عربي ودولي
84
بمناسبة مرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية..
أجرى الحوار في بيرن: إيهاب إسماعيل
تحتفل قطر هذا العام بمرور 50 عاماً على العلاقات الدبلوماسية المشتركة بين قطر وسويسرا التي بدأت منذ عام 1973، تطورت على عدة مراحل الى أن اكتملت بالتمثيل الدبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء منذ عدة سنوات وأصبحت العلاقة على مر السنين في تطور وازدهار ملحوظ في شتى المجالات.
(الشرق) التقت سعادة السفير محمد جهام الكواري سفير الدولة لدى الاتحاد السويسري في مكتبه بالعاصمة السويسرية بيرن في حوار استثنائي أجاب فيه عن أسئلتنا باستفاضة وخبرة دبلوماسية كبيرة، ويعتبر الرجل من قدامى الدبلوماسيين الذين تقلدوا العديد من الملفات الهامة عبر مسيرته المهنية الطويلة ومثل الدولة في العديد من المحطات الدبلوماسية الهامة آخرها حيث يعمل الآن سفيراً للدولة لدى الاتحاد السويسري فإلى الحوار:-
في البدء حدثنا عن العلاقات القطرية – السويسرية؟
العلاقات بين البلدين تتسم بالتقدم الكبير والحوار المستمر في العديد من المجالات منذ أن بدأت بالعلاقات التقليدية الاقتصادية والتنسيق السياسي المشترك في عام 1973م وبنيت عليها العلاقات المشتركة بين البلدين ومن ثم تطورت بوجود آليات عمل تدعم هذين المجالين وبفضل وجود اللجنة الاقتصادية المشتركة بين قطر وسويسرا استطاعت أن تقوم هذه اللجنة بعقد لقاءات دورية سنوية تنعقد أعمالها بالتناوب بين قطر وسويسرا برئاسة وزيري المالية في البلدين وتدرس الفرص المتاحة للتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثمارات المتبادلة بين البلدين ومشاركة العديد من المؤسسات الاقتصادية والجهات ذات الصلة ونحن سعداء بالتأكيد بهذه اللقاءات وهذا التطور الذي تشهده العلاقة بين البلدين وهناك دائماً حوار مشترك دائم ومستمر واجتماعات من حين لآخر للتفاكر ومعالجة المشاكل والعقبات. والدولتان لديهما الرغبة الدائمة في تعزيز العلاقات وأستطيع أن أصف العلاقة بين قطر وسويسرا بالمستقرة ونتطلع دائماً الى استكشاف وفتح آفاق جديدة والتعاون في كافة المجالات بما فيها المجال الثقافي والعلمي والأمن الغذائي والتكنولوجيا. كما تتسم العلاقة دائماً بالحيوية ويولي كل طرف اهتماماً كبيراً بالطرف الآخر وخلال لقاءاتي كسفير مع مؤسسات عديدة في الحكومة والمجتمع المدني والبرلمان أرى أن العلاقة لا يشوبها شائبة وهناك دائماً رغبة من الطرفين في تطويرها وإعطائها دفعة جديدة.
التبادل التجاري
ما حجم التبادل التجاري بين قطر وسويسرا وما حجم الاستثمارات القطرية في سويسرا؟
يميل الميزان التجاري لصالح سويسرا.. وخلال عام 2022 بلغت الصادرات السويسرية الى قطر ما يعادل ملياري دولار وتمثل الصادرات القطرية الى سويسرا حوالي 670 مليون دولار لكن تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين يظل متاحا، واللجنة الفنية والمالية تولي اهتماماً كبيراً في خلق توازن بين الصادرات والواردات ونأمل في المستقبل أن تكون هذه الأرقام أكبر من ذلك.
لجنة مشتركة
هل هنالك لقاءات واجتماعات مشتركة بين رجال الأعمال القطريين والسويسريين؟
هناك لقاءات تجمع رجال الأعمال في البلدين والعمل متواصل لخلق مؤسسة بين القطاع الخاص في البلدين ويعتبر هذا القطاع مهما جداً ويساهم مساهمة فعالة في التنمية والعلاقات الاقتصادية بين البلدين، ونحن في قطر نعتبر القطاع الخاص عنصراً هاماً في التنمية على المستوى الداخلي والخارجي وخلال لقاءاتي في سويسرا مع مؤسسات اقتصادية ومع وزارتي المالية والاقتصاد لمست رغبة قوية من القطاع الخاص والشركات في تطوير العلاقات التجارية مع نظرائهم في قطر وهناك فرص وإمكانية لتحقيق ذلك، وأرى أن اللجنة قيد الإنشاء سوف تؤسس للقاءات مشتركة بين القطاع الخاص في البلدين.
مؤتمر دافوس
يعتبر مؤتمر دافوس من أهم المؤتمرات الاقتصادية العالمية الذي ينعقد بسويسرا سنوياً.. ما أهمية هذا المؤتمر بالنسبة لقطر وكيف تستفيد من هذا المنبر الهام في إبراز رؤيتها الاقتصادية؟
مؤتمر دافوس من المؤتمرات الاقتصادية الكبيرة والهامة والاستفادة منه كبيرة أيضاً وقطر بدأت بالاتصال بالمؤتمر منذ وقت مبكر وكلفتني الدولة على المستوى الشخصي في التسعينيات بالتواصل مع المؤتمر وبناء علاقات مشتركة وتنظيم زيارات للوفود القطرية والاستفادة من هذه المنصة العالمية التي تقام فيها حوارات ولقاءات مع مسؤولين بارزين من دول وقطاعات وشركات عديدة ذات ثقل ووزن عالمي، ولذلك نحن حريصون دائماً في قطر على حضور وفد قطري هام يشارك في هذا المؤتمر سنوياً وسبق لنا في قطر أن تعاونا مع مؤتمر دافوس في تنظيم فعاليات في قطر وتعتبر العلاقة قوية ومتينة مع مؤتمر دافوس.
أبدت العديد من دول الغرب رغبتها في شراء الغاز المسال من قطر بعد الأزمة الروسية – الاوكرانية بما فيها سويسرا.. هل لديكم تفاهمات في هذا الشأن؟
هذا الموضوع يناقش في إطار اللجنة المالية المشتركة وسويسرا لديها ثلاث شركات تعمل في مجالات الطاقة في قطر وتقوم باستيراد الغاز وتخزينه ولديهم علاقات قوية مع شركات أخرى خاصة في ألمانيا ونحن في قطر لدينا تفاهمات واتفاقيات بين قطر وألمانيا وربما هذه الاتفاقيات تخدم دولا أخرى بما فيها سويسرا لكن لا يوجد اتصال مباشر مع سويسرا في هذا الشأن وخلال لقائي مع وزيرة الطاقة السويسرية أوضحت ان هذه الأمور تدار عبر شركات القطاع الخاص التي لديها علاقات وثيقة مع شركات ألمانية يمكن أن تستفيد منها.
ما مساعيكم ومشاريعكم المستقبلية في الخارج من أجل تنفيذ رؤية الدولة 2030؟
هذه الرؤية هي رؤية طموحة جداً وتغطي مجالات عديدة، وفي سويسرا هنالك مجالات تعمل على تعزيز هذه الرؤية منها على سبيل التعاون الثقافي والأكاديمي والعلمي والتكنولجي والزيارات المتبادلة بين الطلاب القطريين والسويسريين وخلق قاعدة اقتصادية قوية تخدم هذا الاتجاه ونحن في إطار جهودنا وعملنا المستمر نعمل في خدمة رؤية الدولة 2030، ووجود السفارة في بيرن والبعثة الدائمة لدولة قطر بالأمم المتحدة والمنظمات الدولية اللتين تمثلان جهازين قويين في سويسرا، سوف تساهمان مساهمة فعالة في تعزيز العلاقات مع سويسرا والمجتمع الدولي كما نأمل كذلك مستقبلاً أن تكون هنالك علاقات بين البرلمان السويسري ومجلس الشورى وسوف تكون هناك دعوات من البرلمان السويسري لنظرائهم في مجلس الشورى القطري برئاسة حسن بن عبدالله الغانم في لقاء يجمعهم بأعضاء البرلمان والحكومة السويسرية والمؤسسات ذات الشأن وسوف تكون هذه رافدة جديدة للعلاقات بين البلدين وتمثل ثمرة من ثمرات الانتخابات التي عقدت مؤخرا في مجلس الشورى وأوجدت أعضاء برلمانيين منتخبين ما يساهم في تعزيز العلاقة بين البرلمان السويسري ومجلس الشورى ونحن نعمل على تهيئة الأرضية والاتصال بين الطرفين وهذه مهمة السفارة بشكل عام. كما نهدف في السفارة الى إنشاء مركز إعلامي ومركز دراسات إستراتيجية يمثل رافدا ومرجعية لوزارة الخارجية في العديد من المجالات ذات البعد الدولي ويخدم العلاقات المشتركة لقطر مع العالم الخارجي.
مشروع متحف لوسيل
بعد نجاح كأس العالم في قطر 2022 اصبحت قطر وجهة سياحية.. ما دوركم في السفارة في الترويج للسياحة في قطر؟
نحن على تنسيق دائم مع هيئة قطر للسياحة وكتارا للضيافة والخطوط الجوية القطرية وهيئة متاحف قطر والعديد من المؤسسات ذات الصلة نبذل جهودنا ونعمل باستمرار في تفعيل وترويج السياحة في قطر ونحتفل خلال هذه العام بمرور 50 عاماً علي العلاقات المشتركة بين قطر وسويسرا واخترنا الجانب الثقافي للاحتفاء بهذه العلاقة بين البلدين، عبر مشروع متحف لوسيل، الذي تقوم بتصميمه جهة سويسرية متخصصة كمشروع ثقافي قطري سويسري يمثل أهمية ورمزية كبيرة بإشراف المهندس السويسري المعروف باتريك هرتيزوغ ومجموعته في تصميم هذا المتحف الذي سوف يكون أحد أهم المتاحف في الشرق الاوسط ومعروف أن التعاون الثقافي هو مفتاح التقارب بين الشعوب بينما الحكومات تعمل على العلاقات الاقتصادية والتجارية لذلك سوف يقوم هذا المشروع بتشجيع السياحة وإبراز الوجة المشرق لقطر ونحن في السفارة نظمنا معرضاً فنياً للفنانين السويسريين لنعطي فكرة عما يحدث في قطر من حياة ثقافية وأنشطة وفعاليات وأماكن الترفيه ونستهدف بنهاية هذا العام الاحتفاء بخمسة وعشرين فناناً سويسرياً بعد نجاج التجربة الأولى، والفكرة تأتي بالتزامن مع الاحتفال بمرور 50 عاماً على العلاقات المشتركة بين البلدين والتي بدأت منذ عام 1973م وتنظم السفارة عددا من المعارض الفنية التي ترمز الى العلاقة بين البلدين وسوف يتم تقديم مجموعة من الأعمال الفنية في ديسمبر المقبل في احتفالات العيد الوطني للدولة بسويسرا التي يقدمها عدد من الفنانين السويسريين.
تعتبر سويسرا محطة سياحية مفضلة لكثير من القطريين لقضاء العطلات السنوية فيها.. ما المزايا التي تجذب السياح القطريين الى سويسرا؟
تعتبر سويسرا من البلدان الجميلة والآمنة ويوجد فيها أماكن متعددة للترفيه خاصة للأسر إضافة الى الخدمات التي تقدمها جعلت هذه المميزات تمثل عوامل جذب للسياح وللقطريين بشكل خاص كما تقوم الخطوط القطرية بدور هام في تعزيز السياحة بين قطر وسويسرا ونحن في السفارة في سويسرا نقدم كافة التسهيلات الممكنة للمواطنين حال وصولهم الى سويسرا ونمد يد العون أمام كافة المشاكل والعقبات التي تواجههم والسفارة لن تتردد أو تتأخر في ذلك ولدينا فريق عمل يقوم بمتابعة كل الأمور ونتمنى أن تكون زيارات المواطنين القطريين الى سويسرا منظمة ومرتبة بصورة أفضل من ناحية حجوزات الفنادق والتأشيرات ومتطلبات المطارات ويجب مراعاة هذه التفاصيل والتأكد منها قبل الوصول الى سويسرا.
هل لديكم تعاون مشترك في مجال التعليم والبحث العلمي مع الجامعات والمعاهد السويسرية؟
هناك تعاون مشترك واتفاقيات موقعة بين البلدين منذ فترة طويلة ونعمل دائماً على تفعيل هذه الاتفاقيات وفتح فروع للجامعات السويسرية في قطر ومعروف أن سويسرا لديها قاعدة علمية وتكنولوجية مهمة وكبيرة جداً يجب التركيز عليها والاستفادة منها وبدء الحديث بالفعل من خلال اللجنة الفنية والمالية بين البلدين حول هذا الشأن ونأمل خلال اجتماع اللجنة القادم هذا العام أن تتبلور رؤى وأفكار جديدة تساهم في إعطاء دفعة قوية في هذا المسار وهنالك أيضاً تعاون مستمر بين المؤسسات السويسرية والقطرية مثل هيئة المتاحف وكتارا للثقافة والمكتبة الوطنية.
كلمة أخيرة ؟
لكم جزيل الشكر في صحيفة الشرق على هذا اللقاء والشرق تعتبر من الصحف الرائدة ليس على مستوى الدولة فحسب بل على مستوى العالم العربي.
مساحة إعلانية