في مشهد غير مألوف، تحدت سيدة تونسيّة الصورة النمطيّة عن “المسحّراتي”، لتنطلق باحثة عن مورد رزق تقاوم به ظروفها الاجتماعية الصعبة.
فمنيرة الكيلاني سيدة من مدينة النفيضة التابعة لولاية سوسة، تبلغ من العمر 56 عاما، تقلّدت “طبلة” والدها التي ورثتها عنه، وراحت تجوب بها أرجاء الأزقّة والأحياء السكنيّة في مدينتها، خلال شهر رمضان من أجل إيقاظ السكّان للسحور.
امتهنت هذا العمل منذ 2019، لتوفر لقمة عيشها ولتواجه الظروف الاجتماعية الصعبة التي تعيشها مع عائلتها.
وراحت تجوب شوارع مدينة النفيضة في الساعات الأخيرة من الليل حاملة الطبل، داعية الأهالي إلى الاستيقاظ لتناول السحور، محاولة صنع أجواء من البهجة رغم ألمها على وضعها الاجتماعي .
ظلام الليل والمضايقات؟!
إلا أنها أكدت في تصريحات محلية أنها لا تخاف من الخروج في الظّلام.
كما شددت على أنها لم تتعرّض أبدًا لمضايقات، بل دائمًا ما كانت تجد مساندة من الجميع، مشيرة إلى أنها كانت تصر في صغرها على مرافقة والدها الذي كان يمتهن “أبو طبيلة” أيضا لمشاركة جولاته.
إلى ذلك، أوضحت أنها تقوم أيضا بتجميع القوارير البلاستيكية وبعض الخبز من عند الجيران في الأيام العادية، لإعالة عائلتها المكونة من أم مسنة وأخ مريض طريح الفراش .
يشار إلى أن مهنة “أبو طبيلة” أو مهنة “الثلاثين يومًا”، كما يطلق عليها في تونس تعدّ من المهن التي يتم توارثها جيلًا بعد جيل رغم مرور عقود على ظهورها
فهي على ما يبدو مهنة تقاوم الاندثار، وتظل باقية في أذهان الكبار، ومحببة لدى الصغار، بحسيث لا يكتمل شهر رمضان إلا بوجود “المسحراتي”.