ثقافة وفنون
52
❖ هاجر بوغانمي
علمت «الشرق» أن قناة الجزيرة الوثائقية بصدد التحضير لإطلاق مبادرة جديدة ومميزة بداية من شهر فبراير المقبل وتستمر على مدار عام كامل وذلك في إطار الاستراتيجية التي انتهجتها للاحتفاء بجمهورها الممتد من المحيط الى الخليج. وقال السيد عادل عبد الرحمن مدير إدارة التخطيط والبرمجة بقناة الجزيرة الوثائقية في تصريحات خاصة لـ «الشرق»: نعمل كفريق إدارة التخطيط والبرمجة على وضع اللمسات الأخيرة لهذه المبادرة الهامة التي نحتفي فيها بجمهورنا في الوطن العربي من خلال منظومة أفلام من إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية أو أفلام شاركت في إنتاجها.
تنطلق المبادرة في فبراير المقبل وتستمر على مدى العام الحالي، حيث سيتم عرض باقة من الأفلام في الأسبوع الأخير من كل شهر وعلى مدى أيام الأسبوع من الأحد الى الخميس في تمام العاشرة مساء سيتم الاحتفاء بشخصيات لها أثر في بلدانها، تحت عنوان «وجوه من بلدي». وفي إطار سعيها لتقديم كافة أشكال الدعم للقضية الفلسطينية، سواء من خلال المُبادرات أو من خلال الإنتاجات السينمائية اختارت الجزيرة الوثائقية أن تسلط الضوء على شخصيات فلسطينية لها حضورها في وجدان الانسان الفلسطيني والعربي، ومن بين الأفلام التي سيتم عرضها خلال شهر فبراير فيلم «بصمات فدوى طوقان»، وضمن سلسلة أصوات من السماء تحتفي القناة بسيرة الشيخ محمد رشاد الشريف، ومعلم القرآن الشيخ عزالدين قسام.
وأشار الى أن المبادرة تتضمن جزءا آخر بعنوان «يوم في» وذلك في الجمعة الأخير من كل شهر، حيث سيتم الاحتفاء بثقافة البلد الذي تنتمي إليه الشخصيات المحتفى بها، وكذلك عاداتها وتقاليدها وتراثها وإنجازاتها وحكاياتها.. وأكد أن «يوم في» عبارة عن يوم مفتوح ينطلق من الساعة 9:00 مساء ويستمر الى وقت متأخر من الليل.
من جانب آخر كشف عادل عبدالرحمن أن إدارة التخطيط والبرمجة تعمل على التجهيزات الأخيرة لكل ما يتعلق بشكل الشاشة البصري الخاص ببرمجة شهر رمضان المبارك، لافتا الى أن الجزيرة الوثائقية ستفاجىء الجمهور العربي بباقة من الأفلام الجديدة والمميزة خلال الشهر الفضيل، وقال إن طبيعة البرمجة تتغير في رمضان حيث تبدأ من الخامسة مساء الى غاية الحادية عشرة ليلا، ومن ثم إعادة للأفلام.
في سياق آخر، كشف عادل عبدالرحمن عن خطة قادمة لعقد شراكات مع عدد من الجهات والمؤسسات في الدولة، وذلك بعد نجاح تجربة العروض المفتوحة بالتعاون مع شاطىء الخليج الغربي (WBB)، الى جانب العروض السينمائية في كل من متحف الفن الإسلامي ومكتبة قطر الوطنية ومطافىء.. مقر الفنانين. وأضاف: تحرص قناة الجزيرة الوثائقية ضمن استراتيجيتها على التوجه الى الجمهور المحلي سواء من خلال العروض الأولى لأفلام مميزة حققت إنجازات ونجاحات في مهرجانات دولية، أم كذلك من خلال العروض المفتوحة وهي شكل آخر من أشكال الفرجة المؤثرة خاصة عندما تتناول الأفلام قضايا ومواضيع تلامس الجمهور القطري من مواطنين ومقيمين. وقال: على إثر النجاح الذي حققته سلسلة عروض «قصة فلسطين» التي قدمتها الجزيرة الوثائقية خلال شهري نوفمبر وديسمبر الماضيين، لاقت العروض المفتوحة في شاطىء الخليج الغربي نجاحا جماهيريا لافتا، حيث تفاعل الجمهور العربي والأجنبي المهتم بفهم الجوانب الإنسانية للقضية الفلسطينية مع فيلم “قفزة أخرى” الذي يتناول قصة جهاد وعبد الله، وهما شابان فلسطينيان أسسا فريق غزة باركور. لا يزال جهاد اليوم يعيش في غزة، مما يبقي على الفريق متحدا ويساهم في تسليم الراية لجيل جديد، أما عبد الله فقد رحل من غزة، ويعيش في منزل مهجور بضواحي فلورنسا الإيطالية، محاولا تحقيق حلم طال تأجيله. لكن شعور الخجل من نفسه لتركه الفريق لا يغادره. وربما لن ينسى جهاد ذلك له أيضا.
كما تم عرض فيلم «كرة عائلية» وهو فيلم وثائقي ساهمت الجزيرة الوثائقية في إنتاجه ويتناول قصة عائلة فلسطينية تسكن في قرية وادي النيص دفعها عشق الساحرة المستديرة إلى إنشاء فريق رياضي لكرة القدم أعضاؤه من أفراد عائلة واحدة، وتستعد الوثائقية لعرض باقة من الأفلام المميزة في الفترة القادمة بالتعاون مع شاطىء الخليج الغربي. وأشار عادل عبدالرحمن الى أن الأفلام التي عرضت تسلط الضوء على ما يحدث في غزة، وتعزز التفاعل مع تلك الأحداث، مؤكدا أن تقديم عروض مجانية للمجتمع القطري يندرج ضمن المسؤولية المجتمعية التي بدأتها الجزيرة الوثائقية منذ سنوات، وفي العام الماضي توجت بعروض أفلام بالتعاون مع شركاء من بينهم مكتبة قطر ومتحف الاسلامي وشاطىء الخليج الغربي ومطافىء مقر الفنانين وهي أفضل إنتاجاتنا عن فلسطين.
وأوضح أن التعاون مع شاطىء الخليج جاء من منطلق أن الشاطىء يوفر عروضا سينمائية، حيث سبق أن تعاون مع مؤسسة الدوحة للأفلام، مؤكدا أن الفضاء مناسب لعرض الأفلام، خصوصا وأن الهدف من المبادرة تقديم جرعة من الأفلام الوثائقية التي تهم الناس. وتابع: كانت البداية بقصة فلسطين، ونطمح في المستقبل لعرض أفلام في مجال الثقافة والرياضة والمغامر وتتتماشى بالضرورة مع طبيعة الجمهور الذي يرتاد شاطىء الخليج الغربي، وبناء على اتفاقية الشراكة سيتم اختيار الأفلام التي حققت إنجازات عالمية ومحلية وذات طابع دولي. هذه الأفلام ذات طابع سينمائي وتعرض ضمن فئة العدسة الحرة وهي أفلام المخرج أو أفلام المهرجانات، وستكون لنا شراكات مع جهات ومؤسسات أخرى. إضافة الى ذلك نحرص في الجزيرة الوثائقية على تقديم العرض الأول لأفلام مميزة قبل عرضها على شاشة الجزيرة الوثائقية، وستكون البداية مع فيلم «كذب أبيض» الحائز على عدة جوائز عالمية مرموقة، وهذه النوعية من الأفلام ذات جودة عالية وقيمة إنتاجية كبيرة.
جدير بالذكر أن قناة الجزيرة الوثائقية دعت الطلبة وهواة صناعة الفيلم الوثائقي من جميع أنحاء العالم للمشاركة في النسخة الخامسة من مسابقتها للفيلم القصير لعام 2024، والتي تقام في الفترة من 1 يناير الى 31 مارس المقبل، وتُدار عن طريق إدارة موقع الجزيرة الوثائقية، حيث تُعتبر المسابقة فرصة لاكتشاف واحتضان أصحاب المواهب باعتبارهم اللبنة الأساسية لمستقبل الفيلم الوثائقي في العالم العربي.
مساحة إعلانية