ثقافة وفنون
30
وزارة الثقافة
الدوحة – قنا
بدأت اليوم بالدوحة أعمال الاجتماع العربي التنسيقي الأول لملف “البشت.. العباءة الرجالية”، الذي تستضيفه وزارة الثقافة بمشاركة ممثلين وخبراء من 12 دولة عربية.
ويعقد الاجتماع الذي يستمر ثلاثة أيام، بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” واللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، وذلك بهدف بحث إجراءات إدراج “البشت” ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ” اليونسكو”، كما يهدف إلى البدء في الإعداد والتحضير لكيفية جمع المعلومات والبيانات حسب استمارة التسجيل، ليكون أحد العناصر العربية المسجلة على قائمة التراث العالمي لينضم إلى العناصر العربية السابقة (النخلة، والخط العربي وغيرهما).
وقالت الشيخة نجلاء بنت فيصل آل ثاني مدير إدارة التراث والهوية بوزارة الثقافة:” إن الاجتماع يؤكد أهمية العمل العربي المشترك في النهوض بالتراث الثقافي غير المادي للدول العربية وتدعيم مؤسساتنا والارتقاء بأدائها بما يتناسب مع ما يفرضه الواقع من تحديات للحفاظ على تراثنا العربي المشترك، ومن هنا تأتي أهمية تعزيز الدور العربي في تسجيل ملف البشت أو العباءة أو المشلح”، مؤكدة أنه مهما تعددت الأسماء فإنها ترمز لهذا الرداء الذي يمثل هوية الإنسان العربي.
وأضافت أن أهمية هذا الملتقى تكمن في استعراض كل ما له علاقة بالبشت حتى يتيح هذا الفرصة لتعبئة الاستمارة بالصورة التي تبرز الملف العربي المشترك، معبرة عن شكرها للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” وجهودها في تسجيل عناصر التراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو.من جهته أوضح علي عبدالرزاق معرفي الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، في كلمته خلال الاجتماع، أن البشت وإن اختلفت مسمياته من منطقة لأخرى، أو دولة إلى أخرى، له العديد من الدلالات الثقافية والاجتماعية بمجتمعاتنا، وهو يعد رمزا للهوية العربية، ويعكس التماسك المجتمعي، والتمسك بالعادات والتقاليد، كما أن له القدرة على مواكبة التغييرات الطارئة بالمجتمعات وظروفها التاريخية، محافظا على أصالته كإرث ثقافي تتوارثه الأجيال.
وأوضح أن ملف البشت سيشمل جميع الممارسات والمهارات والمعارف المرتبطة كتاريخه، وأنواع الخامات، والخيوط، والألوان المستخدمة، وحرفة الحياكة والتطريز، وعادات ارتدائه، وأنواعه ومسمياته المختلفة، ومدى ارتباطه مع متطلبات التنمية المستدامة، والإجراءات المتخذة لضمان الحفاظ عليه، وجميع الممارسات والمدلولات الاجتماعية والثقافية المرتبطة به.
ونوه معرفي باهتمام دولة قطر بالتراث الثقافي منذ صادقت على اتفاقية اليونسكو 2003 لصون التراث الثقافي غير المادي عام 2008، والتي تعد مرجعا رئيسيا للدول الأطراف في وضع السياسات العامة وسن التشريعات والقوانين لاتخاذ التدابير اللازمة لذلك، حيث أطلقت العديد من المبادرات للتعاون بين جهات الدولة في الحفاظ على التراث الثقافي غير المادي، كما قامت الدولة بإدراج عدد من العناصر الثقافية المشتركة ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية لدى منظمة “اليونسكو” ومن أهمها ملفات: الصقارة / القهوة العربية / المجلس / النخلة/ ، وغيرها ، كما تسعى قطر إلى إدراج عدد من العناصر الثقافية الأخرى ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو على الصعيدين الوطني والمشترك التزاما من الدولة بالحفاظ على موروثها الثقافي وتوثيقه، والتوعية به ومشاركته.
وتناول بدوره السيد رامي إسكندر مدير إدارة التربية وقائم بأعمال مدير إدارة الثقافة في المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ” ألكسو” اهتمام المنظمة بتسجيل التراث الثقافي العربي على قائمة التراث العالمي، وان المنظمة تتخذ الإجراءات الفنية اللازمة لمساعدة الدول الأعضاء في تسجيل عناصر التراث الثقافي غير المادي ، مشيرا إلى نجاح ” ألكسو” بالتعاون مع الدول العربية في تسجيل العديد من الملفات، كما تعمل حاليا على تسجيل ملفات أخرى ، من أبرزها البشت العربي والعود والسعيفيات، والعمارة الطينية وغيرها.
وشارك في الاجتماع عدد ممن يمارسون حرفة حياكة البشوت في قطر، حيث تحدث سامي الحواج عن البشت ودلالاته الثقافية والاجتماعية ، وطريقة حياكته والأدوات المستخدمة فيه، مؤكدا أنه ليس مجرد قطعة من القماش أبدعتها الأنامل بل هو صديق لصيق ووعاء احتوى الإنسان العربي، لافتا إلى اهتمام دولة قطر بصناعة البشوت والعمل على دعمها ما ساهم في استمرار الحرفة حتى اليوم.
وقال إن ممارسة حرفة صناعة البشوت تساهم في التنمية المستدامة لأصحاب الحرفة ولمهن أخرى ارتبطت بشكل مباشر أو غير مباشر بهذه الحرفة.
وأعلن الحواج دعم أصحاب حرفة حياكة البشوت لتسجيل الملف على قائمة التراث الثقافي غير المادي عالميا .
وتحدث خلال الاجتماع ممثلون عن قطر وعدد من الدول العربية تشمل السعودية، الكويت، الإمارات، سلطنة عمان، البحرين، الأردن، العراق، تونس ، مصر، ليبيا .. مؤكدين تضافر الجهود العربية للعمل على تسجيل ملف البشت على قائمة التراث العالمي، ومثمنين جهود دولة قطر في الحفاظ على الموروث الوطني والعربي.
جدير بالذكر أن الاجتماع سبقه يوم أمس /الأحد/ ورشة تدريبية للتعريف باتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي 2003، وقوائم الترشيح للإدراج على قوائم الاتفاقية، ومجالات التراث الثقافي غير المادي كما تحددها الاتفاقية وقوائم حصر التراث الثقافي غير المادي، وكذلك التعريف باستمارة الترشح الخاصة بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي، وربط عناصر التراث الثقافي غير المادي بالتنمية المستدامة.
مساحة إعلانية