ثقافة وفنون
183
الشرق تفتح ملف شح إنتاج الدراما القطرية
ياسر كليب
لابد من التعاون بين المؤسسة القطرية للإعلام وشركات الإنتاج المحلية
بدا الحزن واضحاً في نبرات كل من استطلعناهم عن حال الدراما القطرية التي كانت متميزة فيما سبق من حيث الكم والكيف. حزنهم المحبوس فضحته تهدجات الصوت، مرده إلى حنينهم للأيام الخوالي، كانوا فيها نجوماً متلألئة في سماوات الفعل الدرامي، فرضوا أعمالهم على الساحة الدرامية فرضاً، بالدراما المجودة من كافة النواحي، فهم في نجاحاتهم دائماً يستلهمون مقولة الفيلسوف “أرسطو”: ونحن ما نقوم به مراراً وتكراراً، التميز إذن، ليس فعلًا لكنه عادة. لكن الأمر بات غير ذلك بعد ان شهدت الدراما تراجعاً واضحاً في الانتاج، ففي السابق كان يتم إنتاج “7” اعمال درامية في العام، لكن ايقاع الانتاج تراجع مؤخراً ليصل الى إنتاج عمل يتيم واحد.
وشدد جميع من استطلعتهم “الشرق” على ضرورة أن تسعى الدراما القطرية الى استعادة بريقها من جديد والنهوض بقوة لتحافظ على تاريخها العريق بعدما شهدت تراجعا كبيرا في السنوات الماضية. فالتاريخ يحفظ للدراما القطرية تميزها عن سائر غيرها، فهي العريقة التي تعود بداياتها لنهاية الأربعينيات وبداية الخمسينيات من القرن الماضي، حيث بدأت جذوة الدراما في الاتقاد بعدد من الاندية، منها نادي الطليعة الذي شهدت خشبة مسرحه في عام 1969 تقديم أول مسرحية قطرية.
وارجع مختصون في الدراما أسباب ندرة الاعمال الدرامية الى إعراض الشركات المنتجة عن الدخول بقوة الى ساحات الانتاج الدرامي لتخوفهم من ارتفاع الكلفة، كذلك اعتماد الجميع بما فيهم شركات الانتاج الخاصة على الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة وحدها، والتي لم تدخر جهداً في اثراء الحركة الدرامية بالدعم المباشر لانتاج الاعمال الدرامية أو غير المباشر عبر التدريب، فهي دائماً ما تسعى الى صقل المواهب، كدعمها للبرنامج التدريبي بكلية المجتمع، الذي يثري الساحة الدرامية في كل عام بعدد من المتدربين في مجالات مختلفة.
ندرة الدراما القطرية تحتاج الى تضافر الجهود وتبادل الافكار حتى تعود الى مجدها التليد وتستعيد مراكزها المتقدمة التي كانت حكراً عليها حتى وقت قريب، لكنها اخذت في التراجع، مما جعل هناك غياب الدراما في المهرجانات والمشاركات الخارجية التي كانت فيها هي المنافس الشرس.
لذلك يجب على الفنانين والأكاديميين المتخصصين ان يقوموا بدورهم لانعاش الدراما وزيادة انتاجها من خلال مناقشة الاسباب ووضع الحلول الناجعة، ووضع خطط إستراتيجية للنهوض بالدراما القطرية. فكما قال الفيلسوف الانجليزي “فرانسيس بيكون”: الأشياء تتغير للأسوأ تلقائيًا، إذا لم يتم تغييرها للأفضل بتصميم.
“الشرق” فتحت ملف الدراما ما لها وما عليها مع بحث أسباب الندرة وايجاد الحلول والمعالجات وخرجت بعدد من افادات أهل الشأن الدرامي.
حسين صفر: أغلب المنتجين يتعاملون مع الدراما بمنطق التجارة
بدأ المخرج حسين صفر حديثه عن ندرة الأعمال الدرامية بالقول: نعاني في الدراما من ندرة الاعمال ذات المضمون، بينما تزدهر نوعاً ما الاعمال التجارية التي تعتمد على الاسفاف والمواضيع التي لا تعود على المشاهد بفائدة. فأسباب الندرة ترجع الى ان اغلب المنتجين ينظرون للاعمال الدرامية كضرب من ضروب التجارة، ولا يهمهم ان كان العمل المقدم لا يحمل اياً من المضامين، كما لا يهمهم ان تصل أي رسالة للمشاهد، فالناظر لكل اعمالهم يجدها محتشدة بالبكاء والنواح. وما يحزن انك لا تجد ان هناك حلولا وضعت للحدث الذي يدور حوله العمل في نهايته. مضيفاً ان شركات الانتاج التي تقوم بإنتاج الاعمال ذات المضمون باتت نادرة. الآن هناك “80%” مما يتم انتاجه في دول الخليج دراما تجارية لا ترقى للبث عبر القنوات التلفزيونية.
وعن السبل الكفيلة بنهوض الدراما قال صفر: تنقصنا الرقابة على الشركات الخاصة والتجارية فهي غير موجودة في اغلب دول الخليج، نحتاج الى رقابة النصوص واعادة اهل الاختصاص الذين ابعدوا، فاغلب اعمالنا الدرامية اصبحت عبارة عن قصة بلا نهاية، فمن البديهي ان يبدأ اي عمل درامي بقصة ومشكلة يتم وضع الحلول لها لكن انعدمت الآن. فما يعرض الآن من اعمال يتسم بالخواء، ففي اغلب الاعمال الدرامية تجد ان احداث العمل تدور حول مشاكل عدة دون ايجاد حلول ومعالجة في نهاية العمل. ليت المنتجين يلقون نظرة على الدراما التركية وعلى الاعمال السورية التراثية.
ايضاً يحتاج الانتاج الدرامي الى توفر الدعم الكافي مع فرض الرقابة بداية من النصوص وحتى تسليم جميع الطاقم المشارك في العمل كامل مستحقاته.
وقال حسين اننا نأمل في ان تسعى الادارة الجديدة في انتاج اعمال جديدة في هذا العام، ففي العام الماضي لم يتم انتاج اي عمل والعام الذي سبقه كان هناك عمل درامي واحد. نتمنى ان يكون هناك عمل تاريخي أو تراثي، اضافة الى انتاج عدد من الاعمال الجديدة حتى يعود الفنانون المخضرمون الذين ابتعدوا عن الساحة بسبب عدم وجود نصوص مقنعة، لذلك فضلوا الابتعاد بعد ان اصبحت النصوص المعروضة من شركات الانتاج لا تتناسب مع تاريخهم الطويل في الدراما القطرية.
علي الشرشني: الجودة هي معيار الإنتاج الدرامي
نفى المخرج علي الشرشني ان يكون هناك تقصير في الانتاج الدرامي من جانب المؤسسة القطرية للاعلام. فهناك نصوص تقدم، قد تقبل أو يتم رفضها، فالنص المقدم لابد ان يكون جيداً يرتقي لأن يقدم للانتاج الدرامي، وأضاف: لا اعتقد ان هناك ندرة في الانتاج الدرامي، والمطلوب من الشركات الموجودة ان تقدم للمؤسسة القطرية للاعلام، ايضاً هناك قناة “بي إن” لديها قناة للانتاج الدرامي، فلابد لها من التحرك لتقديم شيء جيد حتى يتم قبوله من المؤسسة أو التلفزيون يقبلون ولا اعتقد ان هناك جهات تتدخل في عدم الانتاج الدرامي في التلفزيون. وعلى الشركات ان تقدم للتلفزيون، ففي هذا العام اعطيت عدد من الشركات فرصة للانتاج فهناك من انتجت قبل حلول رمضان وهناك من ستنتج بعده.
وللنهوض بالدراما قال الشرشني انه يعتمد كلياً على ان يقدم الناس اعمالهم. وأضاف: أقترح ان تقبل المؤسسة في كل عام اربعة اعمال وتشترط على الشركات ان يقدموا اعمالا ذات قيمة وان يكون العمل قوياً يبرز حين يعرض على شاشة التلفزيون. وقوياً من ناحية التوزيع ومن الممكن ان يوزع على قنوات خارج قطر.
فاطمة الشروقي: شح الإنتاج الدرامي أجبر الممثلين على الانزواء
عزت الممثلة فاطمة الشروقي اسباب ندرة الاعمال الدرامية الى عدم خوض بعض المنتجين في الاعمال الدرامية الخاصة، ايضاً الكلفة العالية للانتاج الدرامي، اضافة الى بعض الشروط غير المناسبة لبعض شركات الانتاج التي تعجز احياناً عن الايفاء بمطلبات الانتاج، ما يجعل العمل لا يشد المشاهد ولا يكتب له النجاح، بل يصل الامر احياناً الي إجراء تغييرات في سيناريو العمل، حيث يتم الاستغناء عن تنفيذ مشاهد واحداث في العمل حتى يختصر الانفاق على انتاجه.واشارت ان شح الانتاج الدرامي أجبر كثيراً من نجوم الممثلين على الانزواء والابتعاد عن الاضواء، فالساحة الدرامية تحتاج الى الدعم حتى تنتعش كما كانت، فغزارة الانتاج تستدعي تضافر الجميع حتى يكون هناك أكثر من عمل في العام الواحد، فإنتاج عمل واحد في السنة لن يسهم في تطور وتقدم الدراما، فكثرة الاعمال الدرامية تكسب كل الكادر المشارك في العمل خبرة ودربة، كل في مجاله.ولتعود الساحة الدرامية اكثر إنتاجا يجب على المنتجين خوض التجربة على حسابهم الخاص وخوض التجربة بثقة وإن كان غالبيتهم يطلبون الدعم من جهات اعلامية وهذه الجهات ليست مستعدة لانتاج اكثر من عمل، لعدم ثقتها بأن هذه الاعمال سوف تنتشر خارجياً.
عبدالله غيفان: قلة الإنتاج مسؤولية يتحملها الجميع
أكد الممثل عبدالله غيفان ان الشح الذي اصبح ملازماً للدراما التلفزيونية والانتاج التلفزيوني بدأ منذ عام 2000 بعد ان تم اغلاق قسم الدراما التلفزيونية والتمثيليات وصار لدينا ما تمليه شركات الانتاج. شح الدراما التلفزيونية يعود الى ان شركات الانتاج في قطر ليست قوية وهذا يحتاج لدعم من الدولة. مضيفاً ان قلة الانتاج مسؤولية متكاملة تقع على عاتق الجميع ولابد من تدخل الدولة أو تلفزيون قطر لأنهم هم الأساس، فاذا لم يتدخلوا فالمنتج سيجد صعوبة في العمل، لعدم وجود سوق اعلامي في قطر وعدم وجود سوق للانتاج، كما في الكويت والسعودية وغيرها حيث توجد قنوات ودعم من الدولة.
وقال غيفان ان الدعم المقدم من تلفزيون قطر للدراما القطرية ضئيل وهنا لا نلقي باللوم على تلفزيون قطر فهناك احداث كثيرة مرت وتسببت في ان ينشغل بها التلفزيون دون الدراما منها سنوات الحصار في “2017” وجائحة “كوفيد-19” ولا ننسى بداية التجهيزات كأس العالم التي ابتدأت منذ “2010” والدولة كلها كانت مشغولة بالاعداد لهذا الحدث. واضاف: في مسألة شح الدراما نحن لا نستطيع ان نرمي باللوم على جهة دون الاخرى فهي جميعاً مشتركة في التقصير. لذلك لابد من وجود تعاون بين مؤسسة القطرية للاعلام مع شركات الانتاج المحلية، فهذا التعاون يثري الساحة القطرية بالدراما. عبدالله قال انهم بصدد وضع مخطط في المستقبل للدخول في الدراما التلفزيونية والاذاعية والسينمائية، عبر شركة انتاجهم الجديدة التي تم افتتاحها قبل 6 اشهر عبر شراكة بينه وريم السويدي. بعد ان استهلت الشركة نشاطها بإنتاج مسرحية (داخل اللعبة) التي لاقت نجاحا كبيرا له صداه على مستوى قطر وشاهدها حوالى “8” آلاف طالب بعد تعاوننا مع وزارة التربية والتعليم.
واشار غيفان ان السبب الرئيسي في قلة الانتاج الدرامي يعود في المقام الاول الى ان شركات الانتاج في قطر ضعيفة لعدم وجود سوق انتاج في قطر. والاعتماد في الانتاج على تلفزيون واحد وهو تلفزيون قطر، اضافة الى ان تلفزيون الريان لا يعتمد المسلسلات في انتاجه. وقال: نحن ينقصنا فقط الدعم وهو الحل الوحيد.
وشدد غيفان بالقول: لابد من وجود مراقبين من كافة النواحي مثل وجود رقابة على المسلسلات، ورقابة على الناحية المالية ورقابة على الممثلين وفكل ممثل لابد من ان يأخذ نصيبه من المقابل المادي وليس شركات الانتاج هي من تتسلم الاموال من تلفزيون قطر لأن التلفزيون هو المنتج وشركة الانتاج هي المنتج المنفذ. فبعض المنتجين يظلمون الممثل ولا يوفون بأجره مع شحه، إلا بشق الانفس. فهذه الرقابة ستنعكس ايجاباً على الممثلين وسيكون للممثل احترامه وتقديره.
حمد الرميحي: لابد من اجتماع كتاب الدراما مع المسؤولين
أكد المخرج والكاتب حمد الرميحي ان هناك شحا في الانتاج الدرامي التلفزيوني والمسرحي والسبب يعود الى عدم وجود الدعم الحكومي للحركة المسرحية والدرامية. ففي الثمانينيات والتسعينيات كان تلفزيون قطر ينتج “7” اعمال في السنة والآن على ما اعتقد هناك انتاج لعمل واحد ومنتج واحد واتمنى ان يعاد النظر في الانتاج الدرامي التلفزيوني وان يعقد اجتماع للكتاب الدراميين القطريين الكثر، ليتحاوروا مع المسؤولين، لأن الدراما القطرية بهذه الصورة ستتراجع. وسيتراجع اداء الممثلين لأن الممثل يتطور باستمرارية الانتاج الدرامي التلفزيوني وكذلك المسرح، فإذا توقف الممثل ولم يجسد دوراً درامياً إلا مرة في السنة فهذه مشكلة.
وقال : اتمنى من القطاع الخاص والمؤسسات غير الحكومية، كالبنوك والتجار ان يدعموا الحركة الدرامية بأمر من المسؤولين، لأننا بهذه الصورة نعتمد على وزارة الثقافة وحدها، فإذا دعمت الوزارة بالعامل المادي للانتاج ملأت الفراغ الماثل.
فمسألة ندرة الانتاج مسألة معقدة، فأحياناً يأتي مسؤول متحمس ويعمل على تقديم الدعم المادي القوي، لذلك ترتفع قوة الحركة الدرامية والمسرحية وهناك مسؤول لا يستطيع ان يدعم لأن هذه المبالغ المحددة له.
وأضاف: لن تستطيع الحركة الدرامية ان تحقق المزيد من الانتاج ما دامت تعتمد كلياً على وزارة الثقافة وحدها، فحتى القطاع الخاص القطري يعتمد اعتماداً كلياً على دعم وزارة الثقافة بنسبة “70%” تقريباً، فاذا لم يجد الدعم فلن يستطيع العمل ولن يقدم شيئاً. والقطاع الخاص الجماهيري اصبح نادراً، ففي السابق كان هناك مثلاً الراحل عبدالعزيز جاسم رحمه الله وغانم السليطي، هما الاثنان اللذان كانا يشتغلان في القطاع الخاص في انتاج اعمال درامية ومسرحية جماهيرية والآن لا يوجد بديل، لأن الدعم توقف ونتمنى زيادة الدعم للتطور الحركة الدرامية في كافة ضروبها.
ونبه الى ان التطور الدرامي يعتمد على الدعم وايمان الدولة وايمان التلفزيون بالانتاج الدرامي، لذلك لابد من المراجعة.
أحمد عفيف: الدراما بدأت تتراجع منذ التسعينيات
ابتدر الفنان الممثل أحمد عفيف بالقول: نعم هناك ندرة في الدراما وهي قاسية للجميع سواء كانوا ممثلين أو مخرجين أو كتابا، ولكل من له صلة بالعمل الدرامي.
شح الدراما بات واضحاً في التلفزيون والمسرح ولذلك يجب ان تكون هناك معالجات عاجلة لوضع الدراما الماثل، من خلال وزارة الثقافة ومن خلال مركز شؤون المسرح.
واردف: اما بالنسبة للقوانين التي تنظم العمل الدرامي فجميع المبدعين من كتاب ومخرجين وممثلين وفنيي صوت ومغنين ورسامين، كانوا ملتزمين بها من قبل وضعها. ثم تم وضع “المناظير”، بإقامة لجان للعروض المسرحية ولجان لقراءة النصوص. وكان الافضل ان يترك امرها للكاتب والممثل والمخرج. فأي من يتجاوز الخطوط الحمراء من حق وزارة الثقافة أو مركز شؤون المسرح ان يصدروا قراراً بإيقافه أو معاقبته بأي عقوبة يرونها مناسبة حسب لتجاوزه. وقال عفيف ان قلة الدراما باتت واضحة حتى في المهرجانات التي تقيمها الدولة كالمهرجان المسرحي والمهرجان الشبابي. المهرجان التعليمي الجامعي. ونتمنى ان يفسح المجال لشركات القطاع الخاص وان تتاح لها الفرصة في التمثيل المسرحي من خلال اعمال محلية شبابية وبإمكان هذه الشركات ان تستقطب ممثلين بمستوى نجوم من الخليج والوطن العربي لإقامة هذه المسرحيات. ففي السابق كانت المسابقات على اشدها، وكنا نحن من المتقدمين من خلال دراما المسرح والتلفزيون على مستوى الخليج، لكن فجأة في التسعينيات بدأنا في التراجع الى ان وصلنا الآن الى مرحلة ان تمر سنة او سنتان لا نقدم خلالهما اي عمل درامي.
وأضاف: أسهم منتجو القطاع الخاص في ندرة الدراما فالقطاع الخاص يشبه الفرق الاهلية في انتاجه ومشكلة الانتاج الخاص الذي اعرفه هي مشكلة مادية في المقام الاول والاخير. فالمسؤولون عن شركات إنتاج القطاع الخاص عادة ما يكونون ممثلين او مخرجين او لهم صلة بمجال الدراما وهم يحاولون ان يكونوا من ضمن المسيرة الدرامية الموجودة لكن دائماً ما تقف الامكانيات كحجر عثرة في طريقهم. وعن السبل الكفيلة بنهوض الدراما قال عفيف ان هناك كتابا مستقبليين يجب منحهم الفرصة لكتابة نوعية جديدة من القصص التي تطرح من خلال الدراما سواء كانت مسرحية او تلفزيونية توازي تلك التي كنا نقدمها في محافل المسابقات التي كانت تقام على مستوى الخليج أو على مستوى الوطن العربي. قطر كانت من اوائل الدول التي شاركت في كثير من المحافل الخارجية سواء كانت مسابقات على مستوى الخليج أو الوطن العربي أو على مستوى الدراما العالمية. شاركت قطر من قبل في الخليج وفي مصر عبر مهرجان القاهرة التجريبي وشاركت الفرق الاهلية والشركات الخاصة وفي مهرجان قرطاج ومهرجان الزهور في المغرب وعدة مهرجانات.
حنان الصادق: علينا أن نخرج من سطحية المعالجات الاجتماعية
أكدت المخرجة والممثلة حنان الصادق ان هناك شحا واضحا في انتاج الاعمال الدرامية، فهي تكاد تكون منعدمة تماماً، خاصة وان الإنتاج بات مؤخراً يقتصر فقط على شهر رمضان.فأسباب قلة الانتاج الدرامي متعددة منها ارتباط الإنتاج الدرامي بموسم واحد وهو شهر رمضان. إضافة إلى الاقتصار على إنتاج واحد فقط لا غير بنوعية واحدة وهو الاجتماعي. ما يجعل المشاهد الذي يتابع هذه المسلسلات وكأنه يشاهد مسلسلا واحدا بنفس الفكرة ونفس الوجوه فقط الذي يتغير هو عنوان العمل. لذلك قبل غزارة الانتاج التي نسعى لها علينا ان نخرج من جلباب سطحية المعالجة الاجتماعية، التي انحصرت في الطلاق-الزوجة الثانية -الورث.
ففي إطار التطور الذي يشهده عالم الصورة والفكرة ما زلنا نكرر نفس المواضيع بنفس الطريقة ونفس الدائرة الضيقة التي تتاح لها الفرصة للعمل وبالتالي فقد الإبداع والابتكار في الفكرة والصورة.
وقالت ان منتجي القطاع الخاص والاغلبية منهم لا حول لهم ولا قوة، فمجال الانتاج فتح فقط لبعض الأسماء والشركات وبالتالي أصبحت تكرر نفسها مرة تلو الأخرى دون تقديم الإضافة. وهذا عن تجربة، حيث حاولت من خلال العديد من الشركات تقديم افكار ومقترحات للمعنيين بالأمر ففي النهاية لا نحصل على رد حتى بالرفض ونظل معلقين دون معرفة السبب.
محمد عادل: جيلنا يتشوق للمشاركة في الدراما
أكد الممثل محمد عادل ان هناك ندرة في الدراما. فجيل الشباب من الفنانين متشوق لخوض المشاركة في الاعمال الدرامية القطرية. فالانتاج الدرامي متأرجح ففي فترة من الفترات اشتغلنا في بعض المسلسلات ومن ثم توقف النشاط، ثم توقف قبل عامين، يعني عدم الاستمرارية للاسف. فقطر زاخرة بشباب يمتلك طاقات ابداعية جميلة.
وأضاف: التلفزيونات المحلية ليست كبعضها البعض فهناك من يولي الدراما جل اهتمامه بينما الاخر مقل والآن هناك احدى القنوات تقوم سنوياً بعمل أو عملين في العام. اما على شركات الانتاج موجودة ولكن المنتج المنفذ الذي يكون على قدر المسؤولية، يقوم بتشغيل الشباب القطريين أو المقيمين، بحيث يستطيع ان يخلق منهم نجوماً، فأي شاب يظهر من خلال مسلسل أو اثنين يصبح نجماً، فليس من العدل ان يصر المخرج او المنتج بالاستعانة الدائمة بالنجوم في أعماله. لابد ان يخاطروا مرة أو مرتين حتى يلمع الممثل الشاب. عن نفسي سبق ان عملت في عدة مسلسلات، لكن هناك من يحرمون من المشاركة لاحتكار الفرص من قبل النجوم.
مساحة إعلانية