ثقافة وفنون
54
حاورته هاجر بوغانمي
كشف السيد جمال دلالي مدير إدارة الإنتاج في الجزيرة الوثائقية عن فيلم وثائقي جديد يحمل عنوان «إندونيسيا»، وأكد في لقاء خاص مع (الشرق) أن الفيلم تم إنتاجه بالشراكة مع متاحف قطر في إطار العام الثقافي قطر – إندونيسيا 2023، مضيفا أن الفيلم للرحّالة علي بن طوار الكواري، وسيتم عرضه قريبا في إحدى قاعات السينما بالدوحة.
من جانب آخر، وضمن الأخبار الحصرية التي خصَّ بها (الشرق)؛ أكّد جمال دلالي أن الجزيرة الوثائقية بصدد الإعداد لإنتاج سلسلة وثائقية ضخمة تتناول تاريخ الأندلس من القمة إلى السقوط. كما تطرق اللقاء إلى الدورة الإنتاجية الجديدة، والإستراتيجية التي اعتمدتها القناة للحفاظ على ريادتها في المنطقة العربية، وغيرها من المواضيع.. في الحوار التالي:
على امتداد مسيرتها تعاملت الجزيرة الوثائقية مع العديد من المنتجين من مختلف أنحاء العالم. متى سنشهد إنتاجا مشتركا مع منتجين قطريين؟
عندما انطلقت الجزيرة الوثائقية في عام 2007 كان عدد المنتجين الذين تتعامل معهم محدودا جدا، واليوم هناك ما يقرب من 300 منتج (شركات إنتاج أو منتجون مستقلون). هذه الزيادة شملت العالم العربي ودولا عديدة، ربما نحتاج جهدا أكبر لزيادة العدد في منطقة الخليج وفي قطر تحديدا، وهناك محاولات للتواصل مع المنتجين القطريين لتقديم الأفكار وإيجاد بعض المشاريع المشتركة، وقد أثمرت الجهود أخيرا عن مشروع مع الرّحالة والمستكشف القطري علي بن طوار وبالشراكة مع متاحف قطر، وذلك في إطار مبادرة العام الثقافي قطر- إندونيسيا 2023، والفيلم بعنوان «إندونيسيا» ومدته 52 دقيقة.
متى من المقرر أن يتم تدشين العرض الأول للفيلم؟ وما هي فكرته؟
الفيلم في مرحلة المونتاج، ومن المقرر أن يتم الانتهاء من المونتاج الأولي في بداية شهر أكتوبر القادم على أن يتم تسليمه قبل نهاية العام الحالي، وسيكون الاحتفاء به وعرضه بالتنسيق مع زملائنا في متاحف قطر.
الفيلم الوثائقي الجديد تم تصويره في إندونيسيا، حيث يتنقل علي بن طوار على دراجته الهوائية بمدن إندونيسيا بدءا من جاكرتا العاصمة ويصور التطور الاقتصادي ودعم الدولة لمشاريع الشباب، ومن ثم ينتقل إلى سورابايا وبرومو لتصوير المناظر الطبيعية والبركان النشط فيها. ومن جوكجاكرتا يسلط الضوء على تاريخ الإمبراطورية في جزيرة جافا ويقابل أحد الأمراء فيها، وينتهي في مدينة سولو لزيارة المعابد القديمة ويلتقي بالعائلة الحاكمة.
يسلط الفيلم الضوء على جمهورية إندونيسيا بمختلف زواياها الثقافية والتاريخية والاقتصادية لنقل الصورة الحقيقية للمشاهد العربي عامةً والقطري خاصةً.
أعلنتم مؤخرا عن تاريخ بدء استقبال المشروعات الجديدة للدورة الإنتاجية المُقبلة.. كيف يتم اختيار المقترحات؟
هناك دورتان سنويا لتقديم المشاريع واحدة في شهر أبريل والدورة الثانية في نهاية شهر نوفمبر كل عام. الدورة التي أعلن عنها ستكون في الفترة بين 24 نوفمبر وحتى 3 ديسمبر المُقبلين، والهدف من الإعلان عن الدورة الجديدة قبل شهرين من انطلاقها هو أن نترك مساحة للمنتجين كي يجهزوا أفكارهم ويعملوا على تنفيذها بشكل جيد، وفي نهاية شهر أكتوبر المقبل سيتم الإعلان عن خطتنا: كم سنحتاج من ساعة، والتصنيفات التي نبحث عنها بناء على ما سيحدده زملاؤنا في إدارة الجدولة، ومن ثم نحدد احتياجاتنا للمنتجين.
هل هذه التصنيفات يتم تحديدها مسبقا أم في خضم التحضير للدورة الجديدة؟
التصنيفات يتم تحديدها بالتنسيق مع زملائنا في إدارة البرمجة، وبناء على احتياجاتهم نتفاعل معهم. على سبيل المثال نقول إن هذا التصنيف موجود منه بالمكتبة بما يكفي للسنة القادمة وهو ليس من أولوياتنا في الوقت الحالي، في حين أن هذا التصنيف فيه نقص ولابد أن نغذي المكتبة بأن نعلن عن إنتاج من هذا التصنيف، لكن التصنيفات في الواقع واضحة بالنسبة إلينا ويبقى فقط تحديد عدد ساعات البث.
هل تتغير التصنيفات من عام إلى آخر أو من دورة إلى أخرى؟
التصنفيات هي نفسها ربما في بعض الأحيان نضيف بعض المبادرات إن كان هناك موضوع معيّن ونعلن عن احتياجاتنا في هذا الموضوع، لكن أغلب التصنيفات معروفة، ونحن في الجزيرة الوثائقية نستهدف إنتاج 90 ساعة خلال هذه السنة 2023 تتوزع بين الإنتاج الكامل والإنتاج المشترك.
هل متابعة المشاريع وتقييمها مرتبط بتاريخ معين؟ وما الآلية المعتمدة؟
تقييم الأفلام والمشروعات عمل متواصل لا يرتبط بمناسبات معينة. لدينا في الجزيرة الوثائقية مجموعة من المنتجين كل منتج نسميه مدير مشروع ويكون بحوزته مجموعة من المشاريع يتابعها بشكل دوري خلال العام. عادة نقف على بعض الصعوبات حتى يتم معالجتها أثناء العملية الإنتاجية. وفي العادة عندما يصلنا المقترح أو المشروع يتم تقييمه من مدير المشروع ويعاضده في المشاهدة زميلان أو ثلاثة زملاء حتى يكون التقييم موضوعيا.
في مرحلة أخرى عندما يتم تسليم الفيلم وهو جاهز للبث يتم اقتراح موعد البث قد يكون ذلك لارتباطه بحدث ما أو بمناسبة ما. في بعض الأحيان تكون هناك أفلام مرشحة للقيام بدورة على المهرجانات لذلك نترك لها هذه الفرصة ونقول لزملائنا في البرمجة يرجى عدم بث الفيلم إلا بعد مرور سنة لأنه سيقوم بدورة في المهرجان لأن المهرجانات تطلب ألا يبث الأفلام على التلفزيون قبل عرضها على شاشات السينما. ولذلك العملية تفاعلية بيننا وبين المنتج وبين إدارة البرمجة لاختيار المواعيد المناسبة للبث.
اعتادت الجزيرة الوثائقية على مفاجأة جمهورها بين فترة وأخرى بالإعلان عن إنتاج ضخم… هل ستشهد الفترة القادمة إنتاجا ضخما؟
بعد النجاح الذي حققه فيلم «الحمراء وابن الخطيب» الذي شاركنا في إنتاجه وهو عمل ملحمي ضخم لقي صدى كبيرا جدا، سنبقى مع الأندلس في سلسلة ضخمة نعد إليها الآن حول تاريخ الأندلس. ستكون سلسلة ضخمة إنتاجيا من ناحية الفترة الزمنية التي ستمر عليها، ونقدّر أن يكون عملا ملحميا يقدم روايتنا عن الصعود إلى القمة ثم الانهيار من زاوية موضوعية، وستكون هناك نسخة سينمائية تعرض في قاعات السينما مثلما قمنا بذلك في سلسلة كأس العالم أو الحروب الصليبية. نحن ما زلنا في مرحلة البحث وهي مرحلة تتطلب جهدا ووقتا، ستنبثق عنها رؤية المخرج والمنتج المنفذ ثم بعد ذلك نناقش مسألة الميزانية التي من المؤكد أنها ستكون ميزانية كبيرة.
شراكات إستراتيجية
حققت الجزيرة الوثائقية انتشارا واسعا من خلال الشراكات مع المهرجانات.. بماذا تفسر هذا التوسع في أنحاء العالم؟
هناك عدة أوجه للتعريف بأفلامنا ومنتجينا، جزء منها يتعلق بالإنتاج المشترك، وهناك جانب آخر بدأت فيه الجزيرة الوثائقية منذ ما يناهز ثلاث سنوات وهو الشراكات مع مهرجانات وصناديق دعم لنثبت أن هناك صانعا وراعيا لصناعة الفيلم الوثائقي في الوطن العربي اسمه الجزيرة الوثائقية، هذا أولا. ثانيا، هذه الشراكات تمكن صانع الأفلام أو المنتج العربي من عرض أفلامه وهو ما تم في أيام الجزيرة الوثائقية على هامش مهرجان الجزيرة بلقان، وكان فرصة لعرض الأفكار والالتقاء بصناع القرار في العالم. مثل هذه التجارب تعد فرصة لصانع الفيلم العربي الذي يجد نفسه أمام لجنة تناقشه وهو يدافع عن فكرته، وكانت تلك خطوة مهمة جدا لابد من الحفاظ عليها، إضافة إلى أن جزءا من هذه الشراكات كان بطلب من الآخر، وكثير منهم عندما يلتفت إلى منطقة الشرق الأوسط لعقد شراكات يجد بعض صناديق الدعم لكنه يجد أيضا جهة بث وجهة تنتج أعمالا ضخمة، لذلك توجهوا إلى الجزيرة الوثائقية وحرصوا على تعزيز هذه الشراكات التي تعتبر حصادا لما قمنا بزرعه خلال السنوات الماضية.
هناك مسألة في غاية الأهمية وهي أننا عندما نتخاطب مع الآخر نقول دائما نحن صوت الجنوب في علاقته بالآخر الذي يمثل أوروبا أو أمريكا الشمالية، لكن المدهش أن هذه الشراكات تنمو مع جنوب أفريقيا والمغرب وكوريا الجنوبية ومع الدول التي نتشارك معها العادات والتقاليد والجغرافيا وهذا مؤشر على أن القادم من الإنتاجات سيكون مصدر فخر واعتزاز.
مساحة إعلانية