اقتصاد
104
واشنطن – زينب إبراهيم
أكد باري تاوسوند، خبير شؤون الشرق الأوسط بمجلس شيكاغو للعلاقات الخارجية والسياسة الدولية، والزميل غير المقيم بالمركز التقدمي الأمريكي الجديد، على أهمية الاستثمارات القطرية بصورة حيوية لدى الإدارة الأمريكية، موضحاً ما تعكسه التوجهات المهمة من الاستثمارات القطرية وانعكاساتها الإيجابية على علاقاتها القوية التي تجمع بين الدوحة وواشنطن. يقول الخبير الأمريكي باري تاوسوند في تصريحاته لـ الشرق: إن الاستثمارات القطرية في عدد من المجالات الأمريكية في اتجاهها المتنوع نحو الشركات الطبية والفرص التكنولوجية، بشراكة بارزة مع رواد رجال الأعمال والاستثمار بأسماء مثل إيلون ماسك وصناديق وشركات مهمة في صعيد الشركات الطبية وتطوير العلاجات الجينية، وفرص الشركات التكنولوجية الواعدة هو جزء من خطة مهمة للاستثمارات القطرية الموسعة في السوق الأمريكية، بجانب أيضاً الاستثمارات الرياضية التي أعلن عنها الصندوق السيادي وشراء حصة مهمة بقيمة 4.04 مليار دولار بحصص شركة MSE الرياضية الترفيهية الأمريكية التي تمتلك شبكة مهمة من الفرق المحترفة وقنوات الترفيه، لتنضم إلى استثمارات رياضية بارزة في فرنسا وفي البرتغال وفرص كبرى في بريطانيا، كجزء من إستراتيجية التنويع المعلن عنها نحو الفرص الاستثمارية التي يتطلع لها صندوق قطر السيادي في أمريكا وأوروبا.
تطلعات وتحديات
ويتابع باري تاوسوند تصريحاته موضحاً: إن الواقع الحالي يؤكد الحرص الأمريكي الكبير على مثل هذه الاستثمارات، خاصة في ظل التحديات الاقتصادية العديدة التي مرت بها الاقتصادات سواء في أمريكا أو أوروبا عقب سياسات التعافي من الجائحة وأيضاً أسعار الطاقة والتضخم في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا، بجانب دفعة رؤوس الأموال الإيجابية في الصناديق الخليجية، وأيضاً الرؤية التي ارتبطت بمزيد من الاستثمارات التي تتطلع لها قطر في أمريكا وأوروبا، فبكل تأكيد حققت الاستثمارات القطرية معادلات مهمة للغاية، فهي تبحث دائماً عن أصول حيوية مكنتها من أن تضع معادلات الربح وتقديم القيمة الإستراتيجية في الوقت ذاته وانعكس ذلك على العديد من الأرباح للشركات القطرية التي تم الاستثمار فيها، كما أن نظرتها في الاستثمار العقاري تتوسع بصورة ديناميكية تنظر إلى خصائص التركيبة السكانية المتنوعة في أمريكا وتضع بصماتها الاستثمارية بما تحمله هذه المعطيات من فرص مستقبلية للتوسع أو زيادة قيمة الأصول، فضلاً عن استثمارات أخرى في مشروعات البنية التحتية تحقق معادلات حيوية داعمة للاقتصاد الأمريكي، خاصة أن الاستثمارات القطرية تخلق الآلاف من فرص العمل في عدد من الولايات الأمريكية وفي قطاعات حيوية بارزة، وهو أمر يعطي للدوحة التي تستفيد من استثماراتها لترقية خدمات خطوطها الجوية أو تطوير منظومتها العسكرية، أن تكون مشاركة أيضاً في صميم حركة التنمية الاقتصادية ما يمنح قيمة إضافية لهذه الاستثمارات الحيوية على كثير من المناحي الإيجابية.
أنماط استثمارية
ويختتم الخبير الأمريكي تصريحاته مؤكداً: إن النهج الجديد المرتبط بإضافة مزيد من الاستثمارات في التكنولوجيا الطبية والفرق الرياضية، يستفيد من الفرص التي تتيحها هذه المجالات في أنها تمنح مجالات هائلة للتوسع والنمو، فبالإضافة إلى المشروعات العقارية البارزة واستثمارات الأصول ومشاريع البنية التحتية والطاقة، فإن الدوحة في ضوء هذه الخطط الاستثمارية المدعومة بعوائد إيجابية وفائض موازنة ساهمت أسعار الطاقة والصفقات المهمة في تعزيز هذه الآفاق، ما جعل هناك أدوات لتقييم الفرص الاستثمارية بصورة تتفاعل مع واقع الاقتصاد العالمي، وتتحرك رؤوس الأموال في استثمارات تحقق أكثر من قيمة بارزة تنطلق من واقع العلاقات الإيجابية القوية، وتترجم في صفقات ربحية في الوقت ذاته بالنسبة لقطر في الوقت ذاته، كما تحقق أيضاً مزيدا من مكاسب تدفق رأس المال الاستثماري الأجنبي في الأجندة الاقتصادية الأمريكية، وإبقاء أو خلق عشرات الآلاف من فرص العمل، وتضيف مزيداً من الأبعاد المستدامة للعلاقات الثنائية القوية، وتحقق كثيرا من المصالح المشتركة في الوقت ذاته.
مساحة إعلانية