د. آيرنا سلاف لـ الشرق: إستراتيجية أمريكية داعمة لنقل الطاقة من قطر
اقتصاد
16
د. آيرنا سلاف لـ الشرق: إستراتيجية أمريكية داعمة لنقل الطاقة من قطر
صفقة مهمة بين قطر للطاقة وكونكو فيليبس
واشنطن- زينب إبراهيم
استعرضت د. آيرنا سلاف، الباحثة المتخصصة بمجال الغاز الطبيعي المسال والتعدين والجغرافيا السياسية، والكاتبة بعدد من المواقع والصحف الأمريكية المتخصصة في الطاقة، الجهود التي تقوم بها قطر حسب ما توضحه عدد من الكتب الأكثر مبيعاً والدوريات والمقالات المتخصصة في مجال الطاقة، لاسيما في خضم الحرب الروسية في أوكرانيا، مشيرة إلى وضع الخطوات القطرية بالصفقات الموقعة مع دول أوروبية بارزة مثل ألمانيا وشراكات إضافية مع شركات أمريكية كبرى في خطط التوسع، كان أمراً مهماً لفهم تحولات الطاقة الأوروبية من الغاز الروسي الرخيص، إلى إستراتيجية أكثر تنوعاً واستدامة، ذلك حسب ما جاء في كتاب “النظام العالمي الجديد لسوق الطاقة”، للصحفي المالي صاحب الكتب الأكثر مبيعاً ورئيس المبيعات الدولية السابق في فوركس سايمون واتكينز، وعدد من الخطوات الإيجابية التي قامت بها قطر بدعم وتشجيع أمريكي من أجل قراءة مشهد الطاقة الدولي بصورة أكثر وضوحاً.
◄ ثقة أمريكية
تقول د. آيرنا سلاف، الباحثة المتخصصة بمجال الغاز الطبيعي المسال والتعدين والجغرافيا السياسية إن الدعم الأمريكي لإستراتيجية تعزيز التوريد الأوروبي للطاقة قطر ساهم بصورة كبيرة في صياغة المعادلات الحديثة في اتجاهات التعاطي الأمريكي مع الحرب الروسية في أوكرانيا، وأيضاً أهمية الصفقات القطرية التي عقدتها سواء في مشاورات التفاهم مع ألمانيا والدول الأوروبية في تعزيز المشهد، حسب ما يؤكده الخبير البارز في شؤون الطاقة سايمون واتكينز، في ضوء “التشجيع” الكبير من الولايات المتحدة، والذي ساهم ان تجري ألمانيا -الزعيم الفعلي للاتحاد الأوروبي- تحولاً بمقدار 180 درجة في موقفها القوي السابق المؤيد لروسيا في مجال الطاقة، والذي عززته في المقام الأول صفقة بقيادة الولايات المتحدة للغاز الطبيعي المسال، وأيضاً توفير الإمدادات من قطر؛ حيث يظل الغاز الطبيعي المسال الشكل الأكثر مرونة للغاز بالنسبة للمشترين، حيث يتوافر بسهولة في الأسواق الفورية ويمكن نقله بسرعة كبيرة إلى أي مكان مطلوب، وكان من الواضح أن ما شهده النصف الأول من عام 2022، في مايو من ذلك العام، بتوقيع قطر إعلان نوايا بشأن التعاون في مجال الطاقة مع ألمانيا بهدف أن تصبح موردها الرئيسي للغاز الطبيعي المسال، وستأتي هذه الإمدادات الجديدة من الغاز الطبيعي المسال من قطر إلى ألمانيا من خلال طرق الاستيراد الحالية المعززة ببنية تحتية جديدة وافق عليها البوندستاغ الألماني في 19 مايو، وسيشمل أربع منشآت عائمة لاستيراد الغاز الطبيعي المسال على الساحل الشمالي، ومحطتين بريتين دائمتين، كانتا قيد التطوير، وهو كان مهماً من تهيئة ذلك لاستقبال هذا الحجم من الطاقة من الغاز القطري بشكل مستدام.
◄ تحليلات الخبراء
وتتابع د. آيرنا سلاف، الباحثة المتخصصة بمجال الغاز الطبيعي المسال والتعدين والجغرافيا السياسية، إن خبراء الطاقة ارتأوا في الخطط المتوازية التي تقوم بها قطر لتوفير إمدادات كبيرة من الغاز الطبيعي المسال لألمانيا من محطة جولدن باس على ساحل خليج تكساس، التي من المرجح أن يتم الانتهاء منها في وقت أقرب بكثير حيث تمتلك شركة قطر للطاقة 70 في المائة من المشروع، بينما تمتلك شركة إكسون موبيل الأمريكية النسبة المتبقية، من المتوقع أن تبلغ سعة الإرسال المقدرة لمحطة Golden Pass حوالي 18 مليون طن متري سنويًا (mtpa) من الغاز الطبيعي المسال ومن المتوقع أن يتم تشغيل المنشأة في عام 2024.
◄ مؤشرات فارقة
ولفتت د. إيرنا سلاف أيضاً إلى أنه وحسب ما كان مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بالولايات المتحدة كان إعلانًا مشابهًا جدًا في ديسمبر 2022 من اتفاقيتي بيع وشراء بين شركة قطر إنرجي وشركة كونوكو فيليبس الأمريكية لتصدير الغاز الطبيعي المسال إلى ألمانيا لمدة 15 عامًا على الأقل اعتبارًا من عام 2026، وستوفر هاتان الصفقتان بين برلين والدوحة لألمانيا 2 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال، مرسلة من رأس لفان في قطر إلى محطة الغاز الطبيعي المسال في شمال ألمانيا في Brunsbuettel بالإضافة إلى تضامن حلف الناتو، شددت قطر على اتفاقيتي المبيعات وإعادة الشراء ذلك في أولى اتفاقيات توريد LNG طويلة الأجل لألمانيا، مع فترة توريد تمتد لمدة 15 عامًا على الأقل، مما يساهم في أمن الطاقة على المدى الطويل في ألمانيا، وبعد حوالي شهر من توقيع قطر لإعلان النوايا بشأن التعاون في مجال الطاقة مع ألمانيا، بدأ توقيع صفقات غاز جديدة كبرى أخرى من قبل شركات الطاقة الرائدة من أوروبا، حسب تحليلات كتاب سوق النفط العالمي الجديد، وتوقيع اتفاقيات شراكة جديدة مع شركة TotalEnergies الفرنسية وEni الإيطالية لمشروع توسعة حقل الشمال بقيمة 30 مليار دولار أمريكي ثم وقعت صفقة ضخمة للطاقة من أربع محاور بقيمة 27 مليار دولار مع العراق. في غضون ذلك، أُعلن أن إيني ستوقع اتفاقية مع شركة النفط الوطنية الليبية المملوكة للدولة (NOC) والتي من شأنها أن تستثمر حوالي 8 مليارات دولار أمريكي لإنتاج حوالي 850 مليون قدم مكعبة في اليوم (مليون قدم مكعب / يوم) من اثنين. حقول الغاز البحرية في البحر الأبيض المتوسط. حققت إيني نجاحًا هائلاً آخر في نفس الوقت تقريبًا – بالاشتراك مع عملاق الهيدروكربونات الأمريكي، شيفرون – مع اكتشاف غاز جديد كبير في 1، امتياز 800 كيلو متر مربع بمنطقة نرجس البحرية في مصر، والتقارب القطري المصري الأخير في العلاقات والفرص الاستثمارية، وروابط قطر البارزة بإيني الإيطالية، يضيف لهذا الزخم حيث تم الاعتراف بمهارة بالأهمية الأوسع لهذه الصفقات بين الشركات الأوروبية وموردي الغاز الآسيويين لضمان إمدادات الطاقة المستدامة للأسواق والمساهمة في أمن الطاقة العالم.
◄ تحليلات وترجيحات
واختتمت د. إيرنا سلاف، الخبيرة في شؤون الطاقة تصريحاتها موضحة أن تحليلات الطاقة تشير أيضاً إلى أنه بالنسبة للولايات المتحدة، يبقى العبء – بصرف النظر عن تسهيل المزيد من الصفقات بين موردي أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا – على ضمان إمدادات وفيرة وبأسعار معقولة من الغاز الطبيعي المسال. تعتبر البشائر لهذا الأمر مشجعة للغاية، حيث توقعت إدارة معلومات الطاقة في مارس، أن صادرات الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة ستبلغ متوسط 12.1 مليار قدم مكعبة في اليوم (مليار قدم مكعب / يوم) في عام 2023، بزيادة قدرها 14 في المائة (1.5 مليار قدم مكعبة / يوم)، مقارنة بالعام الماضي، وتتوقع الوكالة أيضًا زيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال بنسبة 5 في المائة إضافية (0.7 مليار قدم مكعبة في اليوم) العام المقبل، وخلال قراءة حديث مساعد وزير الطاقة الأمريكي أندرو لايت في اجتماع وزراء مجموعة الدول السبع حول المناخ والطاقة والبيئة، وتسليط الضوء على الحاجة إلى استثمارات مستمرة من قبل الحلفاء في إمدادات الغاز الجديدة، كما شدد على أن إمدادات الغاز الطبيعي المسال الأمريكية تظل بالغة الأهمية لأمن الطاقة الأوروبي، حيث تواصل تقليص اعتمادها على الغاز الروسي. وأضاف إن الولايات المتحدة ليست قلقة من استمرار قدرة روسيا على بيع نفطها وغازها، رغم العقوبات، لأنها تسمح للدول بشراء الطاقة بأسعار أقل، يغذي هذه الفكرة القائلة بأن الحد الأقصى لسعر مبيعات الطاقة الروسية هو أيضا جزء من سياسة الولايات المتحدة الأوسع نطاقا للإبقاء على أسعار النفط والغاز منخفضة، هذا ليس فقط للأسباب الاقتصادية والسياسية المتمركزة حول الولايات المتحدة والتي تم تناولها في الكتاب، ولكن أيضًا لأن ارتفاع أسعار الطاقة يؤدي إلى ارتفاع التضخم، مما يؤدي بدوره إلى زيادة أسعار الفائدة المستخدمة لمكافحته، وزيادة احتمالية حدوث ركود في العديد من الدول، حلفاء الولايات المتحدة، ومن المثير للاهتمام أيضا، وتماشياً مع إعادة التنظيم الجيوسياسي الواضحة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، أكد لايت أيضا أن الولايات المتحدة وحلفاءها يتطلعون أيضا إلى تنويع سلاسل التوريد، وهو الأمر الأهم عموماً لأمن مستدام للموارد وللطاقة بصورة عامة، وهو ما سعت أمريكا لتحقيقه مع قطر بصورة جديرة بالثقة والشراكة المتميزة والمتطورة بين الجانبين.
مساحة إعلانية
