14 % يتركون الدراسة الجامعية في السنة الأولى

محليات
16
غنوة العلواني
أكد عدد من الطلبة لـ الشرق أن هناك عدة أمور تؤدي إلى تسرب الطلاب من مقاعد الجامعة وأبرزها عدم الرغبة في التخصص وزيادة الأعباء الدراسية وعدم تحمل الضغوط إلى جانب الاتجاه مبكرا إلى سوق العمل أو الرغبة في تأسيس عمل خاص وأيضا قد يكون العائق ماديا.. وعلى الرغم من الجهود التي تبذلها جامعة قطر في دعم الطلبة وزيادة نسبة الالتحاق إلا أن التسرب من مقاعد الدراسة لا يزال مستمرا.
وقد أتاحت الجامعة لطلابها فرصة تغيير الكلية وتغيير التخصص وخيارات أخرى لكي يتأقلم مع تخصصه الجامعي.. وكانت الجامعة قد أكدت أن نسبة المتسربين ليست كبيرة مقارنة بالجامعات العالمية ولكنها تعتبر من أبرز المشاكل التي تواجه الطلبة خلال السنتين الأولى والثانية وإذا تجاوز الطالب هاتين السنتين فستكون احتمالية أن يكمل دراسته الجامعية عالية جدا..
ويتراوح معدل التسرب من السنة الأولى أو الثانية والمسجلين لأول مرة في مرحلة البكالوريوس نحو 14 %… ويعتبر التسرب من الجامعات ظاهرة عالمية وهي من أكبر التحديات التي تواجه الطلبة.. وأيضا هناك مجموعة من العوامل التي تؤدي لتسرب الطلاب من الجامعة ومن ضمنها نسبة الطالب في الثانوية العامة وخاصة الذين نسبهم تقع في النطاق الأدنى لنسبة القبول في الجامعة.. حيث إن أكثر من 60 % من الطلبة الذين معدلهم ما بين 70 و75 % يكملون السنة الأولى بإنذارات أكاديمية وهم إما ينسحبون أو يكملون تعليمهم الجامعي بمستوى منخفض.
مهارات الطلاب
وهناك عوامل مرتبطة بالمهارات لدى الطلاب حيث إن بعض الطلبة ليس لديهم المهارات اللازمة لإكمال التعليم الجامعي كالمهارات الاجتماعية والتعليمية ومهارات اللغة والتعبير وهذا تحد يواجه الطلبة بشكل كبير.
وأيضا يعاني بعض الطلبة من تحد في الرياضيات واللغة وبعض المواد الأخرى إلى جانب التحديات الاجتماعية والتي أيضا لها تأثير سلبي حيث يخرج الطالب من المدرسة ضمن بيئة محددة وواضحة ومن ثم ينتقل إلى الجامعة ويكون الاعتماد على نفسه بشكل كامل في اختيار المواد والتخصص.
دعم أكاديمي
وتقوم الجامعة بتوفير دعم أكاديمي جيد وتوجيه وتقديم الأساسيات إلى جانب اللقاء التعريفي الذي يربط الطالب بالجامعة. وهناك خدمات وبرامج مختلفة تساعد الطلبة في تكوين خطة وهدف ودافعية لإكمال تعليمهم الجامعي. كما أن الجامعة تعطي الفرصة لمن أخفق في اختيار تخصصه أن يقوم بالتحويل وتقدم الدعم للطلبة عن طريق المدرسين والمرشدين الأكاديميين وهناك مجموعة من الخدمات الداعمة للطلبة عن طريق مركز التعلم لتنمية المهارات العامة واكتساب المعرفة اللازمة للنجاح.. وهناك من يعاني من ظروف اجتماعية وشخصية عليه اللجوء إلى مركز الاستشارات الطلابية.
وإذا وجد الطالب صعوبة في اختيار التخصص أو الكلية عليه اللجوء إلى مركز التطوير المهني لمساعدته على التفكير بشكل منهجي وتحديد أهدافه الأكاديمية والمهنية وبناء الخطط خلال السنوات المقبلة بناء على هذه الأهداف.. وأيضا هناك بعض الطلبة لديهم ضعف في المهارات العامة مثل التعبير والمهارات الاجتماعية والجامعة تقدم دورات وورش عمل لدعم الطلاب عبر المراكز المختلفة في الجامعة. واللقاء التعريفي يدعم مهارات الطالب الجامعي ويساعده في التعرف على كافة مناحي الحياة الجامعية. وهذه جهود تبذل من قبل الجامعة طبقت بشكل كامل وأثبتت نجاحها بشكل كبير.. والعمل جارٍ لتقليل التسرب قدر المستطاع..
العودة لمقاعد الدراسة
كما أن سياسة الجامعة تسمح للطالب المتسرب بالعودة إلى الحرم الجامعي وأن قضية الإنذارات الأكاديمية بحد ذاتها تنبيه للطالب والجامعة تفصل الطالب بعد توجيه عدة إنذارات أكاديمية له وإذا حصل على 3 إنذارات يتم فصله بسبب انخفاض أدائه وذلك بعد التأكد من أن الطالب لا يستطيع أن يحقق النجاح في الجامعة.. كما أن الطالب الذي فصل بسبب انخفاض الأداء الأكاديمي بشكل مزمن بعد 3 أو 4 فصول يمكن أن يعود للجامعة بأكثر من طريقة ومنها الالتحاق بمؤسسة تعليم عالٍ أخرى ومن ثم يعود كطالب محول أو يمكن له أن يعود عن طريق إعادة القبول في إطار عدد من الشروط والضوابط التي حددتها الجامعة..
إعادة القبول
يمكن للطلبة الذين تركوا مقاعد الدراسة في جامعة قطر العودة إلى مقاعدهم الدراسية عن طريق تقديم طلب إعادة القبول وبالنسبة للمتقدمين الذين وضعوا تحت حالات الانسحاب من الجامعة أو الغياب المطول أو تعليق عن البرنامج التأسيسي بسبب الغياب، يمكنهم الاختيار بين أحد الخيارين، الخيار الأول العودة بسجل أكاديمي جديد تحفظ فيه المقررات والدرجات التي تم الحصول عليها قبل إعادة القبول بجامعة قطر لكنها لا تحسب ضمن متطلبات الخطة الدراسية ولا تعتبر في السجلات الأكاديمية للطلاب بما في ذلك حساب المعدل التراكمي العام للطالب.
زايد العذبة: أسباب كثيرة تعيق الطلبة
أكد الطالب زايد العذبة من كلية الهندسة بجامعة قطر أن هناك أسبابا كثيرة قد تعيق الطلبة من إكمال تعليمهم الجامعي ومن أبرزها صعوبة التخصص وكثرة الأعباء الدراسية وعدم وجود الرغبة الحقيقية هي أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ابتعاد الطالب عن الدراسة الجامعية. وتابع أن هناك أسبابا مادية أيضا تقف أيضا في وجه بعض الطلبة تمنعهم من إكمال تحصيلهم العلمي وأشار إلى أن هناك آثارا اجتماعية للتسرب من الدراسة الجامعية تتمثل فـي خـروج الطالـب إلى المجتمع وهو غيـر مـزود بالمهـارات اللازمـة ومحـدود التعلـيم للحياة وتطوراتها حيث يصـبح إنسـانا ينقصـــه الكثيـــر مـــن الخبـــرات والمهـــارات الحياتيـــة والتكــــــــوين النفســــــــي والنضــــــــج الاجتمــــــــاعي هــــــــذا بالإضــــافة إلى عــــدم الرضــــا الــــذي يصــــيب الأســــرة نتيجــــة لتســــرب الطالــــب بعد أن كانـــــــت تعـــــــول عليـــــــه ممــا يجعــل الأســــرة تتحمــــل العــــبء الأكبــــر فــــي تــــوفير الحلــــول البديلـــــة لضـــــمان مســـــتقبل أبنائهـــــا.
عيسى المراغي: عدم التأقلم مع الحياة الجامعية
قال الطالب عيسى المراغي إن من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ابتعاد الطالب عن مقاعد الدراسة هي عدم التأقلم مع الحياة الجامعية وأيضا الإخفاق في اختيار التخصص وقد يلجأ الطالب إلى اختيار تخصص لا يتناسب مع ميوله واتجاهاته ويخفق في متطلباته الأكاديمية وبالتالي فإن الطالب قد يشعر بالإحباط ومن ثم ينسحب من الجامعة ويتجه إلى الطريق الأقصر وهو سوق العمل.. وتابع المراغي أن هناك جهودا كبيرة تبذل من قبل الجامعة في سبيل استبقاء الطلبة على مقاعد الدراسة حيث وفرت لهم مرشدا أكاديميا وفرصة تغيير التخصص وتغيير الكلية وغيرها من الخيارات التي تساهم في إكمال الطالب لمسيرته التعليمية..
محمد العسيري: سياسة التقليد تتحكم في ميول الطلبة
أكد الطالب محمد العسيري أن هناك بعض الطلبة في الجامعة يتبعون سياسة القطيع التي قد تتحكم في اختياراتهم وحتى في ابتعادهم عن مقاعد الدراسة ربما يكون الخيار جماعيا في الاتجاه إلى سوق العمل أو الالتحاق بتخصص قد لا يتناسب مع قدرات وميول الطلاب وهنا قد يخفق الطالب في اختيار تخصصه فينسحب من الجامعة ويتجه إلى سوق العمل.. وأضاف: أيضا من أسباب ابتعاد الطلبة عن مقاعد الدراسة والتسرب من التعليم الجامعي عدم رغبة الطالب في التخصص الذي اختاره حيث إن بعض الطلبة قد يرغمون على دراسة تخصصات لا يرغبون بها على الإطلاق ويؤدي هذا إلى نفورهم من الدراسة وقد يسجل الطالب رغبته في المقام الأول ولكن ربما لأسباب معينة لا يستطع دراسة التخصص.
سعيد المري: جلسات إرشاد أكاديمي للطلبة الراغبين بالانسحاب
قال الطالب سعيد المري: يجب أن تكون هناك آلية واضحة لمنع تسرب الطلبة من التعليم الجامعي وخاصة ممن اجتازوا السنة الأولى بنجاح، وأضاف: يجب أن يترك الخيار للطالب لاختيار التخصص الذي يرغب به حتى لا تتحول الجامعة إلى عبء حقيقي على عاتق الطالب. مشيرا إلى أن هناك عدة أسباب تؤدي إلى ابتعاد الطالب عن الحياة الجامعية ومنها كثرة الواجبات الدراسية وعدم التأقلم مع الحياة الجامعية بصورتها الحالية وقال إن الطالب الذي يريد الانسحاب من الجامعة عليه أن يخضع لجلسة إرشاد أكاديمي لمعرفة الأسباب وإيجاد الحلول.. لافتا إلى أن صعوبة الدراسة تأتي في المقام الأول ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ابتعاد الطالب عن الدراسة الجامعية إلى جانب كثرة الأعباء وعدم تقبل الحياة الجامعية مقارنة بالحياة المدرسية وقد يجد الطالب نفسه أمام فجوة كبيرة وفي حالة من عدم الاستقرار وقد لا يتقبل الأجواء الجامعية وبالتالي يختار الطريق الأسرع ويتجه إلى سوق العمل..
محمد الرميحي: الانسحاب قد يكون قراراً شخصياً
يرى الطالب محمد الرميحي أن جامعة قطر تبذل جهودا كبيرة في سبيل استبقاء الطلبة على مقاعد الدراسة ولكن هناك أمور تتعلق بالطالب نفسه ورغبته الشخصية في التسرب من الجامعة قبل الانتهاء من سنواته الدراسية وقد تكون الأسباب مادية أو عدم حصول الطالب على جهة راعية له أو إرغامه على دراسة تخصص لا يرغب به منذ البداية ولكن تحقيقا لرغبة ولي أمره وهنا قد يرى الطالب نفسه غير قادر على إكمال تعليمه الجامعي وقد نلحظ انخفاضا في تحصيله الأكاديمي ومن ثم الرسوب المتكرر وعدم الحضور إلى الجامعة ويؤدي به الأمر إلى الانسحاب وهنا لابد من مساعدة الطالب والوقوف على احتياجاته ومواجهة التحديات التي تعترض طريقه حتى يحقق النجاح في دراسته الجامعية كما أن الضغوط الدراسية وكثرة الأعباء الملقاة على عاتق الطالب قد تساهم في ابتعاده عن الجامعة. وأضاف أن الطالب يخرج من الحياة المدرسية وهو يحمل فكرا معينا ونمط حياة معينة وقد يتفاجأ بكثرة الأعباء الملقاة على عاتقه في الحياة الجامعية التي تختلف بشكل كبير عن الأجواء المدرسية.
مساحة إعلانية