محليات
398
“الشرق” استطلعت رأي مختصين وأولياء أمور للإجابة عن السؤال..
❖ محسن اليزيدي
أكد عدد من المختصين وأولياء الأمور، ان ظاهرة الدروس الخصوصية تفشت خلال السنوات الأخيرة واصبح الطلب عليها متزايدا. وخلال حديثهم لـ «الشرق» تباينت الاراء حول الظاهرة حيث يرى بعضهم انهم ترف اجتماعي بسبب اهمال وتقاعس الاسرة واولياء الامور عن القيام بواجباتهم تجاه أبنائهم من الطلبة والطالبات، بينما يرى البعض الآخر ، ان الدروس الخصوصية ضرورة تعليمية بسبب عملية التطوير العملية والتقنية التي طالت المناهج الدراسية خلال السنوات الأخيرة، الأمر الذي صعب على أولياء الأمور القيام بمراجعة واستذكار الدروس لأبنائهم. لافتين إلى ان الظاهرة أصبحت ضرورة في ظل تطور المناهج التعليمية وانشغال الوالدين في الدوام لساعات طويلة، إضافة الى أن قدرة استيعاب الطلاب في الفصل تختلف من طالب لاخر، وقد لا يتسع الوقت المحدد في الحصة الدراسية للمعلم في المدرسة ان يعطي كل طالب حقة بالكامل. وأشار البعض إلى ان المعلمين بالمدارس قد تم اختيارهم وفقا لكفاءتهم العالية وقدراتهم العلمية والأكاديمية والشخصية التي تساهم في تبسيط الدروس للطلاب والطالبات وتقوية تحصيلهم الأكاديمي، هذا بالاضافة إلى الوسائل التعليمية المتوفرة في المدارس والتي لا يمكن ان يوفرها المدرس الخصوصي.
د. محمد العنزي: التركيز على التحصيل المدرسي أنفع
أكد الدكتور محمد العنزي الاستاذ الجامعي في علم النفس ان عندما نريد ان نرفع من مستوى التحصيل الدراسي للطالب يجب ان نبحث عن الطريقة المثلى لذلك فبعض الابناء لا يحتاجون الى الدروس الخصوصية ويكتفون بالدراسة في المدرسة ولكن للاسف بعض الاباء والامهات يجهلون ذلك ويتجهون للبحث عن طرق اخرى لتطوير مهارات ابنائهم وهم في الاساس لا يحتاجون لها وربما يتجهون الى اتباع أساليب تأتي بنتائج عكسية وتؤثر سلبا على تحصيل ابنائهم وتراجع مستواهم التعليمي فيتجهون الى الدروس الخصوصية والتي يعتبرونها العصا السحرية التي سوف تجعل ابناءهم متفوقين، بينما ارى أنه من واجب اولياء الامور التركيز على التحصيل في الدارسة فهو أجدى وأنفع وذلك عن طريق متابعتهم في المدرسة لأن المعلمين في المدارس يتمتعون بكفاءة عالية وتم اختيارهم وفق أسس علمية وكفاءات اضافة الى أن الوسائل التعليمية المتوفرة في المدارس للطلبة والطالبات لا يمكن ان تجدها لدى المدرس الخصوصي، لذا انا ادعو اولياء أمور الطلبة ان يبذلوا جهودهم في تهيئة ابنائهم للاستفادة من المعلم الصباحي في المدرسة وبالتعاون مع ادارة المدرسة في تحسين جودة التحصيل العلمي للطلبة والطالبات هو افضل بكثير من الاستعانة بالمدرس الخصوصي ويجب ان تختصر المناهج العلمية الصعبة التي تحتاج الى جهد أكثر.
د. عبدالمحسن اليافعي: اختلاف قدرات الطلاب الاستيعابية
قال الدكتور عبدالمحسن اليافعي ان الدروس الخصوصية اصبحت ضرورة تعليمية في وقتنا الحاضر ومن الصعب الاستغناء عنها لان المناهج الدراسية العلمية تحتاج الى مختصين يقومون بعملية المراجعة اليومية المنتظمة للطلبة والطالبات وهي أمور لايمكن لولي الأمر ان يقوم بها ولايمكن ان يكون الاب او تكون الأم بديلا عن المعلم المختص في المادة، وانه من الظلم والاجحاف ان نقول ان الدروس الخصوصية هي من قبيل الترف واللامبالاة والكسل، لان القدرات الذهنية والاستيعابية تختلف من طالب واخر فبعض الطلبة يحتاجون الى وقت للفهم والتحصيل بينما في الفصل الدراسي قد لا يمكنه من ذلك وربما بعض المعلمين لا يسعفهم الوقت للقيام بشرح مفصل لكل طالب على حدة بسبب قصر الحصة الدراسية وكثرة اعداد الطلاب في الفصل الدراسي ومن هنا تأتي أهمية الحاجة الى المدرس الخصوصي في المنزل حيث يمكن للطالب ان يتحصل على ما فاته ويفهم ويركز اكثر، واشار الدكتور اليافعي الى انه وللحد من ظاهرة تفشي الدروس الخصوصية يجب ان توضع خطة ممنهجة متكاملة ما بين الوزارة والمدرسة وأولياء الأمور فنحن بحاجة أكثر الى المعلم المحترف الذي يستطيع ايصال المعلومة للطلبة بافضل الطرق والاساليب العلمية الحديثة كما ان توعية اولياء الامور من الامور الهامة التي يجب التركيز عليها وذلك عن طريق معرفة جوانب النقص لدى الطالب والبحث عن اساليب سد هذه الفجوة والعمل على تطوير مهارات التحصيل العلمي لدى الطلبة.
ابتسام الغفاري: تطور المناهج يتطلب مدرسا خصوصيا
اشارت الاستاذة ابتسام الغفاري الى أهمية الاستعانة بالمدرس الخصوصي في المنزل في هذه الاوقات لأنه شر لابد منه كما تقول، لان المناهج الدراسية تغيرت وتطورت اساليبها من الناحية العلمية والتقنية وأصبح من الصعب على كثير من أولياء الامور القيام بعملية المراجعة واستذكار الدروس لابنائهم، اضافة الى ان بعض اولياء الأمور ليست لديهم دراية في المناهج العلمية مثل الكيمياء والفيزياء وغيرها من المناهج التي تحتاج الى مدرس مختص يشرح للطلاب ما عجزوا عن فهمه او ما فاتهم في الفصل الدراسي، وأضافت ابتسام ان الوقت يمر سريعا واليوم قصير والاسرة التي لديها اكثر من ثلاثة او اربعة ابناء في المدارس لا يسمح لهم الوقت بتدريسهم جميعا لذلك اصبح الاستعانة بالمدرس الخصوصي من الضروريات في هذا الوقت، وان كانت هناك بعض السلبيات التي يجب ان تتلاشي ومن اهمها وجود دخلاء على مهنة التدريس أو المعلم الغير مختص حيث تجد ان بعض المعلمين يقوم باعطاء دروس خصوصية في جميع المواد العلمية والأدبية وفي غير مجال تخصصهم مما يؤدي الى نتائج كارثية تؤثر سلبا على التحصيل العلمي للطلبة والطالبات وعن الحلول المقترحة لهذه الظاهرة للحد من هذه الظاهرة هناك الكثير من البدائل التي يجب ان تنطلق من المدرسة وتكون تحت مظلة رسمية وبأيدٍ أمينة، من دروس التقوية التي تقوم بها بعض المدارس برعاية الإدارة من قبل نخبة من المعلمين ذوي الكفاءة.
عبدالله صالح: الحصص الاثرائية لا تغني عن الدروس الخصوصية
أكد المواطن عبدالله صالح ان الدروس الخصوصية في وقتنا اصبحت شرا لابد منه لان المناهج التعليمية حاليا اصبحت أكثر تطورا وتعقيدا واصبح من الصعب على الاباء والأمهات استذكار او مراجعة الدروس العلمية لابنائهم وبناتهم الطلبة والطالبات ففي السابق كانت المناهج أسهل وكان اولياء الامور يقومون بتدريس ابنائهم باستثناء بعض المواد العلمية التي يستعينون فيها بالمدرسين الخصوصيين أما في وقتنا الحالي اصبحت معظم الدروس والمناهج صعبة ولايمكن لاولياء الامور ان يشرحوا المواد لابنائهم لذلك نجد الغالبية اليوم تستعين بالمدرس الخصوصي وهذا لايعني ان هناك طلابا أذكياء نشطين لايحتاجون الى الدروس الخصوصية ويكتفون بما يقدمه المعلم في الفصل، ولكن يجب ان نعلم ان القدرات الاستيعابية تختلف من شخص لاخر وهناك طالب يفهم من اول مرة واخر يحتاج الى التكرار والوقت الضيق في الحصة الدراسية قد لا يسعف كثيرا من المعلمين في اعطاء كل طالب حقه في الفهم والتحصيل، ورغم ان وزارة التربية والتعليم وبالتعاون مع ادارات المدارس تقوم باعطاء دروس تقوية وحصص اثرائية للطلبة والطالبات ولكن تبقى هذه الحصص جماعية مثلها مثل الفصل الدراسي الصباحي لذلك بعض الطلبة يحتاج الى خصوصية والى تركيز أكثر فيستعين بالمدرس الخصوصي في المنزل، وأضاف عبدالله ادعو وزارة التربية والتعليم ان لا تمنع اعطاء الدروس بقدر ما نريد منها ان تحدد اجر المدرس الخصوصي حيث انه للاسف الاسعار اصبحت متفاوتة وبعض المعلمين يطلبون مبالغ كبيرة وهو يسبب استنزافا لميزانية الأسرة.
مساحة إعلانية