محليات
14
أطباء وصيادلة لـ الشرق: تغيير مواعيد الأدوية في رمضان يهدد حياة المريض
هديل صابر
حذر أطباء وصيادلة من خطورة تغيير مواعيد الأدوية في رمضان، مؤكدين أنَّ هذا التغيير قد ينتج عنه مضاعفات خطيرة يدخل على إثرها المريض إلى المستشفى وقد تتسبب في الوفاة في حالات نادرة.
وأكدَّ عدد من الأطباء والصيادلة في حديثهم لـ»الشرق» أنَّ مواعيد الدواء تؤخذ وفقاً لنوع وطبيعة الدواء المستخدم، فيجهل الكثير من المرضى بأن تغيير مواعيد تناول أدويتهم من تلقاء أنفسهم قد يؤدى إلى فقدان الفائدة المرجوة، إذ يرتبط تأثير الدواء وفعاليته بموعد تناوله في اليوم وفقاً لخواصه الفيزيائية والكيميائية وسرعة امتصاص الجسم له.
ودعا الأطباء والصيادلة المرضى ضرورة استشارة الطبيب قبل تغيير مواعيد الدواء، محذرين من الاجتهاد الشخصي للمريض في تغيير مواعيد أدويته، أو من استقاء المعلومة من مجموعات الواتس آب، أو من بعض الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي الذين يبثون تجاربهم في هذا السياق، مؤكدين خطورة الأمر على صحة المريض والتي قد يؤدي به الأمر إلى الوفاة.
وحذر الدكتور خالد يوسف-استشاري أمراض قلب- من الاستعانة بتجارب الآخرين أو الاجتهاد الشخصي في تغيير مواعيد الأدوية، خاصة أدوية القلب وأدوية الصرع، لما لها من مخاطر على صحة المريض، التي قد تودي بحياته حتى وإن كانت حالات نادرة.
وأضاف الدكتور خالد يوسف قائلا: «إنَّ لكل دواء فترة عمرية في الجسم، فكل دواء له مدة استقلاب معينة في الجسم، ويبلغ مدة التأثير بمدة معينة، فالدواء إن كانت مدة تأثيره 16 ساعة فهذا يعطى مرة واحدة في اليوم، إلا أنه من المهم تناوله بنفس الوقت، أما لو كان الدواء عمره من 6-8 ساعات فمن المنطق أخذه بعد 8 ساعات للحصول على تأثيره الثابت في الدم، لذا يجب عدم تغيير مواعيد الدواء على الإطلاق إلا باستشارة الطبيب، وليس الاستماع لتجارب البعض على وسائل التواصل الاجتماعي».
نصيحة مهمة
بدوره قال الصيدلاني كيرلس نوار، « إنَّ الأدوية التى تؤخذ كل 4 – 6 ساعات تفقد مفعولها إذا تم تغييرها إلى مرتين أو ثلاث مرات وقد تسبب مضاعفات خطيرة، ومثال على ذلك المضادات الحيوية التي تُعطى كل 6 ساعات فإذا تم تقليل جرعة تناولها إلى مرة واحدة أو مرتين باليوم، لن يؤدي ذلك إلى فقدان مفعولها فحسب، ولكن قد ينتج عنه ظهور جراثيم مقاومة للدواء، أما بالنسبة لأدوية الصرع فبعض الأدوية يمكن تناولها مرة واحدة في اليوم لأنها أدوية طويلة المفعول، وبقية الأدوية يمكن أخذها مرتين في اليوم، فيستطيع المريض أن يتناول جرعة الأدوية إما مرة واحدة بعد المغرب أو مرتين بعد السحور وبعد الإفطار حسب نوع الدواء المعالج للصرع الخاص بكل مريض، وإذا أصيب المريض بنوبة صرع أثناء الصيام فعليه الإفطار فوراً.»
كما شدد الدكتور أحمد سعيد على ضرورة استشارة الطبيب المختص قبل تغيير مواعيد الأدوية لاسيما الأدوية المتعلقة بالأمراض المزمنة، محذرا من اتخاذ هذا القرار من تلقاء نفس المريض أو من تجارب المحيطين للعواقب الوخيمة التي قد يخلفها هذا القرار، فالطبيب يعمل على تنظيم مواعيد الأدوية بناء على مدة مفعولها في الجسم، الأمر الذي قد لا يكون واضحا بصورة جلية للمريض.
وأكدَّ أنَّه بالنسبة لمرضى السكري يجب عليهم مراجعة الطبيب أولاً، للتأكد من قدرتهم على الصيام من عدمه، مع الإشارة إلى حساسية مرضى السكر للصيام خاصة مع التغيير العشوائي لمواعيد الأدوية فقد يتعرض المريض إلى نقص السكر في الدم أو ارتفاعه، وإذا ظهرت على المريض أعراض انخفاض نسبة السكر بالدم مثل الجوع الشديد، الشعور بالتعب، الدوار والصداع، تعرق شديد، رعشة باليدين، سرعة نبضات القلب والميل لفقدان الوعي، فعلى المريض الإفطار فوراً حتى لا يتعرض لغيبوبة نقص السكر على أن يتناول عصير أو أي سائل محلى بالسكر مع وجبة غنية بالنشويات ثم يخبر طبيبه المعالج بما حدث.
مساحة إعلانية