ثقافة وفنون
6
❖ طه عبدالرحمن تصوير: عمرو دياب
نظمت أمس أول مؤتمراتها الصحفية، وذلك بحضور الدكتور أحمد عبدالله البوعينين، الأمين العام للدار، والسيدة عائشة خالد آل سعد، مساعد الأمين العام، تم خلاله التعريف بالدار، ورسالتها وأهمية ما تضمه من وثائق، علاوة على دورها في حفظ الوثائق.
واستهل د.أحمد البوعينين مداخلته في المؤتمر، بالتأكيد على أهمية الدار، وما تحظى به من اهتمام كبير من جميع جهات الدولة، لافتاً إلى أهمية الدار في حفظ الوثائق والاعتناء بها، وتنظيمها وجمعها، والإشراف عليها، وحمايتها من التلف، وهو ما يعكس اهتمام دولة قطر في الحفاظ على الرصيد الوثائقي الذي يمثل جزءاً هاماً من الذاكرة الوطنية، ويعد شاهداً على تاريخها الغني وكنزاً للإبداع الفكري.
وحول المعايير التي تعتمدها الدار في توفير محتواها للباحثين. أكد الأمين العام حرص الدار على إتاحة الوثائق للباحثين والأكاديميين، وأنه ليست أمامهم قيود في ذلك، إذ إن الدار وجدت لتسهيل عملهم. لافتاً إلى تعاون الدار مع الجهات المعنية لتوفير الوثائق التاريخية الوارد بها اسم دولة قطر في الأرشيفات المختلفة، سواء العثمانية، أو البريطانية، لتعزيز البحث العلمي. وقال: إن الباحثين حال احتياجهم لأي وثائق عبر هذه الأرشيفات، فإنه يمكن للدار توفيرها لهم.
“وثائق الأفراد”
وفي سؤال لـ الشرق، حول إمكانية تزويد الأفراد ما بحوزتهم من وثائق للدار، وآلية تنظيم ذلك، وما إذا كانت هناك آلية في المقابل للتأكد من أصالة وصحة هذه الوثائق. أكد الأمين العام للدار أهمية الوثائق القائمة بحوزة جميع الجهات، وكذلك لدى الأفراد، حيث يعتبر ما لديهم من وثائق ركيزة أساسية لاغنى عنها للدار. مشيراً إلى أن “مجتمعنا القطري يزخر بالعديد من الوثائق المرتبطة بتاريخ الدولة، ولذلك، فإن وجود الدار يعد حفظاً لهذه المستندات وتلك الوثائق الموجودة في حوزة الأفراد”.
وقال: إن هناك تعاونًا قائما بالفعل في هذا الاتجاه مع الجميع، من أجل تزويد الدار بما في حوزة الأفراد من وثائق سواء في شكل إهداء أو إعارة. مشيداً بتعاون الأفراد في هذا السياق، وتقديم ما في حوزتهم من وثائق للدار، والتي هى في خدمة المجتمع، وأن مهمتها حفظ الوثائق والاعتناء بها، من خلال مجالات الصيانة المختلفة، ولذلك، فإنه إذا تطلب الأمر احتفاظ الأفراد بما لديهم من وثائق، فإنه يمكن للدار صيانتها إذا استدعت الحاجة ذلك، والاحتفاظ بنسخة منها، وإعادة أصولها إلى حائزيها، وذلك بهدف الحفاظ على تاريخ الدولة، والقيمة التي تحملها هذه الوثائق، وذلك كله بعد التأكد من صحتها، وتسجيها باسم صاحبها، وهو ما يعزز الثقة المتبادلة.
وفيما يتعلق باختصاصات وأقسام الدار والهدف الذي تعمل على تحقيقه. أكد د.أحمد البوعينين أن الاختصاص الأصيل للدار حفظ تاريخ دولة قطر، فضلاً عن اختصاصات أخرى، منها تمكين الباحثين من البحث العلمي، عبر ما تضمه الدار من وثائق، بجانب إتاحة مكتبتها للجميع، بجانب الورش الفنية، التي وجدت للمساعدة في حفظ الوثائق وترميمها.
أرشيف رقمي
وحول جهود الدار لإعداد أرشيف رقمي للحصول على الوثائق إلكترونياً. شدد د.أحمد البوعينين على أهمية توفير أرشيف رقمي يسهل الاطلاع على الوثائق التاريخية عبر المنصات الرقمية، بما يوسع نطاق انتشارها والوصول إليها. وقال: إن التحول الرقمي يعد أحد استراتيجيات الدار التي ستعمل عليها خلال الفترة القادمة، من خلال الموقع الالكتروني، الذي تعمل عليه الدار حالياً، ليشكل منصة رقيمة تمكن الباحثين في دول العالم من الإطلاع عليها.
ولفت الأمين العام للدار إلى التعاون مع مكتبة قطر الوطنية للاستفادة من تجربتها في عملية التحول الرقمي، في ظل التطور المتسارع بمجال التكنولوجيا، وذلك بتنظيم ورش خاصة بالدار، وإعداد كوادر وطنية مؤهلة لمواكبة الأرشيف الرقمي، وبالشكل الذي يمكن الدار من مشروعها الرقمي.
وعن بدء جدولة زيارات الجمهور للدار. أكد د.أحمد البوعينين، الأمين العام لدار الوثائق القطرية، أن الزيارات متاحة حالياً لمنتسبي الجهات الحكومية، طوال شهري فبراير ومارس، وذلك للدور المهم لهذه الجهات في تعاونها مع الدار. مشيراً إلى الإعلان خلال شهر مارس المقبل عن مواعيد زيارات الجمهور للدار خلال ساعات العمل، وذلك عبر المنصات الرقمية للدار، وتوضيح طريقة التسجيل، دون موافقات رسمية مسبقة، إذ إن الهدف تحفيز الجميع على التعرف على الوثائق وما تضمه من تاريخ عريق وإرث قطري أصيل.
وقال الأمين العام للدار إن هناك تعاوناً مع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي لتنظيم زيارات لاحقاً لطلاب المراحل الثانوية إلى الدار، في ظل الاقبال على مرحلة الابتعاث الحكومي، وما يتطلبه ذلك من أمور ينبغي التعرف عليها.
اختصاصات الدار
ومن جانبها، لفتت السيدة عائشة آل سعد إلى اختصاصات الدار في مجال تنظيم وجمع وحفظ الوثائق، وتصنيف سريتها، والإشراف عليها، وحمايتها من التلف، وهو ما يعكس اهتمام الدولة بالحفاظ على الرصيد الوثائقي الذي يمثل جزءاً عاماً من الذاكرة الوطنية، مع تحديد ضوابط وآليات الاطلاع عليها، علاوة على عمليات الصيانة المختلفة لها، بما يحفظ هذه الوثائق.
وعن مراحل تجميع الوثائق التاريخية في إطار علمي منظم. أكدت السيدة عائشة آل سعد أن الوثائق تمر بعدة مراحل أولها البحث عن الوثائق المتعلقة بتاريخ دولة قطر في الأرشيفات الدولية والمراكز العلمية، وتحديد أهميتها وأولوياتها، ووضع الخطط المناسبة لذلك، ثم التنسيق مع هذه الأرشيفات الإقليمية والدولية، وأنه تم البدء في هذا السياق من خلال زيارات للجمهورية التركية والمملكة المتحدة، والتعاون معهما في هذا المجال، لإتاحة الوثائق للباحثين لإثراء البحوث العلمية، وتعزيز مجال البحث الوثائقي في الدولة.
وحول التعاون مع الجهات الحكومية لتزويد الدار بالوثائق. قالت السيدة عائشة آل سعد، مساعد الأمين العام: إن هناك فريق عمل للتنسيق مع الجهات الحكومية في مجال الوثائق، وتم التواصل مع أكثر من 35 جهة كمرحلة أولى حتى الآن، ونستهدف الوصول إلى 80 جهة.
د. أحمد البوعينين لـ الشرق: مهمة الدار حفظ الوثائق ودعم الأبحاث
أكد د. أحمد البوعينين لـ الشرق أن معرض دار الوثائق القطرية يعد معرضاً تثقيفياً، تم تشكيله بطريقة مميزة، ويمكن لجميع جهات الدولة الاستفادة منه، كونه يبرز أهمية الوثائق والتعريف بها، وأخذ الزائرين في رحلة عبر الأرشيفات بدءاً من دول العالم وصولاً إلى دار الوثائق القطرية، والتي هى منوط بها كصرح عريق، وكجهة حكومية، حفظ الوثائق ودعم الأبحاث.
وأعلن أنه سيتم خلال الفترة المقبلة الإعلان عن موعد زيارات الجمهور للمعرض، وذلك عبر المنصات الرقمية للدار، وأن الجميع مرحب بهم لزيارته، خاصة وأن الدار ولدت لخدمة المجتمع وجميع الجهات والباحثين والأكاديميين.
عائشة آل سعد لـ الشرق: رفع الوعي بأهمية الوثائق
أكدت السيدة عائشة آل سعد لـ الشرق، أن أحد الاختصاصات الاستراتيجية للدار رفع الوعي لدى الجمهور، كونهم عنصراً أساسيًا ومهمًا في المجتمع. وقالت إن الوثائق تشكل جزءاً كبيراً من الذاكرة التاريخية لدولة قطر، ولذلك نستهدف رفع الوعي بأهمية هذه الوثائق، ومشاركة الأفراد والجهات الحكومية، من خلال التعاون والتكاتف المشترك مع الدار.
مساحة إعلانية