محليات
46
هديل صابر
طالب عدد من الأطباء وذوي الاختصاص بإدراج الأدوية المساعدة على النوم المتوفرة في الصيدليات تحت الأدوية التي تصرف بوصفة طبية، بهدف تقنين استخدامها لاسيما للأطفال الذين يعانون من صعوبة في النوم. ودعا الأطباء الذين استطلعت آراءهم “الشرق” الأهالي بعرض الطفل الذي يعاني من صعوبة في النوم على الطبيب المختص للتأكد من خلوه من الأسباب التي قد تسهم في خلق حالة من عدم النوم، يصاحبها القلق والتوتر، فمع انتفاء السبب قد يقرر الطبيب مدى الحاجة الفعلية لوصف دواء للمساعدة على النوم، أو الاستعانة بالبدائل الطبيعية المعتمدة على التغذية السليمة، وإشراك الطفل بالأنشطة التي تساعد على تفريغ الطاقة لديه، وتوفير بيئة جيدة للنوم. وحذر الأطباء في حديثهم من استخدام الأدوية المضادة للهيستامين “أدوية السعال” التي قد تلجأ إليها بعض الأمهات لتنويم الأطفال دون أن يكون بحاجة لهذه الأدوية، مؤكدين خطر تناول الطفل للأدوية دون داعٍ.
د. حكمت الحميدي: عرض الطفل على الطبيب قبل الأدوية
دعا الدكتور حكمت الحميدي –استشاري طب الأطفال-، أولياء الأمور لتجنب استخدام الأدوية المساعدة على النوم للأطفال، لافتا إلى أنَّ اللجوء للأدوية المساعدة على النوم لابد أن يسبقها عرض الطفل على الطبيب للتأكد من أنَّ الطفل لا يعاني من أي أمراض تسهم في عدم قدرته على النوم، إلا أنَّ بكاء الطفل المتكرر نادرا أن يكون سببه مرضيا، فقد تسهم هذه الأدوية بضعف الإدراك عند الطفل، مرجحا دراسة إدراج هذا النوع من الأدوية تحت الأدوية التي تصرف بوصفة طبية لتقنين استخدامه.
وأوضح قائلا ” إنَّ مادة الميلاتونين قد تسهم في نوبات صداع لديهم، الانفعال وزيادة في التبول في الفراش فضلا عن أن هناك احتمال حدوث تفاعلات ضارة مع الأدوية، إلا أنها تعد آمنة إذا ما تم استخدامها لفترة قصيرة ويفضل أن يكون تحت إشراف طبي، إلا أنَّ على الأهالي وخاصة الوالدين أن يوفرا الجو المناسب للنوم وخاصة للأطفال من خلال تجنيبهم الأطعمة المليئة بالسكريات والنشويات قبل قرابة الـ3 ساعات من وقت النوم، كما ينصح بوضعهم في غرفة خاصة للنوم مع توفير جو هادئ على أن تكون درجة حرارة الغرفة مناسبة حتى يستطيع الطفل أن ينام نوما عميقا، بعيدا عن الأجهزة الذكية، مع كوب من الحليب الدافئ في حال لم يكن يشكو الطفل من حساسية لأي نوع من أنواع الحليب.”
د. محمد عشا: خطورتها تتطلب ضبط استهلاكها
حذر الدكتور محمد عشا –استشاري أمراض باطنة-، من استخدام أدوية الميلاتونين بتركيز يفوق الـ2 ملم جرام، لاسيما وأن هناك مفهوما خاطئا وهو أنَّه كلما زادت الجرعة كلما تحسن النوم عند المستخدم، إذ أنَّ الجرعة الزائدة تبقى في الجسم لليوم التالي وقد تؤثر على الشخص في إبقائه بحالة خمول أو سكون وقد يزيد الخطر في حال كان الشخص يقود السيارة، والأمر هذا أيضا ينسحب على الأطفال فقد يصابون بالتوتر والانفعال، لذا من المهم قبل إخضاع الطفل لهذا النوع من الأدوية أن يعرض الطفل على الطبيب وأخذ الاستشارة، والتأكد من أن الطفل لا يشكو من أي أسباب تدعوه لعدم النوم، كالأمراض أو الحالة النفسية أو بعض الأعراض المتعلقة بتناول كميات كبيرة من الحلويات والنشويات.
وعرج د. عشَّا في حديثه على بعض الأمهات اللاتي يعطين أطفالهن أدوية السعال لتنويمهم، مؤكدا خطر هذا النوع من الاستخدام الخاطئ للدواء، فالأم بهذا الفعل تعطي الطفل مضادات للهيستامين فبالإمكان أن تسبب نعاسا للطفل ولكن التأثيرات الجانبية شديدة كتسارع في دقات القلب، لذا من المهم إعطاء الأدوية الخاصة بالنوم وخاصة للأطفال تحت إشراف طبي، موضحا أنَّ الميلاتونين هو أحد الهرمونات المسؤولة عن النوم الذي يفرز بعد أن يدخل الشخص بالنوم بفترة بسيطة ويبدأ بالتلاشي حتى يستيقظ.
وفضل الدكتور أن لا يسمح بصرف الأدوية المساعدة على النوم خاصة للأطفال إلا بوصفة طبية حتى يتم ضبط استهلاكه من قبل الأهالي للأطفال.
د. أحمد سعيد: تصيب الطفل بالأرق والتوتر
أكدَّ الدكتور أحمد سعيد –طبيب عام-، أنَّ هرمون الميلاتونين من الهرمونات التي يفرزها الجسم بوقت معين حتى ينام الشخص، وإدخاله كمكمل خارجي قد يسهم في تغيير فسيولوجية الجسم، كما أنها قد تصبح عادة وتدخل الطفل في حالة من الأرق والعصبية والتوتر، عاتبا على الأمهات اللاتي يستسهلن اللجوء للأدوية سواء كانت المخصصة للنوم أو الأدوية المضادة للهيستامين لتنويم أطفالهن دون التأكد من أسباب عدم النوم، أو دون اتباع جدول يومي لمساعدة الطفل على النوم، فقد تكون الأسباب بسيطة، لذا على الأمهات الاهتمام بأطفالهن من حيث التغذية السليمة، وتجنيب أطفالهن السكريات قبل ساعات من النوم، وابعاد الأطفال عن مصدر الإزعاج أو الأجهزة الذكية وتوفير أجواء مناسبة للنوم، وإشراك الأطفال بأنشطة وفعاليات حتى يفرغوا الطاقة ويستسلموا للنوم ليلاً. ونصح د. سعيد أن تدرج أدوية النوم تحت الأدوية التي تصرف بوصفة طبية، لاسيما وأنَّ الطلب بات مضاعفا عليها من قبل البالغين سواءً لهم أو لأطفالهم، لذا من المهم استصدار وصفة طبية لتقنين الاستخدام وبالتالي خفض المخاطر المترتبة على استخدامه.
د. كيرلس نوار: تسبب الاكتئاب ومشاكل في البطن
بدوره علق الدكتور كيرلس نوار-صيدلاني-، قائلا ” إنَّ للآن الأبحاث حول أدوية الميلاتونين لاتزال غير كافية للتأكد من آثارها الجانبية، وهل آثارها الجانبية تتطلب استصدار وصفة طبية لصرفه!، فمادة الميلاتونين تؤخذ للمساعدة على النوم وهو هرمون يفرزه الجسم لتحسين جودة النوم، وقد يتم اللجوء لهذا النوع من الأدوية للأطفال عادة لمن يعانون من فرط الحركة، أو لديهم مشاكل ملحوظة بالنوم أو لديهم نقص بهرمون الميلاتونين في هذه الحالات بالإمكان اللجوء لهذه الأدوية لمساعدة الطفل على النوم.”
وأسف د. نوار على بعض الأهالي التي تستخدم الميلاتونين بصورة يومية دون ضوابط، فيسهم الوالدان بذلك في جعل الطفل معتادا عليها،وقد تؤثر على جودة النوم فيما بعد إلا أنه لا توجد دراسات علمية كافية توضح هذا التأثير.
وبين أنَّ إدراج هذه الأدوية تحت وصفة طبية يتطلب إجراء أبحاث عميقة ومكثفة، ونتائج الدراسة قد تكون بمثابة الدليل هل بالإمكان إعطائها للأطفال أو هل آثارها الجانبية تستدعي أن تكون بوصفة طبية، فالميلاتونين له آثار جانبية ليست شائعة ولكن قد يحصل نوع من أنواع الاكتئاب البسيط أو يصاب بمشاكل في البطن، وقد تؤثر على الإدراك والتركيز، لذا لا ينصح باستخدامه بصورة مفرطة.
مساحة إعلانية