د. ظبية السليطي “1- 2”: تطبيقات ناجحة للذكاء الاصطناعي في القطاعات الخدمية

محليات
54
الحضور في المؤتمر
الدوحة – الشرق
شاركت الدكتورة ظبية سعيد السليطي أستاذ مشارك في التربية- مناهج وطرق تدريس لغة عربية في مؤتمر التنافسية والذكاء الاصطناعي في التعليم قبل الجامعي (الواقع والمستقبل) المنعقد في مصر ببحث حول الذكــاء الاصطــناعي (جهود وإنجازات دولة قطر نموذجًا). واستعرض البحث بدايات ظهور الذكاء الاصطناعي التي تعود إلى العصور القديمة ومن ثم تم اختراع الكمبيوتر وصولا إلى عام 2018 حيث أصبح الذكاء الاصطناعي حقيقة لا خيالا فيها، واستعرضت تعريف الذكاء الاصطناعي باعتباره تكنولوجيا تحويلية من تكنولوجيات القرن الحادي والعشرين.
وأكدت د. ظبية، سعي دول العالم إلى أن تكون رائدة الذكاء الاصطناعي على الصعيد العالمي بحلول عام 2030، واعتمدت عدة دول إستراتيجيات في مجال الذكاء الاصطناعي غايتها تحقيق الريادة العالمية.
جهود قطرية
وأشارت د. ظبية السليطي إلى الحرص المبكر لدولة قطر على اللحاق بركب التطور العلمي والتكنولوجي، حيث قامت بإرساء منظومة للتكنولوجيا، ومن بينها علم الذكاء الاصطناعي، حيث تم إنشاء العديد من المراكز والمعاهد العلمية المتخصصة في مجال الحوسبة والتكنولوجيا مثل: معهد قطر لبحوث الحوسبة، والوزارات مثل: وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلى جانب الجامعات، وعمدت إلى تطوير منظومتها التقنية في الدولة، فقدمت العديد من الخدمات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي مثل: الحكومة الإلكترونية 2000، وتطبيق مطراش.
ونوهت إلى قرار مجلس الوزراء رقم (10) لسنة 2021 بإنشاء لجنة الذكاء الاصطناعي، وكانت تتبع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.
ولفتت إلى حصول دولة قطر على المركز الثاني عربيًا في 2020 في مؤتمر نضوج الخدمات الحكومية، والمركز الثالث عربيًا في مؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي الذي أصدرته شركة تورتواز العالمية.
منصة سحابية
واستعرضت د. ظبية مجالات استخدام الذكاء الاصطناعي في قطاعات الدولة والخدمات ومنها الذكاء الاصطناعي في المؤسسة القطرية العامة للكهرباء والماء مؤكدة أنها رائدة في قطاع الانتقال الرقمي في دولة قطر، حيث توفر مجمل خدماتها إلكترونيًا على منصاتها المتنوعة.
وضمن برنامج إستراتيجية قطر الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي كهرماء أطلقت منصة سحابية مدعومة بالذكاء الاصطناعي بالتعاون مع مايكروسوفت وكي بي إم جي.
هذه التكنولوجيا المتطورة ستتيح إحداث تحسينات بارزة فيما يخص العمليات التشغيلية وتجارب العملاء مع إطلاق هذه المنصة الفريدة (كهرماء) أصبحت جزءًا من خارطة طريق طموحة لتطوير عملياتها وتحسين خدماتها من خلال الذكاء الاصطناعي.
هذه المبادرة الرقمية للمؤسسة ستتيح رفع الكفاءة التشغيلية وتعزيز الموثوقية، تمثل قفزة نوعية لتجربة المشتركين عبر نقاط الاتصال المختلفة.
ونظرًا لكفاءة الشبكة الكهربائية في دولة قطر اعتمد الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في بطولة كأس العالم 2022 الشبكة الكهربائية مصدرًا رئيسيًّا وبديلًا، ومضت البطولة دون حدوث أي خلل أو انقطاع في التيار الكهربائي.
جهود التربية والتعليم
وعرضت جهود وزارة التربية والتعليم في مجال الذكاء الاصطناعي موضحة أنه من أجل بناء القدرات واكتساب المهارات وتطوير أنظمة بيئة التعليم الإلكتروني والذكاء الاصطناعي، وتعزيز التحول الرقمي للبيئة التعليمية الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من أي خطة إستراتيجية تعليمية في قطر، إلى جانب حرص الدولة والوزارة (2017- 2018) على دمج التكنولوجيا في مختلف عمليات التعليم والتعلم لجعل التعلم مُهيأ لمواجهة كافة متطلبات الحياة العملية الحديثة، هذا مما عزز مكانة دولة قطر لاختيارها ضمن خمس دول لقيادة تحول التعليم بناء على دعوة من الأمين العام للأمم المتحدة من أجل تعزيز المواطنة الرقمية، كما تم إدخال مفاهيم التوعية الرقمية والأمن السيبراني.
وأكدت أن إستراتيجية الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم تتماشى مع إستراتيجية قطر الوطنية في مجال الذكاء الاصطناعي التي تعتمد بشكل أساسي على توفير نظم سهلة الوصول واستخدام البيانات بشكل أمثل في إدارة العملية التعليمية، بالإضافة إلى تطوير نظم التنبؤ التي تعزز قدرة الوزارة على المراقبة وضبط جودة العملية التعليمية من خلال استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
حيث يمكن لهذه النظم التنبؤ بشكل أكبر وأدق بأداء النظام التعليمي وتوجيه جهود الوزارة وموادها بشكل فعال مع تحليل البيانات التعليمية المتاحة مثل: تقييم أداء الطلاب ومراقبة تقدمهم وتحديد المجالات التي يحتاجونها من توفير توجيهات فردية ومخصصة لكل طالب ما يساهم في تعزيز فاعلية العملية التعليمية، كما سيساهم الذكاء الاصطناعي في تطوير أنظمة التعليم الذاتي والتعلم الإلكتروني بحيث يستطيع الطلاب الوصول إلى المحتوى التعليمي عبر الإنترنت وفقًا لاحتياجاتهم الفردية وتعلمهم وتيرة تتناسب مع قدراتهم واهتماماتهم مما يعزز المشاركة الفعالة للطلاب، ويعمل على تعزيز رغبتهم في التعلم، وتحقيق أداء متميز.
وبالنسبة للمفاهيم تم إدخال مفاهيم كثيرة داعمة للذكاء الاصطناعي في منهج الحوسبة وتكنولوجيا المعلومات، والتي أشادت بها منظمة اليونسكو وعرضتها في أكثر من مؤتمر يتعلق بالذكاء الاصطناعي والتعليم خلال العام الماضي.
ويمكن تقسيم تطبيقات الذكاء الاصطناعي المصممة للتعليم إلى أربع فئات هي: إدارة التعليم وتقويمه. والتعليم والتقييم. وتمكين المعلم وتحسين التدريس. والتعلم مدى الحياة.
برنامج تسمو
وتناولت د. ظبية برنامج دولة قطر الذكية «تسمو» والذي ركز على تسخير التكنولوجيا المتطورة والابتكار لتحقيق التنوع الاقتصادي وتحسين نوعية الحياة في قطر. وتُعد منصة «تسمو» المركزية المحرك الأساسي للبرنامج إذ تشكِّل الركيزة الرقمية لعملية تحول قطر إلى دولة ذكية.
وأطلقت وزارة الاتصالات برنامج “تسمو” بالتعاون مع عدد من الوزارات والهيئات المعنية بالقطاعات ذات الأولوية وهي (النقل– والخدمات اللوجستية والبيئية والرعاية الصحية والرياضية) استجابة رقمية لرؤية قطر 2030 بهدف معالجة التحديات التي تواجهها القطاعات الخمسة ذات الأولوية وتعزيز القدرة على تقديم الخدمات العامة فيها، وهو ما يحقق الهدف (16) السلام والعدل والمؤسسات القوية (من أهداف التنمية المستدامة).
وتُشكِّل المنصة مزيجاً متعدد المستويات من تقنيات الذكاء الاصطناعي ونُظم دعم اتخاذ القرارات ومعطيات الحدس المهني المتقدمة وإدارة البيانات والتحليلات التنبؤية الرامية إلى توفير خاصية التشغيل البيني الشامل عبر القطاعات، ووضع الحلول واستحداث التطبيقات.
وقد أدى البرنامج إلى زيادة الإنتاجية وتعزيز كفاءة الخدمات العامة من خلال إطلاق ما يزيد على 1600 خدمة إلكترونية موجهة للمجتمع كله. ومن المتوقع أن يؤدي إلى التالي: دفع قطر نحو اقتصاد رقمي ومستقبل ذكي. وتحسين نوعية الحياة في جميع أنحاء الدولة. وتعزيز منظومة الابتكار وقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في قطر.
معهد بحوث الحوسبة
وعرضت لتجربة معهد قطر لبحوث الحوسبة والذي تأسس عام 2010 بهدف دعم دولة قطر في مسيرة انتقالها من اقتصاد قائم على الكربون إلى اقتصاد قائم على المعرفة من خلال إطلاق قدرات الإنسان بما يعود بالنفع على العالم، إلى جانب التعامل مع تحديات الحوسبة.
ويهدف العمل في مجال الذكاء الاصطناعي في معهد قطر لبحوث الحوسبة إلى: النمو الاقتصادي من خلال ظهور قطاعات وصناعات جديدة. والتقدم الاجتماعي من خلال ظهور الحكومة الفعالة، والإدارة الفعالة للموارد، والخطاب المُحَسَّن، والفهم الأفضل. والاستدامة البيئية من خلال الفهم السليم للنظم الطبيعية والتأثير. وحماية التراث الثقافي وتعزيزه من خلال مبادرات مثل الترجمة للغة العربية.
وتناولت منظمة الذكاء الاصطناعي بجامعة قطر والتي تأسست عام 2021، وهي المنظمة الأولى من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، وتهدف إلى نشر ثقافة الذكاء الاصطناعي في المجتمع الجامعي وإقامة الفعاليات.
الإستراتيجية الوطنية
وأكدت د. ظبية السليطي أن إستراتيجية الذكاء الاصطناعي تتمحور حول ست ركائز ستعمل مجتمعة على توجيه قطر نحو التحوُّل إلى مستقبل الذكاء الاصطناعي، ويرتكز الذكاء الاصطناعي الحديث على الاستعانة بالبيانات باعتبارها موردًا إستراتيجيًا. وتستعد قطر، بعد أن استثمرت بكثافة في البنية التحتية للتعليم والبحوث، للاضطلاع بدور رائد في مستقبل الذكاء الاصطناعي.
وتتطلع دولة قطر إلى المستقبل، ولديها رؤية واضحة للاستعانة بميزتها الاقتصادية المستمدة من أنواع الوقود الأحفوري لكي تتحول إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وأن الاستثمارات التي قامت بها قطر بالفعل في جهود البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي يمكن أن تُتخذ أساسًا يُستند إليه لبناء قدرات قوية.
ويمكن اعتبار عام 2011 وما بعده «ربيع الذكاء الاصطناعي». إذ لم يعُد الذكاء الاصطناعي مكونًا تقنيًا، بل عنصر تمكين رئيسي للعديد من الحلول التجارية والعلمية، بدءًا بالتعرف على الصور، مرورًا بالسيارات ذاتية القيادة، وانتهاءً بالإعلانات السياسية محدّدة الأهداف، وخلق التقاء البيانات الضخمة والخوارزميات، والوصول إلى قدرة الحوسبة رخيصة الأثمان من خلال الحوسبة السحابية.
مساحة إعلانية