عربي ودولي
100
الدوحة – الشرق
تحيي تركيا الذكرى السابعة لإحباط محاولة الانقلاب التي نفذها مجموعة من الضباط والعناصر من الجيش متهمين بالانتماء لتنظيم “غولن” وكانت السلطات التركية قد أعلنت أن 15 من يوليو من كل عام “يوم للديمقراطية والوحدة الوطنية” في البلاد. ويتذكر الأتراك هذا العام هذه الملحمة تحت عنوان “أبطال القرن” تخليداً لشهداء تلك الليلة. وخلفت محاولة الانقلاب الشنيعة 251 قتيلاً وأكثر من 2000 جريح، لكن فشلت خطتهم بفضل يقظة الشعب التركي. وكان حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى أول زعيم اتصل بالرئيس أردوغان وشجب الانقلاب بين زعماء العالم، مؤكدا تضامن دولة قطر حكومة وشعبا مع الشعب التركي.
وكانت صحيفة “الشرق” واكبت الحدث منذ لحظاته الأولى، وحتى ساعة انتصار الشعب التركي وإرادته على المحاولة الانقلابية الفاشلة، حيث احتفت الصحيفة بانتصار الإرادة الشعبية وأبرزت تمسك الشعب التركي بالشرعية ومقاومته الباسلة للانقلابيين وأرتال الدبابات، وذلك استجابة لدعوة الرئيس رجب طيب أردوغان، مما أدى إلى فشل وهزيمة المحاولة الانقلابية، حيث ضرب الشعب التركي مثالاً ناصعًا ونموذجًا واضحًا على تجذر وعيه بقيم الديمقراطية واستعداده للتضحية من أجل الحفاظ عليها كيف لا وهو الذي عانى من ويلات انقلابات سابقة تسببت في تراجع البلاد في كافة المجالات.
محاولة فاشلة
قبل سبع سنوات، ليلة 15 يوليو 2016، حاول عناصر منشقون في الجيش التركي الاستيلاء على السلطة بقصف مواقع استراتيجية ونشر دبابات في شوارع أنقرة وإسطنبول. فوجئ سكان إسطنبول بحركة غريبة في الشوارع، عشرات المدرعات والدبابات بدأت في الانتشار لحراسة الأماكن الحيوية.
واقتحم أربعة جنود استديو نشرة الأخبار المسائية التركي الحكومي “تي آر تي” وأجبروا المذيعة تيجان كاراش على قراءة بيان يعلن “السيطرة على مقاليد الحكم” وفرض حالة الطوارئ..
أغلق الجيش الجسور في إسطنبول وحوصر مبنى البرلمان بأنقرة، وتقاتل رجال الجيش والشرطة في شوارع منطقة الفاتح، وتعرض مبنى البرلمان ومقر القوات الخاصة التابعة للشرطة للقصف.
وأدى تدخل عناصر موالية للرئيس وعشرات الآلاف من أنصاره الذين نزلوا إلى الشوارع بدعوة من أردوغان، إلى فشل المحاولة. وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تمكن من الاتصال عبر تطبيق “فيس تايم” على هاتفه الجوال بمحطة “سي أن أن تورك”، ليدعو أنصاره إلى النزول للشوارع قبل أن يصل إلى إسطنبول ويتحدث إلى مواطنين متجمهرين خارج مطار كمال أتاتورك، لتبدأ الأمور تسير عكس ما خطط إليه منفذو محاولة الانقلاب. ومع شروق شمس 16 يوليو، أعلن فشل محاولة الانقلاب التي أسفرت عن مقتل 250 شخصا وإصابة ألفين آخرين.
انتصار الإرادة الشعبية
ووجهت الاتهامات لمجموعة فتح الله غولن زعيم هذه المنظمة السرية والإجرامية التي لم يسبق لها مثيل من حيث انتشارها وطموحاتها وأساليبها العالمية. وقد تم إحباط محاولات “فيتو” للانتشار في جميع مجالات الاقتصاد عبر كياناتها، ولا سيما في قطاعات التعليم والإعلام والبنوك، داخل تركيا.
في المحكمة الرئيسية – التي عقدت بأنقرة 2019 – حكم بالسجن مدى الحياة على 475 عسكريا متهما بالتورط في الانقلاب الفاشل، بينهم 26 جنرالا يواجهون “السجن المشدد” بديلا عن الإعدام.
لقد ضرب الشعب التركي مثالاً ناصعًا ونموذجًا واضحًا على تجذر وعيه بقيم الديمقراطية واستعداده للتضحية من أجل الحفاظ عليها كيف لا وهو الذي عانى من ويلات انقلابات سابقة تسببت في تراجع البلاد في كافة المجالات، وقد أدت هذه التحركات بمجموعها إضافة إلى دور القوات الخاصة والمخابرات التي ألقت القبض على عدد كبير من منفذي المحاولة الانقلابية إلى إفشال المحاولة بعد عدة ساعات.
مساحة إعلانية