتحذير وكالات الأمم المتحدة من المجاعة الجماعية والمرض، ويهدد الصراع بالاتساع بعد أن تبادلت الولايات المتحدة وإسرائيل الضربات مع الجماعات المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة، وتم إطلاق سراح ما يقرب من نصف الرهائن خلال الهدنة التي توسطت فيها قطر، لكن ما زال أكثر من 100 منهم في الأسر، في ظل ضغوطات دولية عديدة لإنهاء الحرب، كلما طال أمد الحرب، مع قناعات دولية راسخة أنه كلما زاد تهديدها بإشعال جبهات أخرى في جميع أنحاء المنطقة.

تصاعد الاشتباكات

وأوضح آندي تريفور أنه بعد أسابيع من القتال العنيف في شمال قطاع غزة، قال مسؤولون إسرائيليون في بداية العام إنهم سيقلصون عملياتهم هناك، وتحول التركيز إلى مدينة خان يونس الجنوبية ومخيمات اللاجئين المبنية في وسط غزة والتي يعود تاريخها إلى حرب عام 1948 التي أعقبت قيام إسرائيل، لكنهم واجهوا هناك أيضا مقاومة شديدة، وقال الجيش إن 25 صاروخا على الأقل أطلقت على إسرائيل يوم الثلاثاء مما أدى إلى إلحاق أضرار بمتجر في واحدة من أقوى عمليات القصف منذ أكثر من أسبوع، ومن جانب آخر تتبادل إسرائيل وجماعة حزب الله اللبنانية إطلاق النار على طول الحدود كل يوم تقريبا منذ بدء الحرب في غزة، وازدادت حدة الضربات والهجمات المضادة منذ مقتل نائب الزعيم السياسي لحركة حماس في بيروت هذا الشهر في غارة إسرائيلية مما أثار مخاوف من تكرار حرب 2006.