عربي ودولي
558
المقاومة تراكم على نصر 7 أكتوبر..
الاحتلال آخذ بالتراجع على وقع ضربات المقاومة
❖ رام الله – محمـد الرنتيسي
ثمانون يوماً مرت على الحرب العدوانية على قطاع غزة، ولم يستطع خلالها جيش الكيان الصهيوني رغم كل ما يملكه من إمكانيات عسكرية، تحقيق أي من أهدافه، فالمقاومة ما زالت تضرب بكل قوة وعنفوان، والرهائن الإسرائيليون لم يفرج عنهم إلا بـ«مزاج» المقاومة، وبموجب هدنة مؤقتة، وصفقة أولية لتبادل الأسرى.
اقترب العدوان الهمجي من شهره الثالث، ولم يفلح الاحتلال سوى بحرب الإبادة بحق الأطفال والنساء والمرضى وكبار السن، وقصف المنازل والمستشفيات ومدارس الإيواء، دون وازع من ضمير، أو أي رادع إنساني، ولا غرابة، إذ إن إنسانية هذا الكيان، منزوعة منذ وعد بلفور المشؤوم.
ويبدو أن دولة الاحتلال، فشلت من خلال حرب الإبادة، في إرغام أبناء غزة على الرحيل عن أرضهم، وهذا من وجهة نظر مراقبين، انتصار آخر للمقاومة، بعد نصر 7 أكتوبر المجيد، ويظهر جلياً من خلال تراجع الكيان الصهيوني بشأن الهدنة الثانية وصفقة تبادل الأسرى الجديدة، وهو الذي كان يستبعد حتى الهدنة الأولى، أو أية حلول دون تحقيق أهدافه المعلنة منذ اليوم الأول للعدوان.
واستناداً إلى الخبير في الشؤون الإسرائيلية نهاد أبو غوش، فإن انتصار 7 أكتوبر لم يكن الوحيد الذي حققته المقاومة، بل إن فشل دولة الاحتلال حتى في الإبقاء على التأييد العالمي لها انتصار آخر، مبيناً: «العالم بدأ يتململ تجاه الكيان الإسرائيلي وفظائعه، والاحتلال بدأ يتراجع، ولعل طلب قادته من مصر بحث هدنة جديدة وصفقة ثانية لتبادل الأسرى مع حركة حماس، خير دليل على أن دولة الاحتلال تتكبد خسائر فادحة في عدوانها، وغير قادرة على تحرير أي من أسراها».
ويضيف لـ الشرق: «عندما يعلن الاحتلال أن بإمكان حركة حماس أن تروج للانتصار حيال بعض التغييرات العسكرية التي قد يلجأ إليها في قطاع غزة، ويتخللها هدنة ثانية وتبادل أسرى جديد، مع الإفراج عن أسرى (نوعيين) حسب توصيفه، فهذه هزيمة جديدة يتجرعها الاحتلال».
وبرأي الكاتب والمحلل السياسي محمـد حجازي، فإن الأهداف التي وضعها قادة الاحتلال للحرب، وفي مقدمتها القضاء على حركة حماس، وتحرير الرهائن دون صفقات مع المقاومة، وإقامة منطقة عازلة في منطقة غلاف غزة، لمنع تكرار هجمات المقاومة، وأهداف أخرى ما أنزل الله بها من سلطان، كانت في مجملها غير معقولة وصعبة المنال، وتهاوت بسرعة قياسية أمام صمود المقاومة، ومن خلفها أهالي غزة.
ويضيف لـ الشرق: «يبدو أن دولة الاحتلال لم تستوعب الدرس خلال الجولة الأولى من حربها العدوانية، فعلى الرغم من حرب الإبادة التي تشنها، ما زالت المقاومة متماسكة وصلبة، وصواريخها تضرب قلب الكيان، ولا يزال أبناء غزة ملتفين حول المقاومة رغم الجوع ومعاناة النزوح، وعلى المستوى العالمي، اكتشفت الدول التي أيدت الكيان الصهيوني في بداية الحرب، حقيقة هذا الكيان بارتكابه مجازر مروعة بحق المدنيين وغالبيتهم من الأطفال والنساء، فخرجت الجماهير الهادرة في الدول الغربية تطالب بوقف العدوان، وبهذا كله فإن هزيمة ثانية مؤكدة، ستلحق بدولة الاحتلال».
ويجمع مراقبون، على أن جيش الاحتلال، هو من بات يحتاج لالتقاط الأنفاس، في ضوء الخسائر الفادحة التي يتكبدها، والتي تعمد فصائل المقاومة إلى تصويرها، وبثها إلى العالم، وأن تبجح الكيان بأنه في كامل الجهوزية لمواصلة حربه، ما هي إلا محاولة يائسة لرفع معنويات جمهوره، الذي بات يضيق ذرعاً بتصريحات قادته، بل ويصدق بيانات المقاومة أكثر منهم.
مساحة إعلانية