محليات
540
❖ غنوة العلواني
في ظل الجهود المبذولة للحفاظ على الكائنات المهددة بالانقراض وخاصة أبقار البحر قام فريق بحثي من جامعة قطر يتكون من الدكتور محسن العنسي اليافعي والدكتورة يسرية سليمان الأساتذة المشاركين بقسم العلوم البيئية والبيولوجية والباحث إسماعيل الشيخ من إكسون موبيل وعدد من الباحثين المساعدين، وبدعم من مؤسسة قطر بأول استخدام لطائرة بدون طيار (الدرون) لدراسة ديناميكية ثاني أكبر تعداد وأكبر تجمع لأبقار البحر في موقع واحد في العالم والذي يستوطن المياه الساحلية القطرية الغنية بالحشائش والأعشاب البحرية..
وقد هدفت الدراسة المشتركة بين جامعة قطر وإكسون موبيل إلى دراسة ديناميكية مجموعات أبقار البحر في الساحل الشمالي الغربي لدولة قطر، باستخدام تقنيات التصوير لتجمع أبقار البحر بأكمله باستخدام مركبة جوية بدون َّطيار. كما هدفت الى تقديم تفسير أسباب تجمع ابقار البحر شمال غرب دولة قطر والتي فاق عددها 1000 بقرة بحر.
وقد امتدت دراسة الأطوم في المياه القطرية إلى أكثر من ثلاثة أعوام، وتضمنت مسحًا جويًا متكررًا باستخدام الدرون، بالإضافة إلى مسح بحري موسمي مكثف لرصد التغير في نوعية وكثافة الأعشاب والحشائش البحرية والتي تمثل المرعى الرئيسي لأبقار البحر..
كما قام الفريق البحثي بالتقاط صور لأبقار البحر لمعرفة التغيرات التي تطرأ على الكثافة العددية على مدار الثلاثة أعوام بسبب التوالد والوفيات كنتيجة للتغيرات في الموائل والصيد وحوادث القوارب. ومن خلال البحث تم أيضا قياس البنية العمرية عن طريق قياس نسبة بقر البحر الصغار إلى البالغين، حيث إنه يعتبر من المؤشرات التي تساعد على التنبؤ بمدى زيادة أو انخفاض أعداد أبقار البحر مستقبلا. وبما أن بقاء مجموعات بقر البحر يعتمد على جودة وكثافة موائل المروج البحرية، قام الباحثون أيضا بقياس كمي ونوعي للتغيرات في الكثافة الكمية والنوعية لموائل الحشائش البحرية على مدى عدة مواسم مختلفة لمعرفة مدى التغير في تلك الموائل والتي تعتبر موطنا لأبقار البحر لان فهم ديناميكية تجمعات أبقار البحر وكيفية استجابتها لتغير موائل المروج البحرية، هو أحد مفاتيح النجاح لإدارة الحياة البحرية وبالتالي الحفاظ عليها.
ويذكر ان علماء الأحياء عادة ما يستخدمون مصطلح الديناميكية لوصف التحول في عدد وحجم وتكوين الأفراد مع الوقت ومحاولة تفسير أسباب تلك التحولات. حيث ينتمي بقر البحر أو الأطوم إلى رتبة سيرينيا والتي تضم ثلاثة أنواع من خراف البحر ونوعا ً وحيدا من أبقار البحر. وتنتمي أبقار البحر لعائلة Dugongidae، والتي كانت متنوعة في السابق ولكن توالى انقراض أنواعها وكان آخر نوع ينقرض هو هيدروداماليس جيجاس وذلك في القرن الثامن عشر تاركا نوعا وحيدا متبقيا ينتمي لتلك العائلة وهو يتواجد بالمياه الساحلية لحوالي أربعين دولة بالعالم ولكن تعتبر استراليا ومياه الخليج هي المعاقل الأكبر لتجمع أبقار البحر في العالم.. وأبقار البحر التي تحوي الآن نوعا واحدا مهددة بشكل خاص بالانقراض وذلك لبطء معدل تكاثرها، إلى جانب تعرضها للموت بسبب حوادث قوارب الصيد أو شباك صيد الأسماك وتدهور موائل المروج البحرية..
بقر البحر حيوان ثديي كبير الحجم ويصل طوله إلى ما يزيد على 3 أمتار، ووزنه قد يصل إلى 400 كجم. ويصل عمره إلى ما يزيد عن 70 عاما ويتميز باللون الرمادي. يتغذى الاطوم على مجتمعات الحشائش أو الأعشاب أو الطحالب البحرية وبالتالي فإنه يتواجد في الموائل المحمية الضحلة التي تدعم نمو المروج البحرية والتي يعتمد نموها على وفرة الضوء والأملاح المغذية ولقد أثبتت مجموعة متنوعة من الدراسات أن أكبر عدد من أبقار البحر موجود في أستراليا ويمكن أن يعزى وجودها الكبير في أستراليا إلى عدد من العوامل، أهمها وفرة المصادر الغذائية، وانخفاض الأنشطة البشرية في المنطقة، وتنفيذ القوانين الموضوعة لحماية أبقار البحر من الاستغلال. وتنتشر أبقار البحر في مناطق أخرى من العالم بأعداد أقل كالبحر الأحمر والخليج العربي، كما تم توثيق وجودها في معظم المناطق الساحلية في المحيطين الهندي والهادئ، بالإضافة إلى العديد من الجزر في المحيط الهادئ ومع ذلك، لا يوجد تقييم دقيق للأعداد رغم وجود أدلة تشير إلى أن عدد أبقار البحر قد انخفض بشكل كبير في العقود الأخيرة.
مساحة إعلانية