جون ريفنبلاد لـ الشرق: الوساطة القطرية عالجت أزمة الثقة في المفاوضات

محليات
68
دور حيوي للدوحة في لوجستيات صفقة تبادل الأسرى..
واشنطن- زينب إبراهيم
أكد جون ريفنبلاد، مستشار شؤون الشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، أن لوجستيات صفقة الإفراج عن الأسرى الأمريكيين في السجون الإيرانية، مقابل الإفراج عن خمسة محتجزين إيرانيين في المقابل بأمريكا، وتحويل نحو 6 مليارات دولار من الأموال المتحفظ عليها في بنوك كوريا الجنوبية، يكشف الدور الحيوي للغاية للدوحة في عملية الوساطة، ورغم أن هذا المقترح في تبادل الأسرى لم يكن جديدا بين المفاوضين الأمريكيين والإيرانيين، ولكنه كان بحاجة مهمة إلى ما قامت به قطر من جهود تنسيقية مباشرة في إعطاء مزيد من الثقة في آليات التنفيذ، وأيضاً في تجدد المفاوضات التي بدأت بصيغة الإفراج عن الأسرى مقابل الأصول المجمدة ولكن مقيدة باشتراطات توجيهها لغايات إنسانية أو بما يعادلها بقيم علاجية وصفقات أدوية، وعموماً لعبت الوساطة القطرية دورها في تخفيف حدة أزمة الثقة التي كانت حاضرة في كثير من نقط التحول على مسار التفاوض لأن ضرر الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني لم يتم تقويضه إلى الآن، وارتباط ذلك أيضاً باعتبارات سياسية داخلية سواء في إيران، أو في أمريكا، وهو ما جعل أهمية حيوية لأدوار الوساطة في قطر وعُمان، من أجل إضافة مزيد من النجاح الحيوي للدبلوماسية القطرية التي تفاوضت في أكثر من عملية إفراج عن الأسرى سواء بين القوات الأمريكية وطالبان أو انخراطها في عدد من المفاوضات الحيوية في هذا الصدد بين أمريكا وإيران، وبين أمريكا وفنزويلا في محادثات استضافتها الدوحة بين كبار المسؤولين من الجانبين.
دور بارز لقطر
ويتابع جون ريفنبلاد، الخبير الأمريكي في شؤون الشرق الأوسط في تصريحاته لـ الشرق: كما أن لوجستيات نقل الأموال لتخرج من بنوك كوريا الجنوبية، ثم تحديد سبل إنفاق الأموال، وجاء بوضوح لاعتبارات عديدة، منها ما يحيط بالسرية إلى الآن حول التفاصيل الكاملة لصفقة تبادل الأسرى، رغم التصريحات الإعلامية الرسمية عن بداية الإفراج عن الأمريكيين المحتجزين أو أربعة منهم بالفعل إلى الإقامة الجبرية المنزلية، ثم الإعلان عن أمريكي آخر، ليكتمل تبادل عدد 5 محتجزين من الجانبين، ولكن يبقى ذلك رهينة تحويل الأموال حسب التصريحات الإيرانية، وستكون الكلمة الختامية في قطر بتأكيد وصول الستة مليارات من بنوك كوريا الجانبية، في عملية ستستغرق أيام العمل المصرفية اللازمة لتحويل المبلغ المطلوب وفقاً للسياسات المالية والطبيعة السياسية والمشاورات الحيوية مع قطر في هذا السياق، بجانب جانب ما يتعلق بالضمانات الكافية من الثقة والتي تمنحها قطر كوسيط حيوي في مسارات الوساطة مع أمريكا انطلاقاً مما تملكه قطر من مصداقية مهمة لدى الجانب الإيراني، وعلاقات متميزة وإستراتيجية تجمع الجانبين، وبالفعل مؤشرات الصفقة بنقل المحتجزين من سجن إيفين إلى الإقامة الجبرية تمهيداً للإفراج عنهم، نجاح جديد للدبلوماسية القطرية في اتفاقية معقدة استغرقت أكثر من عامين في عملية تفاوض صعبة وكانت محفوفة بتحديات عديدة على مدار الطريق.
وساطة مؤثرة
وأكد جون ريفنبلاد أن الدور الحيوي للوساطة القطرية في هذا الجانب، والوصول أخيراً إلى انفراجة مهمة بمكاسب واضحة في سياق التفاوض الأمريكي- الإيراني، سيدفع بكل تأكيد لمزيد من الجهود التفاوضية والمبادرات الدبلوماسية إلى التفاوض حول القضايا الأكثر تحدياً مثل الملف النووي الإيراني، وجعلت إمكانية تحقيق اتفاقات في ملف الأسرى وملف فك تجميد الأصول، بوجود درجة من الإرادة السياسية في أن تتمخض عن المفاوضات وزخمها الجيد في الفترة الحالية مقترحات أكثر أهمية فيما يتعلق بتخصيب اليورانيوم في إيران، وخطط العودة لاتفاقية العمل المشتركة الشاملة، وما يرتبط بالعقوبات الاقتصادية على قطاعات النفط والطاقة وإيران، وقوائم الحظر الأمريكي على الشخصيات الاقتصادية الإيرانية، وكلها ملفات مهمة للغاية. واضاف: من الجيد في هذه النقطة أنها باتت تحمل آمالاً أكبر بكثير من التي كانت عليها في ظل الإدارة السابقة، حيث لعبت قطر أيضاً دوراً حيوياً في احتواء التوتر الخطير الذي اندلع عقب انسحاب أمريكا من الاتفاق النووي الإيراني واغتيال قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، وتأثيرات ذلك على أمن الموارد والطاقة والمخاطر الإقليمية، وهي جهود تساهم فيها الدوحة لأكثر من مبادرة حيوية من أجل تدعيم الأمن والاستقرار الإقليمي.
مساحة إعلانية