رئيس الجمعية العامة في دورتها الـ66: مخاطبة سمو الأمير لدورات الجمعية العامة سنويا تؤكد اهتمام قطر بقضايا الأمن والسلم الدوليين

محليات
58
الأمم المتحدة
الدوحة – قنا
قال سعادة السيد ناصر بن عبد العزيز النصر، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والستين والممثل السامي السابق للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، إن مشاركة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ومخاطبة سموه دورات الجمعية العامة للأمم المتحدة كل عام، تؤكد الاهتمام الكبير الذي توليه دولة قطر لقضايا السلم والأمن الدوليين، وقضايا الشعوب العربية والإسلامية ، وضرورة اتباع نهج الحوار والدبلوماسية لإنهاء الحروب والأزمات.
وأضاف في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ “يأتي حضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى كل عام للجمعية العامة بأطروحات تلامس قضايا الشعوب العربية والإسلامية والإنسانية ككل، وتصب دائما في التزام دولة قطر بالسلام والإنصاف والوئام والرخاء العالمي والنمو الاقتصادي، بالإضافة إلى إرجاح لغة الحوار والنقاش والدبلوماسية بكل أنماطها لإنهاء الحروب والأزمات دوليا، كما يشير سموه إلى ضرورة إصلاح منظمة الأمم المتحدة، في تمثيل شعوب جميع الدول الأعضاء في مجلس الأمن، وتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، وتجنب ازدواجية المعايير، ومراجعة النظام الداخلي الذي يعرقل القضايا المشتركة بموقف أي دولة من ضمن خمس دول كبرى، باستخدام حق النقض (الفيتو)”.
وثمن سعادته دور الدبلوماسية القطرية النشطة بتوجيهات حضره صاحب السمو أمير البلاد المفدى السديدة، ما جعلها أنموذجا عالميا يحتذى به، ولتضطلع دولة قطر بدور فاعل في المجتمع الدولي، بالمساهمة في تحقيق السلم والأمن الدوليين.
وشدد سعادة السيد النصر على أن دولة قطر تعد عضوا فاعلا في الأمم المتحدة وهيئاتها ووكالاتها المتخصصة، وأنه من هذا المنطلق فقد نجحت الدولة في بناء شراكات وإطلاق مبادرات مع المنظمة الدولية، فضلا عن تركيزها دائما على جميع الملفات المتعلقة بالشأن السياسي والتنموي والإغاثي.
ومضى إلى القول في هذا الصدد “تقع المسؤولية على دولة قطر كونها عضوا فاعلا في المنظمة الدولية للأمم المتحدة، في تركيزها على جميع الملفات المتعلقة بالشأن السياسي والتنموي والإغاثي، كما أنها تساهم في هذا الإطار بالاستجابة الدورية والعاجلة في حال نشوب النزاعات في الدول، وتعمل جنبا إلى جنب مع الأمم المتحدة في تحقيق مقاصد الأمم المتحدة في بناء الشراكات وخلق المبادرات الدولية التي تصب في المصلحة الدولية في عالم يسوده الأمن والسلام والازدهار والرخاء”.
وأوضح سعادته أن دولة قطر تعمل من خلال هذه المبادرات والشراكات في نزع فتيل الأزمات السياسية والاقتصادية والتنموية والإنسانية، كما في مجال الصحة والتعليم في الدول النامية والأقل نموا، لدعم وتشجيع الأفراد والمجتمعات والشباب خاصة لإيجاد فرص العمل ومحاربة البطالة والقضاء على الفقر.
كما تعمل قطر أيضا على الإغاثة الإنسانية والنزوح الداخلي والخارجي والكوارث الطبيعية ومكافحة التطرف والإرهاب والتغير المناخي، مؤكدا أن كل هذه المساعي النيرة أصبحت محل تقدير وثقة لدى دول العالم، وأن دولة قطر تلعب دورا محوريا في معالجة تلك القضايا.
وشدد سعادة رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والستين والممثل السامي السابق للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، على أن دولة قطر قد نجحت في تعزيز مكانتها الدولية من حيث أخذ زمام المبادرة الدولية لتحقيق مقاصد الأمم المتحدة في صون السلم والأمن الدوليين، وذلك بتفعيل الآليات التي يتيحها ميثاق الأمم المتحدة عبر الإجراءات الكافية لمنع وقوع النزاعات ومعالجة جذورها الأساسية، والعمل من أجل تسويتها بالطرق السلمية باستخدام الدبلوماسية الوقائية والقوة الناعمة، واحترام القانون الدولي كمبدأ للمساواة والالتزام الكامل به وبأحكامه، واحترام مبادئ حقوق الإنسان، تنفيذا للشرعية الدولية.
وأكد سعادته أن كل ذلك جعل من دولة قطر وسيطا محايدا وموثوقا دوليا في حل عدد من القضايا الشائكة إقليميا ودوليا.
وحول الدور الذي لعبته دولة قطر في تعزيز حوار وتحالف الحضارات، نوه سعادة السيد ناصر بن عبدالعزيز النصر إلى أنه بعد انتهاء ولايته رئيسا للجمعية العامة في دروتها السادسة والستين، رشحته دولة قطر لمنصب الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ، بعد انتهاء ولاية الرئيس البرتغالي السابق جورج سامبايو، وهو أول ممثل سامي لهذه المنظمة التي تأسست في عام 2005م، كمبادرة سياسية من الأمين العام الراحل كوفي عنان، برعاية مشتركة مع إسبانيا وتركيا.
وبين أن هذه المنظمة تعنى باستخدام القوة الناعمة والتنمية المستدامة والحوار بين الأديان والحوار بين الثقافات المتعددة كأداة لاكتشاف جذور الاستقطاب والخلافات بين المجتمعات والثقافات، والتوصية ببرامج عملية لمعالجة هذه القضايا ليس لفترة آنية وإنما على امتداد فترة طويلة المدى.
وأكد سعادته بهذا الخصوص أن دولة قطر لعبت دورا بارزا في تحقيق أهداف هذه المنظمة عبر استضافة المؤتمرات والاجتماعات والورش المتعلقة بحوار الحضارات والتقارب بين الأديان ونبذ الكراهية والعنف، “ولقد أضفنا دور الشباب والرياضة والموسيقى ودور رجال الدين، لحثهم على الوسطية وعدم الغلو في التطرف”.
وردا على سؤال يتعلق بدعوة قطر المستمرة لإصلاح المنظمة الدولية وتحديدا مجلس الأمن الدولي، لفت سعادته إلى أن الخطابات السامية لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في الجمعية العامة للأمم المتحدة تشدد على ضرورة إصلاح المنظمة الدولية بكل أجهزتها وخصوصا مجلس الأمن.
ونبه سعادته إلى أن أبرز الإصلاحات تكمن في أن أغلب القضايا العالمية الشائكة يصعب حلها بوجود حق النقض “الفيتو” للخمس الدول دائمة العضوية، مبينا أن دولة قطر تناشد دائما بضرورة مشاركة جميع الدول في مجلس الأمن من أجل أن يكون حق الدول عادلا في عضويتها الكاملة للأمم المتحدة، وكذلك التمثيل العادل في مجلس الأمن وتحقيق مقاصد الأمم المتحدة.
وتابع قائلا “أحدى الركائز التي عملت بها خلال رئاستي للجمعية العامة، هي تنشيط وإصلاح عمل الأمم المتحدة، والذي حاولنا فيه إيجاد التوافق في الآراء، ويصعب تحقيق هذه الغاية، بسبب عدم وجود توافق، وهذا يتطلب إعادة فتح ميثاق الأمم المتحدة”.
وأوضح سعادة رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السادسة والستين والممثل السامي السابق للأمم المتحدة لتحالف الحضارات، أن رئاسة الجمعية العامة للأمم المتحدة تعد أعلى منصب في المنظمة الدولية، حيث يقع على عاتق الرئيس العمل لإيجاد توافق بين الدول في الآراء خاصة في المواضيع الشائكة.
وقال سعادته، إن الجمعية العامة للأمم المتحدة بمثابة البرلمان الدولي، وهي الجهاز التمثيلي الرئيس للتداول وصنع السياسة العامة، وتلتزم في التصويت على القضايا المهمة كالتوصيات المتعلقة بالسلام والأمن وانتخاب أعضاء مجلس الأمن وموافقة أغلبية ثلثي الدول الأعضاء، أما المسائل الأخرى فتقرر بأغلبية بسيطة.
ونوه سعادة النصر إلى أن رئاسته للدورة السادسة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ارتكزت على أربع ركائز أساسية هي التسوية السلمية للنزاعات وإصلاح الأمم المتحدة وتنشيطها والوقاية من الكوارث والاستجابة لها والتنمية المستدامة والازدهار العالمي.
وأشار إلى أن الكثير من التحديات والأزمات التي واجهت مهمته الدولية ، بجانب التقديم على عدد من مشاريع القرار ، من أبرزها مشروع قرار” يوم السعادة” الذي تم اعتماده ليكون يوم السعادة العالمي، فضلا عن تقديمه مشروع قرار تم اعتماده أيضا ليكون يوم الوالدين العالمي.
وأكد سعادته على أنه قد أولى خلال رئاسته للدورة الـ66 للجمعية العامة للأمم المتحدة، اهتماما بعقد اجتماعات رسمية وغير رسمية مع الجهات والمنظمات الفاعلة في مجالات حقوق الإنسان والأمن، مع التركيز أيضا على حوار الحضارات، وذلك لإيمانه العميق لمدى فعاليته في توفير حلول سلمية مستدامة في النزاعات ومنع وقوعها، كما لن نغب في هذا السياق القضايا العربية آنذاك، كالأزمة في ليبيا وسوريا والصومال وفلسطين وعدد من الدول العربية والإسلامية.
مساحة إعلانية