المحامي يوسف الزمان لـ الشرق: استاد لوسيل إرث للأجيال وأقترح إبقاءه كما هو
محليات
69
المحامي يوسف الزمان لـ الشرق: استاد لوسيل إرث للأجيال وأقترح إبقاءه كما هو
الدوحة ـ الشرق
قال المحامي يوسف أحمد الزمان: إن ملعب لوسيل الذي استضاف المباراة النهائية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022 بين الأرجنتين وفرنسا، ويعد هذا الملعب الأكثر تقدماً من الناحية التقنية والهندسية والحداثة ويقع في مدينة لوسيل القريبة من العاصمة الدوحة، وقد حصل التصميم الهندسي (لاستاد لوسيل) على تقييم خمس نجوم من نظام تقييم الاستدامة العالمي.
تحفة فنية
وقد ظهر الملعب بعد الانتهاء من أعمال التشييد والبناء كتحفة فنية معمارية فريدة مستوحاة من الثقافة القطرية الإسلامية والعمارة التراثية، وتبلغ مساحته الإجمالية مليون متر مربع واستخدمت في بناء الملعب أرقى أنواع مواد البناء والتقنيات الحديثة من إضاءة، ووسائل تبريد، واتصالات، ومراقبة أمنية، ويتسع لـ 80 ألف متفرج وله 40 مدخلا لاستقبال الزوار وعدد 103 صالات للزوار وعدد 8 استوديوهات للبث التلفزيوني.
ووفقاً لما نشر في وسائل الإعلام المختلفة بأن جهات الاختصاص في الدولة بعد انتهاء البطولة تسعى لاستبدال استاد (لوسيل) بالعديد من المدارس والمساكن والمحال والعيادات الطبية والمتاجر مع تحويل العديد من مرافقه لخدمة مدينة (لوسيل) العصرية والإبقاء على الهيكل الخارجي لاستاد (لوسيل) من أجل تذكير الجماهير بمونديال قطر.
لوسيل معلم وطني
الحقيقة التي يجب التأكيد عليها أن استاد (لوسيل) بات من أهم المعالم الرئيسية لدولة قطر وفرض نفسه كأحد المعالم الوطنية التي يمثل تاريخها المعاصر، ويشهد على مواكبة دولة قطر للتقدم المعاصر الذي شهده العالم ليس في المجال الرياضي فحسب وإنما في مجال تعزيز العلاقات الإنسانية فيما بين البشر والدول واندماج الشعوب مهما اختلفت أصولها وأعراقها وثقافتها وديانتها، فنحن جميعاً إخوة في الإنسانية.
لقد ارتسم هذا الملعب الرياضي (استاد لوسيل) كأيقونة في مخيلة المليارات من الأنفس البشرية عبر جميع قارات العالم وجمعتهم في وقت واحد ليستمتعوا بحضور ومشاهدة المباريات الكروية في تنافس شريف عبر فيه الجميع وبحرية وعفوية مطلقة عن مشاعرهم وآمالهم وأفراحهم وأحزانهم فاختلطت الدموع بالابتسامات، والأهازيج بالنواح، ونشوة الانتصار، وبمرارة الهزيمة، في صور إنسانية صادقة عبرت عن حقيقة المشاعر الإنسانية المختلفة، تكفلت بنقلها الوسئل الحديثة من أجهزة الاتصالات المرئية بتقنيات عالية الجودة تنفيذا وإخراجاً فنياً رائعاً عبر الفضاء الإلكتروني لتصل الصورة كاملة الى خمسة مليارات مشاهد حول العالم على قدم المساوة.
معلم يدعو للفخر
وجاءت المباراة النهائية بين الأرجنتين وفرنسا والتي كانت قمة المباريات التي دارت في البطولة، مليئة بالتشويق والمنافسة القوية بحضور أكثر من 89 ألف متفرج بملعب (لوسيل) العصري الأنيق الذي كان لتجهيزاته التقنية والخدمات اللوجستية المتوفرة فيه والوسائل الأمنية كان لكل ذلك الأثر الإيجابي البالغ على نجاح الدور النهائي النجاح الباهر الذي لا يدانيه أي نجاح للأدوار النهائية في الدورات الماضية لكأس العالم لكرة القدم.
من هنا وبدون الدخول في التفاصيل فإن (استاد لوسيل) أصبح معلماً من المعالم التي يجب أن نفخر به جميعاً، بما يوجب ذلك الحفاظ عليه وعدم تحويله الى مرافق ونشاطات أخرى وليبقى هذا الصرح الشامخ محليا وإقليميا وعالميا كما هو إرثا ثقافيا اجتماعيا وسياحيا مهما للدولة وللأجيال القادمة.
دراسة الخطوات الاستثمارية
وكل ذلك يدعونا للاقتراح بالعمل على دراسة الخطوات الضرورية إلى تحويل موقع (استاد لوسيل) إلى موقع سياحي استثماري متطور والعمل على تجهيز صالات وقاعات الاستاد بكافة الصور والوثائق والملصقات التي تحكي خطوات بناء هذا الاستاد وافتتاحه والمباريات التي اجريت على أرضه، وزعماء ورؤساء الدول والمسؤولين من جميع الدول الذين تواجدوا في الاستاد خاصة في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم قطر 2022، مع تحديد مواعيد يومية للزائرين والسياح وطلبة المدارس بالدخول الى الاستاد وأقسامه المختلفة مقابل تذاكر للدخول تحدد لها أسعاراً مالية لجميع الفئات من الأفراد.
لقد حمل مئات الآلاف من المشجعين الذين حضروا مباريات كأس العالم من معظم دول العالم حملوا معهم الذكريات الجميلة التي عايشوها أثناء تواجدهم في قطر وسيكون (استاد لوسيل) بتحويله إلى مكان سياحي من أهم الدوافع التي ستدفع أولئك المشجعين للعودة مرة ثانية لرؤية (استاد لوسيل) واستعادة ذكرياتهم الجميلة.
لقد احتضن هذا الاستاد عشرات الآلاف من المشجعين في كل مباراة لعدد من الساعات وكانوا جميعاً في قمة السعادة والاستمتاع والطمأنينة وسوف يبقى (استاد لوسيل) في ذاكرة الجميع من أبناء هذا الوطن والمقيمين وأبناء الدول المجاورة والعربية والأجنبية الذين حضروا المباريات والذين شاهدوه أيضاً عبر شاشات التلفاز وغيرها من وسائل الاتصال المرئية.
إرث تاريخي يجب الحفاظ عليه
كما أنه مع الاحترام للرأي القائل باستبدال استاد (لوسيل) بالعديد من المدارس والمتاجر، مع تحويل العديد من مرافقه لخدمة مدينة (لوسيل) العصرية والإبقاء على الهيكل الخارجي لاستاد الوسيل من أجل تذكير الجماهير بمونديال قطر.
هذا الرأي مردود عليه بأن (استاد لوسيل) بات ينظر إليه كأحد الملاعب الرياضية المميزة في العالم وقد اتخذ الآن بعد بطولة كأس العالم لكرة القدم صيتاً إعلامياً واسعاً وأصبح معلماً من معالم دولة قطر.
(استاد لوسيل) يعد تحفة فنية معمارية فريدة من نوعها ومع الزمن سوف تكون له قيمة تراثية وتاريخية عبر الأجيال بما يلزم كل ذلك عدم المساس به أو إدخال أي تغيير أو تحويل أي جزء منه ليبقى كما هو بالفخامة والضخامة والأناقة المعمارية للغرض الذي أقيم من أجله في وقته وهو احتضان بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022.
مساحة إعلانية