Jannah Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.
أخبار العالم

‫ قطر تكثف جهودها لإغاثة الشعب السوداني منذ اندلاع الأزمة في السودان


محليات

220

18 يونيو 2023 , 06:43م

قطر تكثف جهودها لإغاثة الشعب السوداني

الدوحة – قنا

مضى أكثر من شهرين منذ اندلاع الاشتباكات بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان وبالتحديد في الخامس عشر من شهر أبريل من العام الجاري، ما زاد كثيرا من معاناة المدنيين، في ظل النقص الحاد في الخدمات والمواد الغذائية والطبية والفلتان الأمني المريع.


وتضاعفت جراء كل ذلك، حصيلة القتلى والمصابين وأعداد الفارين من النازحين داخل البلاد أو اللاجئين خارج السودان، بالإضافة إلى الخسائر المادية والدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية والمنشآت والمرافق العامة والخاصة في العاصمة الخرطوم وغيرها من المدن الأخرى، وبخاصة في ولاية غرب دافور وحاضرتها مدينة الجنينة بجانب الضرر الواضح الذي أصاب شبكات المياه والكهرباء وخدمات الإنترنت.


وانطلاقا من دورها الإنساني والأخلاقي والتزاما بمسؤوليتها كشريك فاعل في المجتمع الدولي، تحرص دولة قطر دائما على الاضطلاع بدور ريادي في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية، وتواصل في هذا السياق عطاءها السخي وجهودها الحثيثة في دعم احتواء الأزمات في الدول الشقيقة والصديقة، ومد يد العون للشعوب المنكوبة دون استثناء وبلا تمييز أو مقابل لكنها تبتغي تخفيف المعاناة عن المتضررين من الأزمات بشتى أنواعها حول العالم، وتسيير الجسور الجوية لنقل مئات بل آلاف أطنان المساعدات الإغاثية، استجابة للظروف الطارئة والعاجلة التي تتطلب ذلك.


وفي هذا السياق وإحساسا منها بالمعاناة الإنسانية التي يقاسيها الشعب السوداني الشقيق حاليا، كانت قد أعلنت دولة قطر بتوجيهات كريمة من حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى “حفظه الله ورعاه” تسيير جسر جوي لدعم الأشقاء في السودان عبر طائرات تتبع للقوات الجوية الأميرية تحمل مساعدات غذائية وطبية، ما يؤكد وقوف قطر الدائم قيادة وشعبا مع الشعب السوداني، وهو ديدنها في كل الأزمات التي مر بها هذا البلد الشقيق، دعما لاحتياجاته الإنسانية المتفاقمة في هذه الأوقات الصعبة والعصيبة التي يعيشها.


كما رافق هذه المساعدات الطبية والغذائية الإنسانية القطرية للأشقاء في السودان، إجلاء عدد كبير من السودانيين المقيمين في قطر على متن طائرات الإغاثة القطرية بلغ عددهم حوالي 1784، فيما وصل مجموع المساعدات الكلية إلى 301 طن، شارك في تقديمها وتوفيرها الهلال الأحمر القطري وجمعية قطر الخيرية بالشراكة مع صندوق قطر للتنمية.


وفي هذا السياق فقد أشار لذلك الدكتور ماجد بن محمد الأنصاري مستشار رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، يوم السادس من شهر يونيو الجاري في الإحاطة الإعلامية الأسبوعية التي تنظمها وزارة الخارجية، إلى استمرار الجسر الجوي القطري منذ بدء القتال في السودان لتقديم المساعدات الطبية والإغاثية والإنسانية للمتضررين، حيث أقلعت في السادس من يونيو الجاري الطائرة العاشرة إلى مدينة بورتسودان وعلى متنها 37 طنا من المواد الغذائية، وقامت بإجلاء 164 شخصا من حملة الإقامة القطرية، أغلبهم من الجنسية السودانية، ليصل إجمالي من تم إجلاؤهم من السودان حتى ذلك الوقت 1784 مقيما، فيما وصل مجموع المساعدات الكلية إلى 301 طن، مؤكدا استمرار رحلات الجسر الجوي خلال الأيام المقبلة.


وفي إطار هذا الجهد والزخم الإنساني العالمي، لا سيما على مستوى الدول الشقيقة العربية والإسلامية منها، جاءت المساعدات القطرية الحالية للسودان في وقتها بعد أن تسببت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي لا تزال مستمرة رغم “اتفاق جدة” بشأن حماية المدنيين، وما تبع وسبق ذلك من هدن بين طرفي النزاع، في خلق أوضاع كارثية صحية وإنسانية واقتصادية ومعيشية وأمنية متردية للغاية، ضاعفت من الأزمات التي يكابدها السودانيون من قبل، علاوة على عمليات الهدم والتدمير التي طالت المنشآت والبني التحتية في العاصمة الخرطوم وخارجها.


وفي خضم تعقيدات المشهد السوداني حاليا، والمعاناة المتفاقمة لشعبه الشقيق، وعلاوة على كل ما قدمته لتخفيف الأوضاع الإنسانية الصعبة التي أفرزتها هذه المعاناة، تترأس دولة قطر مؤتمرا رفيع المستوى سيعقد غدا /الاثنين/ في جنيف لدعم خطة الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة، وتشارك في رعايته بجانب قطر الأمم المتحدة ومصر وألمانيا والمملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي.


ولدى قطر، عطفا على هذا الحدث الإنساني المهم بجنيف، شراكات إنسانية واسعة على مستوى العالم بشكل ثنائي أو متعددة الأطراف تشمل عددا من الدول والمنظمات ووكالات الأمم المتحدة المتخصصة والمعنية، وبعضها يجيء في إطار حوارات استراتيجية مع الدول، علما أن المساعدات الإنسانية القطرية قد توسعت في جميع أنحاء العالم منذ عام 2010، لتصبح قطر وبشهادة الجميع رائدة في مجال العمل الإنساني على المستوى الدولي.


ومنذ اندلاع الأحداث المؤسفة التي يشهدها السودان في الوقت الحالي، ظلت قطر حريصة على المشاركة في كل المؤتمرات والفعاليات الإقليمية والدولية وعلى أي مستوى دعما لكل جهد يصب في مساعدة الأشقاء في السودان، ومن ذلك مشاركة الدولة في الثاني من شهر مايو الماضي في الجلسة الوزارية حول الوضع الإنساني في جمهورية السودان، والتي نظمها المكتب الإقليمي لشرق المتوسط بمنظمة الصحة العالمية من خلال تقنيات الاتصال عن بعد.


وأكدت سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزير الصحة العامة في الجلسة حرص دولة قطر على دعم الجهود الدولية بما فيها جهود منظمة الصحة العالمية وكل ما من شأنه تخفيف معاناة المدنيين، وتوفير استجابة سريعة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة في السودان بما فيها الاحتياجات في المجال الصحي.


لقد ظلت دولة قطر بتوجيهات قيادتها الحكيمة، تؤكد في مختلف المواقف والمناسبات التزامها بالمساهمة في الجهود الدولية الرامية للتخفيف من المعاناة الإنسانية دون تمييز، والتصدي للتحديات الأخرى التي تواجه البشرية، والمضي قدما في تنفيذ خطتها للتنمية المستدامة لعام 2030.


كما تحتفل دولة قطر مع بقية دول العالم باليوم العالمي للتضامن الإنساني الذي يصادف العشرين من شهر ديسمبر كل عام، بعد أن باتت في طليعة الدول التي تقدم مساعدات إنسانية وتنموية على المستوى الثنائي أو من خلال الأمم المتحدة وفي جميع مناطق العالم.

 

وإلى جانب كل ذلك، تعتبر دولة قطر في مصاف أكبر عشرة مساهمين لصالح مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، وهي شريك استراتيجي للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين، فضلا عن تواجد مكتب للمفوضية في الدوحة.


وقد غطى الدور الإنساني المتعاظم لدولة قطر مختلف المجالات، إذ أطلقت قطر، تزامنا مع انطلاق بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، مبادرة إنسانية بعنوان “فيفا قطر 2022 للجميع لمشاركة اللاجئين والنازحين الفرحة”، حيث تم افتتاح مناطق للمشجعين داخل مخيمات اللاجئين والنازحين في عدد من الدول من ضمنها فلسطين والأردن والعراق ولبنان واليمن وتركيا وبنغلاديش والسودان والصومال وشمال سوريا وكينيا، لإتاحة الفرصة لهم لمشاهدة المباريات والاستمتاع بفعاليات كأس العالم المختلفة عن طريق شاشات عرض كبيرة، مع تجهيز مواقع لإقامة بطولات تحاكي كأس العالم، فضلا عن تنظيم أنشطة وبرامج ثقافية وتوعوية وترفيهية تهدف إلى تسخير الرياضة لتعزيز السلام والمساهمة في التخفيف من معاناة اللاجئين في ظل الظروف الإنسانية والاجتماعية والنفسية الصعبة التي يعيشونها.


إلى ذلك ثمن عدد من المسؤولين والمشاركين في أعمال الدورة /47/ للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر التي استضافتها الدولة الأسبوع الماضي في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ الدور المميز الذي تقوم به دولة قطر على صعيد العمل الإنساني، واستجابتها الدائمة والفورية لاحتياجات الدول الشقيقة والصديقة على مستوى العالم لتخفيف آثار ما تعانيه من أزمات وكوارث، وأكدوا أنها أصبحت عاصمة للعمل الإنساني على المستوى الدولي.


وفي هذا الصدد، قال سعادة الدكتور صالح بن محمد التويجري الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر: إن المنطقة العربية تشهد الكثير من النزاعات والكوارث الطبيعية، وعدم التعافي التام حتى الآن من تبعات جائحة كورونا /كوفيد-19/، ما أثر على البنى التحتية، وتدني مستوى المعيشة، وازدياد حالات النزوح الداخلي واللجوء للدول القريبة أو البعيدة.


ونوه بأنه في ظل هذه الظروف والتحديات الصعبة والمعقدة، استضافت دولة قطر أعمال الدورة /47/ للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر، ما يؤكد أن دولة قطر قيادة وحكومة وشعبا تولي مثل هذه القضايا الإنسانية اهتماما وعناية كبيرين، حيث ظهر ذلك في كل المواقف والحالات التي تتطلب تدخلا عاجلا في ميدان وساحات العمل الإنساني الإقليمية والدولية.


من جهته، أكد سعادة الدكتور جلال بن محمد العويسي رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر السعودي، على الدور الكبير لدولة قطر والهلال الأحمر القطري في مجال العمل الإنساني، قائلا في هذا السياق “إن الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية تستدعي التكاتف وتكثيف الجهود وتبادل الخبرات من قبل أصحاب القرار في الهيئات والجمعيات الوطنية في المنطقة العربية، وشدد على أنها تحديات تتطلب تعزيز مسيرة العمل العربي الإنساني المشترك الذي يتصدر الأهمية والأولوية في أجندة المرحلة الحالية.


أما الدكتور محمد حمد العسبلي المدير التنفيذي للجنة الإسلامية للهلال الدولي، وهي إحدى مؤسسات منظمة التعاون الإسلامي، فثمن العمل الإنساني الذي تضطلع به دولة قطر على كافة المستويات، مشيرا إلى أن الدوحة تعد عضوا في اللجنة باعتبارها إحدى الدول المصادقة على اتفاقية إنشائها.


وأشاد السيد مامدو صو رئيس البعثة الإقليمية للجنة الدولية للصليب الأحمر لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، بدور قطر المتعاظم والمميز في مجال العمل والمساعدات الإنسانية، وشدد على أن قطر تعد عاصمة للحركة الإنسانية في المنطقة العربية وفي العالم، ولها دورها وسمعتها الطيبة بهذا الخصوص على المستوى الدولي.


من جهتهم، نوه عدد من أفراد الجالية السودانية في قطر، بالوقفة القوية للدولة إلى جانب بلادهم في هذه الأوقات الصعبة التي تمر بها، وثمنوا في هذا الصدد دور السفارة القطرية بكافة منتسبيها والقوات المسلحة القطرية والملحقية العسكرية القطرية بالخرطوم وصندوق قطر للتنمية والهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية لما يبذلونه من جهود ويقدمونه من مساعدات جمة سواء من حيث الإغاثة أو الإجلاء لآلاف السودانيين المقيمين في قطر ممن تقطعت بهم السبل في السودان جراء الحرب الدائرة هناك.


وبالفعل فقد جاءت المساعدات الإغاثية القطرية للسودان في وقتها بعد أن تسببت الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع والتي لا تزال مستمرة في خلق أوضاع كارثية صحية وإنسانية واقتصادية ومعيشية وأمنية متردية للغاية، ضاعفت من الأزمات التي يكابدها السودانيون من قبل، علاوة على عمليات الهدم والتدمير التي طالت المنشآت والبني التحتية في العاصمة الخرطوم وخارجها.


ولا شك أن العون والمساعدات الإنسانية والإنمائية القطرية في جميع أنحاء العالم، تتناغم بشكل تام مع الدبلوماسية الإنسانية التي تنتهجها دولة قطر لتخفيف حجم وأبعاد التأثيرات الإنسانية ومن ذلك ما يشهده السودان حاليا.


ويتطلع السودانيون والمنظمون والمشاركون في المؤتمر رفيع المستوى في جنيف ومعهم أصدقاء وأشقاء السودان إلى أن يسفر المؤتمر عن تعهدات والتزامات تجد طريقها للتنفيذ الفوري على أرض الواقع، لانتشال السودان من هذه المحنة والتخفيف من معاناة شعبه الإنسانية في أي وقت وعلى كافة الصعد.

مساحة إعلانية



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى