فريق بحثي من جامعة قطر يبتكر طريقة لإنتاج نقاط الجرافين من سعف النخيل

محليات
0
الدوحة – قنا
ابتكر فريق بحثي من جامعة قطر طريقة مستدامة لإنتاج نقاط الجرافين الكمومية (GQDs) من سعف النخيل ، ما يفتح آفاقا جديدة لتطبيقات مختلفة صديقة للبيئة.
وتعرف نقاط الجرافين الكمومية بأنها جسيمات نانوية من صنع الإنسان، ولخصائصها الاستثنائية، تعد مادة أساسية في التطبيقات الصناعية البيولوجية والبيئية وأجهزة أشباه الموصلات وغيرها من التطبيقات والصناعات الإلكترونية الجديدة.
وقال الدكتور سيد جاويد زيدي، أستاذ كرسي اليونسكو لتكنولوجيا المياه في مركز المواد المتقدمة بجامعة قطر، رئيس الفريق البحثي : “تمتلك نقاط الجرافين الكمومية إمكانات تحويلية لشاشات التلفزيون والكمبيوترات والهواتف المحمولة نظرا لقدرتها على امتصاص وإصدار نطاق واسع من الضوء، يمكن للشاشات عرض ألوان أكثر ثراء”.
وأضاف: “في ضوء هذا الابتكار يمكن أن يؤدي الإنتاج الكمي العالي من نقاط الجرافين الكمومية إلى صناعة شاشات أكثر سطوعا مع استخدام طاقة أقل، وإطالة عمر البطارية في الأجهزة المحمولة”.. مبينا أن المرونة المتأصلة في نقاط الجرافين الكمومية يمكن أن تتيح إنشاء شاشات قابلة للانحناء وتدوم طويلا.
وتابع: “كل هذه الخصائص مجتمعة يمكن أن تؤدي إلى شاشات نحيفة وفعالة وحيوية، على الرغم من أن التطبيق التجاري لهذا الابتكار لا يزال قيد البحث”.. مشيرا إلى أن الفريق “يعمل حاليا على تسخير المادة المصنعة كمادة نانوية لتعزيز أداء أغشية تحلية المياه، وتحديدا تحسين قابليتها للبلل وخصائصها المضادة للترسبات”.
ويكتسب هذا الاكتشاف أهمية كبيرة بالنظر إلى البيئة المحلية في منطقة الخليج الغنية بأشجار نخيل التمر، وما تنتجه هذه الأشجار من كميات كبيرة من المخلفات الزراعية على شكل أوراق جافة وبذور وغيرها.
وتحتل قطر مرتبة متقدمة بين الدول المنتجة للتمور في العالم، حيث تشير أحدث الإحصاءات إلى وجود ما يقرب من 700 ألف شجرة نخيل تغطي مساحات شاسعة من البلاد.
وتعليقا على هذا الابتكار، قالت الدكتورة مريم المعاضيد نائب رئيس البحث والدراسات العليا بجامعة قطر: “إن الجامعة من خلال تحويل التحدي المحلي إلى فرصة ذات أهمية عالمية لا تعرض فقط خطوة في مجال الابتكار التكنولوجي، ولكن أيضا تقدم مظهرا من مظاهر الفخر الوطني المتجذر في الممارسات المستدامة المبهرة ثقافيا”.
وبدوره، قال الدكتور محمد أرشيدات مدير مركز المواد المتقدمة في الجامعة: “إن هذا الابتكار الرائد هو شهادة على الأبحاث رفيعة المستوى التي أجراها مركز المواد المتقدمة في وحدة تكنولوجيا المياه، ومساهمته في خدمة المجتمع والدولة”.
ويأمل القائمون على الدراسة، التي نشرت نتائجها في مجلة الجمعية الكيميائية الأمريكية ذات الشهرة العالمية أن يؤدي هذا الابتكار الفريد إلى تحويل مخلفات النخيل إلى منتج ذي أهمية علمية وتجارية قصوى، لا يعالج التحديات المحلية فحسب بل يساهم أيضا في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة العالمية، مما يجسد التزام قطر بمستقبل مستدام ومرن.
مساحة إعلانية