نظمت الجمعية القطرية للغة العربية بالتعاون مع المركز الثقافي السوداني، أمسية شعرية بعنوان «أبو الطيب المتنبي..الطائر المحكي» قدمها الاديب السوداني د.الصديق عمر الصديق، وحضرها جمهور عريض من محبي الشعر العربي، وأدارها الكاتب جمال فايز.
وقال المحاضر: إن المتنبي كان مغروراً بنفسه، كما كان منحازاً الى فنه يطوع اللغة ويغوص في شتى أغراض الشعر المختلفة. لافتا إلى شعراء آخرين اغتروا بما انتجوه من ادب، ومنهم أبي العلاء المعري.
وتناول د. الصديق سر تميز المتنبي الذي جعله حاضراً في الوجدان العربي في كل العصور، ولم يضمحل حتى يومنا. مرجعاً سر احتفاظ المتنبي بألقه الى انه رد الى الشاعر العربي بطولته المسلوبة، حيث كان الشاعر عند الجاهليين من قبيل الكهان، ويتمتع بمنزلة رفيعة، ونحو ذلك اشتراطه على سيف الدولة ألا يقبل الأرض بين يديه كما كان يفعل الشعراء، كما اشترط عليه ان يمدحه وهو جالس، بخلاف ما كان يفعل الشعراء في بلاط الملوك.
وقال: إن المتنبي بخلاف اعتداده بنفسه كان ذا معرفة عميقة، إذ كان يعرف البيئة المحيطة به، وكذلك الجغرافيا والعلوم المتاحة في عصره، فضلاً عن معرفته باللغة العربية وأسرارها، كما كان على علم بالحيوان وهو ما ضمنه قصيدته اللامية، وكذلك معرفته بالأمراض ومنها وصفه للحمى، بأدق التفاصيل التي حيرت الأطباء المعاصرين، الى جانب معرفته بأحوال النفوس، وكأنه من علماء النفس.