محليات
0
في أول حوار للصحافة المحلية..
قام بالجولة : جابر الحرمي – حسن حاموش – طه عبدالرحمن – تصـوير: محمد فرج – أحمد بركات
** مشاهدات الجزيرة ارتفعت بنسبة 20 % رغم كل التحديات والاتهامات
** نفتخر ونعتز بأن الجزيرة قناة الناس وأولوياتنا استيعاب جميع الآراء
** ننفرد عالمياً باحتواء شاشتنا ومنصاتنا كل وجهات النظر المختلفة
** الجزيرة أثبتت أنها الأدق في سرديتها حين انزلقت مؤسسات عالمية
** تغطيتنا لحربي غزة وأوكرانيا كشفت قربنا من قصص الإنسان
** 1.2 مليار مجموع مشاهدات محتوى الجزيرة في 3 أشهر فقط
** الجزيرة ما زالت المنصة الإعلامية التي تتفرد بتقديم مساحات لكل وجهات النظر
** كل الشكر إلى جمهور الجزيرة على ولائهم للقناة طيلة 27 عاماً
** رسالتنا انطلقت من الناس وثباتنا جعلنا الأقرب للإعلام الشعبي ووجدان الشعوب
** أولويتنا تنطلق من كل ما يهم الناس ونقل الرأي والرأي الآخر
** الجزيرة خطها ثابت في رسالتها التحريرية والتزامها بالمصداقية
** 2.6 مليار مشاهدة لمحتوى شبكة الجزيرة خلال العام الماضي
** الجزيرة ليست دولة أو حزباً لكنها مؤسسة إعلامية ذات مصداقية
** حريصون على مواكبة التطور بكل تقنياته للحفاظ على تميز الجزيرة
** الجمهور أصبح رئيساً للتحرير ونحرص على استيعاب ترتيب أولوياته
** شبكة مراسلي الجزيرة ومكاتبها في الدول تضاعفت عما كانت عليه قبل 15 عاماً
قناة الجزيرة كانت الأساس والمنطلق وكانت البداية التي ملأت الدنيا وشغلت الناس فتحولت إلى طموحات كبيرة ترجمت بمشاريع إعلامية رائدة تتكون منها شبكة الجزيرة التي ذاع صيتها عالميا وأصبحت النموذج والقدوة التي يسير الآخرون على درب اللحاق بها.
وعلى الرغم من كل النجاحات التي حققتها الشبكة وإنجازاتها النوعية تبقى القناة الإخبارية الوجهة الأولى وصلة الوصل بين الجزيرة وجمهورها الكبير المتنامي عاما بعد عام. وهذا ما يجعل القناة أمام تحديات لا تنتهي ومنافسة شرسة مع الذات قبل أن تكون مع الفضائيات الأخرى. هذه المنافسة نلمسها في عملية التجدد الدائم والمواكبة التقنية في الاستوديوهات والمعدات وفي تعزيز شبكة المراسلين حول العالم حيث الخبر الصادق والصورة البصرية المبهرة.
قيادة القناة تَعَاقَبَ عليها زملاء وأساتذة كبار في المهنة، وهي اليوم في عهدة الإعلامي القدير أحمد اليافعي الذي استطاع أن يقود سفينة القناة في أشد مراحل العواصف العاتية من التحديات والاتهامات وتمكن بجدارة أن يرسو بها على شاطئ المصداقية والنجاح والتفوق. وعلى الرغم من نجاحه وإدارته الناجحة للقناة كان الإعلامي أحمد اليافعي يتوارى خلف الأضواء ويتلافى الحوارات الصحفية متفرغا للعمل والإنجاز أكثر من الكلام. لكن “الشرق” بما تمثله من شراكة استراتيجية مع الجزيرة تمتد على أكثر من عقدين من الزمن استطاعت أن تنفرد بهذا الحوار الذي يعتبر الأول من نوعه في الصحف المحلية.
كان الحوار عفويا وشاملا يستند إلى البيانات الإحصائية والأرقام والتي تثبت جدارة الجزيرة في التربع على عرش القنوات الفضائية العربية. حيث بلغ مجموع مشاهدات محتوى الجزيرة في 3 أشهر فقط 1.2 مليار. مشيرا إلى أن الجزيرة أثبتت أنها الأدق في سرديتها حين انزلقت مؤسسات عالمية وهي أفضل مؤسسة إعلامية متماسكة في العالم.
فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار…
أمام حالات تموضع العديد من مؤسسات الإعلام العالمي، أين موقع قناة الجزيرة في هذا السياق، وهي تستحضر اليوم ذكرى انطلاقتها السابعة والعشرين؟
الجزيرة أصبحت اليوم أفضل مؤسسة إعلامية متماسكة في العالم، تحظى بحضور واحترام عالميين لما تعرضه من وجهات نظر لقضايا الساعة. ونحن نلاحظ اليوم أن هناك مؤسسات إعلامية أخرى، بكل ما لديها من كوادر من مذيعين وصحفيين، و»أيديولوجيا» ودوافع سياسية، لكنها تاهت وانزلقت إلى «الشعبوية»، حتى أضحى الكثير منها، يعيد النظر في إعادة تموضعه مرة أخرى. لقد بدأت العديد من المؤسسات الإعلامية على المستوى العالمي تعيد تموضع نفسها بطريقة مختلفة خلال السنوات الثلاث الأخيرة، لتستوعب رأيًا عامًا، خاصةً وأن الإعلام الجديد فرض نمطًا معينًا لقياس فعالية الإعلام، بطريقة ما ورط بها مؤسسات إعلامية أخرى. لقد سعت هذه المؤسسات، رغم «أيديولوجياتها» الثابتة، إلى أن تكون حاضنة لدى مجتمعاتها ولكن بأسلوب جديد ولهذا السبب اختل توازنها في ثوابتها المهنية من ناحية تقديم سرديتها للأحداث، خاصة وأن كل أدبيات ومعادلات الإعلام تغيرت عما كانت عليه في السابق، لذلك أصبحت هذه المؤسسات تترنح، لتأتي الظروف السياسية، من حربي أوكرانيا وغزة، وتكشفها أكثر، فتنزلق إثر ذلك انزلاقاً قويًا.
وحقيقةً أقول إن الجزيرة – وبفضل من الله تعالى ثم للمؤسسين، ومن ورثنا عنهم هذه المؤسسة- أصبحت أقوى مؤسسة إعلامية في العالم تماسكاً، ودون نقاش في ذلك، فنحن حتى وفي عزّ الاتهامات التي توجه وتكال لنا، ظلت الجزيرة المنصة الإعلامية التي تتفرد بتقديم مساحات لكل وجهات النظر المختلفة بل ولكل السرديات حتى المتناقضة والمتصارعة منها في الميدان. وحتى يكون الحديث عمليًا في هذا السياق، فإنني أشير هنا إلى نسب مشاهدات الجزيرة والتفاعل مع ما تقدمه من محتوى، أصبح في تزايد عما كان من قبل بنسبة لا تقل عن 20 %، وهي نسبة زيادة كبيرة، ولا شك في أن ذلك يؤكد ما ذهبت إليه في بداية حديثي من أننا أقوى المؤسسات الإعلامية تماسكا اليوم.
ملامح التماسك
وبرأيك، ما ملامح هذا التماسك الذي حافظت عليه الجزيرة، بما أضفى عليها تميزًا على الصعيد العالمي بالنسبة للمؤسسات الإعلامية؟
هذا التماسك، يبدو في ثوابت الجزيرة، كما يبدو في ثباتها وثقتها، وكذلك في فهمها للسرديات بطريقة متزنة وثابتة، دون أن تعبأ بأية محاولة لجرّها في تجاذبات أخرى، مع إدراكها بأن هناك إعلاما جديدا يأخذنا جميعًا في مسارات وواقع آخر، غير أنه مع ذلك كله، فقد ظلت الجزيرة ثابتة أمام كل هذه التحولات.
وهنا أؤكد أن هذا الثبات، هو الأقرب في بوصلته للناس، حتى في وجود ما يسمى بـ «الإعلام الشعبي» الآن، إذ إن ردود فعله لا تتناقض مع الجزيرة، لأننا كقيمة ورسالة ننطلق من الناس في الأساس ونتوجه إليهم ومن أجلهم، ولذلك فإن هناك تماشيا مع هذا الإطار، بعكس غيرنا الذي فقد التوازن في هذا السياق.
ثبات الجزيرة
وهل يمكن القول إن هذا التماسك، جاء نتيجة انحياز الجزيرة إلى الحقيقة؟
ربما، يكون الوصف الأدق لحال الجزيرة على ما هي عليه اليوم، أنها الأكثر تماسكًا قياسًا بالمؤسسات الإعلامية الأخرى، على مستوى العالم، وهذا التماسك يعكس ثقة وثباتًا، على نحو ما سبق وأشرت. ثقة في رسالتها وثباتا على نجاحها.
وهل نستطيع القول اليوم، والجزيرة تحتفل بذكراها السابعة والعشرين، أنها أصبحت أكثر نضجًا؟
نعم الجزيرة في مرحلة أفضل مما كانت عليه في أي مرحلة أخرى، مقارنة بمؤسسات إعلامية عالمية أخرى، من حيث التماسك والثبات.
الأفضل تماسكًا
وأمام ما يبدو جليًا من انهيار لمنظومة القيم الإعلامية لدى العديد من المؤسسات الإعلامية الكبرى في العالم، كيف حافظت الجزيرة على قيمها وثوابتها؟
مع كل الاحترام للجهود الطيبة والتاريخية السابقة فيما يتعلق بالجزيرة عبر السنوات السابقة، إلا أن الجزيرة اليوم- كما ذكرت- أصبحت أفضل منظومة إعلامية في العالم، وإن كانت في فترات معينة، هى أفضل بالطبع، في ظل ما كان قائمًا في السابق من منظومات أخرى في الساحة، غير أن الجزيرة اليوم أصبحت أفضل وسيلة إعلامية متماسكة على مستوى العالم.
سر النجاح
وما السر وراء احتفاظ الجزيرة بكل هذه النجاحات في السابق، وتفوقها حاليًا لتصبح الأكثر تماسكاً على مستوى المؤسسات الإعلامية العالمية؟
سر النجاح في ذلك، أن الجزيرة تحترم جمهورها، وهذا أمر مهم للغاية، وليس لهذا علاقة بالمنظومة في الوقت نفسه، فلو أن هناك منظومة جديدة ولديها أفضل التقنيات، لكنها في السردية التي تقدمها لا تحترم الجمهور، فسيدرك الناس عندها أن هذه المنظومة لا تشبههم، حتى لو كانت هذه «موضة»، فإنها ستكون لفترة، وستندثر. ومن هنا، أؤكد أن الجزيرة خطها ثابت، من حيث رسالتها التحريرية وقيمتها ومهنيتها، إذ إنها دائماً تناقش ما يهم الناس، وهو ما نلتزم به على الدوام.
تطوير الأداء
مع هذا الثبات للجزيرة، أين تضع التطوير في أدائها في مختلف المراحل والتجارب التي مرت بها؟
نحرص دائماً، وفي كل المراحل، ومع كل التجارب، على تطوير أداء الجزيرة، من حيث الأدوات والقوالب والتوزيع، ولكن مع حرصنا ورغبتنا في هذا التطوير، إلا أن الجزيرة لم تغيّر في سردياتها، لأننا قناة تمثل اهتمامات الناس، وهذه ثقة تضفي على الجزيرة مصداقية أكثر بين الناس.
قناة الناس
وهل يصدق بالتالي وصف الجزيرة بأنها «قناة الشعوب»؟
أفضل القول بأن الجزيرة قناة الناس، وهذا ما نفخر ونعتز به، وذلك لأن وصف «الشعبوية»، يدخلنا في مسارات أخرى، ولذلك فإن أدق وصف للجزيرة بأنها قناة الناس، حيث نفتح المجال للجميع، لمناقشة كل ما يهمهم من قضايا مختلفة.
أولويات الجزيرة
في هذا السياق، ما أولويات الجزيرة في معالجاتها، وفي كل ما تطرحه من قضايا؟
أولوياتنا في معالجاتنا تنطلق من كل ما يهم الناس، دون إلغاء المعايير، والتي هي موجودة بالأساس، ولذلك، فإنه انطلاقًا مما يهم الناس، فإننا نقدم الرأي والرأي الآخر، دون إغفال السبق الصحفي، مع التزام الدقة. وأخلص في هذا السياق، إلى القول إن كل معالجاتنا تنطلق من كل ما يهم الناس.
التطوير التقني
وفي هذا الإطار، أين تضع التطوير التقني الذي تشهده استوديوهات الجزيرة عامًا بعد الآخر، وخاصة مع حلول ذكراها السنوية؟
هذا أمر طبيعي، جرت عليه العادة، فالمؤسسات الإعلامية دائمًا ما تكون لها متطلبات في كل مرحلة إعلامية، وإن كنا نطمح إلى تطوير أكثر، في ظل تسارع الإعلام، بعدما أصبح هذا التسارع مخيفًا أكثر من أي وقت مضى.
الوصول للتميز
وما الذي تطمحون إلى تحقيقه في المستقبل، في هذا الجانب من التطور التقني؟
الجزيرة تطمح دائماً إلى الاستمرار بالتميز، وأن تكون الأفضل دائمًا، مواكبة منها لكل تطور تقني.
لا شك أن الحفاظ على التميز يعد تحدياً، فهل تضعون في اعتباركم مثل هذه التحديات؟
بالطبع، هو تحدٍ بالفعل، ولذلك نحرص دائماً على مواكبة التطور التقني، في هذا السياق.
مبادرات جديدة
على ذكر الحديث عن الوصول إلى قضايا الناس، فإن التطور التقني من السهولة الحصول عليه بالمال، لكن هل هناك مبادرات جديدة للجزيرة لتحافظ على هذه المكانة بين الناس، لتظل في أولوية معالجاتها الصحفية؟
لابد من الاتفاق على أمر مهم، وهو أن الجمهور نفسه أصبح رئيسًا للتحرير، ولذلك فإننا كلما أوجدنا طريقة جديدة تحفظ لنا ثوابتنا في المعالجة، وفي الوقت نفسه تسمح لنا استيعاب ترتيب الجمهور لأولويات قصصه، أعتقد أنه أمام كل ذلك، فإن المستقبل سيكون أفضل بالنسبة لنا، بحيث نقلل من الإملاء عليه، وفي الوقت نفسه نزيد من الاتفاق على أن كل ما يهم الناس هو يهمنا أيضاً.
صور تفاعلية
وهل هذا يعد شكلاً من أشكال الصور التفاعلية بين قناة الجزيرة والجمهور؟
هذا – بالطبع- قالب، ولكنه قالب كلاسيكي، ولذلك ينبغي أن يتكامل مع الأشكال السابقة، الأمر الذي سيحقق بدوره مستقبلاً ناجحاً للقناة على مدى 20 عاماً قادمة.
وبرأيك، كيف يمكن إحداث هذا التكامل؟
نعمل حاليًا على إحداث هذا التكامل بالفعل، لذلك فإن مشاهداتنا أصبحت في ازدياد، مع زيادة قصصنا أيضاً، ومع انتقاء «أجندتنا» الإخبارية على الشاشة وفق المعايير الاعتيادية، فإننا نقحم فيها ما يتداوله الناس، أو مما جعل منه الناس قصة وأولوية. ولذلك، فإنه حين تتوافر المعايير المهنية لهذا كله، فسيؤدي إلى مزيد من تفاعل الناس معنا، وذلك لأنه لم يعد هناك مجال للنخبوية بالإملاء على المتلقي قصصًا معينة، لأن هذه حالة لم تعد مقبولة.
وأؤكد أننا قطعنا حتى الآن قرابة 20% مما نأمل تحقيقه، لأن هناك حذرا فيما يتم تقديمه من أطروحات، تجنباً لأي انزلاق. ولذلك نقترب مما نسعى إلى تحقيقه شيئاً فشيئاً، بالشكل الذي سيحقق لنا في ذلك مستقبلاً أفضل.
نسب المشاهدة
ما تقديرك لنسب المشاهدات الأخيرة لقناة الجزيرة؟
أستطيع أن أؤكد أن نسب المشاهدة لقناة الجزيرة مرتفعة للغاية، ولدينا في ذلك مقاييس لرصد نسب المشاهدة، والتي تبين ارتفاعها بالفعل، وهذا الارتفاع لا يشكل لنا مفاجأة، كونه أمرًا طبيعيًا بالنسبة للجزيرة، إذ كان هناك ارتفاع في الأساس لنسب المشاهدة للجزيرة، قبل الحرب على غزة، ومعركة «طوفان الأقصى»، والتي زادت معها وبعدها نسب المشاهدة.
هل هذا يعني أن نسب المشاهدة للجزيرة لا تقتصر على التغطيات المفتوحة أوقات الأزمات التي تغطيها القناة، وأن هذه النسب في ارتفاع من وقت لآخر، سواء بالنسبة للمشاهدة التلفزيونية، أو وجودها عبر المنصات الرقمية المختلفة؟
نعم، فلدينا نسب مشاهدة مرتفعة بالفعل، وتتزايد من وقت لآخر، وبأرقام قياسية، وخاصة مع بدء الحرب على غزة.
فروقات المشاهدة
هل يمكن القول إن الجزيرة خلال الفترة الأخيرة، أحدثت فروقات بالنسبة للمناطق التي كانت أقل مشاهدة للقناة الإخبارية؟
نسب مشاهدة الجزيرة في تزايد بالفعل، وأذكر في هذا السياق، أنه حتى في ظل أكثر الأزمات التي كانت تواجه الجزيرة، وإغلاق مكاتبها، فإن نسب مشاهدتها من تلك الدول كانت تصل إلى 20 %، ما يعكس مدى الثقة التي كانت وما زالت تحظى بها الجزيرة.
تزايد مكاتب الجزيرة
هل هذا يعكس، أنه أصبح هناك تفهم اليوم من جانب البعض، لما تقدمه الجزيرة من سرديات؟
نعم، ولذلك توسعت الجزيرة في فتح مكاتبها بالعديد من دول العالم، إذ تزايدت أعداد مكاتبها اليوم، بشكل يفوق ما كانت عليه قبل 15 عامًا مضت.
انتفاء الضغوطات
في هذا السياق، ما حجم الضغوطات التي تتعرض لها الجزيرة حاليًا، مقارنة بما كانت عليه في السابق؟
أؤكد أنه لم تعد هناك ضغوطات تذكر.
وهل هذا ينسحب على الدول التي توجه لها الجزيرة انتقادات؟
ماذا تقصد بمفهوم الانتقاد لدى البعض؟ لأننا ندرك أن العبرة بالقصص التي تقدمها الجزيرة، والتي تنقلها عن واقع ما يجري، ولذلك فإن القصص المروية هي التي تنقل هذا الواقع، وهو ما قد يتسبب في عدم رضا البعض. ومن حُسن الحظ أنه خلال السنوات السبع الأخيرة، لم تكن هناك مشاكل تُذكر، ومن ثم يرى البعض أن هناك انخفاضًا في سقف التغطيات. وهنا، أشير إلى حقيقة مهمة، أن الجميع بدأ يستوعب ما يجري، بأنه لم يعد أحد يستطيع أن يفرض سرديته بالقوة، خاصة وأن العبرة بسردية ما هو واقع. ودائماً أقول لزملائي، عندما يرصدون خبراً، قد يكون محفوفًا بملاحظات، أو تحفظات معينة، حينها أقول لهم: هل إذا لم تغط الجزيرة هذا الخبر، فهل هذا يعني أنه لن تتم معرفته في أوساط الجمهور؟
ودائماً، نخاطب غيرنا – وخاصة ممن لديهم مواقف مسبقة ضد الجزيرة- لحثهم على الظهور على شاشتنا، بأنه يمكن الظهور على الجزيرة للتعبير عما يرونه بالنسبة لهم، وعرض وجهات نظرهم، ليشاهدها قرابة 300 مليون مشاهد، ليكون ذلك أفضل لهم عن غيرنا، والذين قد تتم مشاهدتهم بعدد أقل بكثير.
ثقة المشاهدين عالمياً
في هذا السياق، ما نسب أو عدد المشاهدات لقناة الجزيرة حول العالم في الوقت الحالي؟
أستطيع القول إنه في الربع الواحد من العام، أي في خلال ثلاثة أشهر فقط، تم رصد مجموع مشاهداتنا بنحو 1.2 مليار مشاهدة، وهذه المشاهدات أصبحت في تزايد حاليًا، حتى باتت تصل إلى أرقام خرافية، ما جعل مشاهدات الجزيرة تتجاوز أكثر من مليار مشاهدة على مستوى العالم.
خلال العام الماضي، تم رصد أعداد مشاهدات شبكة الجزيرة الإعلامية بنحو 2.6 مليار مشاهدة، وهذا ينسحب على جميع مشاهدات قنوات الشبكة عبر مختلف المنصات الرقمية للشبكة، وذلك بكل أشكال التفاعل، ما يعكس تلك الثقة الكبيرة التي تحظى بها الجزيرة حول العالم.
تميز الجزيرة
وهل هذا يعطينا مؤشراً على أعداد مشاهدة سكان الكرة الأرضية للجزيرة؟
بالفعل، هذه المشاهدات تعكس أن نسبة 40 % من سكان الكرة الأرضية يشاهدون بشكل ما محتوى شبكة الجزيرة الإعلامية. وفي هذا السياق يمكن القول إن قناة الجزيرة الإخبارية تشكل 40 % من إجمالي الشبكة الإعلامية.وكل هذه الأرقام تحترمها الجزيرة، وتقدرها في الوقت نفسه، وهو احترام وتقدير لجميع جمهورها حول العالم.
وفي هذا السياق، أشير إلى أن تياراً سياسيا يمينيًا من إحدى الدول كان مقاطعاً لقناة الجزيرة، بدعوى أن لديها موقفًا منه، وأنها لا تسمح بعرض وجهات النظر الأخرى، غير أن هذا التيار، وفي الفترة الأخيرة، أصبح يحرص على الظهور على شاشة الجزيرة، بعدما أدرك أننا لا ننظر إلى خلفياته الفكرية، ولا ننظر بأحكام مسبقة إلى ما يطرحه، سواء اتفقنا أو اختلفنا معه. ولاحظ هذا التيار أن عدد مشاهداته على الجزيرة، وصل إلى 1.2 مليون مشاهدة، وذلك بعد مرور أسبوع تقريبًا على ظهوره على شاشتنا، وذلك مقارنة بظهوره على شاشة إخبارية أخرى، لم يشاهده عليها سوى 70 ألف مشاهدة تقريبًا.لذلك، فإن مثل هذه النظرة تجاه الجزيرة، بدأت في الاختفاء، بعدما أصبحت كل المقاييس والمعايير واضحة للجميع، بل وأصبحت أكثر وضوحًا، على عكس ما كان عليه الحال من قبل.
ولاء الجمهور
وأخيرًا.. ما الكلمة التي تود أن تخاطب بها مشاهدي الجزيرة عبر جريدة «الشرق»، بمناسبة الذكرى السابعة والعشرين لانطلاقة القناة الأشهر عربيًا وعالميًا؟
أود أن أتوجه بالشكر إلى جمهور الجزيرة على ولائهم للقناة، فإذا كانت الجزيرة قد حققت خلال السنوات الأخيرة، أعلى نسب وأرقام مشاهدة ومصداقية، فإنها قد حظيت بالتالي بأعلى درجات الولاء من جانب جمهورها، إذ إن هناك من قد يصله خبر من مصادر أخرى، غير أنه يتوقف عنده، ما دامت الجزيرة لم تبثه، وهذا يعني ثقة كبيرة من جانب مشاهدينا حول العالم بحق الجزيرة، نقدرها ونثمنها عاليًا.
وفي هذا السياق، نتوجه بالشكر إلى جمهورنا على ولائه، وثقته في الجزيرة. وأؤكد له أننا سنظل أوفياء له، إذ إن رأس مالنا الإعلامي هو ثقة الجمهور في مصداقيتنا. وعليه، فإننا نجدد العهد بالحفاظ على هذه الثقة، وتلك المصداقية.
جديد الجزيرة
ما الجديد الذي تحمله قناة الجزيرة، وهي على أعتاب العام الثامن والعشرين من عمرها؟
أؤكد استمرار السياسة التحريرية لقناة الجزيرة كما كانت، دون أن يخضع ذلك للنقاش.
هل تخضع قناة الجزيرة نفسها لمواءمات مهنية معينة، تبعًا لأي تطور سياسي قد تشهده المنطقة، إقليميًا أو عربيًا؟
ينبغي ألا يتم تضخيم الجزيرة، ومنحها وصفا ليس لها، فهي ليست دولةً أو حزبًا، ولكنها مؤسسة إعلامية. وفي هذا الإطار، يُحسب لدولة قطر إطلاقها لهذا المشروع الإعلامي الرائد، بكل ما قد يحيط به من تحديات، إذ إن بث قناة إخبارية بهذا السقف وهذه المهنية في هذه المنطقة، أمر ليس من السهولة بمكان، فضلاً عن أن يبقى هذا المشروع ناجحًا طوال هذه المدة. ودائمًا، أقول إن الإعلام انعكاس للواقع، ومن جانبنا، نعكس هذا الواقع بكل حقيقة ومهنية، دون الكيل بمكيالين، وعلى ضوء ذلك نتعامل مع الواقع بهذا الشكل.
وهنا، أشير إلى أنه أصبحت لدينا مكاتب في العديد من الدول التي كانت تقاطع الجزيرة في السابق، ووقت أن تكون هناك سرديات معينة في مثل هذه الدول، فإن الجزيرة تحرص على أن تكون ناقلة لها بكل مهنية ومصداقية. ولذلك، فإنه وقت أن تتوافر في الواقع سردية ما لدى البعض، أو منعطف تُبني عليه هذه السردية، فإننا نصبح ناقلين لهذه السردية بكل مهنية.
وحقيقة، أتوقف عند من كان لديه موقف مسبق من الظهور على شاشة الجزيرة، وأراد الظهور عليها لاحقًا، فمثل هذه النوعية، لا نقف منها موقفًا معاديًا، أو نتعامل معها بأثر رجعي، إذ إنه ليست لدينا مواقف مسبقة من أي طرف.
مساحة إعلانية