محليات
0
الدوحة – قنا
ازدهرت في الآونة الأخيرة المراكز والمزارع المحلية التي تعنى بإكثار وإنتاج عدد من الطيور النادرة مثل الحباري والكروان والصقور وعدد آخر من الحيوانات، والتي كان أثرها جليّا في الواقع، يلمسه الصقارون وأهل الاختصاص.
وتجلى مردود الإنتاج في استغناء جمعية القناص القطرية في مسابقاتها على الحبارى الإلكترونية وتعويضها بالحبارى الحية، وهو ما لقي صدى طيبا لدى المتسابقين.
ولجأت جمعية القناص القطرية في بدايات مسابقاتها إلى الاستعانة بالحبارى الإلكترونية من أجل الحفاظ على الحياة الفطرية للصقور وتشجيع إنتاجها وتكاثرها في المزارع الخاصة، فضلا على الحفاظ على التنوع البيئي.
وفي هذا الصدد، سجلت المزارع ومراكز الإكثار حضورا قويا في معرض كتارا الدولي للصيد والصقور /سهيل 2023/، بأروقة كبيرة من أجل تعريف الجمهور بجهودها ومساعيها من أجل الاستدامة و الحفاظ على السلالات النقية والنادرة.
وأكد عدد من القائمين على هذه المزارع والمراكز في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطري /قنا/، على أهمية محطة معرض /سهيل 2023/ الذي يشجع على غرس موروث الصقارة والصيد لدى الناشئة، والانفتاح على تجارب الجهات المماثلة من دول أخرى في هذا المحفل الدولي.
وفي هذا السياق، قال سعادة الشيخ علي بن عبدالله بن ثاني آل ثاني، صاحب محمية /أم حيش/ لتربية طائر الحبارى والصقور، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/: إن مشاركة المحمية هذا العام في المعرض جاءت مميزة من خلال الطيور المهاجرة وغير المهاجرة وخاصة طائر /القطا/ الذي يعد من الطيور غير المهاجرة النادرة التي اندثرت وانقرضت وتم إعادة تأهيلها في أنحاء صحاري الدولة، مشيرا في الوقت نفسه إلى القيام أيضا بتفريخ طيور الكروان و/القطا/ وإطلاقها في البر بجميع أنحاء قطر لتتكاثر، إلى جانب حفاظ المحمية على طائر الحبارى من الانقراض.
وأوضح سعادته أن محمية /أم حيش/ تحرص على المشاركة في المعرض منذ نسخته الأولى، مؤكدا على أهمية معرض /سهيل/ الذي يجمع كل ما يلزم من أدوات يحتاجها الصيادون وهواة الصيد بالصقور في مكان واحد.
وتأسست محمية /أم حيش/ في عام 1950 على يد الشيخ عبدالله بن ثاني بن جاسم آل ثاني، رحمه الله، وتضم الغزلان والحبارى ومجموعة من الطيور، إلى جانب الصقور.
من جانبه، قال السيد علي بن عبدالله المسند صاحب مركز الزبارة لإنتاج الصقور في قطر في تصريح مماثل لـ/قنا/، “إن الشغف والاهتمام بعالم الصقور ألهمنا ودفعنا إلى معرفة تربية أكثر أنواع الصقور أهمية في العالم، كما أن الطموح والاهتمام بتربية وإكثار الصقور وإطلاقها في البرية صار شغفا يقودنا إلى الطريق الصحيح للمعرفة “.
وأوضح أن من بين أنواع الصقور التي يهتم بإنتاجها وتكاثرها: صقر الشاهين، صقر الجير أو (السنقر) ثم الصقر الحر، مؤكدا في الوقت نفسه اهتمام المركز بالطبيعة وذلك لما تقدمه من فوائد جمة للأجيال.
ونوه علي بن عبدالله المسند بأن من أهداف المركز أيضا إنتاج صقور الشواهين من نوع (الكاليدوس) لضمان نقاوة الدم ثم إطلاق بعضها مستقبلا في مواطنها الأصلية بالتعاون والتنسيق مع الجهات المختصة داخل قطر وخارجها، كاشفا بأن مركز الزبارة لإنتاج الصقور في قطر، استطاع أن ينتقي من أفضل الدماء النقية المرغوبة في مجالات الصيد ومسابقات الصقور لتكون حجر الأساس في برنامج الإنتاج لديهم.
من جهته، قال السيد مسند عبداللطيف المسند، مؤسس وصاحب مركز أبحاث البيداء لإكثار الحباري والطيور لـ/قنا/: إن المساهمة في تنمية وحماية البيئة والحياة الفطرية من خلال الأبحاث العلمية والدراسات الميدانية والعمل على إكثار طائر الحبارى والطيور البرية والصقور وإدارة المشاريع المشابهة، دفعه لتأسيس المركز.
ويقع المركز البالغ مساحته 14990 متر مربع داخل مزرعة خاصة في منطقة الخور، ويتكون من عدد من المكاتب الإدارية وغرف الأعلاف وحاضنات البيض والفراخ ومباني مكيفة وأقفاصا خارجية، وغرف تحليل ومراجعة بيانات الطيور والبيانات الحيوية الأخرى، وغرفة التفقيس ورعاية الصغار والعيادة البيطرية لعلاج وتحصين الطيور من الأمراض التشوهات ويعمل به فريق من المتخصصين أصحاب الخبرة.
وأوضح المسند أن من أهداف المركز الكائن بمدينة الخور، هو خلق نموذج قابل للتطبيق والاستمرار والنمو، وتجاوز العقبات من خلال البحث والتجربة والتحليل والمشاركة مع مراكز البحوث والجامعات ومشاريع الإكثار، فضلا على المساهمة في إثراء هواية القنص والصيد واستدامتها، بالإضافة إلى إكثار الحباري والطيور وإطلاقها في البرية.
ونوه مؤسس وصاحب مركز أبحاث البيداء لإكثار الحباري والطيور، بأن المركز الذي بدأ عمله عام 2020، استطاع إنتاج 28 حبارى عاما واحدا بعد التأسيس (2021)، وارتفع هذا العدد إلى 78 في العام الموالي (2022)، كاشفا بأن المركز من ضمن خططه المستقبلية، العمل على زيادة البحث والدراسة، وزيادة الإنتاج وتنوعه، وعقد الشراكة مع أصحاب الاختصاص والمهتمين والمراكز البحثية والمنظمات المتخصصة، ودعم البيئة والإكثار في الأسْر، ثم إدارة المشاريع وتقديم الاستشارات.
وكان المركز قد وقع خلال معرض /سهيل 2022/، اتفاقية تعاون مع مركز الجريش لإكثار الحباري في المملكة العربية السعودية.
مساحة إعلانية