ثقافة

أحمد مجاهد فى كتابه “جماليات شعر العامية”: ما زال شعر العامية المصرية مهمشا

[ad_1]


واحد من الكتب المهمة التى صدرت مؤخرًا عن الهيئة العامة لقصور الثقافة كتاب “جماليات شعر العامية بين الإبداع والتلقى” للكاتب الدكتور أحمد مجاهد، أستاذ الأدب العربى فى جامعة عين شمس، ورئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب السابق، والذى يقدم فيه دراسة تجمع بين العلمية والشغف بالفن، فما الذى قاله الدكتور أحمد مجاهد فى مقدمة الكتاب؟


كتب الدكتور أحمد مجاهد يقول:


ما زال شعر العامية المصرية مهمشًا على المستويين النقدى والأكاديمى على الرغم من إنجازه الإبداعى الذى يلامس فى نماذجه العليا ضفاف الشعرية العالمية الحديثة، وربما كان أحد أسباب ذلك هو أن رواد الموجة الأولى والثانية على الأقل من شعرائه ينتمون جميعا تقريبا إلى اليسار السياسى، وأن أغلبهم كان معتقلا سياسيا لبعض الوقت، وكانت مؤسسات النشر الرسمية والمجلات الثقافية والمؤسسات الأكاديمية قد تضافرت مع موقف الدولة السياسى منه، ولقد حرصت على أن تكون الدراسة الأولى بهذا الكتاب دراسة أكاديمية غير منشورة، تلتزم بكل القواعد الرصينة للكتابة العلمية من جهة وتتبع أحدث المناهج النقدية العالمية فى نقد الشعر من جهة أخرى، لإثبات أن شعر العامية جدير بأن يكون محورا لدراسات أكاديمية معتبرة.

غلاف
 


 


وقد جاءت هذه الدراسة بعنوان “حوار الأيديولوجيا والفن.. آليات التداعى فى ديوان صفحة من كتاب النيل للشاعر زين العابدين فؤاد” وقد حاولت خلالها العمل على محورين الأول رصد البنية الفنية للنصوص الشعرية، وتوضيح أثر أيديولوجيا الشاعر على تشكيلها الجمالى، والآخر التركيز على دراسة الخصائص الجمالية الخاصة بشعر العامية، وعلى رأسها ظاهرة التداعى التى حاولت تأصيلها نظريا، ورصدت أشكالها المختلفة كما تجلت فى ديوان الشاعر، بحيث تصلح نتائجها لأن تكون مدخلا لقراءه غيره من شعراء العامية أيضا.


 أما باقى دراسات الكتاب عن رواد شعر العامية فهى أيضا تتبع المنهج العلمى فى كتابتها وتهدف إلى محاولة اكتشاف جماليات الإبداع فى خصوصيته العامية لدى كل شاعر منهم كما تحاول أن تتلقى نصوصهم تلقيا إبداعيا يفسر أحيانا ويضيف حينا وفقا لرؤية القارئ الناقد وثقافته ووفقا لديناميكية النصوص وكثافتها وقدرتها على تعدد الدلالة، وغاية ما فى الأمر أنها تختلف عن الدراسة الأولى فى محاولة تسهيل الأمر على القارئ العادى غير الأكاديمى فعندما أستعين بمرجع أذكر اسم صاحبه وأضع ما اخذته منه بين علامتى تنصيص داخل المادة للأمانة العلمية لكننى لا أضع سبتا بالمصادر والمراجع وأرقام الصفحات فى آخر الدراسة، لأن هذا أمر يخص الباحث المتخصص وليس القارئ العادى الذى أتوجه له بالخطاب، ويرجع السبب فى هذا إلى أن أصل هذه الدراسات هو مقالات نقدية نشرت كل منها على صفحة كاملة فى جريدة الدستور بدعوة كريمة من رئيس تحريرها الصديق العزيز الأستاذ وائل لطفى، لكننى فى معظم الأحيان كنت أكتب دراسة أطول من المطلوبة للجريدة فنشرت بالجريدة ما أتفق مع مساحة النشر بها ونشرت بهذا الكتاب النسخ الكاملة لتلك المقالات /الدراسات هذا من الناحية الموضوعية.

مجاهد
 


 أما على المستوى الشخصي فإن علاقتى بشعر العامية إبداعا ونقدا تمتد عبر تاريخ طويل، فلا شك فى أن قرابتي الشخصية للشاعر فؤاد قاعود، شقيق والدتى، قد تضافرت مع قربى منه فى السكن والروح أيضا، ومع زيارات الأسبوعية له والاستماع إلى قصائده فور كتابتها ومع الاستفادة من مكتبته وخبراته الثقافية التى كان يحرص على نقلها لى فى محبة بالغة تضافرت كلها فى تكوين شخصيتى الثقافية والفنية أيضا، حيث تربت ذائقتي على الاستماع لأغانى الشيخ إمام والموسيقى الكلاسيك والتراث الموسيقى العربى، أما أساتذتى فى الجامعة فقد شرفت بالتلمذة والرعاية الخاصة على يد كوكبة منهم تمزج عطائها بين النقد والإبداع مثل الدكتور عبد القادر القط، والدكتور أحمد كمال زكى، والدكتور عز الدين إسماعيل، ولهذا كله كان من الطبيعى أن أكتب الشعر الفصيح والعامى أيضا فى بداية حياتى قبل أن تعصرنى مفرمة النقد الذى أظن أنه لا يفتح أبوابه على مصرعه إلا لمن مارس الإبداع أولا.


 أما على مستوى النقد فقد شرفت فور تخرجى وتعييني معيدا فى الكلية بالعمل سكرتيرا للتحرير فى مجلة فصول أو بالأحرى فى مدرسة فصول التى أسهمت فى أحداث نقلة النوعية فى النقد العربى الحديث، كما شرفت بأن أكون عضوا بالجمعية المصرية للنقد الأدبى، وبأن أكون سكرتيا لاجتماعها التأسيسى بوصفي أصغر الأعضاء سنا وبالمشاركة فى وضع برنامجها الثقافى الشهرى الذى كانت تقام ندواته بجمعية محبى الفنون الجميلة، مما كان له أثر بالغ فى توطيد علاقتى بالفنون التشكيلية.


 وفور مناقشة أستاذ الدكتور عز الدين إسماعيل، لرسالته فى الماجستير عام 1992 بدأ فى ترشيحى لمناقشة بعض الأعمال الإبداعية بندوات الجمعية، وكان يختصنى بالمشاركة فى مناقشة كل دواوين شعر العامية تقريبا، ويشجعنى على السير فى هذا الطريق حتى جاء عام 1999 وقبيل مناقشتى للدكتوراه، طلب منى الدكتور عز الدين المشاركة فى مشروع بحثي كبير يعده معهد البحوث والدراسات العربية تحت إشرافه بعنوان الهوية القومية فى الأدب العربى المعاصر ، ويشارك فيه 14  قامة من قامات النقد فى الوطن العربى الذين أشرف بالاستماع إليهم وبقراءة ما يكتبون وقد أسند لى محور (الهوية القومية فى شعر العاميات العربية) .


حاولت الاعتذار بشتى الطرق مهابة الموقف متعللا بانشغالي بإنهاء الرسالة، وبأنه لا يليق بي مشاركة هؤلاء العمالقة قبل حصولي على الدكتوراه، على الأقل، فقال لي الدكتور عز “نحن نكتب الأسماء  دون ألقاب علمية، وما حدش حيعمله غيرك، وأنا عارف إنك حتعمله كويس” وقد أنجزته والحمد لله ودفع به إلى المطبعة فورا دون مراجعة، ونشر بالكتاب المشترك في حينه ومنحنى مكافأة مجزية للغاية طبقا لما كانت تمنحه جامعة الدول العربية للمشاركين في ذلك الوقت.


ولا  أعرف توجيها  وتشجيعا ودعما مثل هذا من أستاذ كبير لباحث  فى مقتبل حياته العملية، ولذلك كان إهداء هذا الكتاب إلى روحه الطاهرة تقديرا وعرفانا ببعض فضله.


 


 


 

[ad_2]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
Immediate Gains ProI