بثينة الجناحي: بطولة كأس العالم 2022، شكلت نقطة تحول في القطاع السياحي

محليات
2
شعار قطر للسياحة
الدوحة – قنا
توقعت منظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة (UNWTO)، أن يشهد العام الجاري عودة عدد السياح الدوليين إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا /كوفيد-19/ في كل من أوروبا والشرق الأوسط، بعد انتعاش سياحي أقوى من المتوقع شهده العام 2022، ومن المتوقع أن يسعى السياح بشكل متزايد للحصول على القيمة مقابل المال والسفر، استجابة للمناخ الاقتصادي الصعب الراهن.
وكان عدد السياح في عام 2022 قد سجل انتعاشا بنسبة 63 بالمئة، مقارنة مع الفترة التي سبقت تفشي فيروس كورونا /كوفيد-19/.
وقالت المنظمة، في تقرير لها، إن عدد السياح خلال عام 2022 تجاوز 900 مليون سائح عالميا، بعد أن سجل عام 2019 رقما قياسيا في عدد السياح بالعالم بلغ 1.5 مليار سائح، مشيرة إلى أن أحد العوامل التي قد يكون لها تأثير سلبي على السياحة في عام 2023 يكمن في الأزمة الاقتصادية.
واستنادا إلى السيناريوهات التي توقعتها منظمة السياحة العالمية لعام 2023، يمكن أن يصل عدد السياح الدوليين إلى ما بين 80 بالمئة و95 بالمئة من الأرقام المسجلة سابقا نظرا لاعتبارات عديدة، منها التعافي المستمر للسفر في آسيا والمحيط الهادئ، وتطورات الحرب في أوكرانيا.
وقد سجلت كل المناطق حول العالم زيادات ملحوظة في أعداد السياح الدوليين، من بينها منطقة الشرق الأوسط التي حققت أقوى زيادة نسبية.
وسلطت منظمة السياحة، في تقريرها، الضوء على نمو عائدات السياحة الدولية لتصل إلى تريليون دولار في نهاية 2022، بزيادة 50 بالمئة عن مستويات 2021، مبرزة تعافي قطاعي الطيران والسياحة منذ العام الماضي، بعد أن كانا أكثر القطاعات تأثرا بجائحة كورونا خلال عامي 2020 و2021.
وأكدت المنظمة استمرار الانتعاش طوال عام 2023، حتى في الوقت الذي يواجه فيه القطاع تحديات اقتصادية، وصحية، وجيوسياسية، إذ تأثر القطاع السياحي إيجابيا برفع قيود السفر المتعلقة بكورونا في الصين، حيث أعطى دفعة قوية وشكل خطوة مهمة لتعافي قطاع السياحة في آسيا والمحيط الهادئ ومن بعدها العالم بأسره، لكنها في نفس الوقت، حذرت من التحديات التي تشمل انعدام الأمن الجيوسياسي ونقص الموظفين في بعض القطاعات المرتبطة بالحجوزات السياحية والتأثير المحتمل لأزمة تكلفة المعيشة الغالية في بعض الوجهات على السياحة.
من جانبها، شهدت دولة قطر تطورا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث واصل القطاع السياحي خلال العام الجاري نموا غير مسبوق في كافة مجالاته، الأمر الذي عزز النهضة السياحية الشاملة التي تواكبها دولة قطر في كافة المجالات الخدمية.
وقالت الدكتورة بثينة محمد الجناحي رئيس قسم إدارة العلاقات العامة والاتصال في الهيئة العامة للسياحة في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، إن قطر وضعت استراتيجية وطنية لقطاع السياحة 2030 ساهمت بشكل كبير في تنويع الموارد الاقتصادية للدولة تماشيا مع رؤية قطر الوطنية 2030، وقد تم تطوير أحدث نسخة من استراتيجية السياحة في قطر عام 2019، وتمت الموافقة عليها عام 2020، ويتم دمجها الآن مع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة لدولة قطر.
وأضافت الجناحي أن هذه الاستراتيجية تهدف إلى زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 12 بالمئة وزيادة الإنفاق السياحي داخل البلاد بمقدار ثلاثة إلى أربعة أضعاف، وزيادة حجم التوظيف في قطاع السياحة، وجعل قطر الوجهة الأسرع نموا في الشرق الأوسط، بحلول عام 2030، مشيرة إلى تحديد 15 سوقا بما في ذلك دول مجلس التعاون الخليجي، والتركيز على 6 مجالات طلب سياحي، بجانب إطلاق حملات ترويجية ودعائية في الأسواق المستهدفة لجذب السياح، تتضمن التعاون داخليا مع الشركاء والجهات المعنية، مؤكدة أن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، شكلت نقطة تحول في القطاع السياحي.
وعلى صعيد فعاليات الأعمال، قالت المسؤولة في الهيئة العامة للسياحة، إن قطر أثبتت قدرتها على استضافة الفعاليات العالمية بنجاح لتكتسب بسرعة شهرة كبيرة كمركز إقليمي للأعمال والمؤتمرات والمعارض، مثل كأس العالم FIFA قطر 2022، وبطولة العالم للتزلج الشراعي، كما أن قطر تستعد لاستقبال مجموعة من الأحداث الكبرى منها معرض جنيف الدولي للسيارات 2023، الذي سيقام للمرة الأولى خارج موطنه الأصلي سويسرا، بالإضافة إلى سباق جائزة قطر الكبرى للفورمولا 1 ومعرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة وكلاهما في شهر أكتوبر المقبل.
وأشارت الدكتورة بثينة الجناحي رئيس قسم إدارة العلاقات العامة والاتصال في الهيئة العامة للسياحة إلى نمو قطاع الرحلات البحرية في السنوات الأخيرة، حتى أصبح الآن يشكل ركيزة مهمة للاستراتيجية السياحية.
وقالت:” نظرا لموقعه الاستراتيجي الفريد في قلب المدينة، يوفر ميناء الدوحة لزوار قطر فرصة ممتازة لتحقيق أقصى استفادة ومتعة بوقتهم القصير في الدوحة، إذ تحظى سياحة الرحلات البحرية باهتمام متزايد من قبل قطر للسياحة”، مضيفة أن موسم الرحلات البحرية 2022 – 2023 اختتم بزيادة قدرها 151 بالمئة في عدد الزوار مقارنة بالموسم السابق، بفضل تدشين مجموعة من أماكن الجذب السياحي مثل شواطئ الخليج الغربي ومنتجع فويرط الشاطئي وجزيرة المها”.
وبهدف تعزيز مكانة وصورة قطر كوجهة سياحية رائدة في أذهان الزوار، قالت الجناحي، إن مجموعة من الحملات العالمية سيتم إطلاقها، أحدثها حملة “قطر أكثر من شعور”، منوهة بحجم التسهيلات في سياسات منح التأشيرات، حيث تمنح قطر مواطني 100 جنسية التأشيرة عند الوصول، عبر إعادة إطلاق منصة “هيا” التي تتيح للزوار التقدم بطلباتهم للحصول على التأشيرة اللازمة للدخول إلى عاصمة السياحة العربية لهذا العام.
وذكرت الجناحي أنه يجري حالياً إنشاء فنادق جديدة في الدولة، حيث سيتم افتتاح فندق /والدورف أستوريا/ الخليج الغربي في الأول من أكتوبر المقبل، ومن المقرر افتتاح فنادق أخرى مثل سوفيتيل الدوحة الخليج الغربي، ونوفوتيل الدوحة الخليج الغربي في وقت لاحق من هذا العام. كما ستحتضن جزيرة قطيفان، وهي مشروع جديد على شواطئ مدينة لوسيل، ثلاثة فنادق جديدة من فئة 5 نجوم، اثنان في جزيرة قطيفان الشمالية وواحد في جزيرة قطيفان الجنوبية.
ولخدمة العاملين في قطاع السياحة، أطلقت قطر للسياحة “أكاديمية التميز في الخدمة”، التي تسعى إلى تدريب الموظفين الذين يتعاملون مع الزوار بشكل مباشر في جميع القطاعات مثل النقل، والمأكولات والمشروبات وأيضاً الضيافة، حيث قامت قطر للسياحة في عامي 2022 و2023 بتدريب واعتماد 34,100 موظف من الذين يتعاملون بشكل مباشر مع الزوار محلياً من خلال برنامج “مضياف قطر” فضلاً عن تدريب واعتماد 1,700 شريك عالمي في صناعة السفر من خلال برنامج “مختصو قطر” لتعريفهم بالتجارب السياحية المتنوعة التي تقدمها دولة قطر.
على الصعيد الرقمي، عملت قطر للسياحة على تعزيز سبل التواصل مع المقيمين والزوار والشركاء لتوفير المعلومات اللازمة عن الفعاليات والخدمات والمبادرات التي يشهدها القطاع، وذلك من خلال الموقع الإلكتروني وتطبيق “زوروا قطر”، المتوفّر الآن بثماني لغات، هي: العربية، والإنجليزية، والفرنسية، والصينية، والإسبانية، والإيطالية، والألمانية، والتركية، كما تقوم بإصدار الدليل الإرشادي “قطر الآن”، الذي يعد الأمثل لقضاء إجازة في قطر.
وبحسب أرقام قطر للسياحة، فإن مرافق الدولة ومنشآتها استضافت منذ بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أكثر من 2.56 مليون شخص حتى نهاية أغسطس 2023، متجاوزة بذلك إجمالي عدد زائريها خلال عام 2022 بأكمله، ومسجلة زيادة بنسبة 157 بالمئة في عدد الزائرين الدوليين مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
وعلى مستوى الخدمات، تفخر دولة قطر بامتلاكها شركة طيران وطنية حائزة على أرفع الجوائز العالمية، تربط الدوحة بأكثر من 150 وجهة عالمية رئيسية عبر قارات العالم الست. فقد حصدت الخطوط الجوية القطرية لقب “أفضل شركة طيران” في العالم وفقاً لجوائز سكاي تراكس العالمية خلال مرات عدة، ناهيك عن مطار حمد الدولي الذي حاز على جائزة أفضل مطار في العالم لعامين متتاليين.
وفي هذا السياق، فإن البنية التحتية في قطر، بما تمتلكه من شبكة مواصلات عامة ممتازة، كان لها دور بارز خلال بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، حيث نقلت شبكة مترو وترام الدوحة أكثر من 18.2 مليون مسافر بكل سلاسة، بالإضافة إلى شبكة طرق متطورة وآمنة تربط جميع أنحاء الدولة ببعضها البعض، وهذه العوامل جعلت قطر تعيش نهضة سياحية كبيرة، كما ساهمت في منح الدوحة لقب عاصمة السياحة العربية لعام 2023 من قبل المجلس الوزاري العربي للسياحة.
مساحة إعلانية