في أمسية سينمائية رائقة، دشنت قناة الجزيرة الوثائقية مساء الأربعاء الماضي العرض الأول للفيلم الوثائقي “ثالث الرحابنة” وذلك بقاعة سينما نوفو اللؤلؤة، بحضور كوكبة من القيادات والإعلاميين بشبكة الجزيرة الإعلامية، والفيلم من إخراج فيروز سرحال.
وأوضح السيد أحمد محفوظ مدير قناة الجزيرة الوثائقية، أن الفيلم ينضوي ضمن رؤية القناة التي تتمحور في جزء منها على توثيق حياة رموز الثقافة العربية ممن ينبغي تأريخ سيرتهم للأجيال القادمة، مضيفا: دأبت قناة الجزيرة الوثائقية منذ انطلاقتها على الاحتفاء برموز الفن والثقافة في العالم العربي، ولو عدنا عبر التاريخ إلى رؤية القناة سنجد أنها تحتفي برموز الثقافة العربية بشكل عام وإعادة الاعتبار لمثل هؤلاء النجوم ووضع سيرتهم أمام الأجيال القادمة التي قد لا تعرف هؤلاء الأشخاص الذين أثروا في ثقافة أجيال ومن بين هؤلاء الأخوة الرحباني وسيد درويش ومحمد عبدالوهاب وغيرها. مؤكدا أن دور الجزيرة الوثائقية توثيق حياة هؤلاء الرموز وإعادة تقديمها للمشاهد العربي.
من جانبه قال جمال دلالي مدير إدارة الإنتاج بقناة الجزيرة الوثائقية، إن إلياس الرحباني شخصية فنية مميزة، مشيرا إلى أن الجزيرة الوثائقية حققت السبق في إنتاج فيلم وثائقي عن الموسيقار الراحل إلياس الرحباني. وتابع: هذا الفيلم مميز من حيث كونه يسلط الضوء على جزء من إرث الرحابنة وهو ليس بالأمر الهين. ثانيا أهمية الموسيقار إلياس الرحباني باعتباره ثالث الرحابنة وأتحدث عن الأهمية الموسيقية والفنية وأيضا في علاقته بفيروز. ولفت إلى أن عرض فيلم «ثالث الرحابنة» محاولة للتعريف بهذه الشخصية وتنشيط الحركة الثقافية، وإضافة إنتاج فني للمكتبة الوثائقية. وأكد أن الفيلم سيعرض قريبا على شاشة الجزيرة الوثائقية وهو جزء من العروض التي تقوم بها القناة، كاشفا عن برمجة عرض سينمائي أول لفيلم «كذب أبيض» المرشح للأوسكار.
أما مخرجة فيلم «ثالث الرحابنة» فيروز سرحال فقد عبرت عن سعادتها بعرض الفيلم في الدوحة مشيرة في حوار بثته الجزيرة الوثائقية إلى أن العرض السينمائي القادم سيكون في بيروت في شهر نوفمبر القادم ضمن مهرجان بيروت العالمي للأفلام الفنّية. وأضافت: عندما فقدنا إلياس الرحباني انتبهنا إلى ما فقدنا، لأن إلياس كان حولنا وكان يرافقنا موسيقيا، لذلك عندما قررنا أن نقدم منتجا عن حياة إلياس الرحباني انبتهنا إلى أننا نقدم منتجا لحياتنا.
جدير بالذكر أن الفيلم يسلط الضوء على المسيرة الكاملة للموسيقار الراحل إلياس الرحباني، ويتناول أبرز المحطات في حياته الشخصية والفنية التي لحن خلالها أكثر من 6000 أغنية ومعزوفة. ويفرد الفيلم مساحة لما يميز الرحباني الصغير عن أخويه، ويتحدث عن تعاونه مع السيدة فيروز، وأهمية الفن الذي قدمه في مسيرة امتدت لأكثر من نصف قرن، من خلال شهادات لموسيقيين ونقاد وفنانين. ويعرض الفيلم مشاركة عدد من الشخصيات التي واكبت المسيرة الفنية والشخصية لإلياس الرحباني، وأبرزهم ابنه غسان الرحباني الذي يحكي في الفيلم عن مسار أبيه، وأبرز محطات علاقتهما معا. ويتضمن العمل، مقابلات وشهادات حية مع شخصيات فنية واجتماعية وثقافية، تعاونت مع إلياس الرحباني أو عرفته عن قرب.