عربي ودولي
34
عباس زكي لـ الشرق: التصعيد الإسرائيلي يرفع سقف المواجهة
رام الله – محمـد الرنتيسي
يدفع التصعيد العسكري المتواصل، الذي يمارسه جيش الاحتلال، وبات يستهدف الكل الفلسطيني، إلى القول بأن الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، أصبحت تقف على أعتاب مرحلة جديدة من المواجهة، فكلما صعّد جنود الاحتلال وعصابات المستوطنين من جرائمهم، وارتفعت وتيرة قتلهم للشبان الفلسطينيين، يزداد تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في المقاومة.وفيما يتمسك قادة الاحتلال بنظريتهم القائمة على مبدأ «ما لا يتحقق مع الفلسطينيين بالقوة، فبمزيد من القوة» يعتصم الفلسطينيون بشعار «الضربة التي لا تقتلنا تزيدنا قوة» فالحصار العسكري الذي تفرضه سلطات الاحتلال على المدن والقرى الفلسطينية، والاقتحامات اليومية، وعمليات القتل والاعتقال المستمرة، يرى فيها الفلسطينيون محاولات يائسة، لردع المقاومة، أو النيل من إرادة المقاومين، بعد أن طفح الكيل، ولم يعد من خيار أمامهم غير مواجهة صلف وجبروت الاحتلال وأدواته القمعية. يقول القيادي في حركة فتح عباس زكي، إن الاقتحامات التي نفذها جيش الاحتلال خلال الساعات الأخيرة، في مخيمي جنين ونور شمس قرب طولكرم، والمتزامنة مع اعتداءات وحشية لعصابات المستوطنين، لن تجدي نفعاً، ولا يمكنها بأي حال تركيع الفلسطينيين، أو جعلهم يرضخون لسياسات الاحتلال والتماشي مع أهدافه في تصفية قضيتهم، مضيفاً: «بل على العكس من ذلك، فهذه الممارسات المنفلتة، ستزيد من حدة الصراع، وترفع سقف المواجهة بين الشعب الفلسطيني الأعزل، وجيش الاحتلال ومستوطنينه، المدججين بالسلاح والحقد والكراهية، لكل ما يرمز لفلسطين وقضيتها».
يقول زكي في تصريحات لـ الشرق: «أبسط الطرق أمام الاحتلال، لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، أن يرحل عن أرضنا ومقدساتنا، وأن يعترف بحقوق شعبنا الراسخة وغير القابلة للتصرف، ولا مفر من رفع الحصار عن مدننا وقرانا، ولجم ميليشيات المستوطنين، وأن يجنحوا إلى السلم، وبدون ذلك، فالأوضاع ستسير نحو الانفجار، ولن يدفع الشعب الفلسطيني الثمن وحده».
وفي الأثناء، اعتبر الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، التصعيد الاحتلالي الأخير في جنين وطولكرم، بأنه يهدف إلى تفجير الأوضاع، وجر المنطقة إلى دوامة من التوتر والتصعيد.
ووفق الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري، فإن غياب الأفق السياسي، جراء رفض دولة الاحتلال السلام العادل الذي يعطي للشعب الفلسطيني حقوقه ويلبي طموحاته، تستعر ممارسات الاحتلال على امتداد الأرض الفلسطينية، وتزداد حالة العداء لكل ما يرمز للشعب الفلسطيني وقضيته، وتبقى دولة الاحتلال ماضية في غيها، مستغلة انشغال العالم بالحروب والصراعات، لتنفيذ سياساتها القائمة على القتل والضم والتهويد والتشريد، لكن هذه السياسة سيكون مصيرها الفشل المحتوم، أمام صمود الشعب الفلسطيني وإصراره على مقاومة الاحتلال حتى آخر رمق.
يضيف المصري: «كلما صعد الاحتلال من عمليات القتل والاقتحام والاعتقال وهدم المنازل، فإن شعبنا سينهض ويقاوم، ومراحل النضال الوطني الفلسطيني حافلة بالتجارب، بأن يكون الرد بمقدار جرائم الاحتلال أو أكثر» مشدداً: «مهما بلغ الاحتلال من القوة والإجرام، فهو إلى زوال، وهذا مصير أي احتلال في العالم، بهزيمة المستعمر، وانتصار إرادة الشعوب، وهذا ما تعلمناه من تجارب التاريخ».
ويرجح مراقبون، أن تشتعل الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، غداة حلول الأعياد اليهودية، بدءاً من ما يسمى «رأس السنة العبرية» الذي يوافق 17 سبتمبر الجاري، مروراً بـ»يوم الغفران» و»عيد العرش» التي تكثر فيها اقتحامات المسجد الأقصى المبارك، والاعتداء على المرابطين في ساحاته، كما أن ما تشهده مناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة، من مواجهات وتصد لاقتحامات جنود الاحتلال وعصابات المستوطنين، ستكون بمثابة الشرارة التي ستفجر الأوضاع.
ولا يتوقف عدوان الاحتلال في أعياده، ولا تعرف سياسته العدائية تجاه الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدساته، أي مناسبة، بل إن جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين، حتى وهم يستعدون للاحتفال بأعيادهم ومناسباتهم، يصعدون من اعتدءاتهم، فيغلقون الطرقات، كي يحلو لهم ممارسة طقوس «الرقص» على الجراح الفلسطينية، مستخدمين الآلات الموسيقية الصاخبة، وعلى وقع هتافاتهم العنصرية كـ»الموت للعرب» وتوجيه الشتائم والإهانات للمارة من الفلسطينيين، كما يحدث في القدس المحتلة، ومدينة الخليل التي يقطنها مستوطنون متطرفون، ما يجعل من أعيادهم، كابوساً مرعباً، يقض مضاجع الفلسطينيين.
مساحة إعلانية