محليات
78
الهلال الأحمر القطري يفتتح المخيم الميداني التاسع للتدريب على إدارة الكوارث
الدوحة – موقع الشرق
افتتح الهلال الأحمر القطري، اليوم، المخيم الميداني التاسع للتدريب على إدارة الكوارث، والذي ينظمه تحت شعار “تأهب فعال واستجابة أفضل”، بالتعاون مع وكالات الأمم المتحدة والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر واللجنة الدولية للصليب الأحمر والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والجمعيات الوطنية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وقال سعادة السفير حسن بن علي الحمادي الأمين العام للهلال الأحمر القطري، في كلمة خلال الافتتاح، إن مخيم إدارة الكوارث، يأتي في ظل ظروف فارقة، منها ما هو إيجابي ومنها ما هو سلبي، مشيرا إلى أن هذه النسخة من المخيم هي الأولى منذ بدء جائحة /كوفيد-19/ التي حملت تأثيرات هائلة على العالم بأسره، وأعادت صياغة كل ما له علاقة بعلوم واستراتيجيات إدارة الكوارث والأوبئة.
ونوه بأن المخيم يأتي أيضا في أعقاب النجاح التاريخي لاستضافة دولة قطر لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، بكل ما حملته من دروس مستفادة وشهادات نجاح لجميع مؤسسات الدولة التي شاركت في تنظيم البطولة بهذا الشكل المشرف، كما يتزامن مع كارثة الزلزال المدمر، الذي ضرب تركيا وسوريا والعديد من البلدان المجاورة وخلف وراءه خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، حيث لا تزال فرق البحث والإنقاذ تعمل جاهدة لإنقاذ أرواح العالقين، كما تتواصل الجهود الدولية لإغاثة المتضررين وتخفيف وطأة الكارثة عليهم.
وأضاف: “بالنظر إلى كل هذه المعطيات والتحديات الاستثنائية، وانطلاقا من رؤية الهلال الأحمر القطري في مجالات التدريب والسلامة المجتمعية، وتماشيا مع التوجه العام للدولة نحو بناء قدرات المجتمع على المستويين الفردي والمؤسسي، يكتسب مخيم إدارة الكوارث التاسع أهمية كبيرة، بتركيزه على تزويد الكوادر الإغاثية والتطوعية بأحدث ما وصل إليه العلم في مجال التأهب والاستجابة للكوارث، وخاصة فيما يتعلق بتأمين الجموع، والسيطرة على الحالات الطارئة والكوارث المتعلقة بالجماهير”.
من جهته، أكد سعادة الفريق الركن سعد بن جاسم الخليفي مدير الأمن العام نائب رئيس مجلس الدفاع المدني، في تصريحات عقب مشاركته في حفل الافتتاح، على أهداف وغايات مخيم إدارة الكوارث الذي ينظمه الهلال الأحمر القطري للعام التاسع، وبدعم من مجلس الدفاع المدني، منوها بالحرص على مواصلة العمل بجهد لتنفيذ وتتبع الإجراءات المحددة في مختلف الفعاليات ذات الصلة.
وشدد سعادته على ضرورة الاستمرار في تعزيز وتطوير السياسات المحلية والإقليمية والعالمية للحد من مخاطر الكوارث عبر إدارتها بشكل جيد، والأخذ بعين الاعتبار التغيرات المناخية، والمخاطر المحتملة، ووضع برامج وخطط لتضمين مخاطر الكوارث على المستوى المحلي من خلال معالجة المخاطر الممتدة، والحد من تأثيراتها وتعزيز القدرة على المرونة والصمود، وكذا تعزيز الشراكة وتحديث قاعدة البيانات وتبادل الخبرات، والعمل التطوعي، واستخدام التكنولوجيا وتطوير نظام القياس والتنبؤ، وغيرها من البنود التي تضمن تعزيز الجهود في الحد من مخاطر الكوارث.
وأشار سعادة الفريق الركن سعد بن جاسم الخليفي إلى دعم مجلس الدفاع المدني ووزارة الداخلية لكافة الجهود التي يبذلها الهلال الأحمر القطري في مجال إدارة الكوارث والحد من مخاطرها، مشيدا بنجاح النسخ الثماني السابقة من مخيم إدارة الكوارث ودورها الفعال في التدريب على التعامل مع الكوارث والأزمات، ومتمنيا النجاح والتوفيق للمخيم والاستفادة منه بالشكل المطلوب.
وأكد اللواء حمد بن عثمان الدهيمي المدير العام للدفاع المدني بوزارة الداخلية عضو مجلس الدفاع المدني، في كلمة المجلس، أهمية المخيم الميداني لإدارة الكوارث، لإسهامه في تنمية القدرات والمهارات البشرية في التعامل مع الكوارث وتوعية المجتمع.
وأشار اللواء الدهيمي إلى أن المخيم يمثل فرصة مهمة لتبادل الخبرات مع الشركاء الدوليين، خاصة وأنه يأتي ضمن جهود دولة قطر الداعمة لإطار “سنداي” الذي يركز على منع نشوء المخاطر الجديدة عبر مجموعة من الآليات والوسائل وتقليل المخاطر القائمة.
ونوه بأن بطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، كانت فرصة لبناء وتعزيز آليات الصمود أمام المخاطر والكوارث والأزمات في شتى المجالات، مبينا أن مجلس الدفاع المدني قام بوضع إطار عام لإدارة الكوارث وإجراء تقييم شامل للمخاطر الوطنية وإعداد سجل للبنية التحتية، كما دشنت الإدارة العامة للدفاع المدني تحديثا شاملا لدليل الاشتراطات الفنية للدفاع المدني للعام 2022، حيث ساهمت هذه الجهود وغيرها في تحقيق عدد من الإنجازات، منها على سبيل المثال حصول الفريق القطري لتحديد هويات ضحايا الكوارث التابع لوزارة الداخلية، وبإشراف مباشر من مجلس الدفاع المدني، على الاعتماد الدولي من المنظمة الدولية للشرطة الجنائية.
وفي سياق متصل، قدم اللواء الدهيمي ورقة عمل حول “أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في إدارة الأزمات والكوارث” عبر تجربة وزارة الداخلية أثناء المونديال، تناول خلالها أهمية وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في نشر التوعية والتثقيف الأمني والارشادات والتوجيهات أثناء الأزمات، مشيرا إلى استفادة وزارة الداخلية من تلك المنصات خلال البطولة في نشر الوعي والحد من المخاطر.
من جانبه، أكد سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، أن الرهان الحقيقي لتجاوز الأزمات والطوارئ هو الاستعداد القبلي، من خلال برامج التدريب وحملات التوعية وتدريب أفراد المجتمع بلا استثناء، وهو ما يقدمه المخيم الميداني للتدريب على إدارة الكوارث، لافتا إلى أن مواجهة الأزمات والكوارث والحد من آثارها السلبية، يتطلب تكاتف الجميع باعتباره مسؤولية مشتركة، إذ يشمل ذلك مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والقطاع الخاص وجميع أفراد المجتمع من مواطنين ومقيمين.
وشدد الدكتور النعيمي على أن التعليم حق أصيل من حقوق واحتياجات الإنسان الأساسية، وهو أحد محاور رؤية قطر 2030، وعامل رئيسي في تحقيق العديد من جوانب رؤية الدولة وأهداف استراتيجية العمل التي تنفذها مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن التعليم في حالات الطوارئ، أداة مهمة للاستقرار وحماية الطلاب عاطفيا ونفسيا وجسديا، ويعمل أيضا على تأهيلهم بالتضافر مع برامج التدريب ونشر الوعي للتعامل مع الأزمات والكوارث والتقليل من آثارها السلبية بل وتجاوزها بكل اقتدار.
وتطرق إلى العديد من الجائحات التي واجهها العالم، ومنها /كوفيد-19/ التي أدت إلى تعطيل التعليم حول العالم، وإغلاق المدارس والانتقال إلى التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني للحد من انتشار الوباء.
وأكد الدكتور النعيمي أن دولة قطر نجحت في تجاوز الجائحة وأثرها السلبي والمباشر على التعليم والصحة، من خلال تطبيق نظام التعلم المدمج، حيث قامت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بوضع الخطط والبدائل الفعالة لمختلف المستويات والفصول الدراسية، لضمان مواصلة جميع الطلاب لتعليمهم وعدم التخلف عن إتمام عامهم الدراسي.
كما أطلقت الوزارة بوابة التعلم عن بعد /Qlearning/ لتسهيل ودعم جميع خدمات التعلم عن بعد، والتزمت المدارس بتوعية الطلبة بالإجراءات الاحترازية الواجب إتباعها، والالتزام بالتعاميم التي أصدرتها وزارة الصحة العامة، وتوزيع المنشورات والمطويات التي تصدرها إدارة الصحة والسلامة في الوزارة بشأن الاحترازات الوقائية على الطلاب في بداية دوامهم وتوعية أولياء الأمور بها.
وبين أن نجاح تجربة وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي يرتكز أساسا على الاستعداد المسبق، إذ تم تأسيس بنية نظام التعليم الإلكتروني وتدريب الطلاب والمعلمين عليها منذ سنوات عديدة، مما سهل عملية الانتقال للتعليم الإلكتروني وقت الجائحة.
ونوه بأن افتتاح المخيم يتزامن مع وقوع كارثة إنسانية مفجعة إثر الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، وما خلفه من دمار وخسائر فادحة، راح ضحيتها عشرات الآلاف ممن فقدوا أرواحهم تحت حطام منازلهم، بالإضافة إلى الإصابات الخطيرة التي يعاني منها الناجون، داعيا إلى التبصر في مثل هذه الكوارث وتعلم الدروس منها ليكون الجميع أكثر استعدادا وإعدادا للتعامل مع الأزمات والكوارث.
وقال سعادة السفير شاهين بن علي الكعبي مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية، في كلمة خلال افتتاح المخيم الميداني التاسع للتدريب على إدارة الكوارث، إن الوزارة تعمل مع جميع الشركاء المحليين مثل صندوق قطر للتنمية وهيئة تنظيم الأعمال الخيرية والجمعيات القطرية كالهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية.
وشدد سعادته على أن الجهود الدولية في إدارة الأزمات والكوارث لا تؤتي أكلها إلا بتعاضد جميع الشركاء وتنسيق جهودهم، وتطبيق آليات العمل الإنساني، وتنفيذ المعايير الإدارية والدولية، مبينا أن ذلك يأتي ضمن أولويات وزارة الخارجية والمنظمات الإنسانية القطرية، في سبيل تحقيق الكفاءة في الأداء والشمولية في العمل والعطاء.
وأشار إلى أن هذا المخيم يتناول موضوعا مهما في عالمنا المعاصر، ألا وهو إدارة الأزمات والكوارث، لافتا إلى ما يشهده العالم من أزمات وكوارث متزايدة، سواء الطبيعية والمناخية منها، أو تلك التي من صنع الإنسان، ما يحتم على الجميع العمل نحو وضع أطر عملية وتنفيذية ممنهجة لإدارة الأزمات والكوارث بهدف الحفاظ على الإنسان وتقليل الخسائر.
وأوضح أن أهمية إدارة الأزمات والكوارث تكمن باحترافية أنها تشكل السبيل الوحيد لتلافي الأضرار والآثار المروعة الحالية والمستقبلية المباشرة وغير المباشرة التي تنتج عن تلك الأزمات، كما أنها ترسم الطريق لتطبيق المعايير الفنية للتدخلات الإنسانية والإغاثية التي يقدمها جميع الشركاء.
وأشار إلى أن دولة قطر تبنت نهجا واضحا في مد يد العون والمساعدة في جميع الأزمات التي تشهدها المنطقة والعالم، عن طريق توفير المساعدات الإنسانية العاجلة والمستمرة للكثير من الفئات المتضررة من هذه الأزمات والكوارث، بالإضافة إلى إتباع المعايير الدولية في العمل الإنساني والتنموي، وتطبيق الآليات العلمية في إدارة الكوارث والأزمات.
وقال سعادته إنه تنفيذا لهذا التوجه، تتولى وزارة الخارجية الكثير من الأعمال المتعلقة بهذه التدخلات، وخاصة توفير الدعم السياسي، ودعم الشراكة الدولية، وتنسيق الجهود الإنسانية في جميع مناطق العالم، بما في ذلك مناطق الأزمات والكوارث، بالإضافة إلى تدخلاتها الأخرى المتعلقة بالوساطة والمصالحة والسلام، والدبلوماسية الوقائية، والمساهمة في المبادرات الدولية مثل تغير المناخ وتعزيز الأمن الدولي وحقوق الإنسان، والتي تصب جميعها في ذات الهدف.
وذكر مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية أن تنسيق الجهود الدولية لتحقيق إدارة فاعلة للأزمات الدولية يتطلب إدراكا واسعا بالمتغيرات الإقليمية والدولية، والعمل مع الكثير من الشركاء على المستوى المحلي والدولي، لافتا إلى أن وزارة الخارجية توفر الدعم الدبلوماسي والسياسي لجميع الشركاء المحليين في مناطق الأزمات عبر سفارات الدولة المنتشرة حول العالم، كما تسهم في تذليل الصعاب وتيسير وصول فرق وإمدادات هذه المنظمات إلى المحتاجين في جميع أنحاء العالم.
وقال إنه في هذا الإطار، قامت دولة قطر بتشكيل اللجنة الدائمة لأعمال الإنقاذ والإغاثة والمساعدات الإنسانية في الدول المنكوبة الشقيقة والصديقة، والتي تضم طيفا واسعا من الجهات القطرية ذات الصلة، فضلا عن قيام الدولة بإنشاء غرف عمليات لتنسيق الجهود في الميدان خلال تدخلها في الدعم والإنقاذ في عدة كوارث بالمنطقة، بالإضافة إلى تنسيق الحملات والتبرعات المجتمعية التي تقوم بها المنظمات القطرية لصالح متضرري الأزمات والكوارث في أقاليم مختلفة من العالم.
ونوه بأن العمل مع المكونات الإقليمية والدولية الخارجية مثل منظمات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى، يأتي في صميم مهام وزارة الخارجية في سبيل المساهمة الفاعلة في حل الأزمات وتوفير الدعم وإغاثة المتضررين، مشيرا إلى أن الوزارة تقوم بتوقيع مذكرات التفاهم والاتفاقيات مع العديد من الدول والمنظمات المحلية والدولية للاستجابة السريعة للأزمات والكوارث والمساهمة في تنفيذ خطط الإنقاذ والإغاثة والتعافي والإعمار. كما تمثل الدولة في تقديم المساهمات المالية والتنفيذية في المؤتمرات المخصصة لمعالجة الأزمات حول العالم، بالإضافة إلى الدعم والمشاركة في جهود الهيئات الدولية المتخصصة مثل مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية (OCHA)، وصندوق الأمم المتحدة المركزي للاستجابة للطوارئ (CERF).
ولفت سعادة السفير شاهين بن علي الكعبي مدير إدارة التعاون الدولي بوزارة الخارجية، في ختام كلمته، إلى أن تنسيق الجهود الدولية في أفغانستان خلال العام 2021، كان نموذجا عمليا لدور دولة قطر في العمل مع الشركاء الآخرين في الاستجابة لتحديات الأزمة هناك، كما هو الحال في تدخلات الدولة في أزمات وكوارث أخرى مثل الأزمة السورية، وانفجار مرفأ بيروت، والكارثة الأخيرة لزلزال تركيا وسوريا.
من جانبه، قال الدكتور أحمد المحمد رئيس مجموعة القيادة الاستراتيجية الصحية لبطولة كأس العالم FIFA قطر 2022، أن برامج التعليم الطبي والتطوير المهني المستمر تتضمن الكثير من الأمور من بينها إدارة الأزمات، منوها بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية خلال جائحة /كوفيد-19/ وخلال بطولة كأس العالم فيما يتعلق بتدريب الكوادر للتعامل مع كافة السيناريوهات.
وأكد أنه تم تدريب طاقم طبي كبير من المسعفين على إدارة الحوادث والكوارث وتصنيف الحالات وغير ذلك من الأمور ذات الصلة.
بدوره، نوه المستشار ياسر أحمد علي رئيس قسم حماية الصحفيين بمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسان، بالدور الهام للهلال الأحمر القطري في تدريب طواقم شبكة الجزيرة على الإسعافات الأولية في مناطق الحروب والتوترات، الأمر الذي ساعد كثيرا في تقديم الخدمات الإسعافية لطواقم التغطيات الإخبارية في تلك المناطق.
وأشار إلى أن شبكة الجزيرة تبنت استراتيجية تدريب الأمن والسلامة في البيئات العدائية وغير العدائية مع اهتمام خاص بالتدريب النفسي، كما تم تصميم منهج تدريبي متخصص، يكتسب من خلاله المتدرب مهارات التخطيط للمهمة.
يذكر أن المخيم الميداني التاسع للتدريب على إدارة الكوارث، الذي يستمر 10 أيام، يهدف إلى تأسيس فريق مدرب ومتخصص في إدارة الكوارث، لتحقيق استجابة أفضل لمخاطر التجمعات الكبيرة، وتبادل الخبرات بين الجمعيات الوطنية والمؤسسات القطرية في مجال الاستجابة لكوارث الحشود البشرية.
ويستقطب المخيم هذا العام 300 مشارك من داخل قطر وخارجها، علما بأن مجالات التدريب تتنوع بين النظري والتطبيقي، لتشمل مختلف قطاعات العمل الإغاثي الميداني، بالإضافة إلى سيناريوهات محاكاة يومية للتعامل مع كوارث افتراضية.
مساحة إعلانية