سفير ألمانيا لدى الدولة: علاقات قوية وموثوقة تجمعنا مع قطر وزيارة الرئيس الألماني ستعمق العلاقات بشكل أكبر

محليات
78
السفير لوتار فرايشلادر
الدوحة – قنا
أعرب سعادة السيد لوتار فرايشلادر سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدوحة، عن ثقته بأن زيارة فخامة الدكتور فرانك فالتر شتاينماير رئيس ألمانيا الاتحادية للبلاد، ستعمق العلاقات بين البلدين بشكل أكبر، خاصة في ظل ما يجمع البلدين من علاقات قوية وموثوقة.
وقال سعادة السفير الألماني في حوار مع وكالة الأنباء القطرية/قنا/: “إن البلدين أقاما علاقات دبلوماسية رسمية في عام 1973، ولم يحافظا عليها على مدى الخمسين سنة الماضية فحسب، بل دأبا على توسيعها بشكل مستمر”، مبينا أن جمهورية ألمانيا الاتحادية تتعاون مع دولة قطر في الكثير من المجالات.
وحول توقعاته لطبيعة المحادثات الثنائية التي سيجريها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، مع فخامة الدكتور فرانك فالتر شتاينماير رئيس ألمانيا الاتحادية خلال الزيارة، قال: أنا متأكد من أن الصراع الحالي في الشرق الأوسط والتطور المحتمل في المنطقة سيكون موضوعا مهما، كما ستشمل هذه المحادثات أيضا تحديات عالمية أخرى، ربما تكون منها على سبيل المثال الحرب الروسية الأوكرانية.
وشدد سعادته على الدور الذي تضطلع به دولة قطر كوسيط في حل النزاعات في المنطقة، وتعزيز العلاقات الثنائية بين الدول، واصفا إياه بـ”المهم والحاسم”، وقال: “من المعروف أن قطر تلعب دورا مهما جدا بل وحاسما كوسيط، ولا تعمل فقط على حل النزاعات في المنطقة بل أيضا لتعزيز العلاقات الثنائية بين الدول الأخرى ونعرب في هذا السياق عن تقديرنا لدورها في تيسير الصفقة الناجحة مؤخرا بين إسرائيل وحماس، مما أدى إلى إطلاق سراح العديد من الرهائن، ومن بينهم مواطنون ألمان، وفتح الحدود أمام المساعدات الإنسانية لغزة”.
وأضاف في هذا الصدد، “لن ننسى أبدا الدور الحاسم والإنساني الذي لعبته دولة قطر خلال عملية إجلاء الرعايا الألمان والأوروبيين من أفغانستان في أغسطس 2021 وما بعده، ونحن ممتنون جدا لهذا الدعم ونقدر ضيافة قطر”.
وبشأن زيارة فخامة الرئيس الألماني للدوحة، أوضح سعادته أن من بين أهدافها توسيع أنشطة البلدين الثنائية، لتشمل تغير المناخ والتبادل الثقافي، إضافة إلى التعاون البحثي والعلمي بين الجامعات والمؤسسات البحثية، وذلك بعد أن وقع البلدان في وقت سابق العديد من الاتفاقيات، خصوصا الشراكة في مجال الطاقة وحوارهما الاستراتيجي السنوي.
وأكد أن الدوحة وبرلين تحتفظان أيضا بعلاقات اقتصادية ممتازة وتلعب التجارة والاستثمارات دورا قويا في هذا الإطار، حيث تعتبر قطر ثالث أكبر شريك تجاري لألمانيا في منطقة الخليج، وبلغ حجم التجارة الثنائية بينهما 1.8 مليار يورو في عام 2022 (منها 1.3 مليار يورو صادرات ألمانية). كما تمتلك قطر (بواسطة جهاز قطر للاستثمار ومستثمرين من القطاع الخاص) 17 بالمئة في فولكس فاجن، و9 بالمئة في /آر دبليو إي RWE/، وأكثر من 6 بالمئة في دويتشه بنك، و9 بالمئة في CureVac على سبيل المثال لا الحصر، وذلك في الوقت الذي يبلغ فيه إجمالي الاستثمارات القطرية (من ضمنها الفنادق والمكاتب وما إلى ذلك) في ألمانيا ما بين 25 و30 مليار يورو، وهو رقم كبير ومهم.
وأكد أن بلاده تتطلع أيضا إلى استثمارات قطرية في قطاع المناخ، مضيفا: “نحن جميعا نعرف تقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وبالتالي فإننا ندرك تماما أن هناك حاجة إلى المزيد من العمل المناخي على مستوى العالم، فالهيدروجين الأخضر على سبيل المثال سيكون بلا شك خطوة حاسمة نحو المستقبل طويل المدى لإمدادات الطاقة النظيفة، ونرى أنه يمكن لدولة مثل قطر أن تستغل مكانتها كمورد عالمي رئيسي للطاقة للمساهمة في التحول العالمي للطاقة”.
وأشار إلى أن قطر وألمانيا تحافظان على شراكات بين مختلف الجامعات، وبالتالي تتمتعان بتعاون مثمر في المجال التعليمي، في ظل وجود زيارات من الجامعات الألمانية، على سبيل المثال، وكذلك مع اتحاد الجامعات البافارية، الذي يزور رئيسه حاليا الدوحة، فضلا عن هدف قطر الاستراتيجي المتمثل في جذب المزيد من الجامعات الأجنبية لفتح فروع لها في قطر، وبالتالي يمكننا تعزيز هذا التعاون بشكل أكبر.
وأضاف “نحن فخورون جدا بوجود المدرسة الألمانية الدولية هنا في الدوحة، حيث يتلقى الأطفال من سن 3 سنوات تعليما ألمانيا، وينتهون بشهادة البكالوريا الدولية ثنائية اللغة، مما يمنح الطلاب إمكانية الوصول المباشر ليس فقط إلى الجامعات في جميع أنحاء العالم، ولكن أيضا إلى الجامعات الألمانية بدون خطوات إضافية مثل الكلية التحضيرية وشهادة اللغة وما إلى ذلك”.
واعتبر أن من الركائز المهمة الأخرى لسياسة بلاده الثقافية الخارجية تعزيز تعلم اللغة الألمانية، حيث يمكن مركز اللغة الألمانية التابع لجامعة حمد بن خليفة الطلاب (الكبار والصغار على حد سواء) من تعلم اللغة الألمانية والحصول على شهادات لغة معترف بها من معهد جوته الألماني. وابتداء من هذا العام الدراسي، قامت قطر بإدخال اللغة الألمانية كلغة أجنبية في مدرسة حسان بن ثابت الثانوية للبنين، وستزيد عدد المدارس التي يتم تدريس اللغة الألمانية فيها اعتبارا من العام الدراسي 2024 / 2025، حيث قامت ألمانيا بدعم دولة قطر في هذا المشروع منذ البداية. هذا بالإضافة إلى مدرسة طارق بن زياد للبنين، التي انضمت إلى شبكة المدارس الشريكة لنا منذ ما يقرب من 10 سنوات، ويتعلم الطلاب اللغة الألمانية كلغة أجنبية بدعم من ألمانيا.
وأوضح سعادة السفير الألماني أن عمق العلاقات بين البلدين يتجلى في عدد المشاورات الثنائية، مستعرضا في هذا السياق تبادل الزيارات بين الجانبين وعلى أعلى المستويات، بما في ذلك زيارة الدكتور روبرت هابيك نائب المستشار الألماني الوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية وحماية المناخ بجمهورية ألمانيا الاتحادية إلى الدوحة في مارس 2022. وزيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى ألمانيا في مايو 2022 وتوقيع اتفاقية شراكة في مجال الطاقة بين قطر وألمانيا. وقيام المستشار الاتحادي أولاف شولتز بعد أربعة أشهر فقط من ذلك في سبتمبر 2022، بزيارة إلى الدوحة (في أعقاب التوقيع على اتفاقية مع شركة كونوكو فيليبس بشأن تسليم الغاز القطري في نوفمبر 2022).
وأبرز سعادة السيد لوتار فرايشلادر سفير جمهورية ألمانيا الاتحادية لدى الدوحة في ختام حواره مع /قنا/ حضور العديد من المسؤولين الألمان فعاليات بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر عام 2022، وزيارة سعادة السيدة أنالينا بيربوك وزيرة الخارجية الألمانية للدوحة في مايو 2023، والزيارة الرسمية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى برلين في أكتوبر 2023، بدعوة من المستشار الاتحادي أولاف شولتز، والتي التقى خلالها أيضا الرئيس الاتحادي الدكتور فرانك فالتر شتاينماير ووزيرة الخارجية أنالينا بيربوك.
كما قام المبعوث الألماني الخاص للقضايا الإنسانية في الشرق الأدنى والأوسط، السيد دايك بوتزل، بزيارة إلى الدوحة في 5 نوفمبر الجاري، وفي 19 من نفس الشهر زار سعادة السيد توبياس ليندنر وزير الدولة بوزارة الخارجية الألمانية الاتحادية، الدوحة.
مساحة إعلانية