Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ إبريل الفلسطيني.. شهر مصبوغ بـ «الأحمر»


عربي ودولي

0

19 أبريل 2024 , 08:10ص

alsharq

رام الله – محمـد الرنتيسي

تضع المجازر والملمات التي تعرض لها الفلسطينيون في شهر إبريل عبر التاريخ، هذا الشهر على رأس الشهور الأكثر قتامة والأشد سواداً، تماماً كما يضع الشهر ذاته قادة الاحتلال على رأس لائحة التاريخ الفاحم. وسيظل إبريل الأسود أو «الأحمر» كما يصفه الفلسطينيون، شاهداً على أفظع المجازر، التي ارتكبتها قوات الاحتلال والعصابات الصهيونية، ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، بحيث لم تتورع عن سفك دماء الأبرياء في الشوارع، أو تدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها، مخلفة بذلك آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين.


مجازر إبريل التي دأبت عصابات الاحتلال على ارتكابها تاريخياً في هذا الشهر، قل نظيرها في العالم، إذ هزت الضمير الإنساني في أرجاء المعمورة، فلم ينتبه مرتكبوها إلى الصرخات البريئة، التي كان يطلقها الأطفال والنساء والمسنون، فكان كل همهم دب الرعب في نفوس الفلسطينيين، تمهيداً لطردهم وترحيلهم عن ديارهم، وهل ينسى الفلسطينيون أوامر القادة الصهاينة، بتكسير عظام الأطفال، لمجرد إلقائهم الحجارة على دورياتهم المصفحة، إبان الانتفاضة الأولى؟. وعندما يسترجع أبناء فلسطين ذاكرة إبريل هذا العام، فإن أول ما يخطر ببالهم المجازر الوحشية التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة، فتتجدد أمامهم المناظر ذاتها، دماء مدرارة تسيل في الشوارع، وأطفال يصرخون، ونساء تولول، في مشاهد تختزل سادية الإجرام والتوحش، وعمق الجرح الفلسطيني النازف.


شهر المجازر


في شهر إبريل، ارتكبت عصابات الاحتلال أفظع المجازر وأكثرها إجراماً بحق الفلسطينيين، فكانت مجرزة دير ياسين في العام 1948، التي مارست خلالها قوات الاحتلال القتل أشكالاً وألوانا، حاصدة أرواح أكثر من 250 شهيداً، بينهم أطفال ونساء حوامل، ناهيك عن تشريد أهالي القرية، الذين فروا مذعورين خارجها.


وفي غرة إبريل من العام 2002 ارتكب جيش الاحتلال مجازر وحشية، بينما كان يعيد احتلال ما هو محتل من الأراضي الفلسطينية، خلال عدوانه المعروف بـ»السور الواقي» فكانت الطائرات الحربية تصب حممها وقذائفها على رؤوس المواطنين العزل، بالتزامن مع قصف الدبابات على التجمعات السكنية، ما أوقع في حينه مئات الشهداء وأضعافهم من الجرحى، في تلك المجازر، التي شهد مخيم جنين أكثرها فظاعة. وفي خضم الانتفاضة الفلسطينية الأولى، المعروفة بـ»انتفاضة الحجارة» وفي ليلة من ليالي إبريل الربيعية، كانت قرية نحالين جنوب غرب مدينة بيت لحم، على موعد مع مجزرة مفعمة بالإرهاب، نفذتها وحدات من يسمون «حرس الحدود» التابعة لجيش الاحتلال، فأمطرت الأهالي بالرصاص والقنابل الحارقة، ما أدى إلى استشهاد خمسة مواطنين، وإصابة العشرات.


ولعل المجازر التي نفذها جيش الاحتلال، في إبريل العام 1948، ضد أهالي حيفا وطبرية وقالونيا وناصر الدين، وغيرها من المدن والقرى الفلسطينية التي جرى احتلالها آنذاك، هي التي مهدت الطريق للعدوان الأكبر والأوسع، صبيحة 15 أيار، المعروف بـ»النكبة» إذ رصفت تلك المجازر، الطريق لتفريغ القرى والبلدات الفلسطينية من أهلها، بعد أن انتشرت أخبار المجازر الفظيعة في العديد منها.


موسم رحيل القادة


في إبريل الفلسطيني أيضاً، يستذكر أبناء الشعب الفلسطيني العديد من قادتهم الشهداء، الذين اغتالتهم عصابات الاحتلال في هذا الشهر، بدءاً من القائد افلسطيني الكبير عبد القادر الحسيني، أحد مفجري الثورة الفلسطينية، الذي اغتيل قبل أيام من نكبة العام 1948.


كما لا يمكن أن يغيب عن بالهم، القيادي في حركة فتح خليل الوزير «أبو جهاد» الذي اغتالته وحدات «كوماندوز» تتبع لجهاز الموساد الإسرائيلي بعد مرور أربعة أشهر فقط على الانتفاضة الأولى العام 1988، ومن بعده الشهيد الدكتور عبد العزيز الرنتيسي، الذي اغتاله الاحتلال بطائرات الأباتشي، في خضم الانتفاضة الثانية «انتفاضة الأقصى» العام 2004، وبعد أقل من شهر على توليه قيادة حركة حماس، خلفاً للشيخ أحمد ياسين. ومن دير ياسين، إلى جنين ونحالين، يتساءل الفلسطينيون: ماذا بعد يا إبريل؟.. وسط الدعوات والأمنيات بأن يرفق بهم هذا الشهر الأسود، المصبوغ بالأحمر، والملطخ بدماء فلسطين.

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى