أخبار العالم

‫ د. محمد المريخي بجامع الإمام: بر الوالدين نجاح في الدنيا وفلاح في الآخرة


محليات

74

وصف القيام بحقهما بـ «إشارة سعادة»

26 أغسطس 2023 , 07:00ص

الدوحة – الشرق

قال فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن الحقوق والواجبات التي أوجبها الله وفرضها على العباد، وهناك حق بعد حق الله تعالى يأبى الله تعالى إلا أن يبرزه لرفعته وكبير مقامه وهيبته ووقاره وهو حق لا منة فيه لمن أداه، وهو حق الوالدين الذي هو باب مشرع من أبواب الجنة، ينادي ويدعو للإحسان للوالدين وبرهما والقيام بحقهما.


وأكد أن حق الوالدين من أعظم الحقوق وأكبر الواجبات وأجره من أوفر الحسنات، وبرهما شرف الدنيا وفلاح الآخرة.


بر الوالدين رفعة وسمو


وأكد الشيخ د. محمد المريخي أن الأب والأم ظلال في الأرض بعد ظل الله عز وجل، وأنس ورحمة وقوة ورجاء وبركة، بر الوالدين بر وصلاح وإحسان ورجولة ومروءة، بر الوالدين كرامة ورفعة وسمو، الجنة تحت أقدامهما والبركة تنال ببركتهما، والحاجات تقضى والأمور تتيسر.


ونوه الخطيب بأن من إشارات السعادة للإنسان في هذه الحياة الدنيا أن يدرك والديه على قيد الحياة، فينهل من معين برهما ويرتوي من كيزان حنانهما، ويستظل برضاهما، من يحسن لك بعد ربك ومن يتحمل التعب والعناء والجوع والعطش والمشقة من أجلك، أي حب هذا وأي إخلاص هذا، لا يكاد يوجد إلا عند الوالدين نحو أبنائهما، يكاد الإسلام العظيم ينفرد ببر الوالدين آمرا به وحاثا عليه ومحاسبا على التقصير فيه، وها هي ما يسمى بالأديان والمذاهب تخلو تماما إلا ما ندر من رعاية الأبوين، فهل وجدتم دينا يدعو لبر الوالدين، الأبناء من الولادة إلى البلوغ إلى الرجولة إلى الشيخوخة إلى الممات حتى بعد الممات، لقد رأينا وقرأنا عن تبرؤ الأبناء والتخلي عن آبائهم وأمهاتهم، بل رأيناهم فيما يسمى ببعض الأديان يطردون آباءهم طردا ويعتدون عليهم ويضربونهم بل ويقتلونهم، نسأل الله العافية.


التأدب مع الوالدين مطلوب


وأضاف: لقد امتلأ كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم بالوصية والحث والبر والتأدب والعطف على الوالدين والقيام ببرهما وصلتهما وبذل كل ما يتطلب لهما من البر والإحسان حسيا ومعنويا وخاصة عند الضعف والكبر «إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا»، يقول صلى الله عليه وسلم وقد سأله عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه عن «أي العمل أحب إلى الله؟ قال الصلاة على وقتها، قال ثم أي؟ قال بر الوالدين، قلت ثم أي؟ قال الجهاد في سبيل الله» رواه البخاري ومسلم.


وأضاف: الصلاة ثم بر الوالدين ثم الجهاد، فحق الوالدين مقدم على الجهاد، وقال صلى الله عليه وسلم لرجل جاءه يريد الجهاد معه ويبتغي الأجر من الله قال له «هل من والديك أحد حي؟ قال نعم بل كلاهما قال: فتبتغي الأجر من الله؟ قال نعم، قال فارجع إلى والديك فأحسن صحبتهما» رواه البخاري ومسلم، وقال لآخر جاءه من اليمن «هل باليمن أبواك؟ قال نعم، قال أذنا لك يعني بالجهاد معي قال لا، قال له ارجع إلى أبويك فإن فعلا وإلا فبرهما» رواه ابو داود. وقال لثالث يريد الجهاد أيضا ولا يقدر عليه «هل بقي من والديك أحد؟ قال امي قال قابل الله في برها فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد فإذا رضيت عنك فاتق الله وبرها.


الوالد أوسط أبواب الجنة


وذكر الشيخ المريخي أن الجنة ميعاد الله للأبرار وميراث البررة الأخيار، تقول عائشة رضي الله عنها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة فقلت من هذا؟ قالوا حارثة ابن النعمان البر كذلكم وكان من أبر الناس بأمه» اسناده صحيح، لذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فضع ذلك الباب او احفظه» رواه الترمذي بإسناد صحيح، وقال صلى الله عليه وسلم لمعاوية بن جاهمة السلمي رضي الله عنه «أحية أمك؟ قال نعم، قال ارجع فبرها حتى قال له ويحك الزم رجلها ويحك الزم رجلها فثم الجنة الزم رجلها فثم الجنة» إسناده صحيح.


ولفت الخطيب أن بر الوالدين رحمة وحصن حصين عن الأخلاق السيئة كالكبر والغلظة والعقوق والنكران، فما رأينا بارا بوالديه خبيث الطبع سيئ الخلق، وما رأينا خبيثا بارا متواضعا لأن البر عباد الله طبع متين طارد لخصال السوء والخلق الرديء، قال الله تعالى عن يحيى عليه السلام


«وبرا بوالديه ولم يكن جبارا عصيا» وقال عيسى عليه السلام «وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا».


مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى