عربي ودولي
64
الأسطول المظلم .. كيف يشق الوقود الروسي طريقه إلى العالم في ظل العقوبات الغربية؟
ناقلة نفط. الصورة:بلومبرغ
الدوحة – موقع الشرق
في ظل العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا بسبب غزوها لأوكرانيا، انضمت مجموعة من السفن إلى أسطول ناقلات غامض وجاهز لتسهيل صادرات النفط الروسية، مما دفع القائمين على تتبع حركة النفط الروسي – الذي لا يزال يشق طريقه نحو المشترين لجميع أنحاء العالم – إلى المكافحة لمعرفة من يقوم بالضبط بنقله.
وفي هذا السياق نشرت الصحيفة البريطانية، فاينانشال تايمز، مقالاً قالت فيه إنه من المرجح أن تشكل روسيا أسطولاً خفياً من ناقلات النفط البحرية وذلك بهدف الالتفاف على العقوبات التي يفرضها الغرب على موسكو منذ غزوها لأوكرانيا، تحت ما يعرف باسم “أسطول الظل”، وفقاً للـ بي بي سي.
**ما هو أسطول الظل؟
ويمثل أسطول الظل هنا حيلة روسية تلجأ إليها روسيا بعد أن حظر الغرب وارداتها النفطية كخطة بديلة لبيع نفطها ، وذلك من خلال إنشاء أسطول سري يعتمد على إخفاء أنشطته عن طريق إيقاف تشغيل جهاز التتبع اللاسلكي.
وأشار المقال، الذي كتبه كريس كوك وبولينا إيفانوفا للـ فاينانشال تايمز، إلى أن “وسطاء ومحللين في قطاع الشحن، منهم شركة برايمار للشحن، يقدرون عدد السفن التي أضافتها موسكو، التي تعتمد بصفة أساسية على الحاويات الأجنبية في نقل النفط الخام، بحوالى 100 سفينة هذا العام”.
وأضاف أن “شركة استشارات الطاقة رايستاد قالت إن روسيا أضافت 103 ناقلات نفط إلى أسطول النقل الخاص بها منذ أوائل 2022 معتمدة في ذلك على شراء بعضها وإعادة توزيع سفن هي في الخدمة بالفعل” وتتبع لدول أخرى.
ويقدر المطلعون على الصناعة حجم أسطول “الظل” هذا بنحو 600 سفينة، أو حوالي 10٪ من العدد العالمي للناقلات الكبيرة. والأرقام في تصاعد، فيما يعدّ من المستحيل وضع حجم دقيق للأسطول نظراً للسرية التي تكتنف تفاصيل الملكية، والتزام معظم السفن الفردية تجاه روسيا.
** مالكين مجهولين
وبالعودة إلى تفاصيل الملكية، فإن مالكي هذه السفن لا يزال يعدّ لغزاً لا يمكن الجزم به، حيث تضاعفت عمليات تغيير الملكية للعديد من السفن القديمة التي كان بعضها قد انتهى به المطاف في ساحات الخردة، إلى مشترين مجهولين خلال العام الماضي، بالإضافة إلى تورط شركات وهمية في بعض حالات الشراء والبيع، ويقول في ذلك أحد المسؤولين التنفيذيين في شركة لتجارة النفط لشبكة سي إن إن: “لقد تعمقت في الفنون المظلمة”، في إشارة إلى هذه الشبكة المبهمة.
وقال سفين هارشفيلد، الرئيس التنفيذي لشركة “دي أتش تي” لنقل النفط: “لدينا شعور بأن الكثير من الشركات التي تشتري سفناً قديمة تُموَّل من رأس المال الروسي، بشكل أو بآخر”.
** إنفاق وأرباح
وبحسب بلومبيرغ، فإن أرباح السفن التي تنقل المنتجات النفطية عبر المحيط الأطلسي سجلت زيادة قُدّرت بخمسة أضعاف، منذ دخول الوقود الروسي حيّز العقوبات في أوائل 2023.
كما قدرت “فيسيل فاليو” (VesselsValue)، التي تتعقب مبيعات السفن ومشترياتها، أنه أُنفق ما يزيد قليلاً على 850 مليون دولار العام الماضي، على توسيع “الأسطول المظلم” لناقلات الوقود، بالإضافة إلى ذلك، استُثمِر ما يقرب من 1.4 مليار دولار في سفن نقل النفط الخام.
وبينما حظرت الدول الغربية معظم واردات النفط الروسية، لا توجد أي قواعد تمنع السفن الغربية من التسليم للمشترين مثل الصين والهند، أو من تقديم خدمات مثل التأمين – طالما يتم احترام سقف أسعار مجموعة السبع. ووفقًا لـKpler، شكلت السفن التي تحمل مالكين أوروبيين 36٪ من تجارة الخام الروسي في يناير.
ويطرح البعض أسئلة حول حقيقة من يدير أسطول الظل، إذ يعتقد البعض أن جزءًا من الشركات الوهمية التي نشأت لها علاقات مع “الدولة الروسية أو بعض اللاعبين المرتبطين سياسيًا”، وفقًا لسيرجي فاكولينكو، المدير التنفيذي السابق في شركة نفط روسية، وهو الآن باحث غير مقيم في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.
كما يشير البعض إلى جانب السلامة كمصدر إضافي للقلق، حيث يُعتقد أن الأسطول المظلم يحتوي على مجموعة كبيرة من السفن التي يزيد عمرها عن 15 عامًا، وهو العمر الذي عادة ما تتقاعد فيه ناقلات النفط الرئيسية التي تبلى نتيجة العمل، بينما تقوم الآن هذه السفن برحلات في جميع أنحاء العالم، ، وفقاً للـ سي إن أن.
مساحة إعلانية