ثقافة وفنون
134
❖ طه عبدالرحمن
مع بزوغ عام جديد، تتعاظم تطلعات المثقفين إلى مزيد من الإنجاز الثقافي، خاصة وأن التطور الثقافي حلم دائم لهم، لا يغادرهم، ولا يراوح مكانه، كون المثقف في حلم دائم مع إحداث التطور المنشود.
وفي هذا السياق، ترصد «الشرق» تطلعات عدد من المبدعين، مع إطلالة عام 2024، حيث يعربون عن أملهم في زيادة دعم الفنانين، وعودة الحياة إلى الدراما والمسرح، وإقامة ملتقيات عالمية في الفن التشكيلي.
وبتجاوز تطلعات المبدعين من المحلية إلى العالمية، فإنهم يعربون عن أملهم في انطلاق الفكر والثقافة القطرية إلى العالمية من خلال أنامل مبدعي قطر في كافة المجالات الثقافية، وترجمة الأعمال القيمة إلى أهم اللغات العالمية.
حسن الملا: دعم الفنانين القطريين
يؤكد الفنان التشكيلي حسن الملا أنه يحرص على المشاركة في ورش الفن التشكيلي، والاهتمام بالفنانين المبدعين من فئة الشباب، وذلك بحثهم على استمرار الممارسة بالعمل الفني سواء بالرسم أو بتثقيف نفسه، من خلال قراءه البحوث وزيارة المتاحف في قطر كالمتحف الإسلامي والفن الحديث، الزاخرين بأعمال فنية من كل الدول.
ويعرب عن أمله في زيادة دعم الفنانين التشكيليين القطريين من جانب الصروح والجهات المختلفة المعنية بالشأن الثقافي والفني، وذلك بعرض أعمالهم واقتنائها، خاصة وأن الفنان القطري يستحق الكثير، لما تتميز به أعماله من جودة وأصالة.
كما يعرب عن أمله في أن يكون هناك نقاش وحوار دائم بين الفنانين التشكيليين، من القطريين والمقيمين، لدراسة الفن التشكيلي، والوقوف على أوضاع الفن التشكيلي المحلي، بالشكل الذي يجعله متوهجاً دائماً.
وضحى السليطي: إقامة ملتقيات عالمية للفن التشكيلي
تبدي الفنانة التشكيلية وضحى السليطي تطلعها إلى أن يكون هناك دور أكبر للفن القطري محليًا وعربيًا وعالميًا، وذلك من خلال التوسع في إقامة المعارض الشخصية والجماعية، وكذلك الاهتمام بالفنانين، ودعمهم.
وتعرب الفنانة وضحى السليطي عن أملها في تنظيم ملتقيات فنية عالمية في قطر، سواء كان «بينالي» أو «سمبوزيوم» عالميا، وذلك بما يحقق الانطلاقة من المحلية إلى العالمية. وتقول: كلنا ثقة في ترجمة كل هذه التطلعات لترى حيز التنفيذ، وأن يكون هناك اتجاه لإقامة معارض عالمية أسوة بالدول الأخرى التي تقيم مثل هذه الملتقيات، خاصة وأن قطر لديها سجل زاخر في ذلك، وتتمتع بكوادر كفؤة ومؤهلة لذلك، من خلال الفنانين الذين يحظون بتاريخ فني زاخر، ولديهم استعداد للمشاركة أو تنظيم مثل هذه الملتقيات العالمية.
سعد الباكر: ممارسة المثقف لدوره بشفافية ومسؤولية
يعرب الكاتب سعد عبدالرحمن الباكر عن أمله في أن يكون العام الجديد أكثر إثارة ومتابعة لأسرع التطورات المتلاحقة من تلك الأعوام المنصرمة، خاصة في ظل التناقضات الكثيرة والمتغيرات القائمة على جميع الأصعدة. ويتوقع أن يكون العام الجديد مليئاً بالتحديات والتطورات السريعة.
ويقول: مهما كان المثقف الحاذق ملمًا بالمتابعات ولديه الخبرة ويمتلك من الأدوات التي تمكنه من تتبع جميع المواضيع وانتقادها ورفع المقترحات والحلول والمساهمة بالإرشاد للمواضيع وبعض المعضلات المختلفة، إلا أنه قد يتوه في خضم هذه المتغيرات والظروف المحيطة والإقليمية والدولية، وقد يكون الإرباك سريعا لدرجة لا تمكن المثقف من متابعة المجريات والوقوف عليها.
ويتابع: إن بعض المثقفين ممن ألهمهم الله الحكمة والرشاد يستطيع تقدير الأمور المستقبلية وله القدرة على الاستقراء أو التنبؤ بالمستقبل، مما قد يدعم ذلك استقرار فكر المثقف وتركيزه على المواضيع وتحليلها بدقة أكثر تمكنه من التعامل والتفاعل بواقعيه ومنطقية مع المواضيع التي هي قيد الطرح. لافتاً إلى أن «ظروف اليوم وأدوات وسائل التواصل، يستطيع المثقف أن يساهم فيها بقوة ومسؤولية ويطرح رأيه وتعاطيه ورؤاه للمجتمع وللمؤسسات المختلفة بسهولة ومرونة وتقبل من الجميع».
ويشدد على ضرورة أن يمارس المثقف حرفته بشفافية ومسؤولية كاملة، وتقديم النصائح بشفافية، وطرح البدائل بدون تردد أو توجس، الأمر الذي يتطلب ضرورة التفاعل مع هذه الأطروحات بإتاحة مساحة كافية وغير مقيدة لها، بما يسمح للمثقف بتقديم رسالته على أتم وجه وحرية، انطلاقاً من واجبه الوطني، والإحساس بالواجب تجاه المجتمع والأمة، فـ «المثقف ناصح أمين ومرشد متطوع يرجو الخير والنماء والرقي لوطنه».
حمد التميمي: نتطلع لتصبح قطر وجهة للمثقفين العرب
يقول الكاتب حمد التميمي: «تعودنا أن نرفع سقف تطلعاتنا كل سنة أكثر من السنة التي سبقتها نظرًا للتطورات السريعة والقفزات غير المسبوقة التي تشهدها الساحة الثقافية القطرية والاهتمام الكبير الذي توليه الدولة بالثقافة والمثقفين، ونطمح أن تكون سنة جديدة عامرة بالنجاحات زاخرة بالإنجازات في المجال الثقافي».
ويتابع: «نتطلع أن تكون قطر منارة للثقافة ووجهة للمثقفين العرب ومن كل أقطاب العالم، وذلك من خلال إطلاق مسابقات جديدة على المستويين العربي والعالمي تركز على المواضيع الإنسانية المشتركة والقضايا العالمية الآنية والملحة بما فيها التغيرات المناخية والأوضاع الإنسانية لضحايا الحروب، وكمثقفين نبحث عن نقاط الاشتراك والتلاقي في كل ما يتعلق بقضايا الانسان ونسعى لمد جسور التواصل مع مثقفي العالم لتبادل الخبرات وتوسيع الآفاق والاستفادة من التجارب المختلفة، ووصول الفكر والثقافة القطرية إلى العالمية من خلال أنامل مبدعي قطر في كافة المجالات الثقافية».
ويعرب عن أمله في أن يتمكن الكاتب القطري من رفد المكتبات العالمية بكتب قيمة سواء في المجالات العلمية والبحثية أو الأدبية وهو ما لا يمكن أن يتحقق سوى بتبني وزارة الثقافة للأعمال القيمة وترجمتها لأهم اللغات العالمية، علاوة على إقامة شراكات وتعاونات على مستوى الدولة مع دول وجهات ثقافية مختلفة حول العالم للتعريف بالإنتاج الفكري القطري ومنح الكاتب القطري الفرصة للوصول إلى العالمية.
أحمد البدر: نأمل عودة الحياة للدراما والمسرح
يؤكد المخرج المسرحي أحمد البدر أن أقصى درجات طموح أهل الثقافة والفن هو عودة الحياة إلى الدراما التلفزيونية والمسرح، والاهتمام بالفنان ، وكذلك الفنون بأنواعها، بالإضافة إلى تشكيل لجان متخصصة لوضع الخطط والبرامج العلمية لتطوير الفنان والإشراف على ما يُقدم للجمهور من جانب أهل الخبرة والاختصاص. ويعرب عن أمله في المحافظة على الموروث الشعبي ومنع كل متطفل ودخيل يشوه ذلك الموروث العريق، فضلاً عن التطلع إلى إقامة صالات عرض مسرحي للفرق الأهلية وإشهار فرق جديدة خارج الدوحة، لنشر ثقافة المسرح.
مازن القاطوني: زيادة البرامج الثقافية والمبادرات
يصف الكاتب مازن القاطوني لحظة ميلاد عام جديد بأنها «لحظة مميزة، مُفعمة دائماً بالأمنيات والتطلعات، تحمل معها وعوداً جديدة وفرصا مغايرة. ويقول: في مثل هذه اللحظات الأثيرة لا ينفك المشهد العام للوطن يرافقني، فأحلم له كما أحلم لنفسي، وأكثر ما تتعدد فيه الأمنيات هو مضمار الثقافة ومشهدها العام في بلادي، والذي ينبض بكثير من الزخم والتألق عامًا بعد آخر، حتى باتت قطر به قبلة ونموذجًا يحتذى، فلا حدود للإبداع والإنجاز والطموح.
ويتابع: إن بلادنا عودتنا دائماً على ذلك في شتى المجالات، والثقافة واحدة من هذه المجالات التي تستمر الدولة في تقديرها ودعمها ليس على المستوى المحلي فحسب، بل على المستوى الإقليمي والعالمي كذلك. ويعرب عن أمله في أن يشهد العام الجديد مزيداً من البرامج الثقافية والمبادرات المتخصصة، وذلك بتشجيع النشء والشباب على القراءة، بما يعينهم على اكتشاف مواطن الإبداع فيهم، وبما يسمح لهم بمساحات للنقاش والتفاعل الحي، ويعرّفهم على أنماط الفنون المختلفة، وتقربهم منها عبر أنشطة عملية وعلمية».
كما يأمل في إقامة المزيد من الندوات والمعارض الفنية وورش العمل والعروض الفنية العالمية والمسابقات الأدبية، «فالمثقف دائماً وأبداً لا يمل من معايشة مثل هذه الفعاليات، بل يزداد توقه إليها وحرصه على حضورها، كونها تثري ذاته وتمده بمزيد من التجارب والمعاني التي يحتاج إليها، إذ إننا على وقع النهضة والإنجازات غير المسبوقة التي نحياها في قطر».
عائشة سعيد: آمل ترجمة التطور الثقافي في كتاب جديد
تقول الكاتبة عائشة سعيد إن قطر لديها قدرات استثنائية هائلة في الجذب السياحي قياسًا على مكانتها المرموقة وقيمتها وإرثها وأصالتها وتنوع مشاهدها الثقافية المتفردة، ولذلك أحاطت بذهني فكرة إنجاز كتاب يتناول هذا المضمون، والتعبير عن خصوصية الأمكنة وإشعاعها اللامسبوق في سياق يضع بصمة حول مدلولات ارتباطها بجوانب حياتية مشرقة وحراك ثقافي لافت جعلت منها مزارات سياحية محتشدة بالجمال والألق».
وتتابع: إن ما لدينا في قطر شكل لي مصدر إلهام دفعني للتطلع لكتابة كتابي هذا عام 2024 وأنهل من معيننا الثقافي الأخاذ من خلال ماعون السياحة عبر الفعاليات والأنشطة الثقافية التي صاغت بتوهجها نقشًا خالدًا في ذاكرة التاريخ تتناقله الأجيال، تحكي روعة المشهد وتجليات الفعل الثقافي في أبهى وأرقى تصوراته. وتلفت إلى اهتمامها – على الصعيد العام- بزيادة تفاعلات متابعة روزنامة التسويق للفعاليات الثقافية. معربة عن الأمل في تخصيص مقالات بالصحف لتعريب بعض المقالات الأجنبية في مجالات الثقافة والأدب العالمي والتراث والحضارات والتاريخ والفنون والعلوم والرياضة والبحوث العلمية وتنمية الذات والمهارات وغيرها من الأوجه الثقافية المهمة حتى يتم مواكبة ومتابعة الفعل الثقافي العالمي بصورة أكثر فاعلية.
مساحة إعلانية