عربي ودولي
122
ابو ستة
❖ لندن – هويدا باز
أعلن الطبيب الفلسطيني المقيم في بريطانيا غسان أبو ستة انه سوف يقدم شهادته أمام المحكمة الجنائية الدولية ضد إسرائيل، كي يكشف خلالها جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي وحتى الآن، وذلك بعد أن قدم شهادته أمام الشرطة البريطانية بشأن هذه الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل، وبذلك لتكون أول شهادة فلسطينية تقدم أمام الجنائية الدولية في جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة.
وأكد الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة في تصريحات للصحفيين في لندن على أنه سوف يقدم شهادته كأحد الناجين من الهجوم على مستشفى الأهلي المعمداني في غزة، وأيضاً سوف يوثق أنواع الإصابات التي عالجها ونوع الأسلحة المستخدمة والتي أكد أنها محرمة دوليا مثل استخدام الفوسفور الأبيض، موضحا أن شهادته سوف تغطي الفترة من بدء الحرب على غزة ولمدة ٤٣ يوما وهي الفترة التي قضاها قبل ان يعود الى بريطانيا.
وذكر الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة أنه قدم شهادته إلى الشرطة البريطانية عند عودته، واصفا فيها الإصابات والمحارق التي رآها هناك من مصابين من الأطفال والنساء والشيوخ، وتمنى أن تؤدي هذه الشهادة لمحاكمة الذين ارتكبوا هذه الجرائم والفظائع التي لا يمكن أن توصف بحق المدنيين الفلسطينيين في غزة، وأضاف أن القدرة الاستيعابية للمستشفى أقل بكثير من عدد المصابين الذين علينا معالجتهم، موضحا أنه كان عليه أن يتخذ قرارات صعبة بشأن معالجتهم وإنقاذ حياتهم بأقل الوسائل والتكلفة، وأكد أنه عالج مصابين بحروق ناجمة عن الفوسفور الأبيض المحظور دوليا، حيث تتسم هذه الحروق بأنها تستمر في حرق الجلد والعظام إلى أعمق أجزاء الجسم.
وذكر الطبيب غسان أبو ستة أنه مدين لمرضاه ليس فقط بالتأكيد على حصولهم على العلاج اللازم الذي يحتاجونه، ولكن أيضا مدين لهم بالعدالة التي يستحقونها، وقال إن الفرق بين هذه الحرب وأي حرب أخرى عاشها كالفرق بين الفيضان والتسونامي شتان بينهما وفق ما تركه من دمار مفزع وابادة جماعية للمدنيين في غزة.
وأكد مكتب المدعي العام للجنائية الدولية على بدء إجراء تحقيقات لما يحدث في فلسطين، وسوف يشمل ما تعرض له المدنيون والصحفيون منذ حرب الإبادة الجماعية على غزة، وأصدر مكتب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية بيانا يؤكد أن الجرائم التي ترتكب في فلسطين تأتي ضمن اختصاص المحكمة الجنائية الدولية منذ 14 من يونيو من عام 2014.
وكان الطبيب الفلسطيني غسان أبو ستة يعمل ضمن منظمة أطباء بلا حدود التي تواجدت في غزة خلال الحرب وبقي فيها طوال فترة 43 يوما حتى عاد إلى بريطانيا، وكان حاضرا خلال القصف الإسرائيلي الذي طال مستشفى الأهلي المعمداني.
مساحة إعلانية