ثقافة وفنون
0
بحضور د. غانم العلي ووسط أجواء تراثية
طه عبدالرحمن
شهدت وزارة الثقافة أمس المؤتمر العلمي الدولي “مخدوم قلي فراقي.. منبع الحكمة”، والذي أقامته سفارة تركمانستان لدى الدولة، بحضور سعادة الدكتور غانم بن مبارك العلي المعاضيد، الوكيل المساعد للشؤون الثقافية بوزارة الثقافة، وسعادة السيد آتاقيلدي شاه مورادوف، وزير الثقافة في تركمانستان، وسعادة السيد ماراد سيد ماميدوف، سفير تركمانستان لدى الدولة.
واستهل المؤتمر سعادة الدكتور غانم بن مبارك العلي المعاضيد، بكلمة ترحيبية بالحضور. مؤكداً عمق العلاقات الثقافية بين البلدين.
ومن جانبه، وجه سعادة وزير الثقافة في تركمانستان الشكر إلى وزارة الثقافة على رعايتها للمؤتمر. منوهًا بمسيرة الشاعر “مخدوم قلي” وجهوده في نشر الحكمة في داخل تركمانستان وخارجها، ما جعله شاعراً ومفكراً وفيلسوفاً عالمياً.
ولفت إلى أن “مخدوم قلي” تجاوزت قيمته العالم الشعري، وكذلك الحدود القومية لتثري القيم الثقافية للأدب العالمي، ما جعله “أيقونة” لعقل البشري، كما تحول تراثه الأدبي إلى كنز معرفي، يؤدي دوره تجاه الشعب التركماني.
وعرج سعادة الوزير على إبداع الشاعر “مخدوم قلي” وتأثيره على التراث الثقافي العالمي، ما جعله شاعراً مشهوراً في مختلف أصقاع الأرض، لافتاً إلى أن هذا المؤتمر يستهدف دراسة التراث الأدبي لشعوب الشرق وكذلك أدبها ولغاتها.
ومن جانبه، وصف سعادة سفير تركمانستان لدى الدولة، الشاعر “مخدوم قلي” بأنه من أبرز الشعراء الكلاسيكيين لدى الشعب التركماني، وأنه لم يكن شاعراً وفقط، ولكنه اشتهر بالحكمة لما يملكه من علوم دينية ودنيوية، وأنه عاش في القرن الثامن عشر، وله منزلة ومكانة كبيرة في تاريخ الشعب التركماني، لما خلفه من حياة اجتماعية وسياسية وأدبية وثقافية خالدة.
وأكد أن تراث “مخدوم قلي” الشعري والفلسفي والأدبي أصبح بمثابة ألحان الحب السامي تجاه الخالق القدير، والوطن، والإنسان، والطبيعة، والحياة، لتجد مكانته الخالدة في أعماق وقلوب الشعب. واصفاً إياه بأنه شاعر قومي للشعب التركماني، وأنه نظر إلى البشرية كلها وشعبه بالحب والعطف. مؤكداً أن ما أخرج الشاعر من دائرة الشعراء القوميين ليصبح شاعراً عالمياً هو حبه السامي تجاه وطنه وشعبه وأفكاره المناضلة المرتبطة بمصير الشعب. وقال: إن أعظم خدمة وتضحية قدمها “مخدوم قلي” لشعبه هي نضاله من أجل الاتحاد وكفاحه للقضاء على الفرقة، وأثبتت الحياة حقيقة أفكاره النيرة”.
وبدوره، قال الشاعر شبيب بن عرار النعيمي، مدير مركز قطر للشعر “ديوان العرب” أن مشاركة المركز في هذه الفعالية تأتي للتأكيد على رؤية الوزارة في الانفتاح والتعرف على الثقافات الأخرى، وكذلك وفق المقاييس الإيجابية الشرعية والإنسانية والثقافية بما يخدم المجتمع، ويعزز ثقافته، ويحقق في الوقت نفسه مفهوم التعايش والتبادل الثقافي.
وقال: إننا في المنطقة العربية نعتبر الشعر “ديوان العرب”، ونعتبر القصيدة كنز اللغة وروح المعنى وصوت الضمير. مشيراً إلى جهود المركز في دعم الشعراء وإثراء التجربة الشعرية، انعكاساً للحراك الفاعل للشعر والشعراء، سعياً لتأسيس نهضة علمية ثقافية عربية آسيوية عالمية.
ووصف الشاعر “مخدوم قلي” بأنه يمثل علامة فارقة في الأدب التركماني، “كما نعتبره في أبحاثنا الأدبية وجهاً يشبه وجه المتنبي من حيث المكانة التاريخية في الثقافة العربية، وتقاطعهما معاً في المفردات والمضامين الشعرية، لما يحمله من وجهة نظر فلسفية نحو الحياة.
قصائد وتراث
وتخلل المؤتمر، إلقاء بعض القصائد الشعرية نقلاً عن الأديب والمفكر الراحل “مخدوم قلي”، مصحوبة بأداء موسيقي من التراث التركماني، بالإضافة إلى عرض فيلم وثائقي عن أعماله ودواوينه المترجمة إلى لغات مختلفة.
كما تضمن المؤتمر ركناً تراثياً، ضم أزياء تراثية من تركمانستان، بالإضافة إلى مخطوطات وكتب ودواوين مختلفة تعكس التراث التركماني.
مساحة إعلانية