الشاحنات تسبب مضايقات لسكان مرخية الدرب

محليات
112
الشاحنات تسبب مضايقات لسكان مرخية الدرب
محمد العقيدي
على بعد قرابة 70 كم من العاصمة القطرية الدوحة، وبالاتجاه إلى منفذ أبوسمرة الحدودي، وعقب منطقة “مكينس” تقع إحدى المناطق القديمة في الدولة وهي منطقة مرخية الدرب التي يسكنها عدد من المواطنين منذ سنوات طويلة تصل إلى أكثر من نصف قرن، وذلك لارتباطهم بها، وكونها مناطق الآباء من قبل، وفضلوا البقاء فيها بمنازلهم عن الانتقال إلى المناطق الداخلية، ولكنهم يعيشون اليوم معاناة مستمرة معهم منذ عدة أشهر نتيجة توافد الشاحنات المحملة بشكل يومي إلى المنطقة والوقوف بها لساعات متواصلة، والدخول إليها بكل وقت، كما ان عملية دخول الشاحنات المحملة بالأطنان باتت تؤرقهم كثيرا وتزعجهم بسبب الأصوات والإزعاج الذي يتعرضون له يوميا وبكل وقت، ورغم كل تلك المضايقات إلا أن سائقي الشاحنات يقومون بالوقوف بين المنازل مما يزيد من احتمالية وقوع الحوادث على الأبناء في المنطقة، علاوة على تأثر الطبقة الإسفلتية على الشوارع الداخلية غير المهيأة للشحنات المحملة، وظهور تعرجات وتشققات وانتشار الحفريات عليها بسبب مرور الشاحنات.
وكان سكان المنطقة في السابق يعانون من نقص الخدمات، إلا انه وبعد مطالبات عدة تمكنت الجهات المعنية من توصيل الخدمات الرئيسية إلى المنطقة، حيث تم تعبيد الطرق لبعض المنازل، والعمل على انارتها بالكامل، كما تم أيضا توصيل شبكات المياه إلى جميع المنازل، ناهيك عن العمل على توسعة المسجد القديم في المنطقة، لتتم عملية هدمه واعادة بناء جامعا يتسع لقرابة 200 مصلٍّ.
وأكد سكان المنطقة انهم لا يريدون الانتقال عنها أبدا لتعلقهم بالمنطقة التي تربطهم بها ذكريات خالدة في الأذهان قضوها منذ نعومة اظافرهم مع الآباء والأشقاء والأصدقاء، مما يجعلهم يفضلون البقاء بها طيلة حياتهم.
“الشرق” خلال زيارتها إلى مرخية الدرب رصدت حجم التغيرات الحاصلة بها، حيث تم تطوير المنطقة وتنفيذ مطالب السكان الذين أشادوا بدور الجهات المعنية التي عملت على تلبية مطالبهم واقامة المشاريع اللازمة والضرورية في مرخية الدرب.
مخازن الشركات
قال سعيد حمد الأسود أحد سكان المنطقة القدامى خلال حديثه للشرق: إن الجهات المختصة عملت مشكورة على تنفيذ المشاريع الرئيسية والمهمة في المنطقة ومنها توصيل شبكات المياه إلى المنازل، والعمل على توصيل الطرق الى تلك المنازل أيضا، بالإضافة إلى إنارة الطرق بالكامل وهو ما جعل حال المنطقة يتغير للأفضل، لافتا إلى أن وزارة الأوقاف تعمل في الوقت الراهن على تنفيذ مشروع بناء جامع في المنطقة يتسع إلى قرابة 2022 مصليا، متوجها بالشكر إلى المسؤولين في وزارة الأوقاف على جهودهم وحرصهم على توفير الجوامع في المنطقة ومختلف مناطق الدولة التي تحتاج إلى جوامع كبيرة تماشيا مع الكثافة السكانية فيها.
وأضاف: يعاني السكان اليوم من دخول عشرات الشاحنات إلى منطقتهم وبشكل يومي، والوقوف والانتظار بها لساعات طويلة، وذلك لكونهم يريدون التوجه إلى مخازن الشركات الواقعة بالمنطقة، وعن طريق الخطأ يدخلون إلى المنطقة بالشاحنات المحملة بأوزان تقدر بالأطنان، موضحا انه اتجه مرارا وتكرار إلى سائقي الشاحنات للتحدث معهم والطلب منهم مغادرة المنطقة، ولكنهم يرفضون ذلك بحجة ان الموقع “اللوكيشن” وجههم إلى داخل المنطقة، ويرفضون الخروج منها حتى وصول السائقين الآخرين من مخازن الشركات وتتبعهم للوصول إلى وجهتهم، لافتا إلى ان عملية الدخول اليومية للشاحنات والوقوف بالمنطقة لساعات طويلة تنذر بوقوع حوادث على السكان وأبنائهم الذي يلعبون بالقرب من المنازل.
وطالب الجهات المعنية التدخل على الفور لمنع دخول الشاحنات إلى المنطقة من خلال وجود لافتات إرشادية موضحا عليها منع دخول الشاحنات ووقوفها بالمنطقة، اضافة إلى لافتات أخرى توجههم إلى مواقع مخازن الشركات.
تدمير الطبقة الاسفلتية
ولفت إلى أن عملية دخول الشاحنات نتج عنها تدمير الطبقة الاسفلتية لبعض الشوارع الحديثة التي تم توصيلها إلى المنازل مؤخرا، وذلك لأن هذه الشوارع لا تتماشى مع الشاحنات المحملة بالأطنان، اضافة إلى أن بعض السائقين يقومون بإصلاح الشاحنات في المنطقة ويتركون خلفهم قطع غيار وبقعا من الزيوت والملوثات البيئية الاخرى خلال صيانة الشاحنات، لتبقى تلك المخلفات على حالها في المنطقة حتى يتم رفعها من قبل السكان.
وأكد انه طالب الجهات المعنية مرارا وتكرار لمنع دخول الشاحنات الى المنطقة، ولكن لا زال الوضع على حاله، إذ إن تلك الجهات لم تتحرك بعد، متسائلا هل تنتظر تلك الجهات وقوع حوادث على الأبناء بسبب الشاحنات حتى تتحرك وتمنع عملية دخولها إلى المنطقة؟.
وتمنى الاسراع في تنفيذ القرارات التي تمنع الشاحنات من دخول المنطقة، خاصة بعد زيادة اعدادها اليومية، وتتسبب بإزعاجهم وكبار السن الذين يعيشون معهم في المنازل.
مساحة إعلانية