محليات
36
أجرى الحوار : جابر الحرمي – حسن حاموش – محمد الأخضر – نشوى فكري – تصوير: عمرو دياب
** مزايا كثيرة تجعل إكسبو الدوحة نسخة استثنائية بأرقام قياسية غير مسبوقة
** الدوحة ستكتب صفحة جديدة في سجل التميز القطري وستكون محط أنظار العالم
** إكسبو الدوحة أول معرض دولي للبستنة يُقام بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
** مبنى بيت الإكسبو سيؤول إلى متاحف قطر لاستخدامه في تنظيم المَعارض
** الاحتفاظ بمتحف التنوع البيولوجي بشكل دائم في حديقة البدع كإرث للأجيال
** تحويل مبنى مركز الابتكار في الإكسبو إلى قاعة متعددة الاستخدامات في حديقة البدع
** الزيارات اليومية لطلبة المدارس تعتبر أكبر حملة توعية بيئية وزراعية لمدة 6 أشهر
** منطقة دولية للأجنحة المشاركة ومنطقة ثقافية للفعاليات ومنطقة ترفيهية للعائلات
** جناح قطر يؤول لحديقة البدع ليصبح جزءاً من تراثها ورسالة للأجيال
** قطر تقود جهوداً جبارة في المنطقة لمواجهة التغير المناخي
** مونديال 2022 أصبح مقياساً لنجاح أي حدث عالمي تستضيفه الدوحة
** جناح المملكة العربية السعودية أكبر الأجنحة بين الدول المشاركة في إكسبو
** تنظيم احتفالات خاصة باليوم الوطني لكل دولة مشاركة خلال المعرض
** قطر حققت مراكز متقدمة في الأمن الغذائي بعد رفع نسب الاكتفاء الذاتي
** إكسبو فرصة لاستعراض المشاركين المبادرات الإبداعية والزراعية
تستضيف الدوحة نسخة استثنائية من إكسبو البستنة، مُسجلة أرقاماً قياسية غير مسبوقة من حيث مشاركة الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والمساحات الشاسعة والفعاليات المصاحبة، وفقاً لما كشفه سعادة السفير بدر بن عمر الدفع، المفوض العام لإكسبو 2023 الدوحة في حوار شامل مع الشرق أعلن خلاله أن إكسبو سيشهد مبادرات عالمية وشراكات تتعلق بالزراعة والأمن الغذائي والتكنولوجيا والابتكار والاستدامة.
ويشهد المعرض الذي يستمر لمدة 179 يوماً أكبر مشاركة دولية في تاريخ جميع النسخ السابقة من معارض الإكسبو الخاصة بالبستنة، حيث إن المشاركين من 82 دولة ومنظمة دولية، بينها 16 دولة عربية و27 دولة أفريقية، و17 دولة أوروبية و22 دولة آسيوية، و3 دول من قارة أمريكا اللاتينية، كل هذا بالإضافة إلى 7 منظمات دولية.
وقال السفير الدفع إن الدوحة تحتضن حدثا عالميا ضخما على مدى ستة أشهر سوف تكون أنظار العالَم مُركَّزَة على بلادنا، وسوف نعمل على أن يكون هذا المعرض، إن شاء الله، صفحة جديدة في سجل التميُّز القطري.
وكشف السفير الدفع عن إرث إكسبو، حيث سيؤول مبنى بيت الإكسبو إلى هيئة متاحف قطر ليتم استخدامه في تنظيم المَعارض الخاصة بالمتحف، كما سيتحول المبنى العصري لمركز الابتكار في الإكسبو إلى قاعة متعددة الاستخدامات في حديقة البدع، فيما سيتم الاحتفاظ بمتحف التنوع البيولوجي بشكل دائم في حديقة البدع أو نقله إلى حديقة أخرى.
وأشار إلى أن الجناح القطري سيتم منحه في نهاية المعرض لإدارة حديقة البدع ليكون جزءا متميزا من تراث الحديقة ورسالة للأجيال القادمة.
ورجح السفير الدفع أن يشهد معرض إكسبو الكثير من المبادرات الأممية بشأن الأمن الغذائي والبيئة والتغير المناخي، لافتا إلى أن قطر حققت مراكز متقدمة في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بعد رفع نسب الاكتفاء الذاتي وإطلاقها إستراتيجية وطنية للأمن الغذائي 2024 – 2030.
وقال إن دولة قطر تقود جهودا جبَّارة على مستوى المنطقة بخصوص التغير المناخي، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التي تساهم في الجهود المبذولة لخفض الملوثات الهوائية، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
وشدد السفير الدفع على أهمية التوعية بالبيئة والتغير المناخي خلال فعاليات المعرض، مشيرا إلى أن إكسبو الدوحة سيتحول إلى أكبر حملة توعية بالبيئة والزراعة تمتد 6 أشهر من خلال الزيارات اليومية لطلبة المدارس وفقا لبرنامج أعدته إدارة إكسبو بالتنسيق مع وزارة التربية.
وأكد السفير الدفع أن قطر قدمت دعما لعدد كبير من الدول الأقل نموا لتشجيعها على المشاركة في الإكسبو والحصول على مزايا وامتيازات تتعلق بالتكفل ببناء أجنحتها، واستضافة بعض أطقم تلك الأجنحة طيلة فترة المعرض، معربا عن سعادته بمشاركة 30 دولة من الدول الأقل نموا.
وقال إن أهم تحدٍّ واجه إكسبو الدوحة تمثَّل في تحول مونديال قطر الذي حقق نجاحا مبهرا أصبح مقياسا لنجاح أي حدث عالمي تستضيفه الدوحة على مستوى التنظيم والفعاليات مما يشكل ضغطا كبيرا وعلى المسؤولين عن أي استضافة.
وأشار السفير الدفع إلى أن إكسبو 2023 الدوحة يمنح الدول والمنظمات الدولية المشاركة فرصة غير مسبوقة لاستعراض مبادراتها الإبداعية وممارساتها الزراعية، وثقافاتها المتنوعة وتراثها الغني، كما سيتم خلال فترة المعرض تنظيم احتفالات خاصة باليوم الوطني لكل دولة مشاركة…
فيـمـــا يلـي تفاصيل الحوار ..
ما الذي يعنيه احتضان دولة قطر لمعرض البستنة 2023؟ وما هي مزايا هذه النسخة؟
إن إكسبو الدوحة هو أول معرض دولي للبستنة من هذا المستوى يُقام في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولذلك يعد احتضان هذا المعرض تأكيدا لثقة المجتمع الدولي في قدرة دولة قطر على تنظيم وإنجاح التظاهرات العالمية الكبيرة، وتأتي إقامة الإكسبو في الدوحة تأكيدا أيضاً لالتزام دولة قطر بتعزيز التعاون الدولي والتضامن العالمي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، ولذلك سوف يكون إكسبو الدوحة متميزا لعدة أسباب ومنها، أولا أهمية محاوره الأربعة ألا وهي الزراعة العصرية والابتكار والتكنولوجيا والوعي البيئي والاستدامة.
وثانيا: تنوُّع فعالياته التي تُقام في ثلاث مناطق في حديقة البدع هي المنطقة الدولية حيث أجنحة الدول، والمنظمات الدولية المشارِكة، والمنطقة الثقافية التي تستضيف الأنشطة الفنية والتراثية من كل أنحاء العالم، ومنطقة العائلات والترفيه المُقامة في الهواء الطلق.. إذًا نحن ننظم ونحتضن حدثا عالميا ضخما على مدى ستة أشهر سوف تكون فيها أنظار العالَم من جديد مُركَّزَة على بلادنا، وسوف نعمل على أن يكون هذا المعرض إن شاء الله صفحة أخرى في سجل التميُّز القطري.
إرث قطر من إكسبو
ما هي العوائد التي يمكن أن تحققها دولة قطر من استضافة هذا الحدث؟
قطر ستحقق عوائد كثيرة من تنظيم هذا المعرض، أذكر منها على سبيل المثال، تعزيز مشاريع الدولة في مجال الاستدامة الوطنية بالاطِّلاع على آخر التقنيات، والأبحاث ذات الصلة بالزراعة والأمن الغذائي والوعي البيئي.
أيضا سوف يؤول مبنى بيت الإكسبو إلى هيئة متاحف قطر ليتم استخدامه في تنظيم المَعارض الخاصة بالمتحف، وأيضا سوف يتم تحويل المبنى العصري لمركز الابتكار في الإكسبو إلى قاعة متعددة الاستخدامات في حديقة البدع، كما سيتم أيضا الاحتفاظ بمتحف التنوع البيولوجي بشكل دائم في حديقة البدع أو نقله إلى حديقة أخرى في الدولة كإرث للإكسبو.
وكذلك ستستفيد حديقة البدع من إرث الإكسبو، بإضافة آلاف الأشجار والنباتات والزهور إليها وإعطائها مزيدا من الخضرة والجمال، كما ستستفيد الحدائق العامة الأخرى في أنحاء الدولة من المنشآت المؤقتة للمعرض التي ستُمنَحُ لها بعد انتهائه، وأيضا منح الجناح القطري لإدارة حديقة البدع ليكون جزءا متميزا من تراث الحديقة ورسالة للأجيال القادمة.
وأيضا سيستفيد زوار حديقة البدع بشكل دائم، من خدمات المطعم الرئيسي الذي سيُقام في المنطقة الدولية الذي سيؤول إلى الحديقة عند نهاية المعرض، إضافة إلى هذا، يتوقع أن تقدم عدد من الدول أجنحتها هدية إلى الدولة وسيتم الاحتفاظ بها في حديقة البدع كجزء من تراث المعرض.
الإستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي
هل هناك مبادرات قطرية سوف تقدم للعالم خلال إكسبو 2023 في ما يتعلق بالتغير المناخي والأمن الغذائي؟
كما تعلمون، دولة قطر حققت مراكز متقدمة في مؤشر الأمن الغذائي العالمي، بفضل الجهود التي قامت بها الدولة لرفع نسب الاكتفاء الذاتي والإنتاج المحلي، وتطوير الممارسات الزراعية، واتباع الوسائل الحديثة في الزراعة، وهناك إستراتيجية وطنية للأمن الغذائي 2024 – 2030، ترتكز على مجموعة عناصر؛ منها تحقيق الاستدامة، والاعتماد على التقنيات الحديثة والابتكار في القطاع الزراعي، إذ تشمل هذه الإستراتيجية عددا من المشاريع والمبادرات في مجال الأمن الغذائي، تتناغم مع الأهداف التنموية لدولة قطر ورؤية قطر الوطنية 2030.
أما بخصوص التغير المناخي، تطمح الدولة لبلوغ مركز قيادي في المنطقة، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات التي تساهم في الجهود المبذولة لخفض الملوثات الهوائية، وتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وزيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، ولا أريد أن أكشف تفاصيل هذه المبادرات المتكاملة والمبهرة، وإنما أترك ذلك للجمهور عند زيارته لجناح دولة قطر فى الإكسبو- إن شاء الله.
نسخة استثنائية بأرقام قياسية
ما هو التوزيع الجغرافي للدول المشاركة في الإكسبو؟
تشارك في الإكسبو دول من مختلف قارات العالم، حيث إن هناك حضورا متميزا للمجموعة العربية ممثلة بأجنحة خاصة بكل دولة، وممثلة أيضا بجناحين منفصلين لكل من جامعة الدول العربية ومجلس التعاون الخليجي، كما تشارك الدول الأفريقية أيضا بعدد كبير من الأجنحة المتنوعة تصميما ومحتوى وشكلا، إلى جانب أجنحة للدول الآسيوية والأوروبية والأمريكية.
ولا ننسى أيضا وجود أجنحة خاصة ببعض المنظمات الإقليمية والدولية، مثل المكتب الدولي للمعارض، والرابطة الدولية لمنتجي البستنة، واللجنة المشتركة لمكافحة آثار الجفاف في الساحل، واتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر.
وفقا لجدول المشاركات فإن المعرض الذي سيستمر لمدة 179 يوما يشهد أكبر مشاركة دولية في تاريخ جميع النسخ السابقة من معارض الإكسبو الخاصة بالبستنة، حيث إن المشاركين من 82 دولة ومنظمة دولية، بينها 16 دولة عربية و27 دولة أفريقية، و17 دولة أوروبية و22 دولة آسيوية، و3 دول من قارة أمريكا اللاتينية، كل هذا بالإضافة إلى 7 منظمات دولية.
وبالرغم من أن هناك دولا كانت ستشارك أيضا ثم واجهتها بعض الصعوبات، إذ إن هناك 11 دولة كانت ستشارك ثم تراجعت لظروف خاصة بها، إلا أن أهم ما يميز إكسبو الدوحة أنه الأعلى من حيث عدد المشاركة، خاصة وأنه يعقد في بلد ذي مناخ صحراوي مما يشكل تحديا كبيرا.
3 مناطق كبرى لفعاليات إكسبو
ما هي المساحة التي تقام عليها أجنحة الدول المشاركة؟
يقام إكسبو 2023 الدوحة على مساحة مليون وسبعمائة ألف متر مربع تتوزع على ثلاث مناطق كبرى، وهي المنطقة الدولية وتضم حدائق الدول ومساحات العروض والفعاليات، ومنطقة العائلات، وتم تخصيصها لاحتضان الفعاليات الترفيهية، أما المنطقة الثقافية وهي مخصصة لاحتضان الأنشطة الثقافية والتعريف بتراث وفنون ومهارات وإبداعات الدول المشاركة، بالطبع ستحتضن هذه المناطق الثلاث فعاليات متنوعة ومتكاملة على مدى ستة أشهر ابتداء من 2 أكتوبر 2023 ولغاية 28 مارس 2024.
دعم الدول الأقل نمواً
هل قدمت دولة قطر دعماً لبعض الدول لبناء أجنحتها؟
في إطار التزام دولة قطر بدعم الدول الأقل نموا لتحقيق أهدافها في مجال التنمية البشرية، ومنها تسهيل عقد الشراكات لتحقيق هذه الأهداف، قدمت دولة قطر دعما لعدد كبير من الدول الأقل نموا لتشجيعها على المشاركة في الإكسبو والحصول على مزايا وامتيازات تتعلق بالتكفل ببناء أجنحتها، واستضافة بعض أطقم تلك الأجنحة طيلة فترة المعرض.
إن الهدف الأساسي من هذا الدعم هو تمكين الدول الأقل نموا من المشاركة في الإكسبو وعرض نجاحاتها في المجالات ذات الصلة بالزراعة ومكافحة التصحر والسعي إلى تحقيق الاستدامة، والإكسبو سيكون أيضا بالنسبة لهذه الدول منصة كبيرة لعرض فرص الاستثمار لديها والبحث عن شركاء ومستثمرين في شتى مجالات التنمية، وهذا أمر مهم جدا.
كما سيمنح الإكسبو رجال الأعمال، والقطاع الخاص في الدول الأقل نموا فرصة للتعرف على شركاء جدد وإبرام اتفاقيات شراكة معهم، سواء من داخل دولة قطر أو من الدول الأخرى المشاركة.
ونحن سعيدون بمشاركة أكثر من 30 دولة من الدول الأقل نموا في إكسبو الدوحة.
40 % من المتطوعين نساء
ما هو عدد المتطوعين المشاركين في إكسبو الدوحة؟
وصل عدد المتطوعين إلى قرابة ألفين وثلاثمائة، 40 % منهم من النساء، وقد اعتمدت في اختيارهم معايير الجدارة والأهلية، والاستعداد للتطوع مرتين أو ثلاث مرات أسبوعيا ولمدة ستة أشهر.
التحديات والتطلعات
ما هي التحديات التي تواجه إكسبو الدوحة؟
بعد نجاح دولة قطر في تنظيم نسخة كأس العالم 2022، يجب أن يكون أي حدث عالمي يتم تنظيمه على نفس المستوى من النجاح والتنظيم، مما يشكل ضغطا كبيرا علينا وعلى المسؤولين في أي استضافة، ولذلك فإن التحدي الأول قد نجحنا فيه بجدارة، وكذلك هناك تحدٍّ آخر ألا وهو انعقاد الإكسبو في دولة صحراوية ولكن قد يكون هناك تحدٍّ متعلق بالطقس، والذي قد يكون في البداية حارا، ولكنه متوقع مع أواخر شهر أكتوبر أن يبدأ في الاعتدال والتحسن، خاصة وأن الإكسبو يمتد على مدار 6 أشهر، وسيكون هناك فعاليات كثيرة وكبيرة.
جناح المملكة السعودية
كيف تم اختيار تصاميم الأجنحة داخل موقع الإكسبو؟
موقع الإكسبو مقسم لعدة مناطق، وكل دولة مشاركة قد اختارت تصميم الجناح الخاص بها، بحيث يكون مستوحى من التراث الخاص بها، مما يعطي الزائر فكرة عن العمارة والثقافة والتراث لهذه الدولة.
ويعتبر جناح المملكة العربية السعودية، هو أكبر الأجنحة بين الدول المشاركة، حيث تحرص كل دولة على استعراض تقنياتها في مجالات الزراعة وأحدث الابتكارات والتجارب التي ترغب في عرضها خلال معرض الإكسبو، ويوجد العديد من الدول مثل اليابان وإيطاليا وكوريا الجنوبية.
فعاليات ثقافية وترفيهية
ما هي أهم الأنشطة والفعاليات التي سيتم تنظيمها طوال فترة المعرض؟
إن إكسبو 2023 الدوحة يمنح الدول والمنظمات الدولية المشاركة فرصة غير مسبوقة لاستعراض مبادراتها الإبداعية وممارساتها الزراعية، وثقافاتها المتنوعة وتراثها الغني، كما سيتم خلال فترة المعرض تنظيم احتفالات خاصة باليوم الوطني لكل دولة مشاركة، ولإضفاء طابع متميز على يومها الوطني، تعتزم بعض هذه الدول دعوة عدد من مشاهيرها ونجومها في جميع المجالات سواء الفن أو الرياضة أو الثقافة أو السياسة ليكونوا حاضرين في الجناح الخاص بها في يومها الوطني، كما ستكون هناك منطقة خاصة لاكتشاف عادات الدول الغذائية، إضافة إلى فعاليات يومية متنوعة من المتوقع أن تجذب العديد من الزوار.
كما تم تخصيص فترات صباحية لزيارات طلبة المدارس، بحيث يتم عمل أنشطة وفعاليات تتعلق بالزارعة والاستدامة، بالإضافة إلى وجود جدول حافل بالمحاضرات والندوات التي تتعلق أيضا بمجالات البستنة والزراعة واستعراض أحد الابتكارات ووسائل التكنولوجيا، وعرض الدراسات والأبحاث الجديدة في هذا المجال. بالإضافة إلى الاحتفالات واستعراض الفن الشعبي التقليدي، حيث إن هناك فرقا موسيقية تراثية يوميا تعبر عن تراث الدول المشاركة، إذ إن الكثير من الدول حرصت على استقطاب كل ما يتعلق بتراثها مثل الموسيقى والفرق الشعبية والأزياء التراثية والأكلات الشعبية لتعريف الجمهور القطري عليها، فضلا عن الاحتفال بالأيام الوطنية للدول المشاركة ورفع أعلام تلك الدول بحضور سفراء ووزراء تلك الدول، أي أنه يوميا ستكون هناك أمسيات وعروض وأنشطة يومية تجذب العائلات والزوار.
10 ملايين شجرة
ما الإضافة التي يقدمها معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة عن النسخ السابقة؟
إن معارض الإكسبو السابقة، والتي بدأت في عام 1960، جميعها تم تنظيمها في دول ذات مناخ معتدل أو بارد، ولكننا في هذه النسخة نتحدث عن تنظيم إكسبو في منطقة ذات مناخ صحراوي، ورغم ذلك نرى مشاركات عديدة، وأشجارا تم زراعتها، ومساحات خضراء يبذل فيها الكثير من الجهد، حيث تتم إعادة تدوير المياه واستخدامها في الزراعة.
وهناك اهتمام كبير لدولة قطر بزيادة المساحات الخضراء في البلاد، وظهر ذلك جليا في عدد من مبادراتها، أبرزها التشجير وزيادة المساحات الخضراء باعتبارهما السبيل لتوفير بيئة صحية ومستدامة، وذلك من خلال مبادرة مليون شجرة والتي أطلقتها دولة قطر عام 2019، وتم إنجازها بالتزامن مع كأس العالم 2022، ولم تتوقف مبادرات قطر في زيادة المساحات الخضراء ومكافحة التصحر، بل أطلقت مبادرة زراعة 10 ملايين شجرة، وأيضا هناك العديد من الدول التي لديها طموح كبير مثل المملكة العربية السعودية التي لديها مبادرات لزراعة 10 مليارات شجرة، واليوم دولة قطر استطاعت أن تعوض كل ما كان يتم استيراده من الخارج خلال الزراعة في البيوت المحمية واستخدام تقنيات حديثة، حتى أصبحنا نرى العديد من المنتجات القطرية سواء الخضراوات والفاكهة، وذلك بفضل التقنيات الزراعية والتطور الزراعي الذي تشهده.
منصة لمناقشة التحديات والحلول
ما هي أهم القضايا التي سيتناولها إكسبو الدوحة؟
من المتوقع أن إكسبو 2023 الدوحة سيكون منصة تجمع أطرافًا متعددة من أجل مناقشة الحلول والتحديات البيئية، فالعالم اليوم يواجه العديد من التحديات التي يجب مناقشتها مثل الأمن الغذائي والابتكار وأحدث وسائل التكنولوجيا المستخدمة في المجال الزراعي وشح المياه، كما أن هناك بعض الابتكارات التي سيتم استعراضها من خلال الدول المشاركة، وستستفيد منها الدول الأخرى، باعتبار إكسبو فرصة للاطلاع وتبادل الخبرات، ولذلك فإن الحاجة ماسة لزيادة توعية الجمهور، وعمل برامج لطلاب المدارس وغرس قضايا مثل الحفاظ على البيئة والاستدامة وعدم الهدر في الموارد في نفوسهم، إذ إننا نعيش في عالم متغير، ويجب أن نواكب هذه التغيرات من خلال أن يكون لدينا نظرة شمولية، حتى نقيم الأمور تقييما صحيحا، وبالتالي اتخاذ الإجراءات اللازمة، والاستفادة مما توصل إليه الآخرون، وتوطينه عندنا بالطريقة التي تناسب إمكانياتنا.
وقطر اليوم لديها العديد من الأشياء التي تميزها عن الدول الأخرى، ويأتي على رأسها تميزها بجودة التعليم، وزيادة عدد المدارس وتنوعها واختلاف الجامعات الموجودة وعددها، واستقطابها لطلاب من مختلف دول العالم، الأمر الذي يعتبر استثمارا حقيقيا.
4 مرتكزات لإكسبو الدوحة
ما هي أهم القضايا التي سيناقشها إكسبو؟
يسعى معرض إكسبو 2023 الدوحة للبستنة، من خلال التركيز على أربعة موضوعات فرعية هي: الزراعة الحديثة، التكنولوجيا والابتكار، التوعية البيئية، والاستدامة، ويعتبر المعرض الذي يقام لأول مرة في منطقة ذات مناخ صحراوي، تحت شعار «صحراء خضراء، بيئة أفضل»، فرصة مهمة لا سيما للبلدان الصحراوية الحارة وخاصة في منطقة الشرق الأوسط، لمواجهة التحديات التي تواجهها في مجال التصحر والاستدامة، من خلال اقتراح حلول لتعزيز حياة خضراء مزدهرة في الصحراء وإرساء بيئة من التعاون والشراكة في أفق هذا الحدث العالمي، وقطر لديها العديد من المبادرات الهامة في الزراعة والعمل على زيادة المساحات الخضراء والأمن الغذائي.
تاريخ حافل بالإنجازات
ما الدافع الذي جعل هذا العدد الكبير من الدول تشارك في إكسبو الدوحة؟
إننا نأمل أن يكون إكسبو الدوحة نسخة استثنائية، خاصة وأن دولة قطر لديها سجل حافل بالنجاح في تنظيم واستضافة الأحداث الكبرى، وتنظيم المؤتمرات، كما أننا نقع في وسط العالم أي أننا نربط بين الشرق والغرب، وأصبح الوصول إلينا سهلا، إذ لدينا أهم الخطوط الجوية في العالم والشحن، فدولة قطر أصبحت تلعب دورا في تزويد العالم بالطاقة النظيفة ألا وهي الغاز، وقطر بحلول عام 2026 ستكون واحدة من أكبر الدول المصدرة للطاقة النظيفة، خاصة وأن قطر أهم ما يميزها أن الغاز يأتي من مكان واحد وهو حقل الشمال مما يقلل التكلفة.
وكذلك كأس العالم 2022، ونجاح قطر في تنظيم هذه النسخة الهامة، حيث إن قطر تمكنت من فرض شروطها ومنها عدم إتاحة المشروبات في الملاعب، وهي تجربة فريدة وستطبقها العديد من الدول الأخرى، أيضا الثقافة القطرية والإسلامية في التعامل مع الآخرين، والذي نجحت به قطر أيضا خلال كأس العالم، حيث إنها استطاعت إبهار العالم، وكذلك من خلال التسامح والتعامل مع جميع الجنسيات الموجودة لديها، كل هذا أيضا بالإضافة إلى عنصر الأمن الذي أشاد به الجميع، وكذلك عند رؤية ملاعب كرة القدم المبهرة وتصاميمها حيث تم تصميمها لتكون صديقة للبيئة، مما أعطى الثقة في قطر كدولة، كما أن قطر تميزت بالمصداقية، فهي من الدول إذا وعدت بشيء تنجزه، ولم تعلن عن دعم أو مشروع وتراجعت عنه.
ولذلك التواجد في الإكسبو سيعطي فرصة للتطور على أرض الواقع في مجالات الزراعة، وبالتالي جميع دول التعاون الخليجي مشاركة أيضا، وكل دولة ستستعرض إنجازاتها في هذا المجال.
الخليج والأمن المائي
على المستوى الخليجي.. كيف يمكن الاستفادة من إكسبو؟
بعض الدول لديها سبق أو تفوق في مجالات معينة، مثل الأمن المائي، وأغلب الدول العربية تحت خط الفقر المائي، ودول الخليج ذات مناخ صحراوي، وهناك دول منها عملت إستراتيجيات للمخزون المائي، أي أن إكسبو فرصة لعرض التجارب والاستفادة وتبادل الخبرات، وأيضا معرفة أن هناك العديد من الحلول التي تعالج بعض التحديات والمشكلات التي تواجه الدول، ولذلك إكسبو يشكل فرصة للاطلاع على تجارب 82 دولة، والترويج لتلك البلدان سياحيا من خلال زوار المعرض، فكل دولة لديها ثقافة مختلفة، والتنوع يضيف للجميع.
تجهيز البنية التحتية والخدمات %100
هل تم اكتمال الأعمال وبناء كافة أجنحة الدول المشاركة؟
أولا هناك شيئان يجب التأكيد عليهما، الأول أنه ولا نسخة تم تنظيمها من معرض إكسبو تواجدت جميع الدول المشاركة في يوم الافتتاح، وكذلك هناك بعض أنواع الشتلات والشجيرات التي هي بحاجة لاعتدال الجو، حتى تنمو وتكبر بالشكل المطلوب، مما جعل بعض الدول قد تقوم بافتتاح أجنحتها فيما بعد، ولكن اللجنة المنظمة قامت بتجهيز مختلف المباني والبنية التحتية والخدمات بنسبة 100 % داخل الموقع، إذ إن هناك جهدا كبيرا، وخلايا نحل تعمل على مدار الساعة، بالإضافة إلى أن هناك تعاونا كبيرا من قبل المؤسسات والوزارات كل في مجال تخصصه.
ونتوقع أن يزور الإكسبو 3 ملايين زائر، وأعتقد أن الجمهور عندما يكتشف البرامج والمفاجآت التي تم تحضيرها يوميا، خاصة وأن هناك برامج مشوقة، ومسرحا للجمهور بطاقة استيعابية تصل إلى 5 آلاف شخص، فضلا عن الفرق الموسيقية خلال فترة المساء، والندوات والمحاضرات وغيرها من الأنشطة.
أي أن هناك زخما كبيرا سواء من خلال عدد الدول المشاركة، أو المنظمات الدولية والبحثية المشاركة، حيث تشارك دول بمراكز بحثية وأخصائيين خلال الندوات، وقطر أيضا ستشارك من خلال جامعة قطر ومركز الأبحاث التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، مما يشكل إضافة فكل دولة قادمة لتستعرض جهودها وآخر ما توصلت إليه في مجال الاستدامة والابتكار، وكذلك يوجد جهات ووزارات في قطر لديها جهود كبيرة في مجال الاستدامة، فعندما تم تعييني مبعوثا للاستدامة، فوجئت بخطاب من وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية حول جهودها في مجال الاستدامة، إذ إنهم يحثون على أهمية تقنين استخدام المياه في المساجد، ولديهم شروط لبناء المساجد الخضراء عن طريق استخدام مواد صديقة للبيئة، كما أن خطباء المساجد يوجهون المصلين لعدم الهدر في المياه، وأتمنى المحافظة على المياه من الهدر في جميع دول العالم.
مساحة إعلانية