‫ المدير التنفيذي لفريق ملهم التطوعي لـ “موقع الشرق”: فرق الإنقاذ القطرية حققت أسرع استجابة وأفضل أداء لإنقاذ ضحايا زلزال سوريا وتركيا

المدير التنفيذي لفريق ملهم التطوعي لـ “موقع الشرق”: فرق الإنقاذ القطرية حققت أسرع استجابة وأفضل أداء لإنقاذ ضحايا زلزال سوريا وتركيا

السيد عاطف نعنوع الرئيس التنفيذي لمنظمة فريق ملهم التطوعي

أحمد إبراهيم – موقع الشرق

أكبر المنظمات الخيريّة والإنسانية غير الربحيّة العاملة في الشمال السوري

التنسيق مع المنظمات القطرية سيجعلنا ننجز أعمالاً أكبر في وقت قياسي

قطريون يقدمون باستمرار طلبات للعمل التطوعي في المنطاق المنكوبة ومساعدة اللاجئين السوريين

قطر لم تقصر أبداً في توزيع المساعدات الإنسانية والإغاثية لمتضرري الزلزال في سوريا وتركيا

يعتبر فريق ملهم التطوعي من أكبر المنظمات الخيريّة والإنسانية غير الربحيّة العاملة في الشمال السوري، حيث تهدف المنظمة لمساعدة المهجّرين السّوريين في دول اللجوء والشّمال السّوري، مقرّها الرئيسي الحالي تركيا، ومرخّصة في عدّة دول حول العالم ومنها: ألمانيا, أمريكا, كندا, والسويد.

وفي حوار لـ “موقع الشرق” مع السيد عاطف نعنوع الرئيس التنفيذي لمنظمة فريق ملهم التطوعي أكد أن فرق الإنقاذ القطرية سجلت أسرع الاستجابات أثناء زلزال سوريا وتركيا وعملت بأفضل أداء ممكن لإنقاذ العالقين وانتشال الضحايا باحترافية عالية، موضحا بأن سبب زيارة وفد من فريق ملهم لدولة قطر يعود لعقد لقاءات مع المنظمات والجمعيات القطرية والتي لها  دور كبير في تقديم يد العون للشعب السوري إضافة لدورها في بناء مشاريع ضخمة لصالح المتضررين من الزلزال المدمر، مؤكداً أن الهدف من التنسيق مع المنظمات القطرية سيجعلنا ننجز أعمالاً أكبر في وقت قياسي.

وأضاف نعنوع بأن المنظمة لا تقبل أي دعم من أي دولة أو منظمة أو مؤسسة، وأن كل التبرعات التي تحصل عليها تعود لتبرعات الأفراد من العالم العربي خاصة من فلسطين وقطر ودول الخليج، مشيراً إلى أن عدد من القطريين يقومون باستمرار بتقديم طلبات للعمل التطوعي عبر موقعنا الإلكتروني لخدمة المتضررين من الزلزال أو لمساعدة اللاجئيين في المخيمات المنتشرة في الشمال السوري أو في تركيا.

صرف مليون و700 الف دولار للمتضررين أول أسبوع الزلزال

وأوضح السيد عاطف نعنوع في حواره مع موقع الشرق بأن وقوع الزلزال المدمر في سوريا وتركيا تزامن مع وجود إدارة فريق ملهم التطوعي في الشمال السوري بالصدفة، بهدف توزيع الشقق السكنية على النازحين ، وتم النزول إلى الأرض خلال ساعات من وقوع الزلزال، وكان الفريق من أولى المنظمات برفقة منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) التي تواجدت في مكان الكارثة لدعم متضرري الزلزال.

وأضاف: أطلقنا حملة مباشرة بعد الزلزال حيث تم جمع تبرعات من المتعاطفين مع الشعب المنكوب وتخصيص صندوق طوارئ للاستجابة لآثار الزلزال المدمر، وتم تخصيص رقم ساخن لجميع المستشفيات لتأمين جميع احتياجاتها في الشمال السوري من قبل فريق ملهم التطوعي .

وأشار إلى أنه خلال أول أسبوع من وقوع الزلزال تم صرف مليون و700 الف دولار للمتضررين، وتأمين المواد الغذائية والطبية للمحتاجين، إضافة للتعاون المباشر مع الدفاع المدني لشراء معدات للمساعدة في إخراج العالقين من تحت الأنقاض ، كما تم إطلاق حملة باسم ” قادرون لإعادة البناء” التي جمعت حوالي 12 مليون دولارا أمريكيا، خلال بث مباشر من فوق الأنقاض،  والتخطيط لبناء 2000 منزل سكني خلال سنة واحدة لتعويض متضرري الزلزال، وسيتم البدء بالبناء خلال أيام قليلة.

إعمار منازل جديدة لإيواء المشردين بعد الزلزال

وبين السيد عاطف أن لفريق ملهم التطوعي مجموعة من الأقسام منها القسم الطبي والإغاثي والتعليمي وقسم خاص بالأيتام وتأمين المأوى، كما أن الفريق يقوم بإطلاق حملات ومشاريع  بشكل دائم ومستمر بحسب الحاجة، ففي حال كان هناك نزوح يعمل قسم الحملات بدور مهم في إعانة الناس، وكذلك الأمر في حال وجود حاجة لكفالة الأيتام يعمل قسم الأيتام على توفير مكفولين لرعايتهم، مشيرا إلى أن كل الأقسام تعمل بنسق واحد، وخلال الفترة الاخيرة أي قبل وقوع الزلزال تم التركيز على قسم المأوى ، وتم جمع تبرعات لإعمار منازل وقرى سكنية لإيواء النازحين ونقلهم من المخيمات إلى منازل سكنية.

17 مليون دولار تبرعات في الربع الأول من 2023

وأوضح نعنوع أن الفريق عمل خلال الفترة الماضية على إعمار حوالي 4 قرى سكنية تحتوي كل منها على حوالي 200 منزل إلى 400 منزل، بالإضافة إلى إعمار المدارس والمساجد والحدائق والبنى التحتية لهذه القرى، ونحن المنظمة الوحيدة التي تمكنت من إنجاز مثل هذه المشاريع الضخمة، مشيرا إلى نجم الفريق ظهر بقوة خلال فترة الهدوء النسبي الذي حصل في الشمال السوري وتم إنجاز هذه المشاريع التي ظهرت نتائجها الإجابية بشكل سريع، موضحا أن ميزانية المنظمة وصلت في الربع الأول فقط من العام 2023 لـ 17 مليون دولار وذلك نتيجة التبرعات السخية أثناء الزلزال.

وأضاف: تم تنظيم حملة تبرعات كبيرة تحت عنوان “حتى آخر خيمة” في عام 2021 وتم جمع مبلغ كبيرخلال بث مباشر، واتخذ قرار الإعمار بالفعل، لكن عند تسليم الشقق السكنية للنازحين ونقلهم من المخيمات إلى المنازل حصل الزالزل، حيث طرحنا فكرة إعادة إعمار المنازل السكنية وإعادة أهلها إليها.

أضخم المدارس في الشمال السوري لاستيعاب 1200 طالب

وعن المشاريع خلال الفترة القادمة بين المدير التنفيذي لفريق ملهم التطوعي أن العمل جاري لتعويض الناس المتضررة من الزلزال سواء كان بالأطراف الصناعية للذين أصيبوا أو بمنازل سكنية للمشردين بالإضافة إلى المشاريع الطبية ومشاريع الأيتام والمشاريع التعليمية، حيث يتم الإعداد الآن لافتتاح أضخم المدارس في الشمال السوري بقرية ملهم والتي سينتهي العمل فيها هذا العام لتستقبل قرابة الـ 1200 طالب.

وأكد عاطف نعنوع أن فريق ملهم التطوعي لا يفرق ولا يميز بين الناس في توزيع المساعدات، فالجميع سواسية بالنسبة لنا لأن هدفنا هو خدمة المحتاجين والأيتام والمشردين، مبيناً أن سبب الاستمرارية في عمل الفريق منذ العام 2011 إلى الآن يعود لحبنا لعملنا والإخلاص فيه ومحاربة الفساد إضافة الى السعي الحثيث للوصول إلى أكثر العوائل فقراً وحاجة، إلى جانب توزيع المساعدات على مستحقيها من دون هدر، على الرغم من وقوع بعض الأخطاء التي نعترف بها ونعمل على معالجتها سريعا.

وعن أبرز التحديات التي يواجهها فريق ملهم التطوعي قال: نحن نعمل في مناطق خطرة وفيها نازعات عسكرية مسلحة والنظام السوري لا يفرق بين المنظمات التي تعمل لتقديم المشاريع الخيرية والإنسانية وبين المناطق عسكرية، إضافة إلى أن العقوبات المفروضة على سوريا تؤثر علينا بشكل كبير ناهيك عن تدخل أصحاب النفوذ العسكري في المناطق الشمالية في عملنا وعمل أغلب الجمعيات والمنظمات الإنسانية.

مزاعم واتهامات باطلة

 وحول الاتهاما ومزاعم الفساد التي طالت فريق ملهم على منصات التواصل الاجتماعي أكد السيد عاطف نعنوع الرئيس التنفيذي لمنظمة فريق ملهم التطوعي أن المنظمة تتعرض لحملات تشويه عديدة رغم الشفافية الواضحة التي تتبعها في سير عملها بشكل عام، مشيراً إلى أن ميزانية المنظمة خلال العام الماضي وصلت لـ 14 مليون دولار بينما وصلت الميزانية في الربع الأول فقط من العام 2023 لـ 17 مليون دولار.

وفيما يخص الاتهامات بأن الفريق يستخدم السوشال ميديا بشكل مبالغ فيه للشهرة وركوب موجة “الترند” من خلال الفيديوهات وإظهار حالات المساعدة ، أوضح عاطف نعنوع أن الأرقام وحدها هي التي تتحدث عن عمل الفريق، فعند الدخول إلى الموقع الإلكتروني لمنظمة فريق ملهم نجد أنه تم مساعدة أكثر من 18 ألف حالة بمبالغ تتراوح ما بين 200 دولار إلى 1000، وأن الفيديوهات التي لاقت صدى وصعدت كترند في مواقع التواصل الاجتماعي هي عبارة 20 أو 30 حالة فقط، فالفريق  بحسب عاطف نعنوع لايبحث أبدا عن حالات الترند ولا يقدم المساعدات بغرض الشهرة والشو كما يدعي البعص، مؤكداً أن أي شخص يكتب على مواقع التواصل الاجتماعي ولديه دليل على أي شبهة فساد عليه أن يواجهنا بها وأن يقدم هذا الدليل للمحاكم.