محمد طاهر بجامع الشيوخ: الصوم دليل التوبة واعتراف بالذنب

محليات
14
الدوحة – الشرق
قال فضيلة الشيخ محمد حسن طاهر خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الشيوخ إن من تمام حكمة الله ورحمته أن جعل السنة والحول والعام تبدأ بشهر محرم وجعلها تختم بشهر محرم، والمقصود بالحرمة أنه من الأشهر الحرم التي حرمها الله، كما قال الله “إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ”.
وقال الأربعة الحرم ثلاثة منها سرد وواحد فرد، أما الثلاثة السرد فذو القعدة وذو الحجة والمحرم، وهو شهرنا هذا، وأما الفرد فشهر رجب، وسمي فردا لأنه انفرد عن الثلاثة أشهر الحرم الأخرى، فهذه الأشهر الحرم، وقالوا شهر الله المحرم للسنة بمثابة الفجر لليوم، كما أن لليوم فجرا يعلن ابتداء بزوغه وطلوعه، وهو فيه بركة اليوم وقوته كذلك السنة فجرها شهر الله المحرم.
وأضاف: كان السلف يعظمونها، قالوا كانوا يعظمون ثلاث عشرات: العشر الأواخر من رمضان، والعشر الأول من ذي الحجة، والعشر الأول من شهر الله المحرم، وهي عشر البدايات الجديدة هذا الشهر، شهر الله المحرم شهر البدايات الجديدة يعني الرسول صلى الله عليه وسلم صامه، فعندما أخبر أن اليهود كانوا يعظمونه يصومونه، وكانت قريش تصومه في الجاهلية، وسبب صيامهم له أنهم أجرموا جرما فسألوا أن أفضل الأيام أن يصوموه ليعلنوا فيه توبتهم، فدلوا على عاشوراء، فكانوا يصومونه وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكة يصومه، ثم لما جاء إلى المدينة رأى اليهود يعظمونه ويلبسون صبيانهم ونساءهم فيه زينتهم، ويخرجون ويحتفلون فسأل فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى من فرعون عبر به البحر، وقال نحن أحق بموسى منكم فصامه، وأمر أصحابه أن يصوموه.
الشاهد أنه شهر البدايات الجديدة، في بعض الآثار أن الله تاب على قوم يونس عليه السلام في شهر الله المحرم، في يوم عاشوراء، وبعض الآثار عن الصحابة قالوا كنا نتحدث أن الله تاب على آدم في عاشوراء وفي شهر الله المحرم، وفي الحديث أنه سئل صلى الله عليه وسلم عن أفضل الصيام؟.
طبعا أفضل الصيام بعد الفريضة، سئل عن أفضل الصلاة، وعن أفضل الصيام، أما أفضل الصلاة قال: فالصلاة في جوف الليل، وأما أفضل الصيام فقال: صيام شهر الله المحرم، وانظر كيف نسبه إلى الله صيام شهر الله المحرم، فإن الله تاب فيه على أقوام، ويتوب فيه على آخرين، لاحظ العلة، لماذا الصوم؟ إن الصوم يناسب التكفير يناسب التوبة، يناسب إعلان الاعتراف بالذنب، فقال فإن الله في هذا الشهر تاب على أقوام، ويتوب فيه على آخرين، وفي لفظ آخر قال فإن فيه يوما يتوب الله فيه، فإن فيه يوما يعني في شهر المحرم، هناك يوم يتوب الله فيه نرجو أن يكون ذلك اليوم يوم عاشوراء، فهذا شيء مما ورد في هذا الشهر العظيم وفي فضل صوم هذا اليوم.
مساحة إعلانية