Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ مبدعون لـ الشرق: تجنب المجاملات ضرورة للجوائز الأدبية


ثقافة وفنون

20

الشرق تناقش مدى مصداقيتها وأهميتها للمبدعين

10 سبتمبر 2023 , 07:00ص

alsharq

طه عبدالرحمن

لا يختلف كثيرون على أهمية الجوائز الأدبية، ودورها في إثراء المشهد الثقافي، علاوة على كونها تحفز المبدعين على إنتاج المزيد من أعمالهم التي تثري المشهد الثقافي، وترفد المكتبات بأعمال إبداعية واعدة.


ومن هذا المنطلق، تناقش  أهمية هذه الجوائز، وما ترتبط به من شروط وقواعد، يشدد البعض على أهمية شفافيتها ومصداقيتها، على خلاف آخرين يعتبرونها استقطابا للمبدعين، فيما لا يعترف فريق آخر من المبدعين بالجوائز من أساسها، على نحو اعتذار نفر منهم، وهو أمر غير خافٍ في المشهد الثقافي العربي، خاصة إذا ما ارتبطت بأطر فكرية.


حمد التميمي: الجوائز عليها تجنب المجاملات


يعتبر الكاتب حمد التميمي تعدد الجوائز الأدبية مؤشرا مهما على حالة الزخم الذي تعيشه الساحة الثقافية، «فالبلدان التي تولي الثقافة أهمية كبرى وتسعى لدفعها خطوات كبيرة للأمام لتصبح أكثر قدرة على التنافس تهتم بالجوائز في مختلف مجالات الثقافة، لتقدير أصحاب الأعمال المميزة، ولتحفيز الكُتّاب والمفكرين والمثقفين لتجويد أعمالهم، ولخلق أجواء من التنافس المثري الذي يصب في خدمة الثقافة المحلية ويرفد المكتبات بأعمال مهمة تعكس الإشعاع الثقافي والنهضة الفكرية التي تعيشها البلاد». ويقول: من هذا الاهتمام بالجوائز، فإنه لا يجب جعل الجائزة غاية في حد ذاتها بل هي اعتراف بقيمة الكاتب وبأهمية فكره والإضافة النوعية التي يقدمها، بشرط أن تكون معايير الجائزة واضحة وجلية للجميع، لكي لا ندخل في دائرة المجاملات الثقافية أو تقدير صاحب الأسبقية في مجال الكتابة على حساب الموهبة الحقيقية أو صاحب الأفكار الرائدة، كما أن الجائزة يمكن أن تكون دليلًا على جودة الإنتاج في حال تم اعتماد معايير تقييم موضوعية وواضحة واختيار أعضاء لجنة تحكيم محايدة، وبهذا تكون القيمة الحقيقية للجائزة، وتصبح دليلًا فعليًا على أهمية العمل الأدبي الفائز.


ومن بين المعايير – التي يؤمن بها الكاتب حمد التميمي – الحبكة في الأحداث والبناء المتكامل للشخصيات، وعنصر التشويق والتجديد والمفاجأة، وطرح القضايا المحلية والآنية ذات الأبعاد العالمية، وهو ما سيسهم في انتشار الناتج الأدبي القطري في كافة أنحاء العالم». ويقول: إن الجائزة مثلما تمثل تقديرًا للجهد والفكر فهي أيضًا وسيلة ناجعة لتحفيز واستقطاب الكاتب، إذ تجعله أكثر حرصًا على ما يُنشر وتجعله يراجع عمله ويجوده قبل أن يُقبل على خطوة النشر، كما أنها تشجع الكُتّاب الذين ابتعدوا لفترات طويلة عن الساحة الثقافية على العودة بشكل أقوى.



سعاد الكواري: الشفافية مهمة لتأكيد مصداقية الجوائز


تشدد الشاعرة سعاد الكواري على أهمية مثل هذه الجوائز، إذ إنه على الصعيد النفسي، فإن الكلمة الطيبة ترفع معنويات الإنسان العادي، فما بالنا بالمثقف، عندما يتم تقديره سواء بجملة طيبة، أو شهادة تقدير، أو مكافأة قيمة، فكل هذا يساعد في رفع الإحساس بالرضا والسعي لطلب المزيد من الإبداع، أما عن ظروف الحياة، فالأمر لا يقل أهمية في هذا الزمن الصعب والذي أصبح يصعب فيه على المبدع الاكتفاء بمجال إبداعه».


وتقول الشاعرة سعاد الكواري: إنها لهذه الأسباب، فإنها مع دعم المبدعين من خلال المعنيين بالعمل الثقافي، بإتاحة السبل لتشجيع المبدعين، ولو بتسجيل أسمائهم في لوحة تكريمية، لأن التكريم يمنح المبدع الثقة والإحساس بالمسؤولية والرضا. وتشدد على ضرورة أن يتم التكريم بشكل مدروس لكي لا يأتي بشكل عكسي على المثقف والإبداع، كما ينبغي للجوائز أن تتمتع بالشفافية، عن طريق تأكيد مصداقيتها، وعدم التلاعب بها، بوضوح القوانين وشروط التكريم، والتي ينبغي أن تكون معلنة وغير مشروطة، تجنباً لعدم تقييد الإبداع. ومع أهمية الجوائز للمبدعين، فإنها لا تعتبرها دليلاً على جودة الإنتاج الأدبي. وتفسر ذلك بأن «الإنتاج الأدبي لابد أن يعتمد على الذائقة في أغلب الأحيان، مع توفر الشروط المناسبة للذوق العام، وذلك كله في إطار من الشفافية، حتى يكون الجميع من مبدعين ومتلقين على دراية كاملة بكل ما يتعلق بالتكريم وشروطه».


 د. زينب المحمود: الجوائز شرارة للتنافس بين المبدعين


تقول الدكتورة زينب المحمود- جامعة قطر، إن الجوائز والمحفِّزات التي تقدمها الدول والمؤسسات والهيئات وغيرها، تعدّ دليل تقدير من جهة، ودافعًا ومحفزًا من جهة أخرى، وكلّما حضر هذا الأسلوب وفُعِّل، فإن الإبداع سينمو ويتطور، وسيعمّ خيره مجالات الحياة المختلفة، وسينعم المجتمع بفئة مبدعة تفكر بطريقة مختلفة في رقي المجتمع وتحضّره. وتتابع: إن الجوائز والمحفّزات تعد أمرًا مهمًا في طريق نشر العلم والمعرفة والثقافة، وهي كذلك شرارة تنافس محمود، ولا يفطن إلى أهميتها إلا من يتسم بالحكمة والإدارة الناجحة، وأنه كلّما ارتبطت الجوائز والحوافز بأعمال جليلة وقيّمة، تزيد من فعاليتها المعنوية قبل المادية، وخصوصًا إن كانت في حقول تسعى الدول والمؤسسات إلى تطويرها والإضافة إليها، كما هو في حقول العلم والأدب والذكاء الصناعي والتطور التكنولوجي. وتشدد د. زينب المحمود على ضرورة الحذر من أي جوائز تحفيزية في مجالات غير محمودة أو تضرّ بالنشء والجيل وبقيم المجتمع، وخصوصًا في ظل الانفتاح الذي يشهده العالم اليوم.


وتقول: إن الجوائز والحوافز، فضلًا عن أنها محفزٌ مهمٌ للتحصيل والإنتاج والإبداع، فإنها وسيلة استقطاب ناجحة وفعّالة، فلذلك نجد كثيرًا من الكفاءات التي لا تجد من يحفزها ويقدّرها تغادر أماكنها بحثًا عمّن يقدّر الجانب الإبداعي فيها ويحفّزها معنويًا وماديًا، لذلك فالجوائز والحوافز سلاح ذو حدّين؛ تحفيزي، واستقطابيّ.وتدعو الدول والهيئات والمراكز وكل من يطرح تحفيزات وجوائز إلى التفكر في كيفية تميّز طرحه وعرضه، والشروط التي ترتبط بالجائزة وما يقع في حيّزها، ومراعاة الموضوعية والنزاهة في التحكيم، واختيار أهل العلم والفن والذوق والأدب والمعرفة للقيام بوظيفة الإشراف والتحكيم والتقدير، كل في حقله ونطاقه، لتحقيق العدل وإعطاء كل ذي حق حقه، وهذه وحدها سمة حضارية وإنسانية تتألق في فضائها تلك الجوائز، حتى تؤتي ثمارها، ويعود نفعها على من أطلقها، ثم على المجتمع والإنسانية.


سهام جاسم: الجائزة لا تصنع الإبداع


تصف الكاتبة سهام جاسم الجوائز الأدبية بأنها تقدم صورة مشرقة وجميلة من صور دعم المؤسسات الثقافية في المجتمعات المتحضرة ورعايتها للإبداع، مما يعكس اهتمامها بالأدب والأدباء، ويسهم في دفع عجلة النتاج الأدبي واستمرارية العمل على تطوره ونموه. لكنّها ليست هدفاً بحد ذاته من أهداف جميع المبدعين، لأن الإبداع الحقيقي لدى الأديب تجده في جميع أعماله ولا يُصنّع في لحظة من أجل نيل جائزة.


وتقول: إنّ الجائزة لا تصنع الإبداع، لذا نجد أنّ هنالك أدباء ذائعي الصيت رفضوا جوائز أدبية مرموقة نظير أعمالهم لأسباب أو دونما أسباب، وهذا الرفض لم يُخرجهم من تصنيفهم كمبدعين مطلقاً. لكن هناك خطورة ما تكمن في هذه الجوائز الأدبية لأنّها ستتوج أديباً ما مبدعاً على جموع من الأدباء المبدعين أيضاً حيث سيكون عمله الأدبي بمثابة نموذج ومثال للإبداع بل إنّه سيتصدر واجهة الساحة الثقافية في المجتمع.


وتتابع: إن هذه الخطورة تكمن في إذا ما تصادم هذا العمل مع ذائقة القرّاء باختلاف مستوياتهم ونُظِرَ له من قِبلهم على أنّه عمل غير مؤهل للفوز ووُجِد أنّ هنالك أعمالاً أخرى مستحقة لهذا التكريم، لأنّ الإبداع لا تصنعه التزكية مهما بلغ الإطراء مداه. مما يؤدي لإضعاف ثقة الجمهور قبل الأدباء بمدى مصداقية وشفافية مثل هذه الجوائز.


وتلفت الكاتبة سهام جاسم إلى أن «المعادلة المنصفة لهذه الجوائز تقول كلما مضت هذه الجوائز الأدبية وفقاً لمعايير دقيقة وشفافة ونزيهة وعملت بمهنية عالية كلما كانت محفزاً حقيقياً يحظى باستقطاب المبدعين وتنافسهم وإذا ما كانت دون ذلك فهي ستكون أداة إحباط للمبدع أولاً وكذلك عاملا مؤثرا يحول دون الارتقاء بالذائقة العامة في الأدب وبالتالي ستفتقد أهميتها وبريقها ودورها الثقافي الداعم للإبداع».


د. خالد البوعينين: الجوائز ضرورة للإنتاج الأدبي


يؤكد المؤرخ والكاتب د. خالد البوعينين أهمية أن تنأى الجوائز عموماً عن المجاملات، لاسيما الأدبية منها، مع ضرورة أن يتم الإعلان عن كافة جوانبها بشفافية مطلقة، من قواعد وشروط وفئات، إلى غير ذلك، حتى تحقق الهدف منها، وهو إنتاج أعمال أدبية، تليق بالمبدع نفسه، وكذلك بالشكل الذي يليق بالجهة المانحة، علاوة على تحقيق الجوائز لأحد أهم أهدافها، وهو إثراء المشهد الثقافي. ويقول د. خالد البوعينين: إنه حينما يُنظر إلى الجوائز من هذه الناحية، فإنها بذلك تصبح من الأهمية بمكان، ونكون قد وضعناها في المكانة الصحية التي تليق بها، لتشكل بذلك محطة مهمة من محطات الارتقاء بالإنتاج الأدبي، مهما كان لونه، سواء كان شعراً أو نثراً، أو أعمالاً فكرية أخرى. مؤكداً أن الجهات المانحة حينما توفر الشفافية لجوائزها، فإنها بذلك تقدم لبنة من لبنات بناء المجتمعات، التي تقوم على العدل والشفافية، وحينما تتوفر هذه المقومات، تكون الجهات المانحة أيضاً قد حققت أهدافاً عدة تفوق الهدف المرصود من هدف الجائزة، وهو دعم المبدعين، ومن ثم خلق أعمال أدبية مميزة.


مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى