6 طالبات بالابتدائية يبتكرن حلولاً زراعية وبيئية مستدامة

محليات
632
❖ عبدالرحيم ضرار
قامت 6 طالبات من المدارس الابتدائية بالدولة بإنجاز عدد من الابتكارات التي تقدم حلولا صديقة للبيئة وتساهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة وذلك في مجالات الزراعة وإنتاج الأعلاف الحيوانية وتربية الأحياء البحرية واستغلال المساحات الصحراوية الشاسعة في مختلف أنحاء البلاد. وشملت الابتكارات المقدمة من الطالبات بمدارس صفية بنت عبدالمطلب، والهدى، والذخيرة، الابتدائية للبنات، ابتكارا لإنتاج سماد من نبات الخميرة لتقليل المياه المهدرة خلال ري النبات وذلك باستخدام جهاز ذكي يقيس مستوى الرطوبة في التربة، وابتكارا علميا لإنتاج أعلاف الأسماك من الطحالب الدقيقة المزروعة محليا بدلا من استخدام الأسماك المجففة كأعلاف ويساهم هذا الابتكار في الحد من استنزاف الثروة السمكية، كما تضمنت ابتكارات الطالبات مقترحا يإنشاء مخيمات ذات طابع تراثي لاستغلال الأراضي الصحراوية شمال دولة قطر، في إطار تنفيذ رؤية قطر الوطنية 2030 لتحقيق التنمية المستدامة والاستفادة من المناخ الصحراوي.
سماد يقلل هدر المياه
قدمت الطالبتان فاطمة محمد وهيا محمد من مدرسة صفية بنت عبدالمطلب الابتدائية للبنات بحثا بعنوان «ما تأثير سماد الخميرة على نمو نبات الطماطم في دولة قطر؟». ويستهدف البحث تقليل كمية المياه المهدرة في ري النباتات وتسريع نموها. وقالت الطالبتان في مقدمة البحث إن دولة قطر تمتلك واحدا من أعلى معدلات استهلاك المياه المنزلية في العالم، يتم توفير المياه المنزلية إلى حد كبير من قبل المؤسسة العامة القطرية للكهرباء والماء (كهرماء) بالإضافة إلى الآبار المحلية والبلدية. وأضفن بالقول: يمثل سقي الحدائق المنزلية جزءا هاما من كمية استهلاك المياه ومن منطلق وعينا نحن كشباب قطري قررنا البحث عن حل يساعدنا في التحكم والحد من إهدار المياه وتقليل التكاليف والحفاظ على الموارد المائية. قمنا بتصميم جهاز ذكي باستخدام لوحة الأردوينو وحساس الرطوبة للتحكم في كمية الماء من خلال قياس مستوى رطوبة التربة إضافة لاستخدام الطاقة الشمسية في تزويد الجهاز بالطاقة وشحن البطاريات المشغلة له تعزيزا لقيمة الاستدامة.
الزراعة بالخميرة
وقالت الطالبتان: قمنا في هذا البحث بتفعيل فكرة الزراعة باستخدام الخميرة عن طريق عمل تجربة مصغرة باستخدام 10 نباتات من الطماطم وقمنا بعمل التجربة داخل البيت الأخضر في المدرسة حيث قمنا بري 5 نباتات عن طريق سماد الخميرة و5 نباتات أخرى بالماء دون أي إضافة يومياً ومن خلال التجربة تبين لنا أن النبتة التي تم سقيها بسماد الخميرة تسارع نموها وأعطت نتائج أفضل وحققت فرضيتنا وقمنا بمشاركة بحثنا مع طالبات الصف السادس وأولياء الأمور وعمل مقابلة مع أحد المهندسين الزراعيين المهندس سمير العتبي من الشؤون الزراعية في وزارة البلدية حيث تمت مناقشته عن تطبيق سماد الخميرة على نبات الطماطم وإذا كان يقدم للنبات المواد الغذائية التي يحتاجها وقد شاركنا نفس الرأي. وفي سعيهما لتطبيق الفكرة من النظري إلى العملي، قالت الطالبتان: قمنا في هذا البحث بتفعيل فكرة الزراعة باستخدام الخميرة عن طريق عمل تجربة مصغرة باستخدام 10 نباتات من الطماطم وقمنا بعمل التجربة داخل البيت الأخضر في المدرسة حيث قمنا بري 5 نباتات عن طريق سماد الخميرة و5 نباتات أخرى بالماء دون أي إضافة يومياً ومن خلال التجربة تبين لنا أن النبتة التي تم سقيها بسماد الخميرة تسارع نموها وأعطت نتائج أفضل وحققت فرضيتنا وقمنا بمشاركة بحثنا مع طالبات الصف السادس وأولياء الأمور وعمل مقابلة مع أحد المهندسين الزراعيين المهندس سمير العتبي من الشؤون الزراعية في وزارة البلدية حيث تمت مناقشته عن تطبيق سماد الخميرة على نبات الطماطم وإذا كان يقدم للنبات المواد الغذائية التي يحتاجها وقد شاركنا نفس الرأي.
أعلاف الأحياء البحرية
ومن جانبهن أعدت طالبات مدرسة الهدى الابتدائية للبنات بحثا علميا حول إنتاج أعلاف الأسماك من الطحالب الدقيقة المزروعة محليا للحد من استنزاف الثروة السمكية وبديلا عن استخدام السمك المجفف كأعلاف. والبحث من إعداد المعلمة ياسمين الرجودي والطالبتين ميرا عامر سلامة وإيمان مبارك القحطاني وجاء بعنوان «الطحالب الدقيقة كعلف مستدام لتربية الأحياء المائية.. الطحالب ثروة وطنية خضراء».
المستقبل الأخضر
تعتبر صناعة الأعلاف السمكية المستدامة أمرًا حيويًا لتلبية احتياجات متزايدة للأسماك وتعزيز الاستدامة في القطاع الزراعي ولا تزال تربية الأحياء المائية تعتمد على إنتاج مسحوق السمك كمكون رئيسي للأعلاف المائية نظرًا لأنه يتم الحصول عليها عن طريق صيد الأسماك (“أسماك العلف”) مما يسبب استنزافا في الثروة السمكية وبهذا قامت الباحثات بعمل دراسة حول إمكانية استخدام الطحالب الدقيقة المحلية كمصدر فعّال ومستدام لإنتاج الأعلاف السمكية ويهدف البحث إلى إنتاج أعلاف محلية باستخدام الطحالب كمكون رئيسي له الفضل في تحسين نمو الأسماك المستزرع ووقايته من الأمراض بسبب وجود مضادات أكسدة وعناصر ذات قيمة غذائية عالية في الطحالب المستخدمة وتحقيقا لرؤية قطر 2030 في التنمية المستدامة.
ويُستعرض البحث التركيب الغذائي للطحالب الدقيقة المحلية، مشيرًا إلى محتواها من البروتينات، والدهون، والفيتامينات، والمعادن. يُظهر البحث كيف يمكن أن يسهم هذا التركيب في تلبية احتياجات الأسماك من العناصر الغذائية المختلفة.
نتائج البحث
يُقدم البحث بعد تنفيذ التجربة في مختبرات جامعة قطر نظرة عن كثب على الطرق والتقنيات المستخدمة في إنتاج الأعلاف السمكية من الطحالب الدقيقة المحلية. يشمل ذلك عمليات الزراعة، والحصاد، والتجهيز. ويسلط البحث الضوء على فوائد استخدام الطحالب المحلية كبديل عن البروتين النباتي والحيواني ذات الأسعار المرتفعة المتوفر في الأسواق حالياً، حيث تشمل فوائد استخدام الطحالب المحلية لإنتاج أعلاف الأحياء المائية، التقليل من استنزاف الثروة السمكية في إنتاج البروتين، تخفيض تكاليف إنتاج البروتين من الأسماك، التقليل من استنزاف محاصيل مثل فول الصويا في إنتاج البروتين، إنتاج أعلاف مستدامة وغير مكلفة وتدعم الأمن الغذائي لدولة قطر.
يُختتم البحث بتلخيص النتائج والاستنتاجات الرئيسية، مع التأكيد على أهمية استمرار البحث والتطوير في مجال إنتاج الأعلاف السمكية المستدامة من الطحالب الدقيقة المحلية والاستفادة من الطحالب في المجالات الأخرى. وأوصت الطالبتان الباحثتان وزارة البيئة بتشجيع المزارعين على استخدام الطحالب كغذاء للأسماك، كما أوصتا باستخدام الطحالب الدقيقة المزروعة محليا للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي في قطر ودعم رؤية قطر 2030.
استغلال الأراضي الصحراوية
قام فريق البحث العلمي في مدرسة الذخيرة الابتدائية للبنات والمتمثل في الطالبة زليخة المهندي ووفاء محمود ومشرفة البحث أ. شيخة الأحبابي بتقديم مقترح إنشاء مخيمات ذات طابع تراثي لاستغلال الأراضي الصحراوية شمال دولة قطر تحقيقا لرؤية قطر في تحقيق التنمية المستدامة والاستفادة من المناخ الصحراوي. تعتبر دولة قطر واحدة من الدول الرائدة في مجال التنمية والابتكار، حيث تسعى دائماً إلى استغلال مواردها الطبيعية بشكل فعال ومستدام. ومن بين هذه الموارد تأتي الأراضي الصحراوية الواسعة التي تشكل جزءًا كبيرًا من البيئة القطرية. شعرنا بالمشكلة من خلال ملاحظة وجود مساحات واسعة من الأراضي الصحراوية في دولة قطر غير مستغلة اقتصاديًا أو سياحيًا. ومن هنا جاءت فكرة عمل دراسة حول إنشاء مخيمات ذات طابع تراثي في الأراضي الصحراوية المتروكة ولا تعود على الدولة بأي جدوى. قام الفريق البحثي بعمل مخطط لإنشاء مخيمات في المناطق الصحراوية حيث يتكون كل مخيم من مجموعة من الخيام ذات شكل جذاب وجلسة خارجية ومكان خاص بالشواء ومساحة مخصصة للعب ويوجد حاوية نفايات مقسمة لإعادة التدوير ويتم توليد الطاقة الكهربائية من خلال استخدام ألواح الطاقة الشمسية واستخدام نبات الشفلح كسياج للمخيم.
تعكس مخيماتنا التزام دولة قطر بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وتقوم هذه المخيمات بتحفيز السياحة البيئية وتعزيز الوعي بأهمية الحفاظ على الطبيعة والتراث الثقافي وتعتبر مخيمات قطر الحديثة ذات الطابع التراثي استثمارًا مستدامًا يعزز التوازن بين التطور الحديث والحفاظ على الهوية والتراث الثقافي. وقد تم تقديم الدعم اللازم لفريق البحث العلمي من خلال لجنة البحث العلمي بالمدرسة والمكونة من منسقة البحث العلمي أ. نسيبة أبوعوقر والنائب الأكاديمي أ. شيخة الكبيسي ومديرة المدرسة أ. هميان المهندي.
تشجيع الطلبة على البحث العلمي والابتكار
تقدم وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي دعما منقطع النظير للمدارس الحكومية بمختلف مراحلها والجامعات ومؤسسات التعليم العالي، وذلك انطلاقا من رؤيتها في تشجيع ودعم طلبة المدارس والجامعات للتفوق الأكاديمي والابتكار والإبداع العلمي، وذلك إيمانا منها بأهمية البحث العلمي والابتكار في تحقيق أهداف الإستراتيجية الوطنية الثالثة ورؤية قطر الوطنية 2030، حيث يعمل النظام التعليمي على إكساب الطلاب والطالبات مهارات متنوعة بجانب تنمية مهاراتهم وقدراتهم لإنجاز الأبحاث العلمية والابتكارات المختلفة التي تساهم في حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية وتحقيق الاستدامة. وتستهدف الوزارة عبر إستراتيجيتها إعداد جيل قادر على إحداث التغيير الإيجابي بالاعتماد على البحث العلمي والتقصي الدقيق لتلبية متطلبات المجتمع والتنمية المستدامة. وتوفر الوزارة للطلبة بيئة محفزة على التعلم والتفوق والابتكار. ووفقا لجهاز التخطيط والإحصاء فإن دولة قطر أصبحت ضمن أفضل 50 دولة في العالم عام 2022 مقارنة مع المرتبة 61 قبل عقد واحد فقط.
مساحة إعلانية