محليات
58
نشوى فكري
أكد عدد من الخبراء والأكاديميين أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الأول لمجلس الشورى أمس، جاء يحمل رسائل سامية إلى افراد المجتمع والعالم أجمع بما تضمنه من قضايا محلية واقليمية وعالمية، مؤكدين في حديثهم لـ «الشرق» أن الخطاب السامي جاء شاملا ودقيقا ويمثل خطة عمل لكافة مفاصل الدولة خلال المرحلة المقبلة. لافتين إلى حرص صاحب السمو كالعادة على الاهتمام بالأسرة باعتبارها اللبنة الاساسية لبناء المجتمع وكذلك تربية الابناء وتنشئهتم بالطريقة الصحيحة لاعداد أجيال للمستقبل قادرة على المساهمة في بناء ورفعة الوطن، علاوة على الحرص السامي على الاستثمار في الكادر البشري باعتباره ركيزة أساسية في مسيرة التنمية.
د. عبد العزيز كمال: الخطاب بمثابة خطة عمل
أكد الدكتور عبد العزيز كمال، الأكاديمي وعضو مجلس الشورى الأسبق، أنه مما لاشك فيه أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كالعادة جاء خطابا شاملا ودقيقا، خاصة فيما يتعلق بالرسائل السامية التي يريد سموه توصيلها للعالم وللمجتمع، مشيرا إلى أن هذا الخطاب يعتبر بمثابة خطة عمل للدولة، حيث يضع خريطة الطريق للعمل بمؤسسات الدولة… وأشار إلى أن هذا الخطاب جاء مختلفا، فقد استهل سمو الأمير خطابه بالتطرق للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية الأمة العربية في الوقت الحالي، حيث أكد على خطورة الحصار الجائر الذي تتعرض له غزة، وقتل الأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ ومسنين بدون وجه حق، كما حرص سموه على انتقاد بعض الدول التي تساند إسرائيل، فلا يجوز إعطاء الضوء الأخضر لقتل الأبرياء، ولذلك فإن صاحب السمو كان حاسما فيما يتعلق بهذه القضية. وأوضح د. كمال أن سموه قد تطرق في الخطاب للشوؤن الداخلية للبلاد، والتأكيد على اهمية النمو الاقتصادي واستراتيجية التنمية الوطنية الثالثة، وكذلك التأكيد على النظرة الإيجابية للاقتصاد المحلي وكيفية خفض التضخم، منوها إلى ان سموه حرص كعادته ايضا على التأكيد على أهمية الانسان والاستثمار فيه باعتباره ركيزة التنمية. واضاف قائلا: كما عرج صاحب السمو على الدور الكبير الذي لعبته قطر والوساطة الناجحة فيما يتعلق بالاتفاق الأمريكي الإيراني لتبادل المحتجزين، وكذلك سماح روسيا لأربعة أطفال أوكرانيين أن يلتحقوا بعائلاتهم في أوكرانيا، وهذه جميعا إنجازات تحسب لقطر وحكمة صاحب السمو. ولفت إلى اهتمام صاحب السمو بالأسرة، باعتبارها حجز أساس المجتمع، فعندما يتم تربية الأبناء وتنشئتهم بطريقة سليمة ينتج عنها جيل قادر ومستعد لبناء الوطن.
د. أحمد الساعي: خطاب شامل ركز على كافة قضايا الدولة
يرى الدكتور أحمد الساعي، الأستاذ بجامعة قطر، أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، جاء شاملا حيث انه تطرق للعديد من القضايا التي تمس الشأن الداخلي والخارجي، مشيرا إلى أنه كعادة سموه فلا تغيب عنه في كل خطاباته القضايا القومية العربية، وكعادته من اهتمام بقضيتنا العربية الأولى، وهي فلسطين المحتلة، وما يعاني منه أهل غزة من ظلم وقصف وسفك للدماء الطاهرة في غزة العزة، وما يطلبه من العالم المتحضر من العدالة وعدم الكيل بمكيالين، وهذا دليل على أن سموه يحمل هموم الأمة ويطالب المجتمع الدولي بضرورة وضع حل لها… وأوضح أن صاحب السمو كذلك في الخطاب حرص على التركيز أيضا على بعض القضايا الداخلية، وطمأنة المجتمع القطري، بما حققته البلاد في العديد من المجالات، وان سموه قد ركز في الخطاب على التطرق لكافة قضايا الدولة وخاصة كل ما يتعلق بالتنمية، حيث حرص سموه على التأكيد على حرص الدولة على التنمية الوطنية والتعليم والاقتصاد والصحة والقضاء، وضرورة المساهمة المجتمعية والشراكة بين القطاعين العام والخاص فيما يتعلق بالتعليم… لفت د. الساعي إلى أن الأمير أيضا تطرق إلي قضية في غاية الأهمية، ألا وهي البيئة والتأكيد على أن الدولة تضعها في أولوياتها من خلال العمل على زيادة المساحات الخضراء.
د. عبد الله العمادي: خطاب سموه جاء مطمئناً للمجتمع القطري
أكد الدكتور عبد الله العمادي، أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، في افتتاح دور الانعقاد السنوي الثاني والخمسين لمجلس الشورى، قد جاء تأكيداً للموقف المبدئي لدولة قطر من قضية الأمة، وعلى غير عادة سمو الأمير في افتتاحيات مجلس الشورى، بدأ خطابه بالقضية الاولى في العالم حالياً، قضية الظلم الصهيوني الواقع على اهل فلسطين، وغزة تحديداً… وأشار إلى أن سموه كان واضحاً في التأكيد على أن ما يجري بغزة هو الظلم بعينه، حتى قال: كفى، مضيفاً الى انه لا يجوز أن تُمنح إسرائيل ضوءا أخضر غير مشروط من الغرب، وإذناً غير مقيد بالقتل… وتابع قائلا: فنحن لا نقبل الكيل بمكيالين والتصرف كما لو أن حياة الأطفال الفلسطينيين لا تحسب وليس لديهم وجوه ولا أسماء، وهذا موقف يُحسب لدولة قطر على رغم الصمت المطبق على كثير من عواصم العرب الرئيسية وللأسف.
وأوضح د. العمادي، أن دولة قطر عبر خطاب سموه، تدرك أن لهذا الموقف تبعات، متسائلا إن لم يكن لنا موقف واضح ثابت في مثل هذه الازمات والكوارث التاريخية، فمتى تكون المواقف اذن؟… ولفت إلى أنه من جانب آخر، جاء خطاب سموه مطمئناً الداخل القطري على قوة اقتصاده وصحته، وخطواته الثابتة المستمرة والمستقرة في عالم البناء والتنمية وتنويع الاستثمار الأمر الذي سينعكس على الاستقرار الداخلي بإذن الله.
مريم الحمادي: الدعوة لحل النزاعات بالحوار والدبلوماسية
اكدت الكاتبة والاعلامية مريم ياسين الحمادي أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى حفظه الله، قدم أولوية المواضيع المطروحة في خطابه في افتتاح دور الانعقاد العادي الثالث من الفصل التشريعي الأول، في هيكلة مختلفة وضع على رأس أولوياتها، القضية الفلسطينية، والظروف الصعبة للأشقاء الفلسطينيين، والظروف العصيبة التي يعانون منها. ووضع سموه وصف دولة قطر بـ «دعاة السلام»، كما قدمها بأنها « وسيط موثوق به « في صنع السلام وفض النزاعات عبر الحوار والدبلوماسية. كما حدد موقف الدولة بقوله «كفى» وهي مرحلة من الوصول لما لا يمكن الصبر عليه أكثر من ذلك، لإيقاف التجاهل الموافقات على ما يحدث في فلسطين. مع تمسك دولة قطر بالمبادرات الإقليمية والعربية والمطالب الشرعية. كما ركز سمو الأمير على الاقتصاد والاستثمار وتحقيق مشاريع استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة. ووضع منهجية، لتنفيذ الخطط الاقتصادية، وتعزيز جهود تنويع مصادر الدخل. وأوضح سمو الأمير الإجراءات التي اتخذتها الدولة لتعزيز الانفتاح الاقتصادي، والشراكة مع القطاع العام والخاص.
وحدد التحديات في تأدية هذه الأعمال، وهي ضرورة العمل على سد الثغرات القانونية، والعمل على إزالة المعوقات ولاسيما عدم وضوح الإجراءات، وجهل الموظفين، والتضارب بين الهيئات. كما وجه سمو الأمير للتنسيق والاستثمار في رأس الـمال البشري.
التأكيد على متطلبات التنمية من خلال التشريعات والسياسات وعملية تنفيذها من جانب أجهزة الدولة الـمختلفة، واعتبار المواطن جزءا من العمليات من
منطق التفاعل الحضاري بما يشتمل عليه من تسامح وتقبل للتنوع. فالتفاعل الحضاري وتقبل الاختلاف ليس نقيض الهوية القطرية العربية الـمسلمة. وركز سموه على الاهتمام بالأسرة والمجتمع. واختتمت الحمادي قائلة إن كلمات سمو الأمير تسهم في توحيد رؤى الخطط التنفيذية القادمة وتيسير متابعتها من الجميع. وهذا يساعد مجلس الشورى أيضا في أجندته القادمة.
د. لطيفة المغيصيب: تناول أهم ركائز الحياة والأحداث المعاصرة
أوضحت الدكتورة لطيفة المغيصيب، الاستاذة بجامعة قطر، أن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، قد غطى أهم ركائز ومستجدات الحياة والأحداث المعاصرة والتى من ابرزها القضية الفلسطينية، حيث وجه سموه كلمات صريحة ومباشره لإسرائيل، وبصيغة الجمع والتى تظهر أن المسلمين كالجسد الواحد. وأشارت إلى أنه قد تكررت كلمة نحن فى خطابه مثل: نحن لا نقبل الكيل بمكيالين، نحن نقول كفى لا يجوز ان تمنح اسرائيل ضوءا اخضر غير مشروط غير مقيد بالقتل، نحن ندعو الى وقفة جادة اقليميا ودوليا أمام هذا التصعيد الذي نشهده، والذي يهدد امن المنطقه والعالم، الأمر الذي يظهر موقف قطر ودورها في صنع السلام وفض النزاعات عبر الحوار والدبلوماسية، مثل وساطة قطر في الاتفاق الامريكى الايراني لتبادل المحتجزين وبوساطة قطر لسماح روسيا لأربعة اطفال اوكرانيين ان يلتحقوا بعائلاتهم في اوكرانيا.
كما اشار سموه إلى أن اقرار التشريعات من اعلى لا تكفي للتنمية المنشودة إلا اذا تكامل حسن تنفيذها من اجهزة الدوله المختلفة الى بجانب دور المواطن ومسؤوليته وواجباته تجاه وطنه، لافتة إلى أن سموه قد تطرق إلى أن دور التكامل هذا كان ملحوظا وكان سببا من اسباب نجاح كأس العالم في قطر، واستكمالا لمسيرة التنمية… ونوهت إلى أن الخطاب قد ركز على طمأنة المجتمع القطري ووقوفه على المستجدات فيما يتعلق بالجانب الاقتصادي وذلك رغم الصعاب التي يعاني منها الاقتصاد عالميا، حيث لفت سمو الأمير إلى قرب الانتهاء من استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة. وبينت د. المغيصيب أن صاحب السمو أيضا قد تطرق في خطابه إلى التأكيد على أن الحفاظ على البيئة والوفاء بمتطلباتها من أولويات الدولة، خاصة وأن قطر قد حرصت على زيادة المساحات الخضراء وبناء محطات معالجة المياه وإعداد برنامج وطنى متكامل لإدارة النفايات وتحويلها الى طاقة نظيفة.
مساحة إعلانية