رياضة
0
فهد العتال يتحدث لـ الشرق
❖ أجرى الحوار: محمود النصيري
رغم المعاناة والآلام التي يعيشها الشعب الفلسطيني بسبب الإبادة الجماعية التي يتعرض لها على يد الاحتلال الصهيوني، وتوقف كل المسابقات الكروية بسبب التهديدات الأمنية والاعتداءات التي أدت إلى استشهاد العديد من الرياضيين وعائلات اللاعبين، إلا أن المشاركة الثالثة لمنتخب فلسطين بكأس آسيا قطر 2023 تحمل الكثير من التحديات بعدما تخطى الفدائي كل الصعوبات والتحديات ليصل إلى ما هو عليه الآن كمنتخب وطني يسعى الى تقديم صورة مشرفة عن الرياضة الفلسطينية.
وفي هذا الإطار تحدث فهد العتال الهداف التاريخي لمنتخب فلسطين ومساعد المدرب الحالي عن طموحات الفدائي في كأس آسيا والظروف التي مر بها اللاعبون قبل الوصول إلى الدوحة بالإضافة إلى العديد من المواضيع في هذا الحوار الشامل:
– حدثنا في البداية عن حظوظ الفدائي في بطولة كأس آسيا قطر 2023؟
الحظوظ والآمال معلقة كثيرا على تحقيق افضل النتائج في هذا الحدث التاريخي الذي يشهد مشاركة المنتخب الفلسطيني للمرة الثالثة في تاريخه، بعد نسختي 2015 و2019، حيث لم نحقق نتائج إيجابية على مدار هاتين المشاركتين، والآن نتطلع للتقدم خطوة خلال هذه المشاركة وإظهار قدراتنا أمام المنتخبات الأخرى.
– هل يمتلك منتخب فلسطين الإمكانات اللازمة التي تجعله قادرا على تحقيق افضل مشاركة له في تاريخ البطولة؟
المنتخب الفلسطيني يمتلك حاليا العديد من اللاعبين المميزين والمحترفين بالخارج، على غرار عدي الدباغ في الدوري البلجيكي وتامر صيام في الدوري التايلاندي وياسر حمد في الدوري الهندي وميشيل تيرمانيني في الدوري الكويتي، بالإضافة إلى محمد صالح ومحمود وادي في الدوري المصري وغيرهم، لذا فإن التوليفة الموجودة حاليا تحمل آمال كافة الشعب الفلسطيني، الآمال عالية وطموحنا مشروع من اجل التأهل إلى الدور الثاني على اقل تقدير في هذه المشاركة الثالثة لنا في كأس آسيا.
– هل تتوقع صعود الفدائي مباشرة إلى الأدوار الإقصائية ضمن مجموعته؟
نظام البطولة يمنح التأهل إلى المتصدر وصاحب المركز الثاني من كل مجموعة بالإضافة إلى 4 افضل أصحاب للمركز الثالث، وبالنظر إلى منتخبات مجموعتنا نجد أن المنتخب الايراني الأوفر حظا من اجل العبور الى الدور الثاني، ونحن في منتخبنا نطمح لان ننهي الدور الأول في المركز الثاني والذي سنتنافس عليه مع منتخب الإمارات وإن شاء الله نتأهل معا إلى الدور المقبل.
– ما مدى تأثر المنتخب بتوقف الدوري الفلسطيني بسبب الحرب التي يشنها العدو الصهيوني على الأراضي الفلسطينية؟
الجميع يعلم أن التدريب يعد علما مكتمل الاركان حيث يتطلب تدريبات عالية ومستمرة، وبالنسبة لمنتخبنا فقد توقف نشاطه منذ 7 أكتوبر، كسائر الحياة في الأراضي الفلسطينية، وهو ما اثر على استعدادات المنتخب، حيث ان الغياب عن التمارين والمباريات الرسمية اثر كثيرا على لياقة اللاعبين وجاهزيتهم، وقد واجهنا صعوبات بالغة داخل الجهاز الفني من اجل الإعداد لبطولة قارية كبيرة مثل كأس آسيا، خاصة وان ظروف الحياة غير آمنة بالنسبة للاعبين بالإضافة إلى تدهور الحالة النفسية بسبب الحرب التي يشنها الاحتلال. ورغم كل هذه الأسباب القاهرة إلا أن العزيمة والاصرار موجودان من اجل رفع علم فلسطين وتأكيد أن شعبنا يستحق أن يعيش مثل شعوب العالم وانه لو توافرت الظروف الرياضية الملائمة لتحقق الكثير من الإنجازات.
– ما هي الفوائد التي حققها الفدائي في المعسكرات الخارجية في الجزائر والسعودية؟
قمنا بتجميع اللاعبين في ظروف صعبة للغاية، حيث بدأنا من النقطة الصفر وعملنا ضمن الإمكانيات المتاحة من خلال خوض معسكر أول في الجزائر لمدة 9 ايام ثم توجهنا الى السعودية وخضنا معسكرا تحضيريا لمدة 9 ايام ايضا ثم جئنا إلى الدوحة حيث اكتمل الفريق هنا في قطر، وهذا الامر صعب للغاية بالنسبة لأي جهاز فني، لكننا ابناء هذا الشعب وسنقاتل خلال هذه البطولة من اجل تشريف الراية الوطنية وتوجيه رسائل للعالم ان فلسطين تستحق الحياة.
– من المؤكد ان الفدائي سيحظى بمؤازرة جماهيرية كبيرة.. ألا ترى ان هذه المساندة تعزز حظوظكم في البطولة؟
عشنا هذا الشعور هنا في الدوحة خلال مشاركتنا في كأس العرب قبل عامين رغم ان الاوضاع في فلسطين كانت افضل من التي تشهدها حاليا بسبب الحرب، كما عشنا تعاطفا جماهيريا عربيا كبيرا مع منتخب فلسطين خلال كأس العالم قطر 2022 رغم اننا لم نكن ضمن المنتخبات المشاركة، ها التعاطف مع القضية العادلة لفلسطين يؤكد لنا ان منتخبنا سيحظى بمؤازرة كبيرة من الجماهير العربية والآسيوية والافريقية تأكيدا لدعم القضية الفلسطينية لما يتعرض له شعبنا من مجازر وإبادة جماعية.
وعموما لعبنا الكثير من البطولات هنا على الاراضي القطرية ونحن نشعر دائما أننا على ارضنا وأمام جماهيرنا.
– ألا ترى ان الفدائي يحمل مسؤولية اكبر خلال هذه المشاركة؟
الجميع يدرك المسؤولية الملقاة على عاتقه من مسؤولين وجهاز فني ولاعبين، خاصة في ظل هذا الظرف الاستثنائي، والكل مطالب بالظهور بصورة تليق بتضحيات الشعب الفلسطيني وصموده وانجازاته، وفي النهاية نحن رياضيون ومطالبون بإدخال البسمة على شفاه أبناء شعبنا.
– هل تعتبر ان مأساة الحرب ستكون دافعا للفدائي من اجل تحقيق افضل ظهور في تاريخه بكأس آسيا؟
للأسف نحن نعيش ظرفا استثنائيا جعل الحركة الرياضية الفلسطينية أيضا مستهدفة حيث استشهد قبل يومين الكابتن هاني المصدر المدرب العام للمنتخب الاولمبي وهو واحد من آلاف الشهداء الذين سقطوا جراء هذا العدوان الغاشم، بالإضافة إلى ضرب كافة المنشآت الرياضية وتحويلها الى مقرات للاعتقال من طرف جيش الاحتلال، لذا نحن هنا نحمل هم القضية كما نحمل آمال وطموحات الشعب الفلسطيني.
– بعد مشاركتين في كأس آسيا لم يحقق خلالهما الفدائي سوى تعادلين ألا ترى أن الفرصة مواتية لتحقيق أول فوز؟
فعلا حان وقت النصر والتقدم خطوة إلى الأمام في بطولة كأس آسيا، وبإذن الله فإن الفوز قادم ونحن عازمون على الظهور بأفضل صورة في هذه النسخة.
– من هو المنتخب الذي ترشحه للتتويج باللقب؟
هذه النسخة ستكون الأقوى على مدار تاريخ البطولة، لكن يبقى المنتخب الياباني المرشح الأبرز للفوز باللقب في قطر بالنظر الى النتائج الكبيرة التي يحققها وتفوقه على منتخبات عالمية خلال الآونة الأخيرة، وهو ما يجعله في صدارة الترشيحات لتحقيق لقب جديد في رصيده بكأس آسيا.
مساحة إعلانية