محليات
54
الدوحة – الشرق
عقدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ندوة بعنوان (بيئتنا في قطر إرث مستدام)، بالتعاون مع وزارة البيئة والتغير المناخي، في إطار الشراكة المجتمعية بين وزارات الدولة ومؤسساتها، لتعزيز الوعي بأهمية البيئة والمحافظة عليها، تحقيقاً لإستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، التي تهدف إلى التركيز على الهواء والماء النظيفين، وبجودة عالية للمواطنين والمقيمين، ومواصلة تحسين البيئة الطبيعية.
حضر الندوة كل من السيد خالد شاهين الغانم، الوكيل المساعد للشؤون الإسلامية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والسيد عبد الهادي ناصر المري، الوكيل المساعد لشؤون البيئة بوزارة البيئة والتغير المناخي، وعدد من مديري الإدارات والموظفين بالوزارتين.
وفي كلمة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، قدمها الدكتور محمد خليفة الكبيسي، رئيس قسم التدريب والتطوير الإداري بإدارة الموارد البشرية، أكد خلالها إيمان الوزارة بأهمية التعاون الوثيق مع مؤسسات الدولة ووزاراتها، لتحقيق أعلى درجات التكامل، قائلاً: “إن تنظيم هذه الندوة يهدف إلى تعزيز الحفاظ على بيئتنا القطرية، واعتبارها إرثاً مستداماً، ينعم به مجتمعنا القطري ومحيطه الإقليمي والدولي، ولكي يسهم الحفاظ على البيئة في تحقيق الرخاء والسلامة والازدهار للإنسان على أرض قطر خاصة، وسائر بقاع الأرض عامة”.
وأضاف: “إن وزارة الأوقاف لها العديد من الإسهامات في المحافظة على البيئة، منها: التأصيل الشرعي لقضايا البيئة، من خلال الدراسات الشرعية، والبحوث العلمية، والدروس والمحاضرات التربوية والدعوية، والمشاركة في الفعاليات والندوات الخاصة بالبيئة، ونشر الوعي الشرعي المستند إلى ثوابت ديننا الحنيف”.
من جانبه، قدم د. محمد سيف الكواري، الخبير والمستشار البيئي بوزارة البيئة والتغير المناخي، ورقة بحثية بعنوان: “الثقافة البيئية بُعد إستراتيجي لحماية وتعزيز البيئة في دولة قطر”، أوضح خلالها أن هناك ارتباطا وثيقا بين الإنسان والبيئة، مشيراً إلى أن علاقة الإنسان بالبيئة في المنظور الإسلامي محكومة بضابطين، هما التسخير لجميع العناصر البيئية لخدمة الإنسان لتساعده على النهوض برسالته، والاعتدال وهو شرط في استثمار موارد البيئة ومنافعها.
وحثّ د. الكواري على نشر الثقافة البيئية من خلال التعليم، وذلك بإضافة مواد دراسية إلى النظام التعليمي للأطفال منذ الصغر، بحيث تتناول هذه المواد كيفية المحافظة على البيئة، بالإضافة إلى أهمية نشر التوعية والتثقيف بالحفاظ على البيئة لدى الأفراد والمجتمع والمؤسسات العامة والخاصة والمجتمع المدني.
وفي ورقة بحثية علمية بعنوان “حماية البيئة من التلوث”، قدمها الدكتور متعب الكبيسي، الخبير والمستشار البيئي بقطاع البيئة بوزارة البيئة والتغير المناخي، تناول خلالها الحديث عن عدد من المحاور البحثية الهامة، اشتملت على التعريف بالبيئة، التنمية المستدامة، دور الإدارات المختلفة في المحافظة على البيئة.
كما قدم د. عبد الله التميمي، الخبير البيئي في إدارة التنمية الخضراء والاستدامة البيئية بوزارة البيئة والتغير المناخي، ورقة بحثية حول الاستدامة البيئية في قطر، أكد خلالها الجهود الكبيرة التي تبذلها دولة قطر في هذا الصدد، مشيراً إلى أن الدولة تستثمر بشكل متزايد في الطاقة المتجددة، مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، بالإضافة إلى التزام قطر بحماية البيئة البحرية في الخليج العربي؛ والبيئة البرية كذلك، حيث توجد الكثير من المحميات الطبيعية في قطر لحماية الحياة البرية.
واختتم محاور الجلسة، فضيلة الشيخ الدكتور أحمد عبد القادر الفرجابي، الداعية والخبير الشرعي بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والذي تحدث حول جهود الوزارة في خدمة البيئة وحمايتها، مؤكداً أن الأمن البيئي في الإسلام واجب ديني وضرورة حياتية، قائلاً: “إن الشريعة الإسلامية هي دعوة للإيجابية ومليئة بالمسائل الخادمة للبيئة، فإماطة الأذى صدقة، ودعت الشريعة إلى الزرع والغرس، فما من مسلم يزرع زرعاً أو يغرس غرساً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة، كما نهى الإسلام عن الإسراف والتبذير؛ وذلك مما يحقق الاستدامة ويحفظ الموارد”.
مساحة إعلانية