‫  سفير دولة قطر لدى كوريا: زيارة الرئيس الكوري للدوحة تفتح آفاقا أرحب لتطوير التعاون

سعادة السيد خالد بن إبراهيم الحمر سفير دولة قطر لدى جمهورية كوريا

الدوحة – قنا

 أكد سعادة السيد خالد بن إبراهيم الحمر سفير دولة قطر لدى جمهورية كوريا أن زيارة الدولة التي يقوم بها فخامة الرئيس يون سوك يول رئيس جمهورية كوريا الصديقة إلى الدوحة، تعكس عمق العلاقات بين البلدين، كما تفتح آفاقا جديدة للتباحث وتقريب وجهات النظر حيال عدد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية.

وقال سعادته في تصريح خاص لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن عقد لقاءات قمة واجتماعات دورية بين المسؤولين في جمهورية كوريا ودولة قطر، على مختلف المستويات، يساهم بلا شك في تطوير العلاقات بين البلدين وتعزيزها، منوها بأن مباحثات حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير المفدى، وفخامة الرئيس يون سوك يول ستتناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، وتبادل الرؤى بشأن بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك

وأضاف سعادته أنه سيتم خلال الزيارة توقيع مجموعة من مذكرات التفاهم بين البلدين، تشمل مجالات متنوعة، منها التعليم، والجمارك، والطاقة النظيفة، والثقافة والرياضة، إضافة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات مثل التكنولوجيا والمزارع الذكية والموانئ والنقل البحري والطاقة المتجددة والرعاية الاجتماعية وغيرها.

ووصف سعادة السفير العلاقات القطرية – الكورية، التي سيحتفل البلدان العام المقبل بعامها الخمسين، بأنها قوية ومتينة وتقوم على الاحترام المتبادل والتعاون لما فيه مصلحة الشعبين الصديقين، مشيرا إلى الزيارات المتبادلة على أرفع المستويات بين البلدين، وأهمها زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى جمهورية كوريا عام 2019، والتي تم خلالها توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم في مجالات الطاقة المتجددة والشبكات الذكية والمزارع الذكية والمصائد.. مشيرا إلى أن زيارة فخامة رئيس جمهورية كوريا إلى الدوحة تأتي في إطار الحرص على تعزيز التعاون والارتقاء بالعلاقات إلى مستويات أفضل.

ولفت إلى أن دولة قطر تعد المزود الرئيسي لجمهورية كوريا بالغاز الطبيعي المسال، بينما أسهمت شركات البناء الكورية في تنفيذ مشاريع البنية التحتية في دولة قطر خلال السنوات الأخيرة.

وقال سعادته : إنه على صعيد الصادرات، حسب دول المقصد الرئيسية، تحتل جمهورية كوريا المرتبة الثانية بقيمة 11.9 بالمئة من إجمالي قيمة الصادرات، وأن جمهورية كوريا تستورد حوالي 30 بالمئة من احتياجاتها من الغاز الطبيعي المسال من دولة قطر.

وأضاف: ترتبط الدولتان بمجموعة من الاتفاقيات الطويلة الأجل، كما وقعتا اتفاقية بقيمة تقارب 19 مليار دولار، لتزويد دولة قطر بناقلات للغاز الطبيعي المسال، ضمن مشاريع توسعة حقل الشمال ورفع طاقة قطر الإنتاجية من الغاز الطبيعي.

ونوه سعادة السفير خالد بن إبراهيم الحمر بأن المشاريع التنموية في دولة قطر تشكل فرصة كبيرة للشركات الكورية للاستثمار في قطاعات البنية التحتية والإنشاءات، والصحة والرعاية الاجتماعية، والتعليم والتدريب والبحوث والزراعة الذكية، ومصائد الأسماك، والطاقة المتجددة، وفي المشاريع الصغيرة والمتوسطة خاصة وأن كوريا تعتبر رائدة في هذه المجالات.

وحول مدى مساهمة الغاز القطري في سد احتياجات جمهورية كوريا من الطاقة وخططها التنموية، أكد سعادته أن إمدادات الطاقة القطرية ساهمت خلال العقود الماضية في سد الاحتياجات المتنامية لجمهورية كوريا، خاصة وأن دولة قطر شريك موثوق به، يحافظ باستمرار على تدفق هذه الإمدادات، كما كانت كوريا ولا تزال شريكا تجاريا مهما لدولة قطر في مجال البنية التحتية، وقد توسعت مؤخرا الشراكة بين البلدين لتشمل الرعاية الصحية، والشبكات الذكية، والزراعة والتدريب وبناء القدرات.

وحول مخرجات اجتماعات اللجنة الاستراتيجية العليا المشتركة بين البلدين وأولويات عملها، قال سعادة سفير دولة قطر لدى جمهورية كوريا : إن هذه اللجنة تقوم بدور كبير في تعزيز العلاقات، وإنه خلال أعمال دورتها السادسة، التي استضافتها العاصمة الكورية /سول/ في يونيو 2023، تم استعراض أوجه التعاون في مختلف القطاعات ذات الأولوية، كما ناقش الجانبان التقدم الذي تم إحرازه في تنفيذ توصيات لجنة العمل الفنية المشتركة، إلى جانب بحث سبل تعزيز التعاون الثنائي في مجالات مختلفة، منها التجارة والاستثمار والبناء والبنية التحتية والزراعة والنقل البحري، والطيران المدني والصحة والتعليم وتكنولوجيا المعلومات.

وعن موقف البلدين من الأزمات وبؤر التوتر الدولية والإقليمية، بين سعادته أن هناك تقاربا في الرؤى بين البلدين في كثير من القضايا، خاصة أنهما يؤمنان بأن حل الأزمات العالمية والإقليمية يجب أن يكون عبر الحوار والدبلوماسية، كما يوجد تنسيق تام بينهما داخل أروقة المنظمات الدولية فيما يخص بعض هذه القضايا.

وحول التعاون في مجال البيئة والتغير المناخي وتضامن البلدين مع المجتمع الدولي في هذا المجال، نبه سعادة السفير خالد بن إبراهيم الحمر إلى أن دستور دولة قطر ينص على أن تحافظ الدولة على البيئة وعلى توازنها الطبيعي، لتتمكن من تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لكل الأجيال، وكذلك تدعو رؤية قطر الوطنية 2030 إلى دعم الجهود الدولية للتخفيف من آثار تغير المناخ ولعب دور إقليمي استباقي في التخفيف من آثاره السلبية، وفي هذا الخصوص فإن دولة قطر وجمهورية كوريا هما من البلدان المانحة، عضوان مؤسسان في المعهد العالمي للنمو الأخضر” GGGI” الذي يشارك في مساعدة البلدان النامية على اتباع استراتيجيات تنمية مبنية على أسس الاستدامة.

وشدد سعادة سفير دولة قطر لدى جمهورية كوريا على أن تقليل الاعتماد على الموارد الهيدروكربونية من الأولويات والتوجهات القطرية لتنويع مصادر الطاقة وخاصة في مجال توليد الكهرباء، مشيرا إلى أن البلدين وقعا على مذكرة تفاهم في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر وتوسيع استعمال الطاقة النظيفة.