ثقافة وفنون
46
بحضور السفير التركي..
طه عبدالرحمن
** قطر وتركيا نموذج للعلاقات بين الدول عربياً وإسلامياً
** تجب إعادة القراءة الصحيحة للتاريخ العربي – التركي
أطلق مركز يونس أمره الثقافي التركي بالدوحة، أولى فعاليات نادي القهوة التركية، وذلك بحضور سعادة الدكتور مصطفى كوكصو، سفير الجمهورية التركية لدى الدولة، وعدد من الشخصيات والمهتمين وأبناء الجالية التركية بالدوحة.
وحل الأستاذ جابر الحرمي، رئيس التحرير، ضيفاً على أولى فعاليات نادي القهوة التركية، عبر مداخلة قدمها بعنوان «العلاقات التركية القطرية في خدمة السلام والتنمية»، وأدار الجلسة الدكتور أحمد أويصال، مدير مركز يونس أمره الثقافي التركي بالدوحة، فيما حظيت المداخلة بتفاعل ونقاش لافت من جانب الحضور، لما أثارته من محاور عدة، عكست عمق العلاقات بين البلدين الشقيقين.
ومن جانبه، ألقى سعادة السفير التركي بالدوحة كلمة ترحيبية بالضيف. مؤكداً عمق العلاقات بين البلدين. وثمن سعادته الدور القطري الفعال، وانجازاته تجاه العديد من الملفات، لاسيما الملف الأخير، والمتعلق بدور الوساطة القطرية في تحقيق الهدن الإنسانية في غزة.
وبدوره، أكد د. أحمد أويصال، مدير المركز، أن إطلاق مركز يونس أمره لسلسلة نادي القهوة التركية، يأتي لتعزيز التواصل الفكري والثقافي بين تركيا وقطر. مشيراً إلى أن العلاقات بين البلدين تتمتع برؤى مشتركة، وانسجام تام في المواقف، ما جعلها في حالة تكامل.
واستهل الأستاذ جابر الحرمي مداخلته بالإشارة إلى دور مركز يونس أمره وخاصة خلال هذه المرحلة، في ظل الأزمات التي تستهدف الأمة، «والتي لم تعد فقط على مستوى الدول، بل تجاوزت حدود الجغرافيا، بهدف كسر إرادة الأمة، وإخضاعها، في الوقت الذي يعتبر فيه الرضوخ لهذه الأزمات جريمة بحق الأمة». وقال: لا تنقصنا أزمات أو صراعات، بعد تعددها وتنوعها، وأبرزها ما يجرd من محاولات لتفتيت المنطقة.
وانتقل من هذا المدخل ليؤكد أهمية العلاقات القطرية – التركية في ظل هذه التحديات، «وهي العلاقات التي لا تنحصر في نطاق البلدين، بل تعد أنموذجًا لعلاقات الدول على الصعيدين العربي والإسلامي، حيث اختبرت هذه العلاقات أكثر من مرة، غير أنها أظهرت صلابتها وقوتها، بوقوف قطر بجانب تركيا، والعكس».
وشدد الحرمي على أن العلاقات بين البلدين تقوم على مبادئ أخلاقية، ما جعلها علاقات نموذجية، جنبت الشعوب كثيرًا من الهزات. مشيرًا إلى النجاحات القطرية والتركية في الكثير من الملفات، نتيجة الجهود المخلصة، القائمة على مبادئ أخلاقية، البعيدة عن الأهواء، ما جعل البلدين ينظران إلى قضايا المنطقة من نافذة واحدة، كما سبق أن صرح بذلك الرئيس رجب طيب أردوغان عندما كان رئيسًا للوزراء».
وأعرب الحرمي عن فخره بالتعاون القوي بين قطر وتركيا، وهو ما يتم ترجمته بإقامة مشاريع كبيرة بين البلدين، علاوة على المخرجات التي تشهدها هذه المشاريع على كافة المستويات. مشددًا على ضرورة خلق حوار عربي- تركي. وتساءل: إذا كان العرب يتحاورون مع غيرهم، أليس من الأولى أن يكون هناك حوار عربي – تركي، مع إزالة كافة الجدران والحواجز التي تقف عائقًا تجاه التكامل العربي- التركي؟
ودعا النخب الثقافية والفكرية إلى أن تلعب دورًا تجاه تعزيز العلاقات العربية – التركية، دون أن يقتصر الحال على النخب السياسية، وأن تكون هناك إعادة قراءة صحيحة فيما يتعلق بالتاريخ العربي- التركي، دون اللجوء إلى طرف ثالث، لقراءة التاريخ من خلاله، والاستفادة من المكونات الثقافية والتاريخية بين البلدين في هذا الصدد.
مسؤولية المجتمعات
في ختام الجلسة، طرح الحضور رؤاهم حول ما يجري في غزة، وما تتعرض له من جرائم الاحتلال «الإسرائيلي»، وهو ما علق عليه الأستاذ جابر الحرمي. محملاً أفراد المجتمعات العربية والإٍسلامية مسؤولية ما يحدث في غزة. وقال: «إذا كان هناك شركاء دوليون في هذا العدوان، فإننا لا نعفي أنفسنا من المشاركة في هذه الجريمة، حيث تقع المسؤولية على عاتق الجميع، إذ هناك القطاع الاعلامي، ويمكن لجميع أفراد المجتمع أن يكونوا مؤسسات إعلامية متكاملة، من خلال هواتفهم، تجعلهم عناصر ضاغطة لوقف العدوان». وقال إن «هناك العديد من المواقف للإعلام الغربي تراجعت نتيجة تأثير الرأي العام، وإنه يجب الضغط في هذا الاتجاه، كما نريد أن يصل صوتنا لأهل غزة بأنه لا يمكن لنا أن تقبل ما يتعرضون له». مشددًا على ضرورة نقل الصورة الحقيقية لما يجري في غزة بعيدًا عن الرواية الصهيونية، دون الاستسلام أو الرضوخ لما يحدث، ما يتيح للجميع إمكانية المساهمة لفضح ما يجري من مجازر وجرائم إبادة.
مساحة إعلانية