محليات
350
محسن اليزيدي
الترفيه ضروري للصحة البدنية والنفسية، فهو يلعب دورا في تحقيق التوازن الانفعالي للإنسان، وتنمية وتنشيط علاقاته الأسرية والاجتماعية، بالإضافة إلى تخفيف الضغوط العملية واليومية، والترفيه لفئة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة وسيلة لزرع بذور الأمل والتفاؤل والبهجة والرغبة في الحياة، حيث نجد كثيرا من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة يعيشون نمط حياة أقرب إلى العزلة بسبب الواقع الاجتماعي الذي يفرض عليهم، الأمر الذي يفرض على الجميع مساعدتهم ليكونوا أكثر تفاعلاً، وأكثر قدرة على كسر روتين حياتهم وإضفاء الفرحة.
في هذا السياق طالب عدد من المواطنين بمبادرة من الجهات المختصة بإصدار تصاريح مؤقتة لنصب خيم شتوية بالفرجان، وخارج المنازل خلال موسم الشتاء وشهر رمضان لتكون متنفسا لكبار السن وأصحاب الهمم وتكون مساحة للترفيه خارج المنزل لكسر الروتين اليومي والعزلة التي يعانون منها جراء جلوسهم في المنازل لأوقات طويلة.
أكد جابر المري أن كبار السن لهم حق علينا فهم الخير والبركة، ونتمنى أن يشاركونا متعة الذهاب إلى الرحلات والتخييم في البر والاستمتاع بالأجواء الشتوية التي تنعم بها البلاد، ولكن للأسف نجد أن أغلب كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة يجدون صعوبة في الحركة والتنقل والذهاب بالسيارة إلى أماكن بعيدة في المناطق المخصصة للتخييم، خاصة أن كثيرا منهم يعاني من أمراض الشيخوخة والروماتيزم وغيرها من الأمراض التي تعوق ذهابهم إلى المخيمات الشتوية والاستمتاع مع عائلاتهم خارج المنزل، لذك نطالب الجهات المختصة بأن تسمح للعائلات القطرية التي لديها كبار السن أو من ذوي الاحتياجات الخاصة بنصب خيم شتوية مؤقتة في المساحات الفارغة أمام منازلهم وتكون بديلا ومتنفسا لهم نتيجة عدم قدرتهم على الذهاب لأماكن بعيدة في مواقع المخيمات الشتوية.
وأشار جابر إلى أن الخيم المؤقتة هي عبارة عن مجالس خارجية سوف تساهم في كسر الروتين الذي تعاني منه هذه الفئة العزيزة والغالية على نفوسنا، حيث إنها تتيح لهم سهولة الخروج من المنزل والجلوس في خيمة يجتمعون فيها مع الجيران والأقارب في أجواء شتوية جميلة بعيدة عن أجواء البيت المملة، وسوف تكون لها نتائج نفسية إيجابية على صحة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، لاسيما الذين يعانون من الوحدة أو الاكتئاب نتيجة عزلتهم عن محيط الأسرة وعدم قدرتهم على المشاركة في أنشطة اجتماعية عائلية، فالترفيه فرصة للتفاعل الاجتماعي والتواصل مع الآخرين ما يشعرهم بالسعادة.
روح المتعة والبهجة
قال السيد محمد العبدالله أؤيد وبقوة فكرة الخيم الخارجية خارج المنزل، والتي سوف تساعد على بث روح المتعة والبهجة في نفوس كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، لأن هذه الفئة بالذات تعاني من الملل والروتين نتيجة جلوسهم في المنزل بين أربعة جدران لساعات وأيام وربما شهور لا يخرجون إلا لمراجعة الطبيب أو حضور بعض المناسبات العائلية، وعادة ما يكون باقي أفراد الأسرة مشغولين بطلعاتهم ورحلاتهم الخارجية، ولأنهم يجدون صعوبة في اصطحاب هذه الفئة الى الخارج، يخرجون ويتركون هذه الفئة حبيسة المنزل وهو ما قد يصيبهم بإحباط نتيجة العزلة والضغوط النفسية والتي سوف تنعكس بشكل كبير على حياتهم اليومية، لذا أتمنى أن تتم الاستجابة لمطالبنا بضرورة الإسراع في إصدار التصاريح اللازمة والسماح للعائلات التي لديها كبار السن أو ذوو الاحتياجات الخاصة بنصب خيم خارجية خلال موسم الشتاء، خاصة أن رمضان سيكون هذا العام في فصل الشتاء وسيضيف على هذه الخيم أجواء جميلة من ليالي رمضان التي تزيد فيها الزيارات العائلية وصلة الأرحام، كما أنها تساهم في تغيير روتين الحياة اليومي التي يعيشونها وفرصة لإدخال نوع من البهجة والسرور على نفوسهم.
تحفيز العقل
وأشار العبدالله الى أن الترفيه يسهم في تحفيز العقل والحفاظ على قوة التركيز لكبار السن وأصحاب الهمم والمعاقين، حيث إن إضفاء روح الإيجابية والسعادة على هذه الفئة يساعد في تغيير روتينهم اليومي وتحسين النفسية، وأرجو أن يتم أخذ الموضوع بجدية، لأن الهدف ليس ترفيهيا فقط بل له نتائج إيجابية على صحة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، لأنه وكما نعلم ان الحالة النفسية هي من أكثر العوامل التي تساعد على تحسين الصحة الجسدية، ولنا أن نتخيل أن يجتمع شيبان الفريج في الخيمة برفقة الجيران والأقرباء يتسامرون ويتبادلون أطراف الحديث في أجواء جميلة أفضل لهم من الجلوس في المنزل في وقت يكون فيه كل أفراد العائلة مشغولين ويقضون أوقاتهم في المخيمات الشتوية تاركين آباءهم وأجدادهم في البيوت بين أربعة جدران.
كسر العزلة
وأضاف خالد الشاوي المري أن آباءنا وأجدادنا لهم فضل علينا ونحن عندما نطالب بتوفير فرص للترفيه انما نحاول أن نجد متنفسا لهم بهدف كسر الروتين اليومي الذي يعيشونه بين أربعة جدران، لأن أغلب العائلات تكون في المخيمات الشتوية خلال موسم التخييم ويبقى كبار السن وحيدين في المنزل فيعانون الوحدة والعزلة، الأمر الذي يحزننا جميعا، لأن كثيرا من كبار السن يعانون من أمراض الشيخوخة التي تجعل من خروجهم من المنزل الى مواقع التخييم أمرا صعبا ومستحيلا وربما يسبب لهم التعب والمشقة لذلك اقترحنا أن نوجد لهم فكرة جميلة وهي أن ننصب لهم خياما مؤقتة خارج المنزل.
جوانب نفسية
وأشار الشاوي الى ضرورة الاهتمام بالجانب النفسي لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة، فالجانب النفسي يساهم وبنسبة كبيرة في علاج الأمراض العضوية والجسدية كما يقول معظم الأطباء، ونحن نطالب بتوفير ولو جزءا بسيطا من وسائل الترفيه والبهجة لهذه الفئة ليعيشوا حياتهم اليومية بكل تفاؤل وحيوية بعيداً عن التوتر والضغوط اليومية والمساهمة في إضفاء روح الإيجابية والسعادة على هذه الفئة، لأن الترفيه أداة مهمة لتعزيز جودة الحياة وتحسين النواحي النفسية والاجتماعية لجميع البشر.
مساحة إعلانية